ملخص
سجلت السوق السعودية تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.1% ليغلق المؤشر عند 10626 نقطة وسط ضغوط على عدد من الأسهم التشغيلية وتراجع في أسهم مؤثرة أبرزها "أرامكو"، وعلى رغم صعود محدود في بعض القيادات، ظل الأداء العام يعكس حذراً واضحاً وضعفاً في شهية المخاطرة مع استمرار السيولة عند مستويات متوسطة.
أنهت السوق المالية السعودية (تاسي) جلستها على تراجع طفيف جديد بنسبة 0.1 في المئة، ليغلق المؤشر عند 10626 نقطة منخفضاً ست نقاط فقط عن إغلاق أمس البالغ 10631 نقطة، في حركة أقرب إلى تثبيت المستويات الحالية منها لبداية موجة هبوط جديدة.
وتذبذب المؤشر خلال الجلسة في نطاق ضيق بين 10575 نقطة كأدنى مستوى و10641 نقطة كأعلى مستوى، وهو ما يعكس استمرار حال الحذر وترقب المتعاملين بعد الارتداد المحدود في جلسة أمس الأحد، من دون قدرة واضحة على اختراق مستويات مقاومة جديدة أو كسر قيعان إضافية.
وبلغت قيمة التداولات الإجمالية نحو 3.4 مليار ريال (0.91 مليار دولار)، وهي سيولة متوسطة تميل لأن تكون "سيولة انتقائية" أكثر من كونها موجة دخول شرائي واسعة، خصوصاً إذا ما قورنت بجلسات التذبذب القوي التي سبقت موجة التصحيح الأخيرة.
هذا المستوى من السيولة يؤكد أن جزءاً كبيراً من المحافظ لا يزال في وضعية مراقبة، وأن المتعاملين يفضلون التحرك في أسهم بعينها مرتبطة بأخبار أو توزيعات أو تقييمات جذابة، بدلًا من اتخاذ رهان واسع على السوق ككل، مما يجعل أي ضغوط بيع متوسطة كافية لإمالة كفة المؤشر في لحظات معينة من الجلسة.
ترقب الفائدة وأسعار النفط
وأوضح المصرفي باسم الياسين أن تحرك الأسواق العالمية هذا الأسبوع في نطاق حذر مع ترقّب المستثمرين قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في شأن سعر الفائدة، وسط توقعات بالإبقاء على السياسة النقدية المتشددة مدة أطول بفعل استمرار الضغوط التضخمية.
وفي أسواق النفط تراجعت الأسعار بصورة محدودة بعد بيانات أظهرت زيادة في المخزونات الأميركية وضعف وتيرة الطلب الصناعي، لكن الأسعار لا تزال تتحرك فوق مستويات الدعم الأساسية مدعومة بتوقعات خفض الإنتاج من قبل تحالف "أوبك+"، وهذا المزيج من تقلبات الأسهم، وحساسية الأسواق لقرار الفائدة، وتحركات النفط، يلقي بظلاله على مزاج المستثمرين في المنطقة.
غياب محفزات جوهرية
وأضاف الياسين بأن الصورة الكلية للسوق المحلية تظهر سوقاً لا تزال في مرحلة "تثبيت مستويات" أكثر منها خروجاً واضحاً من ظل موجة الهبوط الشهرية السابقة، فالتراجع الطفيف في المؤشر بنسبة 0.1 في المئة، مع سيولة عند 3.4 مليار ريال (نحو 0.91 مليار دولار)، يعكس أن القوى البيعية لم تعد تضغط بعنف كما في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكنها في الوقت نفسه ما زالت قادرة على كبح أي محاولة صعود واسعة في ظل غياب محفزات جوهرية جديدة.
وفي المقابل تظل التحركات الانتقائية مؤشراً إلى أن السوق دخلت مرحلة فرز داخلي بين أسهم يعاد تسعيرها هبوطاً وأخرى تستقطب سيولة جديدة على أساس قصصها التشغيلية والعائدية، مما يجعل المسار الأقرب في الأجل القصير هو استمرار التذبذب في نطاق يميل إلى الحذر، مع بقاء مستوى 10600 نقطة منطقة مراقبة أساسية للمستثمرين في الجلسات المقبلة.
الضغوط القطاعية والأسهم المتراجعة
وحول التداول اليومي أشار الباحث في الشأن المالي ناصر المحمد إلى أن تراجع سهم "أرامكو السعودية" بأقل من واحد في المئة ليغلق عند 24.32 ريال (6.49 دولار)، وهو هبوط رقمي محدود لكنه يظل مؤثراً بحكم الثقل الكبير للسهم داخل المؤشر، ويكرس استمرار حساسية السوق لأي تحركات في قطاع الطاقة في ظل تقلبات أسعار النفط عالمياً.
وعلى الجانب التشغيلي امتدت الضغوط إلى مجموعة من الأسهم المؤثرة، إذ أنهت أسهم "مكة" و"دار الأركان" و"اتحاد اتصالات" و"الأبحاث والإعلام" و"سليمان الحبيب" و"مسار" و"النهدي" و"سيرا" تداولاتها على تراجع بنسب تراوحت ما بين واحد وثلاثة في المئة، مما يعكس موجة جني أرباح وإعادة تموضع في قطاعات عقارية واستهلاكية وخدمية وصحية بعد التحركات الأخيرة.
"أبومعطي" يتصدر الخاسرين
وتصدر سهم "أبومعطي" قائمة الخاسرين بهبوط حاد بلغ ستة في المئة ليغلق عند 44.24 ريال (11.80 دولار)، في إشارة إلى أن شهية المخاطرة في شريحة الأسهم النشطة مضاربياً لا تزال متقلبة وسريعة التغير، وسجل سهم "فقيه الطبية" أدنى إغلاق له منذ الإدراج عند 35.60 ريال (9.49 دولار) متراجعاً اثنين في المئة، لتصل خسائره منذ بداية العام إلى قرابة 47 في المئة، مما يعكس استمرار الضغوط على بعض أسهم الرعاية الصحية ذات التقييمات السابقة المرتفعة.
وزاد الضغط الفني بتراجع سهم "محطة البناء" ثلاثة في المئة إلى 57.90 ريال (15.44 دولار) بعد نهاية أحقية التوزيعات النقدية، إلى جانب هبوط "كيمانول" بأكثر من واحد في المئة، مما يضيف طبقة من الضعف في شريحة الكيماويات والمواد الأساسية.
نقاط الضوء في الأسهم الصاعدة
في المقابل، أبان بأنه لم تخل الجلسة من تحركات إيجابية أسهمت في الحد من هبوط المؤشر، إذ ارتفع سهم "الأهلي السعودي" واحداً في المئة ليغلق عند 37.48 ريال (9.99 دولار)، مما قد يعكس استمرار رؤية المحافظ لأسهم البنوك الكبيرة كوجهة دفاعية على المدى المتوسط على رغم الضغوط الأخيرة، وسجلت أسهم "بي أس أف" و"عِلم" و"سابك للمغذيات" و"كابلات الرياض" و"الجزيرة" و"البلاد" و"التعاونية" ارتفاعات تراوحت ما بين واحد وثلاثة في المئة، مما منح المؤشر دعماً مقابلاً من قطاعات المصارف والتأمين والتقنية والبتروكيماويات المتخصصة.
وتصدّر سهم "بوبا العربية" المشهد بالصعود بنسبة ستة في المئة، في إشارة إلى استمرار جذب قطاع التأمين الصحي لسيولة انتقائية ترى في بعض أسهمه قصص نمو وربحية مستقرة نسبياً، خصوصاً في بيئة تتسم بالحذر العام وارتفاع حساسية المستثمرين للأخطار.
بورصة الكويت تغلق على ارتفاع
من جانب آخر، أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها مرتفعة 69.80 نقطة بنسبة 0.79 في المئة، عند 8957.80 نقطة، وتم تداول 494.18 مليون سهم عبر 27938 صفقة نقدية بقيمة 126.14 مليون دينار (384.7 مليون دولار).
وارتفع مؤشر السوق الرئيس 29.90 نقطة بـ0.37 في المئة، عند 8219.38 نقطة، من خلال تداول 251 مليون سهم عبر 16672 صفقة نقدية بقيمة 41 مليون دينار (125 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في موازاة ذلك، ارتفع مؤشر (رئيسي 50) بواقع 96.74 نقطة بنسبة 1.14 في المئة، عند 8553.39 نقطة، من خلال تداول 92.6 مليون سهم عبر 6161 صفقة نقدية بقيمة 16.9 مليون دينار (51.5 مليون دولار).
مؤشر الدوحة يرتفع 32 نقطة
وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر مرتفعاً 32.07 نقطة، أي 0.30 في المئة، عند 10736.47 نقطة، وتم خلال الجلسة تداول 80.276 مليون سهم، بقيمة 289.035 مليون ريال (79.4 مليون دولار)، عبر تنفيذ 27608 صفقات في جميع القطاعات.
تراجع في مسقط
وأغلق مؤشر بورصة مسقط "30" عند 5893.02 نقطة منخفضاً 22.7 نقطة وبنسبة 0.38 في المئة، وبلغت قيمة التداول 37.801 مليون ريال عُماني (98.1 مليون دولار) منخفضة 7.3 في المئة.
وأشار التقرير الصادر عن بورصة مسقط إلى أن القيمة السوقية انخفضت 0.033 في المئة عن آخر يوم تداول وبلغت ما يقارب 32.12 مليار ريال عُماني (83.5 مليار دولار).
هبوط في المنامة
أما في المنامة فقد أقفل مؤشر البحرين العام عند 2044.88، بانخفاض 5.78 نقطة، وذلك عائد لانخفاض مؤشر قطاع السلع الاستهلاكية الكمالية، وقطاع المال، وأقفل مؤشر البحرين الإسلامي عند 1003.85، بارتفاع 1.59 نقطة.
وبلغت كمية الأسهم المتداولة 13.691 مليون سهم، بقيمة إجمالية قدرها 2.869 مليون دينار بحريني (7.58 مليون دولار)، تم تنفيذها من خلال 134 صفقة، وتركز نشاط المستثمرين في التداول على أسهم قطاع المال إذ بلغت قيمة أسهمه المتداولة ما نسبته 95.33 في المئة من القيمة الإجمالية للأوراق المالية المتداولة.
تراجع محدود في سوق أبوظبي
إلى ذلك، انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.1 في المئة عند 9937 نقطة، وبتداولات 1.76 مليار درهم (479.3 مليون دولار).
وأقفل سهم شركة "الدار العقارية" على ارتفاع 0.1 في المئة وبتداولات 13 مليون سهم، فيما انخفض سهم "مجموعة تو بوينت زيرو" بنسبة 0.7 في المئة وبتداولات 17 مليون سهم، وارتفع سهم "بريسايت" 2.7 في المئة وبتداولات 9 ملايين سهم، وصعد سهم "إشراق للاستثمار" 0.8 في المئة وبتداولات 21 مليون سهم.
وكان أكثر الأسهم تداولاً سهم "أدنوك للغاز" إذ انخفض 0.3 في المئة مع تداولات 31 مليون سهم، بينما ارتفع سهم "دانة غاز" 2.5 في المئة وبتداولات 16 مليون سهم.
مكاسب في أسهم دبي
وأقفل مؤشر سوق دبي المالي مرتفعاً 0.2 في المئة عند 5998 نقطة، مع تداولات بلغت قيمتها الإجمالية 1.01 مليار درهم (275 مليون دولار).
وأقفل سهم "إعمار العقارية" على انخفاض 1.4 في المئة وبتداولات 12 مليون سهم، بينما صعد سهم "شعاع كابيتال" 2.6 في المئة وبتداولات 9 ملايين سهم، وصعد سهم "اكتتاب القابضة" بالنسبة القصوى وبتداولات 19 مليون سهم، فيما ارتفع سهم كل من "الإثمار القابضة" و"الفردوس القابضة" كذلك بالنسب القصوى.