ملخص
يعد رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لاودر وحليف دونالد ترمب من أبرز الداعين إلى الإفراج عن مروان البرغوثي، وبحسب لاودر فإنه "لا يمكن تحقيق ’حل الدولتين‘ إلا بوجود قائد كفؤ، ومروان البرغوثي هو القائد المناسب"، ومنذ أعوام تظهر استطلاعات الرأي تفوق البرغوثي على جميع منافسيه المحتملين في أية انتخابات رئاسية، كما أنه حقق أعلى الأصوات في الانتخابات الداخلية لحركة "فتح".
مع تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على قيادة المرحلة المقبلة بما فيها ترتيبات ما بعد الحرب على قطاع غزة، بدأت عملية البحث عن شخصية قادرة على توحيد الفلسطينيين، وتحظى بإجماع شعبي فلسطيني وقبول عالمي.
ومن أبرز الشخصيات المرشحة لذلك مروان البرغوثي القيادي في حركة "فتح" والمعتقل منذ عام 2002 داخل السجون الإسرائيلية ويقضي حكماً بالحبس مدى الحياة.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإفراج عن البرغوثي خلال صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، على رغم ورود اسمه ضمن قائمة الأسرى المقرر إطلاق سراحهم، ومع أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أشار في تصريح سابق إلى أنه يدرس إمكان العمل على إطلاق سراح مروان البرغوثي بوصفه شخصية "قد تسهم في تحقيق السلام"، في حال الإفراج عنه.
"سيدي الرئيس، ينتظرك شريك حقيقي، شريك قادر على تحقيق حلمنا المشترك بسلام عادل ودائم في المنطقة"، هكذا خاطبت فدوى البرغوثي زوجة القيادي الفلسطيني الرئيس الأميركي، مناشدة إياه بالتدخل والضغط على إسرائيل للإفراج عن زوجها بعد 23 سنة على سجنه.
لكن قبل تلك المناشدة، كانت دول عربية وقيادات يهودية في أميركا تحث الرئيس الأميركي على الضغط على إسرائيل للإفراج عن البرغوثي.
ويعد رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لاودر وحليف ترمب من أبرز الداعين إلى الإفراج عن البرغوثي، وبحسب لاودر فإنه "لا يمكن تحقيق ’حل الدولتين‘ إلا بوجود قائد كفؤ، ومروان البرغوثي هو القائد المناسب".
ومنذ أعوام تظهر استطلاعات الرأي تفوق البرغوثي على جميع منافسيه المحتملين في أية انتخابات رئاسية، كما أنه حقق أعلى الأصوات في الانتخابات الداخلية لحركة "فتح".
ورحب عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أحمد صبح "بشدة بكل جهد لإطلاق سراح البرغوثي والأسرى كافة، بخاصة القادة منهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي"، مع أنه شكك في جدية ترمب، إذ يرى أنه "لو كان ترمب جاداً في تصريحه، فإن الأمر لا يحتاج منه إلا أن يأمر إسرائيل بالقيام بذلك حالياً".
وأشار صبح إلى أن إطلاق سراح مروان البرغوثي "أولوية مطلقة لحركة ’فتح‘، وأن الحركة تعطي ذلك أهمية قصوى لأنه قائد وطني".
وكشف عضو حركة "فتح" عن وجود جهد عربي استناداً إلى طلب فلسطيني جماعي لإطلاق سراح البرغوثي خلال التفاوض على صفقة تبادل الأسرى الشهر الجاري، إذ تم التوافق على اسم البرغوثي مع وفد المفاوضات الإسرائيلي"، مضيفاً أن البرغوثي يشكل "إضافة نوعية وهو رمز كبير نحتاج إليه دائماً في العمل الفلسطيني".
ومع أن صبح شدد على أن البرغوثي "قائد وطني ’فتحاوي‘ ورمز فلسطيني"، لكنه استدرك أن الشعب الفلسطيني هو من سينتخب قادته عبر صندوق الاقتراع، وأن شرعية أي قائد فلسطيني لا يمنحها ترمب أو أي طرف خارجي".
ودعا عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" إلى ضرورة "التفريق بين حق البرغوثي وغيره من القادة الأسرى المطلق في الحرية، وبين حقهم الطبيعي على فصائلهم في أن يكونوا على رأس القوائم الانتخابية لتلك الفصائل، ثم يقرر الشعب الفلسطيني من يقوده"، لكن صبح أشار إلى "ضرورة أن تقرر الأطر القيادية في حركة ’فتح‘ ترشيح البرغوثي"، مع تأكيده أنه يحظى بكل الاحترام والتقدير الرمزي الذي يستحقه لأنه قائد وطني وجامع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى مدير مركز "تقدم للسياسات" محمد مشارقة أن اسم البرغوثي يجري تداوله منذ أشهر من الأطراف العربية المنضوية في ترتيبات "اليوم التالي للحرب على قطاع غزة".
وبحسب مشارقة فإن "السعودية والإمارات وقطر أبلغت مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بأنه إذا أرادت واشنطن ضمان استمرار وقف النار والإعمار والاستقرار، فإنه يجب أن تكون هناك شخصية عليها إجماع فلسطيني".
وأوضح أن تلك الشخصية كانت مروان البرغوثي "في ظل إجماع شعبي على أنه يحل الخلاف بين حركتي ’فتح‘ و’حماس‘، وأن قطاع غزة أصبح تحت الانتداب الدولي، ولا بد من سلطة تنفيذية فلسطينية".
وبحسب مشارقة فإن الدول العربية تطالب عباس بـ"تعيين رئيس حكومة يحظى بتوافق وطني، ومنحه صلاحيات كاملة تتيح له إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية والإعداد لإجراء الانتخابات حتى تستطيع السلطة العودة لقطاع غزة".
ورأى الباحث في الشؤون الإسرائيلية أمير مخول أن الرئيس الأميركي "قادر على إطلاق سراح البرغوثي بعد استحواذه على مفاتيح القرار الإسرائيلي بالكامل"، موضحاً أن "ترمب حريص على نجاح خطته لقطاع غزة، ويعمل على خلق أجواء مريحة لتنفيذها، فالبرغوثي يمكن أن يساعد في ذلك".
ويردف أن قضية البرغوثي مطروحة منذ أعوام طويلة بوصفها "سياسية وليست أمنية"، إلا أنه استبعد إمكان نجاحه في تغيير الوضع الفلسطيني "فهو في نهاية المطاف جزء من حركة ’فتح‘، وسيبقى تحت سقفها".
وبحسب مخول فإن "السياسة الفلسطينية غير مرهونة بشخص لكنها مرتبطة بمسعى إسرائيلي استراتيجي طويل الأمد من خلال دعم الانقسام وتقويض السلطة الفلسطينية"، وأوضح أن عودة ناصر القدوة لحركة "فتح" تأتي كجزء من مسار لتقوية السلطة الفلسطينية، فواشنطن لن تقبل بتقويضها، فهي بحاجة إلى أفق سياسي، والدول العربية تريد سلطة قوية".
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في نابلس رائد الدبعي إن البرغوثي "شخصية جامعة بين الفلسطينيين، وعامل جذب ليس فقط داخل فتح لكن لكل الأطياف والفصائل"، كما أنه "شخصية عابرة للأجيال ورجل دولة من الطراز الأول، ويجمع في شخصيته بين الأكاديمي ورجل الدولة المعتدل".
ووفق الدبعي فإن "المجتمع الدولي يبحث عن قائد تتوافر فيه هذه الصفات، فليس من الممكن إيجاد قائد فلسطيني مثل البرغوثي"، موضحاً أنه "يشكل نموذجاً لإنهاء الانقسام ورافعة للنظام السياسي الفلسطيني في ظل قبوله على الصعيد الدولي لأنه شخصية معتدلة وينتمي لحركة ’فتح‘ وتوافقه مع متطلبات المجتمع الدولي".
"من الطبيعي أن يكون له دور في النظام السياسي الفلسطيني، وفي ترتيبات المرحلة التالية في قطاع غزة لأنه قادر على توحيد المؤسسة الفلسطينية إما من خلال شخصه أو ما يشكله من رمزية دور في رسم معالم اليوم التالي"، وفق ما ذكر الدبعي.
لكن السياسي الفلسطيني نبيل عمرو شكك في جدية ترمب بالضغط بغية الإفراج عن البرغوثي، على رغم إقراراه بوجود طرف ثالث (الدول العربية) في العلاقة الإسرائيلية- الأميركية"، واستبعد عمرو قدرة البرغوثي في حال الإفراج عنه على "لملمة الوضع في فلسطين، فذلك يحتاج إلى صيغة وليس شخصاً".
وأشار عمرو إلى "وجود جزء كبير من قادة حركة ’فتح‘ لا يريدون البرغوثي، ناهيك عن إمكان دعمه من حركة ’حماس‘".