Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدستوري الحر" يعتصم أمام اتحاد علماء المسلمين في تونس مطالبا بحله

منعت قوات الأمن رئيسة الحزب عبير موسي وأنصارها من الوصول إلى المقر

وسط تعزيزات أمنية كبيرة، تجمع عدد من مناصري الدستوري الحر، اليوم الثلاثاء، أمام مقر فرع اتحاد علماء المسلمين في تونس العاصمة، للتنديد باستمرار نشاط هذا الفرع في تونس.

ورفع المعتصمون شعارات مناوئة للإسلام السياسي، منددة بالإرهاب، داعين رئيسة الحكومة نجلاء بودن إلى اتخاذ قرار بغلق هذا الفرع في تونس.

"وكر للفكر المتطرف"

وكانت قوات الأمن منعت، صباح اليوم الثلاثاء، رئيسة حزب الدستوري الحر، عبير موسي وأنصارها، من الوصول إلى مقر اتحاد العلماء المسلمين في العاصمة. واعتبرت موسي أن المقر "وكر للمجرمين والفكر المتطرف"، داعية إلى غلقه.

وفي وقت سابق، حذرت موسي خلال ندوة عقدها الحزب تحت عنوان "العنف السياسي ضد الدستوريين خلال العشرية السوداء... إلى أين؟" السلطة  القائمة من التعرض لأنصار الحزب، وغلق المنافذ أمامهم، والاعتداء عليهم خلال الاعتصام الذي سينفذه أنصار الحزب، أمام مقر اتحاد العلماء المسلمين فرع تونس.

وشددت موسي على أن الاعتصام سيكون مفتوحاً إلى حين استجابة السلطة القائمة لمطالبهم وهي غلق فرع علماء المسلمين، لما يمثله من تهديدات على أمن واستقرار البلاد ونظامها الجمهوري. بحسب تعبيرها.

"الدولة راعية للإرهاب"

واتهمت موسي الدولة بأنها "ترعى الإرهاب والعنف والتنظيمات الأجنبية المشبوهة مطالبة بفتح ملفات تمويلات الجمعيات في تونس".

كما طالب الحزب الدستوري الحر رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، بتفعيل الفصل 45 من مرسوم الجمعيات المؤرخ في 24 سبتمبر (أيلول) 2011 لاستكمال إجراءات حل ما يسمى "فرع تونس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" والانطلاق في إجراءات حل "جمعية صاحب الطابع للثقافة الإسلامية" و"رابطة تونس للثقافة والتعدد" وغيرها من الجمعيات ذات العلاقة بتبييض الأموال وبالتنظيمات الإرهابية عبر العالم".

وشدد الحزب في بيان على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الجمعيات، والإذن بإيقاف العمل باتفاقيات التعاون والشراكة وكل أشكال التعامل بينها وبين الوزارات ومختلف أجهزة الدولة وطنياً وجهوياً ومحلياً.

الاستقطاب على أساس الهوية

في المقابل، رأى الصحافي خليفة شوشان، أن عبير موسي تعتبر معركتها الأساسية مع الإخوان المسلمين في تونس، وهي تعمل على تكريس فكرة أنها هي "الوحيدة التي قاومت المد الإخواني في تونس، وهي الوحيدة الجادة في محاربتهم، بينما تعتبر أن البقية بصدد المناورة السياسية وليسوا جديين في مقاومة هذا التيار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف شوشان، أن موسي "تعمل على إعادة الاستقطاب على أساس الهوية، للقيام بعملية فرز بين من هو فعلاً ضد الإخوان المسلمين ومن يناور من أجل مكاسب سياسية"، موضحاً أن تأسيس هذا الفرع في تونس مدخل للتمكين العلمي، وداعياً القضاء إلى اتخاذ قرار بالغلق النهائي لهذا الفرع في تونس.

جمعية قانونية مرخص لها

من جهة ثانية، اعتبر الصحافي التونسي صالح عطية، أن عبير موسي "تخلت عن القضايا الأساسية التي تهم التونسيين، وتهتم بقضايا جانبية، وباتت تمارس نوعاً من الفولكلور السياسي من أجل لفت الانتباه"، معتبراً أن "الدستوري الحر هو الحزب الوحيد، الذي يثير موضوع فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تونس".

وشدد عطية أن فرع اتحاد علماء المسلمين "جمعية قانونية مرخص لها بممارسة النشاط، ووحدها مؤسسات الدولة التونسية من تحدد بقاء هذا الفرع أو إغلاقه".

الفرع يدعو رئاسة الجمهورية لحمايته

وكان فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتونس، أكد في بيان، صدر الأحد 12 ديسمبر (كانون الأول) 2021، أن "عبير موسي وحزبها (الدستوري الحر) كانوا قد اعتصموا أكثر من مرة أمام مقر الاتحاد، واقتحموه في أحد الاعتصامات، وعاثوا في محتوياته، وقد تم فض الاعتصام بالقوة العامة".

وأشار البيان إلى أن "كل القضايا التي رفعتها ضد الجمعية حكم فيها القضاء ضدها، وأن الجمعية قد رفعت عدة قضايا ضد الدستوري الحر وعبير موسي، وهي تحت أنظار العدالة".

كما أوضحت الجمعية أنها "تقوم بعملها في إطار القانون، وفي تطبيق كامل لمقتضياته، وأنها لا تلجأ إلا إليه في مواجهة هذه الاعتداءات المتكررة عليها تحاشياً لكل ما يعكر صفو النظام العام، داعية رئاسة الدولة أن تحميها من الاعتداءات المتكررة عليها من قبل هذا الحزب ورئيسته في نطاق حماية قانون الدولة وحفظ النظام العام وتحاشياً لأي انفلات قد يقع في مواجهة هذه الاعتداءات".

إلغاء اتفاقية مع فرع علماء المسلمين

يُذكر أن وزارة الشؤون الدينية ألغت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اتفاقيتي تعاون لتكوين وتدريب الإطارات الدينية وتنظيم ندوات بين الوزارة ومركز دراسة الإسلام والديمقراطية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (مكتب تونس).

وتعود أسباب إلغاء الاتفاقيتين بحسب الوزارة إلى "عدم ملاءمة البرامج المقترحة مع حاجيات الإطارات الدينية، وقدرة مؤسسات الدولة وبعض المؤسسات المستقلة على توفير التكوين المطلوب وضرورة النأي بالوزارة عن كل ما من شأنه أن يكون محل شبهة سياسية".

تأسس فرع منظمة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تونس عام 2012، ونظم العديد من الأنشطة بعضها معلنة، تمت في فضاءات تابعة للدولة، وأخرى غير معلنة، وسبق لأنصار الدستوري الحر أن اعتصموا لفترة أمام مبنى فرع اتحاد علماء المسلمين في مارس (آذار) 2021، قبل أن يتم فض الاعتصام بالقوة العامة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي