ملخص
يقع مخيم زمزم في ضواحي مدينة الفاشر التي سقطت في أيدي "الدعم السريع" في أكتوبر الماضي مما أدى إلى فرار 100 ألف شخص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة، يعيش معظمهم بلا مأوى في مدينة طويلة على مسافة 70 كيلومتراً غرب الفاشر.
نددت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، بما سمته "جرائم حرب" ارتكبتها قوات "الدعم السريع" في السودان خلال اقتحام مخيم زمزم للنازحين على حدود الفاشر في وقت سابق من العام الحالي، وذلك استناداً إلى شهادات حديثة للناجين.
وكان المخيم يضم قرابة مليون شخص قبل مهاجمته من قوات "الدعم السريع" خلال الربيع الفائت، في إطار الحرب بينها وبين الجيش السوداني المتواصلة منذ عامين.
وبحسب تقرير للمنظمة "قامت قوات "الدعم السريع" بقتل المدنيين عمداً وأخذتهم رهائن ونهبت ودمرت المساجد والمدارس والعيادات الطبية"، وفقاً لشهادات 29 شخصاً بينهم شهود وأقارب ضحايا وصحافيون.
وأدى الهجوم، بحسب بيانات المنظمة التي تتطابق مع تقارير الأمم المتحدة، إلى فرار أكثر من 400 ألف مدني من المخيم. وطالبت المنظمة "بالتحقيق في هذه الانتهاكات كجرائم حرب بموجب القانون الدولي".
ويفيد تقرير العفو الدولية بأنه بين 11 و13 أبريل (نيسان) الماضي "هاجمت قوات (الدعم السريع) المخيم باستخدام المتفجرات وفتحت النار بشكل عشوائي في مناطق مكتظة بالسكان".
وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار، إن "هجوم قوات (الدعم السريع) المروع والمتعمد على المدنيين اليائسين والجوعى في مخيم زمزم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، مرة أخرى، ازدراءهم بالحق في الحياة".
استخدام الأسلحة المتفجرة
كما أظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية في 16 أبريل وحللتها منظمة العفو الدولية، وجود حفر لم تكن موجودة من قبل، مما يدل على "الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة المتفجرة". ونقل التقرير شهادات لناجين من الهجوم الذي تسبب في مقتل المئات.
وقال يونس الذي يستخدم اسماً مستعاراً وكان يتطوع في غرفة طوارئ زمزم، وهي مجموعة لتنسيق جهود الإغاثة، "كان الوضع سيئاً للغاية. لم نكن نتمكن من تحديد مصدر القصف. كان في كل مكان".
وروت سعدية أن مقاتلي قوات "الدعم السريع" كانوا يقودون سياراتهم في الحي الذي تقيم فيه، غير بعيد من السوق الرئيس في زمزم، ثم "يخرج أحد مقاتلي قوات (الدعم السريع) من سقف صغير ويطلق النار على أي شخص في الشارع".
ويقع مخيم زمزم في ضواحي مدينة الفاشر التي سقطت في أيدي "الدعم السريع" في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مما أدى إلى فرار 100 ألف شخص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة، يعيش معظمهم بلا مأوى في مدينة طويلة على مسافة 70 كيلومتراً غرب الفاشر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اشتداد المعارك في شمال كردفان
أمس الثلاثاء، اشتدت المعارك في منطقة شمال كردفان في جنوب السودان حيث أفاد سكان في العاصمة الأبيض بأن مسيرة تابعة لقوات "الدعم السريع" انفجرت قرب مقر قيادة فرقة عسكرية.
وقال أحد سكان الأبيض في تصريح لوكالة "الصحافة الفرنسية" مشترطاً عدم كشف هويته، إنه رأى "دخاناً يتصاعد من المنطقة" بعد ضربة استهدفت قاعدة الفرقة الخامسة للجيش.
وأفاد شاهد آخر بسماع دوي انفجار ومن ثم "تصاعد سحب الدخان" من ناحية القاعدة العسكرية.
وتبعد الأبيض نحو 400 كيلومتر عن الخرطوم وتقع إلى جنوب غرب العاصمة، وفيها مطار وهي تقع عند تقاطع استراتيجي يربط الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد.
إلى ذلك، تجددت المعارك في بابنوسة الواقعة جنوب غربي الأبيض وتبعد عنها نحو 400 كيلومتر. وبابنوسة هي آخر معقل للجيش في غرب كردفان.
وأمس الثلاثاء، نشرت قوات "الدعم السريع" لقطات فيديو تظهر مقاتليها داخل قاعدة الفرقة 22 مشاة، مقر قيادة الجيش في المدينة. وكانت القوات أعلنت، أول من أمس الإثنين، "تحرير" بابنوسة بأكملها بعد صد ما وصفته بأنه "هجوم مفاجئ" لوحدات الجيش.
والثلاثاء نفى الجيش السوداني فقدان السيطرة على المدينة، وقال إن وحداته صدت، الإثنين، هجوماً جديداً لقوات "الدعم السريع".
ترمب يتولى ملف السودان شخصياً
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترمب يتولى ملف إنهاء الحرب في السودان شخصياً.
وأضاف روبيو خلال اجتماع الحكومة الأميركية بحضور ترمب، "شرف عظيم أن أكون شاهداً على ما أعتقد أنه العام الأكثر تحولاً في السياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الأقل، وهو تحول لأنه لأول مرة منذ فترة طويلة، لدينا رئيس يضع أميركا في طليعة كل قرار نتخذه في علاقاتنا مع العالم، وقد يبدو هذا غريباً لبعض الناس... بالطبع تعلمون أن هذا لم يكن الحال دائماً حتى قبل عام تقريباً".
وكان ترمب قد أعلن خلال منتدى الاستثمار الأميركي- السعودي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بعد أن طلب منه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التدخل لحل الصراع، فيما رحب السودان بالجهود السعودية والأميركية لتحقيق السلام.
وقال ترمب في منتدى الاستثمار الأميركي- السعودي، الذي عقد على هامش القمة السعودية الأميركية، وبحضور ولي العهد السعودي "ذكر (ولي العهد) السودان، وقال: أنت تتحدث عن كثير من الحروب، لكن هناك مكاناً على الأرض يدعى السودان، وما يحدث هناك أمر مروع".
وأضاف الرئيس الأميركي، "بدأنا العمل على ذلك بالفعل"، وأوضح أن إدارته بدأت دراسة القضية بعد نصف ساعة من شرح ولي العهد السعودي لأهميتها، وقال "سنعمل مع المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، وشركاء آخرين في الشرق الأوسط من أجل وضع حد لهذه الفظائع".