ملخص
يحاول المصريون بألا يسمحوا لأي أخطاء فنية بأن تفسد فرحتهم بالليلة التاريخية لافتتاح المتحف المصري الكبير المتاخم لأهرام الجيزة العريقة، ولكن أيضاً لا يمكنهم غض الطرف عن الأخطاء المفاجئة التي لاحظها المتخصصون وغير المتخصصين، والتي بدت واضحة في النقل التلفزيوني للحفل الذي تابعه الملايين في البلاد
ارتباك كبير شعر به المصريون بعدما شاهدوا حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بالجيزة في مقابل الأهرام، ربما لأن مشاعر الزخم الوطني حاضرة بقوة بفعل الدعاية المكثفة الطويلة الأمد، وربما لأن الحفل المبهر تضمن عناصر قوية للغاية، من أزياء وتوظيف موسيقي، وكذلك على مستوى المشاركين، لكن الصورة العامة كان ينقصها شيء ما، خلل في السرد، أو اضطراب في الرؤية الإخراجية والمونتاج، على رغم السعادة بالعرض الذي يصاحب افتتاح صرح أثري غير مسبوق في نوعيته، إذ يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، فإن هناك بعض المنغصات التي شوشت على الصورة.
قد تكون المقارنة بين مستوى حفل المومياوات الملكية خلال افتتاح متحف الحضارة قبل نحو أربعة أعوام لها دخل كبير في الحال التي سيطرت على عموم مشاهدي البث التلفزيوني للحفل عبر الشاشات، وربما لأن الحشد العاطفي قبيل الحفل كان ضخماً للغاية، من خلال دعاية رسمية متواترة ووعود كبيرة بحدث غير عادي، وكذلك إدارة لعبة التشويق بصورة احترافية جيدة، جعل الجميع يراهنون على أن الأمسية ستتفوق على أي حدث مصري في الأعوام الأخيرة، ومن ثم حتى لو جاء المشهد جيداً فإنه قد لا يكون عظيماً بالنسبة إلى بعض المصريين، وهذا فخ في حد ذاته.
وبعيداً من التفسيرات النفسية، فهناك وقائع ومعطيات جعلت النقل التلفزيوني للحفل، الذي كان مصدر المتابعة الأول للملايين، مصدر إحباط ربما أو في الأقل أضعف من المتوقع، فقد يكون المستوى بشكل عام مقبولاً للبعض، لكن بالنسبة إلى المصريين الذين سبق وتابعوا عروضاً مبهرة لأحداث قومية كبيرة، كان الأمر في حاجة إلى مزيد من الدقة والاهتمام، وقبل كل شيء الرؤية والوحدة الفنية.
رحلة البحث عن معلومة موثقة
الشد والجذب الذي ملأ فضاء مواقع التواصل الاجتماعي انصب على نقطتين متناقضتين، إحداهما كانت موضوعية أو سلبية ترى أن الحفل معقول، لكنه ليس أسطورياً، ولا يليق بعظمة ومجد الحضارة المصرية الراسخة، والثانية تبناها فريق يرى أنه لا ينبغي الانتقاص من فرحة الاحتفال بالمتحف الذي ينتظره المصريون منذ نحو عقدين من الزمان، مشيرين إلى أن تفاصيل الحفل من مقطوعات موسيقية يغلب عليها الطابع الغربي، وأوركسترا السيمفوني، والغناء الأوبرالي الذي طغى على الفقرات، كان مقصوداً لأن الحفل في رأيهم موجه إلى الجمهور العالمي، ومن ثم تجري مخاطبتهم بلغة قريبة لهم.
كذلك الإشادات توجهت بصفة أساسية إلى أزياء المشاركين والمشاركات، التي حملت طابعاً موحداً مستلهماً من موضوع العرض، وهو الحضارة الفرعونية التي يجري الاحتفال بها، فعلى رغم تنوع المصممين لكن الجميع كان منسجماً، كذلك من اللقطات الذكية استعراض المسلات المصرية الموجودة في ميادين العالم، التي خرج بعضها بطرق غير مشروعة، للدلالة على أن الحضارة المصرية تلهم العالم وتزينه لتصبح مصدراً للسياحة والدخل حتى في غير أرضها.
فيما من الفقرات التي اتفق عليها الجميع هي المزج السيمفوني الذي اشترك فيه عازفون من اليابان وفرنسا والبرازيل والولايات المتحدة، إذ كانت جميع الفرق ترتدي الزي نفسه، وكل منها يعزف في أشهر معلَم ببلاده، في لقطة شديدة الذكاء، لكنها أيضاً افتقرت إلى بعض العناصر إذ كان يجري التنويه للمكان في توقيت غير مناسب وبعضها لم تكتب أسماء المعالم به من الأصل.
كذلك ارتبك الجميع ولم يكن معروفاً هل العازفون كانوا يعزفون بصورة حية بمصاحبة الفرق المصرية تحت سفح الأهرام في اللحظة نفسها، أم أن فقرات الفرق العالمية كانت مسجلة سلفاً، وبالمصادفة جرى الكشف عن أن الفقرات جرى تسجيلها بالفعل في وقت سابق وذلك من خلال منشور لإحدى المشاركات على "إنستغرام".
فوضى إخراجية
هذه نقطة يمكن الانطلاق منها أيضاً في ما يتعلق بمصدر المعلومة الموثوقة، إذ يفتقر الحدث إلى الترويج الإعلامي كما ينبغي لا الدعاية أو التشويق، إنما الإدارة الإعلامية الرصينة المنوط بها توفير المعلومات الضرورية والمطلوبة، وكذلك الصور في حينها، إذ كان من الطبيعي أن يتبع العرض الكبير بيان صحافي موحد يأتي على ذكر أهم التفاصيل، مع توحيد جهة التواصل الإعلامي بهذا الصدد، ليفاجأ المتابعون أن أصحاب المهام البارزة في الحدث كل منهم كان يتولى الكشف عن مساهماته منفرداً، مما يصعب الحصول على المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب.
وهو أمر انسحب بصورة مباشرة على عنصر الإخراج، فمنذ اللحظة الأولى انصبت التعليقات السلبية على المسؤول عن الرؤية الإخراجية في النقل التلفزيوني، فقد يكون المشهد على الأرض لمن حضروا العرض حياً أفضل حالاً، لكن النقل التلفزيوني انتقص كثيراً من جمال العناصر وثرائها، وأفسد كثيراً من اللحظات، وهذا بالطبع لم يكن رأياً فردياً بل كان الرأي العام والسائد الذي سيطر على المتابعين من كثب، لا سيما أن الحدث حظي بمشاهدة واسعة من كل الأعمار، وإن لم تكن هناك إحصاءات، لكن بالاستطلاع البسيط يتضح أن غالبية الجماهير حرصت على المتابعة بصحبة عائلتها وأطفالها نظراً إلى توقعهم أن يكون الحدث مهيباً يتفوق على حفل المومياوات الملكية، وهو ما كاد يحدث لولا بعض الثغرات التي أثارت علامات استفهام.
يرى المخرج البارز سعد هنداوي، الذي يعد من أكثر المهتمين بالتعليق على تفاصيل الحفل، وتحليل عناصره، أنه من الأفضل "إعادة مونتاج العرض بأكمله وعرضه مجدداً بصورة لائقة". قائلاً، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "ما دام المشاهد شعر أن هناك خللاً ما إذاً ينبغي التوقف وتحليل المشكلة لعدم تكرارها وتفاديها، بل وإصلاحها إن أمكن بإعادة المونتاج وإعطاء اللقطات المهدور حقها مساحة للظهور، إذ كان من الغريب التركيز على التصوير باستخدام المسيرات ’الدرونز‘ فتظهر الاستعراضات المبهرة من بعد فلا يتبين المشاهد ماذا يجري، والأمر نفسه حدث مع كلمة الرئيس بعد الافتتاح الرسمي، إذ جرى تصويره من بعد بشكل مبالغ فيه غالب الوقت، فقد كان هناك ولع بالتصوير من بعد، من دون مبرر".
من جهته اعتبر المخرج المصري خالد يوسف، في منشور له، أن الهنات والعيوب لم تكن صارخة بالتالي يمكن احتواؤها، ولا ينبغي أن تنسي الجمهور فرحة هذا الإنجاز، رافضاً أيضاً الزج بخطاب الأحوال الاقتصادية المتأزمة بالنسبة إلى الناس في حدث مثل هذا، معتبراً أن هذا خطاب مضلل يخلط الأوراق، ومشيراً إلى أن المتحف الكبير ليس رفاهية بل ضرورة سياحية وثقافية تستحق الإنفاق، فيما لخصت الفنانة سلوى محمد علي الموقف بأن سببه التوقعات العالية جداً من قبل المشاهدين المصريين، إذ تمنت هي على سبيل المثال مشاركة فرقة رضا باستعراضات فرعونية، وأن تحمل الموسيقى بعداً درامياً ضمن سيمفونية مصرية متكاملة من دون التركيز على البعد العالمي فقط للحدث.
رسائل سياسية غامضة
الحفل الشديد الضخامة بآلاف من الضيوف والمشاركين هو تحد في حد ذاته، بخاصة أنه في مكان شاسع ومفتوح، وهي أمور تزيد من صعوبة السيطرة على كل العناصر، لا سيما الصوت على سبيل المثال، لكن هناك نقاطاً متعددة من السهل عدم الوقوع فيها، كأن يتم كتابة أسماء الضيوف والمسؤولين السياسيين الذين صافحهم الرئيس خلال استقباله لهم، المونتاج والقطع أيضاً في هذه اللقطات بالذات شابته عيوب واضحة، إذ كان يجري الانتقال بالكاميرا سريعاً إلى مشاهد أخرى بدت عشوائية وغير مفهومة، وذلك قبل انتهاء فقرة استقبال الضيوف.
ومن أبرز المشاهد التي أثارت الاستياء هنا تفضيل فريق النقل تركيز كاميرته على بعض الوجوه في أثناء دخولهم وخلال مكوثهم في الحفل من دون أسباب مفهومة، لا سيما أن كثيراً منهم يمثل مرحلة لم تكن سعيدة في السياسة المصرية، وبينهم رجل الأعمال أحمد عز، الذي عرف بدوره في نظام مبارك، الذي نال في أثناء وجوده في السلطة وبعد خروجه كثيراً من الانتقادات، ومثله أيضاً رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، إذ لم يكن ضرورياً أن يتصدروا مع غيرهم المشهد، بصورة استفزت غالبية المتابعين، وأبعد الاحتفال الثقافي عن سياقه بالبحث عن مدى تعمد توثيق هذه الصورة التي بدت وكـأنها رسالة سياسية ملتبسة وغير مفيدة. وعلى العكس حظي ظهور فاروق حسني وزير الثقافة في مصر مبارك، بسلامة لغته العربية ورصانة أدائه بكثير من الثناء وإشادة بتقدير دوره في الخروج بمشروع المتحف للنور.
لكن طريقة الانتقالات التي بدت عشوائية سيطرت على كثير من مشاهد الحفل حتى نهايته، إذ اختتم بلقطة غير مفهومة للممثل عصام السقا، وهو يقف متأهباً على رغم كونه لم يكن مشاركاً في أي فقرة معروضة، كذلك فإن الحفل نفسه انتهى بصورة مفاجئة من دون الحرص على أن يكون ختامه لائقاً أو حتى واضحاً، فلم يدر غالب مشاهدي التلفزيون أن الحدث وصل إلى آخره لغياب التمهيد.
وغالبية هذه النقاط هي أخطاء إخراجية في النقل بالمقام الأول، لكن المخرج سعد هنداوي يبدي إشفاقه على مخرج الحفل الذي لا يعرفه، مشيراً إلى أنه جرى تداول أكثر من اسم، ولم يكشف بشكل رسمي عن مخرج النقل التلفزيوني، وكلها كانت تسريبات وكأنه سر خطر.
يقول هنداوي "على رغم إشفاقي على من يتولى مهمة كبيرة يجري رصد كل تفاصيلها بدقة مثل هذه المهمة الضخمة التي يتمتع فيها مع هذه المجاميع الغفيرة، فأياً كان المخرج فقد وقع تحت ضغط كبير بالتعامل مع مواد مسجلة وأخرى مباشرة في مساحة شاسعة ينبغي الدمج بينها، لكن أيضاً من الضروري تحليل المشكلات بهدف التعلم والتجويد، وأن لا يتم تجاهلها، بخاصة أن القائمين على الحدث لم يكن لديهم تحد في الموازنة على سبيل المثال، وكذلك التوقيت، فقد كان مقرراً افتتاح المتحف العام الماضي، ثم تأجل لصيف 2025 وأخيراً نفذت خطة الاحتفالية مطلع نوفمبر، فمن المفترض أن كل الأمور جاهزة وعلى ما يرام وأصحابها أخذوا وقتهم في التحضير مطولاً، فكيف تخرج شاشة العرض ضعيفة على سبيل المثال؟ ألم يتم اختبار المشهد من قبل؟".
واختتم هنداوي تعليقه بالقول إن من يلومون الناس بسبب انتقادهم المستوى ويسخرون من كونهم غير مؤهلين للحكم على الفنيات ولا على مستوى الحدث، عليهم أن يدركوا أن الحفل موجه للناس لا للمتخصصين، مشيراً إلى أن الجميع كان ينتظر بحماسة وحرص متابعة الأمسية بحضور أطفاله وأحبائه، لأنه حدث يدعو إلى الفخر بلا شك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته تحدث المخرج مازن المتجول، أحد المشاركين في الإشراف على الحدث وإن لم يكن له علاقة بالبث التلفزيوني، في مداخلات إعلامية محاولاً الرد على الانتقادات، بتأكيد أن أي حدث قد يتضمن سلبيات، لكن أيضاً هناك نقاط مضيئة كثيرة، داعياً الجمهور إلى مشاهدة العرض مرة أخرى، ليكتشف أن هناك عمقاً وراء كل لقطة، معتبراً أن الحدث ثقافي موجه للجمهور العالمي ليأتوا إلى مصر لمشاهدة الآثار، واعتبر أن المقارنة مع موكب المومياوات هنا أمر لا يجوز نظراً إلى اختلاف المناسبتين جذرياً.
وهو الرأي نفسه لعميدة معهد الإسكندرية العالي للإعلام، غادة اليماني، إذ قالت إن سقف التوقعات الذي ذهب لحفل افتتاح متحف الحضارة في 2021 في غير محله على الإطلاق، لأنه من الطبيعي أن يكون موكب المومياوات مؤثراً وشجياً، لأنه موكب جنائزي، أما الوضع في حفل افتتاح المتحف الكبير فكان تغلب عليه الأجواء المبهجة وصوت الموسيقى العالي ليتناسب مع فكرته، مستنكرة ارتفاع نبرة الانتقاد الحادة.
وعلى عكس ما يرى المخرج سعد هنداوي بأنه لا ضير أن يدلي غير المتخصصين بآرائهم هنا ما دام الحدث موجهاً لهم، فإن الأكاديمية غادة اليماني تعتقد أن الأمر تجاوز حده، لا سيما بين غير المتخصصين، الذين انتقدوا مستوى أداء مذيعة الحدث في التلفزيون منى الشاذلي واعتبروها متلعثمة، وتمادوا في توجيه اللوم لكل العناصر، وكأنهم دارسون لمهارات الإخراج والتمثيل، وأبدت أستاذ الإعلام دهشتها من التلقي المحلي للحفل، مقابل ردود الفعل العالمية الشديدة الإيجابية من كبرى وسائل الإعلام الدولية الذين أشادوا بالمستوى وبكل التفاصيل المبهرة.
رسائل عشوائية
على المستوى الفني كانت الآمال المعلقة ترغب في تعامل أكثر انضباطاً، وأن يشعر المشاهد أن كل شيء مدروس، كأن لا تظهر الوفود في حال فوضى، وألا يجري تجاهل ترجمة الكلمات بغير العربية، وأن لا يتم تأخير كتابة أسماء المشاركين بالاستعراض التمثيلي والغنائي إلى ما بعد اختفائهم عن الشاشة، وكذلك كان يمكن الاعتماد على سيناريو أكثر تماسكاً لا مجرد لوحات استعراضية منفصلة، إضافة إلى أن فقرة السوبرانو فاطمة سعيد كانت أطول من اللازم، وعلى رغم موهبتها وتمكنها، ولكن كان يمكن اختصار فقرتها التي جاءت مكررة بمشاهد الطفل آسر الموهوب فطرياً، لكن بدا إدخاله في الاستعراض تقليدياً وكأنه مقتبس من حفلات أخرى سابقة، في حين كانت هناك لقطات تقتحم الشاشة من دون سياق مثل ظهور ساحة السيارات المصطفة، بينما الجمهور يرغب في متابعة ما يجري على المسرح، ويرغب في مشاهدة اللوحات الضوئية المجسمة في فضاء الأهرام تحكي عظمة تاريخ الأجداد ولمحات من مسيرة رمسيس الثاني الأسطورية.
كان من الغريب كذلك أن يجري التركيز على التنوع الحضاري الثري لمصر من طريق استعراض الثقافة القبطية والإسلامية، في حين أن الحدث يخص الحضارة المصرية القديمة الصرفة، في افتتاح متحف متخصص في إرث الفراعنة، فهذا التنوع يليق بمتحف الحضارة الذي يستعرض الحقب التاريخية المختلفة للبلاد، لكن في ما يتعلق بالمتحف الجديد فقد بدت الفكرة مقحمة، وفي غير محلها، أيضاً جاءت ألعاب الإضاءة بمبالغة فيها وكأن الهدف استعراض البذخ على رغم أن التركيز على وحدوية الفكرة والنص والسيناريو كان سيكون أكثر إبهاراً.
وعلى رغم تفاوت تقييم ظهور شريهان فإن ندرة وجودها في الاحتفالات العامة تؤكد أن اسمها يحقق هدف الترويج، لا سيما أنها ظهرت بفستان مطرز على الطريقة الفرعونية، وقدمت حركات مستوحاة من جداريات المعابد، وإجمالاً يبدو الظهور الفني من أفضل العناصر تناغماً خلال الحفل، إذ اعتمد على تنوع الأجيال، وغالبية المشاركين لاسمهم رصيد عالمي، كذلك فإنهم يتمتعون بكفاءات في مجالاتهم، وبينهم فاطمة سعيد وشيرين أحمد طارق وأميرة ومريم أبو زهرة وأحمد غزي وهدى المفتي وسلمى أبو ضيف وياسمينا العبد والسباحة فريدة عثمان، كذلك فإن الأداء الصوتي لكريم عبدالعزيز ومنى زكي كان مؤثراً، في حين للمرة الثانية في حدث تاريخي بعد موكب المومياوات يثبت الموسيقار هشام نزيه أنه الأجدر في جيله بتولي مهام بهذا الحجم.