Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"محمودة" جماعة متشددة جديدة تبث الرعب في أفريقيا

الأمر لن يتوقف عند نيجيريا بل سيطاول التهديد غينيا وتوغو وبنين وهو أمر ستكون له عواقب وخيمة على أمن المنطقة

تسود مخاوف من أن تنجح جماعة "محمودة" في التمدد نحو دول مثل توغو وغينيا خصوصاً في ظل تكثيف هجماتها في الداخل النيجيري وبنين (أ ف ب)

ملخص

تمول جماعة "محمودة" عملياتها من خلال فرض ضرائب ورسوم على الرعاة والمزارعين خصوصاً من الفولان، فهم يدفعون مقابل توفير الأمن والحماية لهم".

كذلك تعتمد على الفدية من عمليات الخطف في استنساخ لتجارب أخرى تقوم بها جماعات مثل "نصرة الإسلام والمُسلمين" في مالي، والتعدين غير القانوني وهي أنشطة تدر عليها أموالاً طائلة.

في ولاية كوارا شمال نيجيريا، بدأ مقاتلون يتبعون جماعة متشددة أطلقت على نفسها اسم ''محمودة"، بث الرعب في نفوس السكان وقوى الأمن والجيش بعد مهاجمتهم أسواق وقرى ريفية.

تنضم جماعة "محمودة" إلى خريطة موسعة من الجماعات المسلحة التي تؤرق دولاً أفريقية على غرار نيجيريا وبنين وبوركينا فاسو ومالي، ويُشتبه في أنها فصيل منشق عن جماعة "بوكو حرام" المتشددة وكلاهما موالٍ لتنظيم "داعش".

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي تريست" المحلية في نيجيريا، فإن الجيش لم يتحرك إلا أخيراً من أجل الحد من نفوذ جماعة "محمودة" إذ شن غارات جوية مكثفة أدت إلى مقتل العشرات من عناصرها.

وأبلغ ناشط حقوقي نيجيري فضل عدم الكشف عن هويته أن "الجماعة أصبحت رقماً صعباً إذ نجحت في السيطرة في الأيام الماضية على منتزه محلي في كوارا، وهو مؤشر على تنامي نفوذها بخاصة بعدما هاجمت سكاناً محليين".

وتتزاحم جماعة مسلحة تتبنى أفكاراً متشددة على النفوذ في أفريقيا على غرار "حركة الشباب" الصومالية وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في مالي وبوركينا فاسو و"جبهة تحرير ماسينا" وجماعة "بوكو حرام" في نيجريا، وقد فرضت هذه الجماعات واقعاً أمنياً مُعقداً في قارة لم تنعم يوماً بالسلام.

ضرائب وتعدين غير قانوني

وتابع الناشط أن "جماعة ‘محمودة‘ تقوم الآن بتمويل عملياتها من خلال فرض ضرائب ورسوم على الرعاة والمزارعين خصوصاً من الفولان، فهم يدفعون مقابل توفير الأمن والحماية لهم".

وشدد على أن "هذه الجماعة تعتمد أيضاً على الفدية من عمليات الخطف في استنساخ لتجارب أخرى تقوم بها جماعات مثل ‘نصرة الإسلام والمُسلمين‘ في مالي، والتعدين غير القانوني وهي أنشطة تدر عليها أموالاً طائلة".

وكان الجيش النيجيري قد وصف جماعة "محمودة" بأنها جماعة جديدة تنشط عند الحدود بين بلاده وبنين، وتُحاول استغلال الاضطرابات الأمنية من أجل ترسيخ موطئ قدم لها ما ينطوي على أخطار أمنية متزايدة في القارة السمراء.

وتستخدم هذه الجماعات أدوات مثل الدراجات النارية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة في شن هجماتها، ما يزيد من التحديات الأمنية أمام الدول الأفريقية التي تواجه أصلاً أزمات متصاعدة.

مساعٍ غير كافية

وكان حاكم ولاية كوارا النيجيرية، عبد الرحمن عبد الرزاق، قد صرح قبل أيام بأن قوات الأمن في ولايته تتعاون مع الحكومة المركزية من أجل تفكيك خلايا جماعة "محمودة" من دون الإعلان عن خطط واضحة في هذا الشأن.

واعتبر الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد أوال، أن "السلطات في نيجيريا وبنين تقوم بمساعٍ لكنها غير كافية، ما قد يقود إلى تمدد جماعة ‘محمودة‘ لا سيما أنها تتبنى أفكاراً أكثر اعتدالاً من جماعة ‘بوكو حرام‘ ما يتيح لها تعبئة مقاتلين جدد".

وأبرز أوال في تصريح خاص أن "نيجيريا تعاني أصلاً من نشاط مكثف لقطاع الطرق واللصوص ونشاط ‘بوكو حرام‘، ودخلت جماعة ‘نصرة الإسلام والمسلمين‘ على خط هذه الأزمة الأمنية أخيراً عندما شنت هجمات على شمال البلاد، وبالتالي أصبحت البلاد تحت النار بالفعل".

ورأى أن "على السلطات المركزية البحث عن مقاربات أمنية بديلة، ولم لا تتم الاستعانة بحلفاء دوليين قادرين على المساعدة في هذا الشأن لأن الأمور بدأت تفلت من يد الحكومة المركزية".

تهديد أمني خطير

وتواجه منطقة غرب أفريقيا واحدة من أسوأ أزماتها الأمنية مع نجاح جماعة "نصرة الإسلام والمُسلمين" في محاصرة العاصمة المالية، باماكو، وقطع إمدادات الوقود عنها.

وتسود مخاوف من أن تنجح جماعة "محمودة" في التمدد نحو دول مثل توغو وغينيا خصوصاً في ظل تكثيف هجماتها في الداخل النيجيري وبنين، وسط تساؤلات حول قدرة الجيوش الوطنية المنهكة أصلاً على الحد من نفوذها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعد الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، أن "جماعة ‘محمودة‘ هي جماعة متطرفة تشكل تهديداً أمنياً خطيراً على منطقة خليج غينيا باعتبار أنه خليج ملاصق لمنطقة الساحل الأفريقي، إضافة لبحيرة تشاد، لذا هذا الأمر لن يتوقف عند هذه المرحلة بل قد تتمدد أكثر فأكثر".

وأردف تورشين أن "نجاح الجماعة في توسيع نفوذها نحو النيجر ومالي رهن دخولها في تحالفات مع جماعات أخرى في المنطقة أو استقطاب مقاتلين جُدد، ووقتها يمكن أن تهدد كل دول خليج غينيا والساحل الأفريقي".

ولفت إلى أن "نجاحها أيضاً يتوقف على عدم دخولها في صدامات مع جماعات أخرى موالية لـ‘القاعدة‘ أو ‘أنصار الإسلام والمسلمين‘، لأن هذه التنظيمات قوية ولها نفوذ وتأثير واسع، إذا استطاعت تجاوز هذا التحدي وتوفير العتاد العسكري يمكن أن تشكل تهديداً حقيقياً لمنطقة خليج غينيا ولإنتاج النفط العالمي نظراً لاحتياطات نيجيريا وإنتاجها".

وختم تورشين بالقول إن "هذا الأمر لن يتوقف عند نيجيريا في اعتقادي، بل سيطاول التهديد غينيا وتوغو وبنين، وهو أمر ستكون له عواقب وخيمة على أمن المنطقة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير