ملخص
سجلت (تاسي) ارتداداً محدوداً بنسبة 0.4 في المئة، ليغلق المؤشر عند 10575 نقطة، مدعوماً بصعود قوي في أسهم مختارة، أبرزها "لوبريف" الذي قفز 10 في المئة، وعلى رغم تحسن المزاج اللحظي لا تزال الضغوط حاضرة مع تراجع بعض القياديات واستمرار ضعف السيولة عند 3.6 مليار ريال (0.96 مليار دولار).
أنهت السوق المالية السعودية (تاسي) سلسلة خسائرها منذ الأسبوع الماضي، وأغلقت جلستها على ارتفاع طفيف بنسبة 0.4 في المئة، ليغلق المؤشر العام عند 10575 نقطة، صاعداً 39 نقطة مقارنة بإغلاق الأمس البالغ 10536 نقطة، في ارتداد محدود بعد تراجعات متتالية دفعته إلى أدنى مستوياته في نحو شهرين ونصف شهر، بسيولة بلغت نحو 3.6 مليار ريال (960 مليون دولار).
وتحرك المؤشر خلال الجلسة بين قاع عند 10499 نقطة وقمة عند مستوى الإغلاق نفسه تقريباً، مما يعكس محاولة للتماسك فوق القاع الأخير أكثر من كونه بداية اتجاه صعودي واضح، خصوصاً أن الضغوط الفنية والنفسية المتراكمة منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ما زالت تؤثر في قرارات المتعاملين.
السيولة واتجاهات المتعاملين
وأوضح المستشار المالي سالم الزهراني أن جلسة اليوم تعكس سوقاً تحاول التقاط أنفاسها بعد سلسلة من التراجعات، من خلال ارتداد فني أبعد المؤشر قليلاً عن قاعه الأخير عند 10536 نقطة، لكن من دون أن يغير حتى الآن الصورة العامة لمسار هابط متدرج تشكل خلال نوفمبر الماضي وبداية ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وأكد أن سيولة السوق لا تزال ضعيفة لم تتجاوز مليار دولار، إلا أنها أفضل من السابق، وتدل على عودة حذرة للشراء بعد جلستين متتاليتين من التراجعات، لكنها لا ترقى بعد إلى كونها موجة دخول شرائي قوية تعكس قناعة راسخة بانتهاء مسار التصحيح، مبيناً أن السيولة تركزت بصورة ملاحظة في عدد من الأسهم ذات الأخبار المحفزة مثل "لوبريف" و"صناعات" إلى جانب بعض القياديات، بينما بقي جزء كبير من المتعاملين في وضعية مراقبة وانتظار، خصوصاً بعد الخسائر المتراكمة التي سجلها المؤشر في الأسابيع الماضية، التي جعلت أي ارتداد محدود يقرأ بحذر على أنه "استراحة ضمن مسار هابط" ما لم يصاحبه تحسن أوضح في السيولة وامتداد الارتفاع إلى معظم القطاعات.
أسباب الهبوط على رغم الارتداد
وأضاف أنه على رغم أن جلسة جاءت خضراء رقمياً، فإن الصورة الأعمق لا تزال تحمل بصمات موجة الهبوط الأخيرة، فالمؤشر ما زال يتداول دون مستويات الدعم النفسية التي كان يحافظ عليها في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، والضغوط السابقة المرتبطة بتراجع شهية المخاطرة، واستمرار القلق من مسار الاقتصاد العالمي، كلها عوامل تواصل كبح أية موجة صعود واسعة، كما أن تباين أداء القياديات بين صعود محدود في "أرامكو" وتراجع طفيف في "الراجحي" يعكس سوقاً تحاول تصحيح جزء من خسائرها من خلال تحركات انتقائية، بينما لم تظهر بعد موجة شراء مؤسسية قوية تعيد الثقة بالكامل لشاشة التداول.
تحركات القياديات
وحول التداول اليومي أشار الباحث في الشأن المالي عبدالعزيز الرشيد إلى أن سهم "أرامكو السعودية" قدم دعماً للمؤشر بعد ارتفاعه بأقل من واحد في المئة، في إشارة إلى وجود سيولة انتقائية تستغل الأسعار الحالية في أحد أهم مكونات المؤشر.
في المقابل، تراجع سهم "مصرف الراجحي" بأقل من واحد في المئة ليغلق عند 95.85 ريال (25.56 دولار)، مما حد من أثر الصعود في بعض القياديات الأخرى وأبقى المكاسب العامة للمؤشر في نطاق محدود.
وإلى جانب ذلك، أسهمت ارتفاعات أسهم "اتحاد اتصالات" و"البحري" و"المراعي" و"سليمان الحبيب" و"دار الأركان" و"سابك" و"مكة" و"سال" و"جبل عمر" بنسب تراوحت ما بين واحد وثلاثة في المئة في توفير قاعدة دعم عريضة نسبياً من قطاعات الاتصالات والنقل والأغذية والرعاية الصحية والبتروكيماويات والعقار، وهو ما ساعد المؤشر في الخروج من المنطقة الحمراء بعد بداية متذبذبة للجلسة.
مكاسب حادة في أسهم منتقاة
وأضاف الرشيد، أنه في جانب شريحة الأسهم ذات الأخبار المحفزة تصدر سهم "لوبريف" المشهد بارتفاع حاد بلغ 10 في المئة ليغلق عند 93.95 ريال (25.05 دولار)، بعد تلقي الشركة إشعارات من وزارة الطاقة بتمديد تخصيص "اللقيم" لمرافقها في جدة وينبع، مما يعزز رؤية المستثمرين لاستقرار تدفقات "اللقيم" والتشغيل في المدى المتوسط، ويمنح السهم دعماً قوياً على مستوى التقييم.
