ملخص
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين إن قوة تحقيق الاستقرار الدولية في غزة تعمل بالفعل، وإنه ستتم إضافة مزيد من الدول إليها.
أرغمت الأمطار الغزيرة بعض السكان على دفع سياراتهم في شوارع قطاع غزة المغمورة بالمياه، بينما لجأ آخرون إلى عربات تجرها الحمير لعبور السيول، بعدما ضربت أمطار شتوية جديدة القطاع الفلسطيني الذي أنهكته الحرب.
وأغرقت الأمطار خياماً ومراكز إيواء وملاجئ بدائية في غزة، حيث دمرت أو تضررت معظم المباني جراء عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقالت وزارة الصحة في غزة إن رضيعاً يبلغ من العمر أسبوعين ويدعى محمد خليل أبو الخير توفي نتيجة إصابته بانخفاض حاد في حرارة الجسم بسبب البرد الشديد، مضيفة أنه أُدخل إلى المستشفى قبل يومين ووضع في العناية المركزة، لكنه توفي أمس الإثنين.
وعلى رغم أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خفف جزئياً القيود على إدخال السلع والمساعدات، تقول الأمم المتحدة إن الكميات التي تصل إلى غزة لا تزال غير كافية في ظل الحاجات الكبيرة للسكان.
وأفادت الأمم المتحدة أمس بأن نحو 1.3 مليون شخص يحتاجون حالياً إلى مساعدات متعلقة بالمأوى في غزة، محذرة من تزايد أخطار الإصابة بانخفاض حرارة الجسم.
ومع تضرر نحو 92 في المئة من المباني السكنية أو دمارها في الحرب، وفق الأمم المتحدة، تتخطى الحاجات المساعدات بأشواط.
وأضافت الأمم المتحدة أن الأطفال الرضع يواجهون "خطراً مرتفعاً" بصورة خاصة جراء الظروف الشتوية وتعرضهم لظروف إنسانية مأسوية.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني في منشور على منصة "إكس" أمس، "مع هطول الأمطار الغزيرة والبرد اللذين جلبتهما العاصفة بايرون، فإن الناس في قطاع غزة يتجمدون حتى الموت"، مضيفاً أن "إمداداتنا لا تزال تنتظر منذ أشهر السماح بدخولها إلى غزة، وهي كفيلة بتلبية حاجات مئات آلاف الأشخاص الذين يعيشون في حال يأس".
وخلال الأسبوع الماضي، ضربت القطاع أمطار غزيرة صاحبت العاصفة بايرون، مما فاقم معاناة السكان الذين نزح معظمهم خلال الحرب.
وذكر الدفاع المدني في غزة الجمعة الماضي أن 16 شخصا في الأقل توفوا خلال 24 ساعة، بينهم ثلاثة أطفال بسبب البرد، مع اجتياح عاصفة شتوية للقطاع.
قوة الاستقرار الدولية
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين إن قوة تحقيق الاستقرار الدولية في غزة تعمل بالفعل، وإنه ستتم إضافة مزيد من الدول إليها.
وأضاف ترمب في المكتب البيضاوي "أعتقد أنها تعمل بصورة أو بأخرى. ينضم إليها مزيد من الدول. هناك دول مشاركة بالفعل، لكنها سترسل أي عدد من القوات أطلبه منها".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن إدارته تبحث في ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار في قطاع غزة بقتلها قيادياً في حركة "حماس" السبت الماضي.
وأرسل البيت الأبيض رسالة خاصة صارمة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدما اعتبرت واشنطن اغتيال القيادي في الحركة رائد سعد يشكل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترمب، بحسب ما أفاد مسؤولان أميركيان موقع "أكسيوس".
وقال المسؤولان إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف ومستشار ترمب وصهره جاريد كوشنر أصبحوا محبطين جداً من نتنياهو الذي من المقرر أن يلتقي ترمب في الـ29 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن السبت أنه اغتال سعد بغارة على سيارة في مدينة غزة شمال القطاع بناءً على أوامر من نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، بحسب بيان مشترك.
وقال مسؤولون أميركيون إن الحكومة الإسرائيلية لم تخطر أو تستشر الولايات المتحدة قبل عملية الاغتيال.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي رفيع قوله "كانت رسالة البيت الأبيض لنتنياهو هي: إذا كنت تريد تدمير سمعتك وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقيات، فتفضل، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترمب بعدما توسط في اتفاق غزة".
وأكد مسؤول إسرائيلي أن البيت الأبيض غير راضٍ، لكنه ادعى أن الرسالة كانت أخف لهجة، وجاءت في سياق أن "دولاً عربية معينة" اعتبرت ما حدث انتهاكاً لاتفاق وقف النار في غزة، إلا أن مسؤولين أميركيين قالوا إن البيت الأبيض كان واضحاً في اعتباره أن إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار.
ويأتي الحديث عن رسالة البيت الأبيض التي وصفها مسؤولان أميركيان بأنها "غاضبة" وسط تصاعد التوترات بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو في شأن المرحلة التالية من الاتفاق لإنهاء الحرب في غزة والسياسة الإقليمية الأوسع لإسرائيل.
انقطاع إفادة أميركية في شأن خطة غزة
قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن صعوبات فنية كانت السبب في انقطاع إفادة كان يقدمها المبعوثان الأميركيان ويتكوف وكوشنر عبر الإنترنت أمس الإثنين.
وكان من المقرر أن يطلع المبعوثان وزراء خارجية دول التكتل على المستجدات في شأن خطة ترمب للسلام في غزة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في وقت سابق أمس الإثنين إنه اقترح على كالاس أن يطلع المبعوثان الأميركيان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل على آخر مستجدات تنفيذ الخطة.
الالتزام ببنود اتفاق وقف النار
من جانبه شدد ملك الأردن عبدالله الثاني خلال لقائه وزير الخارجية الصيني وانغ يي في عمان أمس الإثنين على ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما أعلن الديوان الملكي الأردني، في وقت تتواصل فيه الخروقات.
وأكد الملك عبدالله "ضرورة الالتزام ببنود اتفاق إنهاء الحرب في غزة" الذي أبرم في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) برعاية الولايات المتحدة، والذي تتبادل إسرائيل و"حماس" الاتهامات بانتهاكه. ودعا الملك أيضاً إلى "وقف الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية" المحتلة.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967 ويعيش فيها أكثر من 500 ألف مستوطن، يشارك بعضهم في أعمال عنف ضد الفلسطينيين الذين يشتكون من أن القوات الإسرائيلية نادراً ما تعتقل المستوطنين.
وتُعد جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي، فيما تعد البؤر الاستيطانية غير قانونية أيضاً بموجب القانون الإسرائيلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهة أخرى دعا وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي ونظيره التركي هاكان فيدان أمس الإثنين إلى البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة وتولي سلطة انتقالية الحكم في القطاع مع انتشار قوة استقرار دولية. وقالت إسرائيل الخميس إن حركة "حماس" ستجرد من سلاحها بموجب الاتفاق، وذلك بعد اقتراح الحركة "تجميده" مقابل هدنة طويلة.
وحضَّ فيدان والصفدي على "رفع كل القيود التي تفرضها (إسرائيل) على إدخال المساعدات الإنسانية بصورة فورية إلى القطاع الذي لا يزال يعاني كارثة إنسانية".
وحذر الجانبان من "خطورة الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية المحتلة، والتي تدفع نحو تفجر الأوضاع وتقوض كل جهود التهدئة وفرص تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين"، وأكدا أنه "السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة".