Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روائح الكعك تغيب عن عيد الفطر في تونس

غياب المواد الأساسية لتحضير الحلويات وارتفاع أسعار "الجاهزة" قد يجعله مختلفاً للعائلات محدودة الدخل

ارتفاع الأسعار يكدر استعدادات عيد الفطر في تونس  (أ ف ب)

كأغلب البلدان العربية يستعد التونسيون لعيد الفطر بعاداتهم الخاصة كإعداد الحلويات الشعبية التي يتميز بها هذا العيد عن سواه من المناسبات، فضلاً عن ملابسه الجديدة التي لا يمكن أن يمر من دونها بخاصة لدى الأطفال، لكن في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية، وغياب عدة مواد أساسية، أصبح العيد يمثل مناسبة من دون رائحة، وموعداً يثقل جيوب التونسيين، وتجعله ليس كغيره من أعياد الماضي القريب.

وتحاول الحكومة التونسية التحكم في الأسعار، إذ أصدرت وزارة التجارة بلاغاً بداية رمضان حددت من خلاله مختلف السلع، بينما أصدر رئيس الجمهورية قيس سعيد قبل بداية رمضان مرسوماً يتعلق بمقاومة المضاربة والاحتكار المتعلقين بالمواد الأساسية بعقوبات تصل إلى حد السجن المؤبد، لكن كل هذه الخطوات من الجانب الرسمي لم تثمر على أرض الواقع وبقيت الأسعار مشتعلة والمواد الأساسية مفقودة.

عادة ما يستعد التونسيون بداية من النصف الثاني من شهر رمضان لاستقبال العيد بالحلويات التقليدية التي تحضرها العائلات في منازلهم وتحتاج هذه الحلويات لعدة مواد أساسية أغلبها غير متوفرة في السوق كالدقيق والزيت المدعم وحتى السكر.

تقول شريفة، "إنها دأبت منذ 30 عاماً على صنع المقروض خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، إلا أنها إلى حد اليوم لم تستطع توفير المكونات الأساسية لهذه الحلويات التقليدية التي تتكون أساساً من الدقيق والزيت المدعم". تضيف، "إنها حزينة لأن أحفادها وأبناءها سيأتون لمعايدتها، ولن يجدوا طبق الحلويات المفضل لديهم". وعلى الرغم من أن الحكومة التونسية تقول، "إن لديها ما يكفي من المواد الأساسية لحدود مايو (أيار) المقبل، فإن عدم توفر هذه المواد في الأسواق يثبت العكس ويجعل العثور عليها مهمة صعبة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهتها تقول ليلى، "إن عدم توفر المواد الأساسية وغلاء الحلويات الجاهزة سيجعلها تفكر في إلغاء هذه العادة أو الاكتفاء بالقليل لأطفالها". وبخصوص لباس العيد قالت، "للأسف راتبي وراتب زوجي لا يسمحان لنا بشراء ملابس جديدة، فلجأنا للمستعملة لكنه في حالة جيدة".

آلاف العائلات مثل عائلة ليلى في تونس التي تحولت من متوسطة إلى محدودة الدخل، الشيء الذي جعل نسبة الفقر ترتفع في هذا البلد، إذ توقع البنك الدولي أن تصل نسبته إلى حدود 3.4 في 2022، و3.1 في المئة 2023.

ارتفاع غير مسبوق 

غياب المواد الأساسية لتحضير حلويات العيد وارتفاع أسعار الجاهزة قبل أيام من العيد قد يجعل عيد تونس مختلفاً هذه السنة بخاصة لدى العائلات محدودة الدخل. يقول رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي، "إن أسعار الحلويات شهدت ارتفاعاً غير مسبوق خلال النصف الثاني من شهر رمضان وأياماً قليلة قبل عيد الفطر". وأشار إلى "أن ملابس العيد هذه السنة شهدت ارتفاعاً بنسبة تجاوزت 20 في المئة على أقل تقدير، مقارنة بالسنة الماضية"، مقدراً معدل كلفة كسوة عيد كاملة لطفل 250 ديناراً (70 دولاراً).

من جهته يقول رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك عمار ضية، إن "عيد هذا العام لن يكون بأفضل من نظيره الماضي، الذي عانينا خلاله تبعات كورونا"، وأضاف، "المستهلك التونسي لم يعد قادراً على مجاراة الارتفاع النشط للأسعار"، ويرى "أن المنظمة التي من أهم أدوارها توعية المستهلك وترشيد السلوكيات أصبحت في حرج ولم تعد تستطيع القيام بدورها بسبب تدهور القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار".

يضيف، "أن الشيء الوحيد الذي يمكن فعله اليوم هو مقاومة الاحتكار وظاهرة التهريب للحفاظ على استقرار الأسعار، وبالتالي مراعاة المستهلك والحفاظ على المؤسسات التونسية التي أصبحت أيضاً مهددة". وأرجع أسباب هذا الارتفاع غير المسبوق في أسعار لملابس العيد إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج وزيادة تكلفة المواد الأولية والأقمشة والمستلزمات المستوردة من الخارج وتراجع قيمة الدينار التونسية".

وعلى الرغم من التخفيضات الاختيارية والطفيفة التي أقرتها الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة، فإن رئيس الغرفة محسن بن ساسي، قال، "إن نشاط تجار الملابس تراجع بشكل كبير"، مضيفاً "من المفترض أن تحظى الأيام الأخيرة من شهر رمضان بإقبال أكبر، لكنه منعدم هذا العام بأسواق الملابس الجاهزة".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات