Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عالم ترمب يتشكل مجددا: عقد من التحولات السياسية والاقتصادية

10 توجهات تثير الاضطراب وتستحق المتابعة حول طريقة الرئيس الأميركي في نسف التقاليد

طريقة ترمب المحطمة لما هو مألوف سببت اضطرابات في مجال التجارة العالمية (اندبندنت عربية)

 

ملخص

 "هناك انقسام بين محللي السياسة الخارجية، هل العالم في حال حرب باردة جديدة بين كتلتين تقود إحداهما أميركا وتقود الصين الأخرى؟ أم أن صفقة ترمب ستقسم العالم إلى "دوائر نفوذ" أميركية وروسية وصينية يفعل فيها كل منهم ما يشاء؟".

بغض النظر عن الموقف منه ومن سياساته، لا يجادل كثر في أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان وراء الأحداث الأهم هذا العام، ويتوقع أيضاً أن يستمر في تغيير العالم العام المقبل طالما بقي في البيت الأبيض، وهذا ما يخلص إليه ملف من التقارير والتحليلات لمجلة الـ "إيكونوميست" عن التوجهات العالمية المهمة خلال العام المقبل، نشرته مع عددها الأخير هذا الأسبوع.

وكتب رئيس تحرير الملف توم ستانديج مقدمة لخص فيها 10 توجهات عالمية تستحق المتابعة، بعدما بدأ بالقول إن "هذا عالم ترمب وكلنا نعيش فيه"، مشيراً إلى أن طريقة ترمب المحطمة لما هو مألوف سببت اضطرابات كما في مجال التجارة العالمية، لكنها أدت إلى نتائج دبلوماسية كما في "اتفاق غزة" ودفعت باتجاه تغييرات ضرورية كما في حال الإنفاق العسكري الأوروبي"، متابعاً أن "توجهات العالم المهمة التي يحددها ملف المجلة بين السياسة والاقتصاد وغيرها تتنوع، لكن معظمها إن لم يكن كلها مرتبط بالرئيس ترمب وسياساته الحالية، والمتوقع استمرارها في العام المقبل"، وفيما يلي التوجهات العالمية المهمة الجديرة بالمتابعة في عام 2026 كما لخصها رئيس التحرير في مقدمته.

250 عاماً على تأسيس الولايات المتحدة

قال ستانديج "يُتوقع أن نسمع روايات مختلفة إلى حد التناقض عن ماضي أميركا وحاضرها ومستقبلها حين يصف الجمهوريون والديمقراطيين البلد ذاته بأوصاف لا يمكن التوفيق بينها مع حلول الذكرى الـ 250 لتأسيس الولايات المتحدة الأميركية، ثم يقدم الناخبون تصورهم لمستقبل أميركا في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2026، إنما حتى لو حصل الديمقراطيون على غالبية في مجلس النواب خلال انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، فإن طريقة حكم ترمب القائمة على الترهيب والرسوم الجمركية والأوامر التنفيذية ستتواصل".

تحول جيوسياسي

وتابع "هناك انقسام بين محللي السياسة الخارجية، وهل العالم في حال حرب باردة جديدة بين كتلتين تقود إحداهما أميركا وتقود الصين الأخرى؟ أم أن صفقة ترمب ستقسم العالم إلى "دوائر نفوذ" أميركية وروسية وصينية يفعل فيها كل منهم ما يشاء؟".

وقال ستانديج "لا تأخذ التصورين على محمل الجد، فالرئيس ترمب يميل إلى توجه للصفقات يعتمد على الغريزة والحدس وليس على تحولات سياسية كبرى، فالمتوقع أن يتراجع النظام العالمي المستند إلى القواعد والأصول أكثر فاكثر، إلا أن تحالف الراغبين سيتوصل إلى صفقات واتفاقات في مجالات مثل الدفاع والتجارة والمناخ".

حرب وسلام

وأشار إلى أنه "مع بعض الحظ سيصمد السلام الهش في غزة، لكن الصراعات ستستمر في أوكرانيا والسودان وميانمار، وستختبر الصين وروسيا التزام أميركا تجاه حلفائها عبر استفزازات في المناطق الرمادية شمال أوروبا وبحر الصين الجنوبي، ومع خفوت الخط الفاصل بين الحرب والسلام أكثر فأكثر سيزيد التوتر في المناطق القطبية والفضاء وقاع المحيطات والبحار والفضاء الإلكتروني".

مشكلات لأوروبا

وحول القارة الأوروبية قال ستانديج إن "كل يشكل هذا اختباراً معيناً لأوروبا، فعلى القارة أن تزيد الانفاق الدفاعي لدولها والحفاظ على بقاء أميركا إلى جانبها، وأن ترفع معدلات النمو الاقتصادي وأن تتعامل مع العجز الهائل في الموازنات حتى ولو من خلال إجراءات تقشفية تحمل أخطار زيادة الدعم لأحزاب اليمين المتطرف، كما أن أوروبا تريد أن تظل رائدة في مجال التجارة الحرة والسياسات الخضراء الصديقة للبيئة، لا يمكن للقارة أن تقوم بكل ذلك في وقت واحد، فزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي قد ترفع معدلات النمو الاقتصادي، ولكن بقدر ضئيل وحسب".

فرصة الصين

وعن بكين أشار ستانديج إلى أن "لدى الصين مشكلاتها الخاصة مثل التضخم السلبي في ظل هبوط الأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي والفائض الصناعي الهائل، إلا أن سياسة ترمب بشعار 'أميركا أولاً' توفر فرصاً جديدة للصين كي تزيد تأثيرها العالمي، فستقدم بكين نفسها على أنها شريك أفضل يمكن الاعتماد عليه خصوصاً لدول الجنوب العالمي، إذ بدأت بالفعل تتوصل إلى سلسلة من الاتفاقات التجارية، ومع استعداد الصين لعقد اتفاقات مرحلية مع إدارة ترمب حول فول الصويا والرقائق الإلكترونية يبقى التحدي في أن الاحتفاظ بالعلاقات مع أميركا عملية براغماتية لا تصادمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال رئيس تحرير الملف إن "الاقتصاد الأميركي يثبت حتى الآن مرونة قوية في مواجهة التعرفة الجمركية التي يفرضها ترمب، لكن تلك التعرفة ستضر بالنمو الاقتصادي العالمي، ومع استمرار الدول الغنية في العيش بأكثر مما يتوافر لها من دخل، تتصاعد أخطار أزمة في سوق السندات، ويعتمد الأمر إلى حد كبير على من سيجري اختياره ليخلف جيروم باول في منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي  في مايو (أيار) 2026، إذ من شأن تسييس البنك أن يشعل اضطراباً في الأسواق".

مخاوف حيال الذكاء الاصطناعي

وحول تنامي المخاوف من الذكاء الاصطناعي، قال ستانديج إنه "ربما يغطي الانفاق الهائل على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على الضعف الاقتصادي في أميركا"، متسائلاً "هل ستنفجر فقاعة الذكاء الاصطناعي مثلما حدث مع السكك الحديد والكهرباء والإنترنت في بدايتها"، مستدركاً أن "الانهيار لن ينال من قيمة التكنولوجيا الجديدة ذاتها، لكن سيكون له تأثير اقتصادي واسع، وعلى أية حال فإن المخاوف في شأن تأثير الذكاء الاصطناعي في وظائف البشر، خصوصاً الوظائف للخريجين الجدد، ستزيد وتتعمق".

تضارب حول المناخ

وعن المناخ أوضح أن "الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجة ونصف مئوية إضافية لم يعد أمراً مطروحاً الآن، كما أن ترمب يعادي مصادر الطاقة المتجددة، إلا أن الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ربما وصلت إلى ذروتها بالفعل، وتكنولوجيا مكافحة التغيرات المناخية تنتشر في جنوب العالم بقوة وستحقق الشركات أهداف المناخ أو تتجاوزها حتى، لكنها ستفعل ذلك بهدوء كي لا تثير غضب ترمب وتستحق الطاقة الحرارية للأرض المتابعة والترقب".

القيم الرياضية

وأشار ستانديج إلى أنه "يمكن الاعتماد دوماً على الرياضة لتوفير فسحة بعيداً من السياسة، لكن ربما لا يكون الأمر كذلك العام المقبل، فكأس العالم لكرة القدم العام المقبل ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك معاً، والدول الثلاث علاقاتها متوترة مما قد يجعل جمهور مشجعي الكرة يحجم عن الحضور، إلا أن الألعاب المعززة في لاس فيغاس قد تكون أكثر إثارة للجدل، إذ يسمح للرياضيين باستخدام العقاقير المحفزة للأداء، فهل سيعد ذلك نوعاً من الغش أم مجرد اختلاف في طريقة التنافس؟".

"أوزمبيك" أم الأفضل منه؟

واختتم ستانديج ملخصه عن الأدوية، فقال إنه "ستتوافر أدوية إنقاص الوزن 'جي إل بي -1' الأفضل والأرخص وفي صورة أقراص أيضاً، وسيزيد ذلك فرص الوصول إليها بعد إطلاق دواء 'أوزمبيك' لإنقاص الوزن، لكن من غير المعروف إن كان تناولها من قبل الرياضيين والمتنافسين في ألعاب القوى وكمال الأجسام نوعاً من الغش أم لا؟ وهكذا سيوسع الدواء الجديد الجدل حول منظومة القيم والمبادئ والمعايير في شأن استخدام العقاقير المحفزة للأداء، ليس للرياضيين وحسب وإنما بصورة أوسع نطاقاً".

اقرأ المزيد