Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدير حملته الشعبية: اتصالات مع الإدارة الأميركية للإفراج عن البرغوثي

أحمد غنيم يؤكد لـ "اندبندنت عربية" أن دول الإقليم وأوروبا تتلمس طريقها إلى زنزانة مروان كما حصل مع الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا

ملخص

قال أحمد غنيم مدير الحملة الشعبية والدولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي إن تصريح دونالد ترمب بأنه يدرس الإفراج عنه "لم يأت من فراغ، وسبقه لقاء شخصيات فلسطينية مع مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنير خلال الأسابيع الماضية، لحث واشنطن على التدخل للإفراج عن البرغوثي".

كشف أحمد غنيم مدير الحملة الشعبية والدولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي عن اتصالات مع الإدارة الأميركية للإفراج عن البرغوثي، مشيراً إلى أن "دول الإقليم وأوروبا تتلمس طريقها إلى زنزانة مروان"، كما حصل مع الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا.

ومع أن جهود إطلاق سراح القيادي الأكثر شعبية في فلسطين لم تتوقف منذ اعتقاله قبل 23 عاماً، إلا أنها شهدت تصاعداً خلال الأشهر الأربعة الماضية، وبلغت ذروتها مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب دراسته الإفراج عنه.

ووفق غنيم، فإن تصريح ترمب "لم يأت من فراغ، وسبقه لقاء شخصيات فلسطينية مع مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنير خلال الأسابيع الماضية لحث واشنطن على التدخل للإفراج عن البرغوثي".

ويأتي ذلك، بحسب غنيم، لأن "الدول الغربية في أزمة، والدول الإقليمية ليس لديها رافعة سياسية لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة السلام سوى البرغوثي الذي يحصل على أعلى أصوات في استطلاعات الرأي، إذ تفوق على قادة حركة ’حماس‘ منذ أعوام طويلة، وإلى اكتساح الأصوات في قواعد حركة ’فتح‘".

وأضاف المتحدث أن ذلك "دفع المنظومة الإقليمية إلى عدم تجاهل قوته السياسية ورمزيته ومكانته، وحاز اهتماماً دولياً بسبب وزنه السياسي".

وأوضح غنيم ضمن مقابلة مع "اندبندنت عربية" من مكتبه في مدينة رام الله أن "الاتصالات المكثفة من شخصيات فلسطينية ومسؤولين عرب ودوليين جعلت ترمب يفتح الموضوع من جديد، ويبدأ البحث عن قائد فلسطيني في ظل سعيه لحل إقليمي، على رغم محاولات نتنياهو المتكررة لتجاوز الفلسطينيين"، وأضاف غنيم أن ترمب "أدرك استحالة تجاهل وجود عنوان فلسطيني لتنفيذ خطته للسلام التي تحتاج تفسيرات".

لكن غنيم شدد على أن "ما يدور في ذهن ترمب ليس بالضرورة التي سيعمل من خلالها مروان، فعندما يفتح أي حوار سياسي مع البرغوثي يجب أن يتعلق بالقضية الفلسطينية بأكملها وليس قطاع غزة وحده".

مانديلا فلسطين

وشبه غنيم فترة نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا واضطرار آخر رئيس لجنوب أفريقيا من البيض فريديريك دي كليرك للتفاوض مع مانديلا في زنزانته، بالفترة الحالية، وقال إن البرغوثي هو "مانديلا فلسطين"، متابعاً "مروان على نفس الطريق، فالاحتلال وصل إلى أزمة عالمية باعتراف ترمب اليوم، والعالم الآن يتلمس طريقاً إلى زنزانة مروان البرغوثي".

وأشار مدير الحملة إلى أن "الأزمة هي في فكرة الاحتلال الإسرائيلي، ودولة عنصرية ظهر وجهها الفاشي أما العالم لدرجة لم يعد يتحملها أحد من الدول الغربية، وحتى ترمب تدخل خلال اللحظة الأخيرة لإنقاذ إسرائيل من نفسها، وصورتها التي دمرت وروايتها التي لم تعد تنطلي على أحد".

وقال غنيم إن ترمب والمؤسسات الأميركية "وصلت إلى استنتاج، فإما استمرار الوضع الحالي أو تدخل فريق لإنقاذ إسرائيل من إجرامها"، مضيفاً أن ذلك شبيه ببدايات تفكيك نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لإنقاذ المكون الأبيض من خلال تفكيك ذلك النظام".

وبحسب غنيم، فإن البرغوثي "يكمن دوره في تقديم رؤية فلسطينية لمستقبل الشعب الفلسطيني، في ظل الإدراك بقدرته على إعادة توحيد الشعب الفلسطيني والنظام السياسي، وشطب مقولة ’لا فتح ستان وحماس ستان‘ التي يتبناها نتنياهو".

"العالم يدرك أن البرغوثي قادر على التصدي لاستراتيجية نتنياهو الهادفة لتقويض النظام السياسي الفلسطيني بدعم فلسطيني أولاً والإقليم ثانياً والعالم ثالثاً"، وفق غنيم، البرغوثي "يشكل تهديداً سياسياً لاستراتيجية نتنياهو، ولذلك يرفض منذ أعوام طويلة الإفراج عنه".

وعن موقف قيادة السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" بزعامة الرئيس محمود عباس من الإفراج عن البرغوثي، أشار غنيم إلى أنها غير مرتاحة من إمكانية ذلك، وهو ما نراه في أفعال الرئاسة الفلسطينية حينما أصدرت إعلاناً دستورياً بعد ساعات على تصريح ترمب ينص على تعيين حسين الشيخ لإدارة المرحلة الانتقالية في حال شغور منصب رئيس السلطة الفلسطينية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى مسؤول الحملة الشعبية أن "أي فلسطيني من الصعب عليه أن يقول بلسانه إنه ضد الإفراج عن البرغوثي، لكن الإجراءات والقرارات تشير في سياقها وزمانها إلى عدم الارتياح"، وأبدى غنيم استياءه من "معارضة واختلاف أعضاء اللجنة المركزية لحركة ’فتح‘ على ترشيح البرغوثي للانتخابات الرئاسية على رغم تفوقه الدائم في استطلاعات الرأي على جميع منافسيه، وبينهم قادة حركة ’حماس‘".

وخاطب غنيم قادة حركة "فتح" قائلاً كيف تريدون ترشيح شخصية أخرى، وتضيعون من بين أيدكم جوهرة وكنزاً يجمع عليه كل الشعب الفلسطيني، وتأتي وتقول إن هناك 17 عضواً في اللجنة في اللجنة المركزية مختلفون في ما بينهم على من يترشح في الانتخابات".

وتابع غنيم "أنا أسأل كوادر حركة ’فتح‘ هل هذا الواقع يمكن أن تقبلوا به، لدينا كنز وهناك من يريد التفريط به، ولا يريد أن يستخدم هذه الفرصة، فمروان أمل شعبنا في استعادة الوحدة الوطنية"، وأوضح أن هناك "أناساً مسؤولون منذ 20 عاماً عن تمزيق الشعب الفلسطيني وتقسيمه، وآن أوانهم لكل يتيحوا الفرصة للبرغوثي".

ويرى المتحدث "وجود إمكانية لترشيح مؤسسات حركة ’فتح‘ البرغوثي للانتخابات، طالما لم تقم بتهميش وإقصاء أنصار البرغوثي منها، لكن إذا تشكلت اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الثامن للحركة من شخصيات من نفس المنظومة الحالية فإن الأزمة سيعاد إنتاجها من جديد"، واتهم غنيم قيادة حركة "فتح" بـ"حرمان البرغوثي من الترشح للانتخابات عن الحركة مرتين، الأولى عام 2005 بترشيحها محمود عباس، والثانية عام 2021 عندما ألغيت تلك الانتخابات بقرار من الرئيس عباس "خشية من نتائجها".

وخلال التحضير للانتخابات عام 2021 زار حسين الشيخ القيادي في حركة "فتح"، والمقرب من الرئيس عباس، البرغوثي في سجنه "للبحث في توحيد صفوف حركة ’فتح‘ والذهاب إلى الانتخابات بصورة موحدة".


ضغوط وتفاهمات

وكشف غنيم عن "انقلاب قيادة حركة ’فتح‘ عن التفاهمات بين الشيخ والبرغوثي، إذ استمرت سياسة الإقصاء والتهميش، والفصل لرموز من قادة الحركة"، وبحسب غنيم فإنه تواصل مع الشيخ لتنفيذ تلك التفاهمات "لكن أدركنا وجود إصرار جدي على وضع عقبات أمام ترشيح البرغوثي للرئاسة من خلال التعديلات على قانون الانتخابات، وإدخال بند يشترط منع الترشح من دون قائمة للانتخابات البرلمانية".

"أجلاً أم عاجلاً سيرى الفلسطينيون أنفسهم أمام الانتخابات، لأننا لا يمكن أن نقبل أن تفصيل النظام السياسي الفلسطيني خارج المنظومة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة"، بحسب غنيم، الذي قال إن البرغوثي "لن يقبل أن يأتي دون أن يكون منتخباً مباشرة من الفلسطينيين عبر الانتخابات، وهناك غرابة شديدة في أن يلقى البرغوثي تأييداً ودعماً كاملين من كل الفصائل الفلسطينية وحتى من ’حماس‘، في ظل الاختلاف داخل اللجنة المركزية لحركة ’فتح‘ عليه".

وكشف غنيم عن تعرض البرغوثي لعدة محاولات لاغتياله داخل سجنه من خلال الضرب المبرح، وعن أن محاميه لم يتمكن من زيارته خلال الأسابيع الماضية بضغوط من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وحول شخصية البرغوثي، أشار غنيم إلى أنه يمتلك "صفات القيادة منذ اعتقاله من قوات الاحتلال وهو ابن 16 سنة، إذ حفر مكانه في المشهد الوطني الفلسطيني بتضحياته، وأصبح أصغر عضو في المجلس الثوري لحركة ’فتح‘ وهو بعمر 32 سنة".

وأبعدت إسرائيل البرغوثي عام 1986 بسبب "قدرته الفريدة على القيادة، والجمع بين العمل الميداني والفكري والسياسي، ولذلك لم تتحمله، قبل أن يعود إلى رام الله مع تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994"، وفق المتحدث الذي أشار إلى أن البرغوثي تعرض لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية قبل أن تعتقله عام 2002، ولعب دوراً في القيادة الوطنية الموحدة لحركة "فتح"، مؤكداً أن "مكانة ورمزية البرغوثي لم تغيبهما القضبان والزنازين، فهو من القادة القلائل حول العالم الذين يتمكنون من ذلك مثل نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا".

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات