Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الفطر" ليس عيدا للتجار في العراق

الركود يضرب الأسواق بسبب الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار

ارتفاع غير مسبوق بأسعار المواد والسلع في العراق (أ ف ب)

أسهمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والغلاء المعيشي نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي في انخفاض القدرة الشرائية لكثير من شرائح المجتمع، لا سيما بعد ارتفاع معدلات الفقر، أمام ركود مستمر شهدته الأسواق البغدادية قبل حلول عيد الفطر.

مصطفى رسول، صاحب محل لبيع الملابس في إحدى الأسواق الشعبية ببغداد، قال إن "الأوضاع الصعبة من غلاء معيشي وارتفاع أسعار المواد الغذائية والملابس وغيرها، عززت من الركود الذي شهدته الأسواق منذ تفشي جائحة كورونا في البلاد وتغيير سعر صرف الدولار".

وأضاف رسول، في حديثه لـ "اندبندنت عربية"، أن "كثيراً من العوائل العراقية باتت غير مستعدة لشراء الملابس نتيجة الوضع الاقتصادي، الذي تمر به كل الأسر البغدادية، وارتفاع أسعار السلع التي تدخل في متطلبات العيد"، مبيناً أنه "خلال السنوات السابقة كانت حركة الأسواق تنتعش قبل أيام من حلول شهر رمضان".

بين الركود والانتعاش

في المقابل، قال الباحث الاقتصادي، نبيل جبار العلي، إنه على الرغم من عدم وجود مؤشرات دقيقة، إلا أنه لا يمكن وصف الوضع بالركود أو الانتعاش، موضحاً، "في الغالب تعيش السوق العراقية حالة متقلبة غير منتظمة، ولن يكون سبب ظاهرة عدم الانتظام مرتبطاً بمحركات السوق الأساسية، بل أعتقد كونها مرتبطة بأسباب الفوضى، وعدم الانتظام في المسارات السياسية والاقتصادية المسؤولة عنها الدولة بشكل رئيس، التي قد تمثل أنشطة الدولة أكثر من نصف أنشطة الناتج المحلي الإجمالي، وتباين نشاطها قد يؤثر على السلوك التجاري العام في البلد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عراقيل أمام القوة الشرائية

في حين أقر الباحث الاقتصادي، صالح لفتة، بأنه "ليس من العدل القول إن جميع العراقيين فقراء ويعانون من زيادة الأسعار وأوضاعهم الاقتصادية متدهورة"، مضيفاً "الزحام في الأسواق والمطارات والسيارات الفارهة ما هو إلا دليل على وجود كثير من العراقيين الأغنياء وميسوري الحال الذين يحصلون على ما يريدون بسهولة".

واستدرك قائلاً "لكن في الوقت نفسه هناك زيادة في معدلات الفقر في البلاد، وارتفاع نسب البطالة، ونقص قيمة الدينار العراقي أمام الدولار، وارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد والسلع". مؤكداً أن "عدم نجاح الحكومة في السيطرة على السوق وافتقارها لخطط دعم الشرائح الفقيرة، كل ذلك أثر على القوة الشرائية للمواطنين من الطبقات، التي تعتمد على الإعانة والرواتب الحكومية، وقلل مما يشترونه من الأساسيات". 

وتابع لفتة "أيضاً كثير من العراقيين يستبقون موسم الأعياد ويشترون ملابسهم وما يحتاجون قبل اقتراب العيد تجنباً للزيادة الكبيرة في الأسعار التي تشهدها الأسواق بسبب زيادة الطلب، ما يوحي بوجود ركود كبير في الأسواق".

المزيد من منوعات