Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خمس التونسيين يرغبون في الهجرة بحثا عن آفاق أرحب

تضمن المسح الأول من نوعه في تونس أرقاماً ومعطيات تكشف عن أسباب الظاهرة وأبعادها الثقافية والاجتماعية

أفضت نتائج المسح إلى أن من لديهم نية الهجرة هم من فئة الشباب (أ ف ب)

كشف المسح الوطني للهجرة الدولية في تونس، الذي أنجزه المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع المرصد الوطني للهجرة، بدعم من المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة، عن أن نحو مليون و700 ألف تونسي يرغبون في الهجرة.

ويهدف هذا المسح إلى توفير بيانات ومؤشرات لدعم نظام المعلومات في مجال الهجرة لإرساء حوكمة أكثر نجاعة في هذا المجال، كما تعتبر نتائج هذا المسح أداة قيمة لتحليل الظاهرة وصياغة السياسات ووضع استراتيجيات من أجل هجرة آمنة، منظمة ونظامية.

وتضمن هذا المسح الأول من نوعه في تونس، أرقاماً ومعطيات تكشف عن خصائص الظاهرة وأسبابها وأبعادها الثقافية والاجتماعية.

20 في المئة من التونسيين يرغبون في الهجرة

وبينت المديرة المركزية للإحصائيات الديموغرافية والاجتماعية بالمعهد الوطني للإحصاء، نادية الطويهري، أن أكثر من 20 في المئة من التونسيين غير المهاجرين يرغبون في المغادرة، ولديهم نية الهجرة.

وأفضت نتائج المسح إلى أن من لديهم نية الهجرة هم من "فئة الشباب، وتتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، وأعزب ومتعلم وعاطل عن العمل ويقطن بتونس الكبرى أو بالوسط الشرقي أو بالجنوب الشرقي للبلاد. ويعد البحث عن عمل وإيجاد فرص للعيش الكريم من أهم دوافع الهجرة".

وتمثل الدول الأوروبية، لا سيما فرنسا وإيطاليا وألمانيا، الوجهة المفضلة لقرابة سبعة أشخاص من أصل عشرة لديهم نية الهجرة.

كما بين المسح الوطني للهجرة الدولية في تونس، أن 14.3 في المئة من الذين عبروا عن نيتهم في مغادرة البلاد، صرحوا بأنهم قاموا بخطوات فعلية للمضي قدماً في مشروع الهجرة.

40 ألف مهندس غادروا البلاد

في الأثناء، شهدت تونس خلال السنوات الأخيرة نزيفاً في هجرة الكفاءات والخبرات، وأظهر المسح أن هجرة ذوي المستوى التعليم العالي قد عرفت تسارعاً في نسقها، إذ غادر تونس نحو 40 ألف مهندس، وثلاثة آلاف و300 طبيب، بين عامي 2015 و2020 من أجل فرص عمل في الخارج.

ويؤكد أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، بالعيد أولاد عبدالله، أن "ظاهرة الهجرة ليست جديدة على المجتمع التونسي، بل هي راسخة منذ القدم في الثقافة المجتمعية، إذ تعود التونسي على التنقل والترحال من منطقة إلى أخرى، وأيضاً خارج حدود الوطن، وعرف المجتمع موجات عدة من الهجرة إلى ليبيا وفرنسا".

الواقع الاقتصادي المتدهور وانسداد الأفق

ويرجع المتخصص في علم الاجتماع تنامي الرغبة في الهجرة لدى فئة واسعة من التونسيين إلى "الواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تمر به البلاد، وانسداد الأفق، وحالات الإحباط الناتجة عن هذه الأزمة المزدوجة السياسية والاقتصادية".

ويضيف أن "الرغبة في الهجرة أصبحت تشمل أيضاً المستقرين في وظائفهم، إلا أنهم أصبحوا غير قادرين على توفير الحاجات الأساسية والضرورية، لذلك هم يبحثون عن فرص الهجرة لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية".

ويرجح المتخصص في علم الاجتماع أن يكون "عدد المواطنين الراغبين في الهجرة أكبر بكثير ما كشف عنه المسح الوطني، خصوصاً لدى فئة الشباب الذي باتت الهجرة شغله الشاغل"، لافتاً إلى أن العائلة التونسية باتت تشجع أبناءها على الهجرة بسبب انسداد الأفق وضبابية المستقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فتح آفاق للكفاءات التونسية

ويضيف أولاد عبدالله أن أكثر من 100 ألف تلميذ لا تستقبلهم المدارس سنوياً، سيشكلون فيما بعد عبئاً اجتماعياً، ما يدفعهم إلى البحث عن طريق للهجرة وسط انعدام الحلول في الداخل"، داعياً الدولة إلى "البحث عن حلول في إطار الهجرة المنظمة مع عدد من الدول الأوروبية، من أجل فتح آفاق جديدة للكفاءات واليد العاملة التونسية التي باتت ذات مقبولية في سوق الشغل الأوروبية".

كما دعا إلى "ابتكار حلول جديدة من خلال دعوة المؤسسات الكبرى إلى الاستثمار في تونس، من أجل خلق فرص عمل في الداخل والتقليص من ظاهرة الهجرة السرية نحو أوروبا".

وخلص إلى أن "تنامي ظاهرة الهجرة ستؤثر في تركيبة السكان، وبخاصة في بعض الولايات التي باتت تعيش نوعاً من التصحر السكاني".

 211 ألف مهاجر عائد

كما أظهر المسح الوطني للهجرة الدولية، أن نحو 211 ألف تونسي مهاجر عادوا إلى تونس، واستقروا في ثلاثة أقاليم هي تونس الكبرى، والوسط الشرقي، والجنوب الشرقي.

وصرح ثلث العائدين بأنهم واجهوا صعوبات إثر عودتهم، لا سيما فيما يتعلق بالشغل ومستوى الدخل، بينما واجهت النساء العائدات مشاكل اجتماعية، تتعلق بصعوبة الاندماج والخلافات العائلية.

59 ألف أجنبي مقيم

من جهة أخرى، كشف هذا المسح عن أن عدد الأجانب المقيمين يقدر بنحو 60 ألف شخص 37 في المئة منهم من بلدان المغرب العربي، ومن بقية البلدان الأفريقية 36 في المئة، ومن الدول الأوروبية 18 في المئة.

وأدت الوضعية الصحية الحرجة التي عاشتها تونس جراء أزمة "كوفيد-19" إلى مغادرة عدد كبير من الجالية الأوروبية إلى بلدانهم الأصلية، في حين ارتفع عدد الوافدين من البلدان الأفريقية غير المغاربية في السنوات الأخيرة من 7200 شخص خلال سنة 2014 إلى أكثر من 22 ألفاً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات