Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهند يمكن أن تكون أول بلد يتعرض لموجات حر تهدد بقاء الإنسان

تقرير المؤسسة الدولية يقول إن "حاجة السكان للحفاظ على برودة الجسم في غمرة درجات حرارة شديدة يمكن أن تشكل خطاً فاصلاً بين الحياة والموت"

"يمكن أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء الهند في تعريض الإنتاج الاقتصادي للخطر أيضاً..." (رويترز)

توصلت دراسة جديدة أجراها "البنك الدولي" World Bank، إلى أن الهند قد تصبح قريباً إحدى أوائل الدول في العالم التي تعاني من موجات حر قد تحطم حدود قدرة الإنسان على البقاء.

التقرير الذي يحمل عنوان "فرص الاستثمار المناخي في قطاع التبريد في الهند" Climate Investment Opportunities in India’s Cooling Sector، صدر خلال اجتماع "شركاء الهند للمناخ والتنمية"  India Climate and Development Partners’ Meet الذي استمر يومين، ونظمه "البنك الدولي" يوم الأربعاء الفائت بشراكة مع حكومة ولاية كيرالا الهندية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء في التقرير أن "موجة الحر الأخيرة تؤكد ما كان قد نبه إليه عدد من علماء المناخ قبل فترة طويلة، عندما أشاروا إلى ارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء مناطق جنوب آسيا"، وإلى أن موجات الحر الشديدة، المسؤولة عن آلاف الوفيات في جميع أنحاء الهند على مدى العقود القليلة الماضية، "تتزايد بوتيرة مثيرة للقلق وتنذر بالخطر".

وكان "أطلس مجموعة الدول الـ20 لمخاطر المناخ"  G20 Climate Risk Atlas (أداة تعطي صورة شاملة عن الاتجاهات التاريخية والتغيرات المستقبلية في المناخ لدعم عملية وضع السياسات واتخاذ القرارات) قد حذر العام الماضي من موجات حر تطال مختلف أنحاء شبه الجزيرة الهندية، مرجحاً "أن تتواصل 25 مرة أكثر، في الفترة المستقبلية الممتدة ما بين السنة 2036 والسنة 2065، إذا ظلت انبعاثات الكربون مرتفعة، وذلك وفقاً لما جاء في أسوأ سيناريو انبعاثات حرارية وضعته "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" Intergovernmental Panel on Climate Change (IPCC)  الذي توقع موجات حر أكثر تواتراً وشدة في العقد المقبل من الزمن، وفقاً للتقرير.

وأضاف أن "الهند تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة التي تصل في وقت مبكر وتستوطن لفترة أطول في البلاد. ففي شهر أبريل (نيسان) من السنة 2022، وقعت الهند في قبضة موجة حر خانقة مطلع الربيع، تسببت في تعطل البلاد، بعدما تجاوزت الحرارة في العاصمة نيودلهي عتبة 46 درجة مئوية".

ولاحظ أن شهر مارس (آذار) من هذه السنة- الذي شهد ارتفاعات غير عادية في درجات الحرارة- كان من أكثر الشهور حرارة على الإطلاق التي سجلت في البلاد.

وأكد التقرير ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء الهند، وكذلك الحاجة إلى الحفاظ على برودة الجسم. لكن في بلد يعيش فيه ثلثا السكان بأقل من دولارين في اليوم، وحيث يمكن أن يتفاوت متوسط كلفة وحدة تكييف هواء ما بين 260 دولاراً و500 دولار، فإن أنظمة تبريد الهواء تعد نوعاً من الترف والكماليات.

وأشار إلى أن ثمانية في المئة فقط من المنازل الهندية تمتلك وحدات تكييف. وقال: "يمكن أن تساعد المراوح الداخلية والكهربائية السكان في الحفاظ على برودة جسمهم، لكنها هي الأخرى باهظة الكلفة  لشرائها وغير فعالة. ونتيجة لذلك، فإن عدداً من المجتمعات الفقيرة والمهمشة في مختلف أنحاء الهند يظل أكثر عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة، بحيث يعيش الناس هناك في منازل ساخنة، مزدحمة وتفتقر للتهوئة الجيدة، من دون أن تتوافر لهم وسائل كافية للتبريد".

تقرير "البنك الدولي" نبه إلى أن "حاجة الناس للحفاظ على برودة أجسامهم وسط درجات الحرارة مرتفعة للغاية، هي أكثر من مجرد ضرورة لتأمين راحتهم، إذ يمكن أن تشكل بالنسبة إليهم خطاً فاصلاً بين الحياة والموت".

وأضاف: "يمكن أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء الهند في تعريض الإنتاج الاقتصادي للخطر أيضاً. وأشار التقرير في هذا الإطار إلى أن "نحو 75 في المئة من القوى العاملة في البلاد، أو 380 مليون شخص، يعتمدون على العمالة المعرضة للحرارة، وفي بعض الأحيان يعملون وسط درجات حرارة قد تهدد حياتهم".

وأوضح أنه مع مساهمة الأعمال المعرضة للحرارة في نحو نصف الناتج المحلي الإجمالي للهند، فإن البلاد "مهددة بشدة بفقدان الوظائف. وبحلول السنة 2030، قد تخسر الهند نحو 34 مليوناً من أصل 80 مليوناً من الوظائف العالمية المتوقعة بسبب الإجهاد الحراري المرتبط بانخفاض الإنتاجية".

وأمام ارتفاع الطلب وحده على تبريد المساحات بمعدل سنوي متوسط بلغ أربعة في المئة منذ عام 2000، يرى التقرير أخيراً أن هناك "فرصة كبيرة أمام الهند لتشجيع الابتكار والاستثمار في هذا القطاع في المستقبل، عن طريق توفير بيئة سياسية مواتية له".

© The Independent

المزيد من بيئة