وصعد سهم "صناعات" بنسبة ثمانية في المئة، مستفيداً من شهية انتقائية تجاه بعض الأسماء الصناعية في ظل التراجعات الأخيرة في الأسعار.
في الوقت ذاته، واصل سهم "البابطين" جذب الأنظار بعدما سجل أعلى إغلاق له منذ الإدراج عند 68.70 ريال (18.32 دولار) بارتفاع أربعة في المئة، لترتفع مكاسبه منذ بداية العام إلى نحو 76 في المئة، مما يجعله نموذجاً لسهم يستفيد من مزيج من العوامل التشغيلية والتقييمية والاهتمام المضاربي المنتظم، حتى في بيئة سوقية عامة تميل للضغط.
استمرار الضغط على الكبار
وعلى رغم هذا المشهد الإيجابي انتقائياً، بين بأن الجلسة لم تخل من ضغوط على شريحة أخرى من الأسهم، إذ تراجعت أسهم "معادن" و"علم" و"مسار" و"بي إس إف" و"بنك الجزيرة" و"سابك للمغذيات" و"طيبة" بنسب تراوحت ما بين واحد وثلاثة في المئة، مما يعكس استمرار عمليات إعادة تسعير جزئية في بعض الأسهم التشغيلية والمالية بعد موجة الهبوط الأخيرة، وهذا التباين بين أسهم ترتفع بقوة مدعومة بأخبار جوهرية وأخرى تواصل التراجع يعكس حالة "الفرز الداخلي" في السوق، إذ يعيد المستثمرون ترتيب محافظهم بين أسهم ذات قصص نمو واضحة وأخرى تتعرض لضغوط تقييمية أو تشغيلية أو نفسية.
بورصة الكويت تغلق على ارتفاع
من جانب آخر، أغلقت بورصة الكويت مرتفعة 39.62 نقطة، بنسبة 0.45 في المئة، عند 8819.16 نقطة، وتم تداول 237.6 مليون سهم عبر 19260 صفقة نقدية بقيمة 65.5 مليون دينار (200.4 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانخفض مؤشر السوق الرئيس 10.12 نقطة، بنسبة 0.12 في المئة، عند 8134.91 نقطة من خلال تداول 121.7 مليون سهم عبر 12185 صفقة نقدية بقيمة 21.6 مليون دينار (66 مليون دولار) وكسب مؤشر (رئيسي 50)، 73.39 نقطة، بنسبة 0.89 في المئة، عند 8320.50 نقطة من خلال تداول 63.9 مليون سهم عبر 11.6 صفقة نقدية بقيمة 11.6 مليون دينار (35.4 مليون دولار).
مؤشر الدوحة يرتفع 49 نقطة
وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر مرتفعاً 49.40 نقطة، بنسبة 0.46 في المئة، ليصل إلى 10723.46 نقطة، وتم خلال الجلسة تداول 95.739 مليون سهم، بقيمة 271.393 مليون ريال (72.3 مليون دولار).
مؤشر بورصة مسقط يغلق مرتفعاً
وأغلق مؤشر بورصة مسقط "30" عند 5836.70 نقطة، مرتفعاً 63.9 نقطة، وبنسبة 1.11 في المئة، وبلغت قيمة التداول 41.722 مليون ريال عماني (108.3 مليون دولار) منخفضة 27.1 في المئة.
تراجع هامشي في المنامة
أما في المنامة فأقفل مؤشر البحرين العام عند 2047.71 بانخفاض 2.34 نقطة، وأقفل مؤشر البحرين الإسلامي عند 999.33 بانخفاض 0.80 نقطة.
وبلغت كمية الأسهم المتداولة 5.606 مليون سهم بقيمة إجمالية قدرها 1.278 مليون دينار بحريني (3.38 مليون دولار) تم تنفيذها من خلال 73 صفقة.
صعود قوي في سوق أبوظبي
إلى ذلك، صعد مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنحو 1.3 في المئة عند 9871 نقطة، وبتداول بلغت قيمته الإجمالية نحو 1.43 مليار درهم (389.2 مليون دولار).
وأقفل سهم شركة "أدنوك للغاز" على ارتفاع 2.5 في المئة وبتداول 86 مليون سهم، فيما ارتفع سهم "أدنوك للحفر" 3.3 في المئة وبتداول 17 مليون سهم، وارتفع سهم "أبوظبي التجاري" 4.5 في المئة وبتداول 7 ملايين سهم، فيما صعد سهم مجموعة "تو بوينت زيرو" (مجموعة ملتيبلاي سابقاً) 2.0 في المئة وبتداول 13 مليون سهم، وكان أكثر الأسهم تداولاً، سهم "البنك العربي المتحد"، إذ ارتفع 10.2 في المئة مع تداول قياسي 105 ملايين سهم، فيما قفز سهم "جلفار" 14.1 في المئة وبتداول 9 ملايين سهم.
مكاسب كبيرة في دبي
وأقفل مؤشر سوق دبي المالي تداوله مرتفعاً 1.2 في المئة عند 5907 نقاط، مع تداول 544 مليون درهم (148.1 مليون دولار).
وارتفع سهم "إعمار العقارية" 1.5 في المئة وبتداول 9 ملايين سهم، بينما صعد سهم "الإمارات دبي الوطني" 2.5 في المئة وبتداول 4 ملايين سهم، وارتفع سهم "العربية للطيران" 4.2 في المئة وبتداول 6 ملايين سهم، فيما صعد سهم "بنك دبي الإسلامي" 1.3 في المئة وبتداول 4 ملايين سهم.