Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن علاج سرطان الغدة الدرقية؟

ملف طبي قابل للشفاء عند معظم المرضى ويتطور بسرعة مع العلاجات الحديثة

الغالبية العظمى من المصابين بسرطان الغدة الدرقية يتمتعون بتوقع ممتاز للشفاء (صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي)

ملخص

سرطان الغدة الدرقية من أكثر السرطانات قابلية للشفاء، إذ تتجاوز نسبة البقاء لخمسة أعوام 99 في المئة عند اكتشافه مبكراً.

تقول الدكتورة مابل رايدر، متخصصة الغدد الصماء في مايو كلينك، إن الغالبية العظمى من المصابين بسرطان الغدة الدرقية يتمتعون بتوقع ممتاز للشفاء، إذ إن معظم هذه الحالات يمكن علاجها بنجاح.

يؤكد الدكتور صموئيل تروسمن، جراح الرأس والعنق في مركز كليفلاند الطبي، أن ارتفاع معدلات الإصابة لا يعكس انتشاراً حقيقياً للمرض، بل زيادة في التشخيص، موضحاً أن سرطان الغدة الدرقية من أكثر السرطانات التي ارتفع معدل اكتشافها في الأعوام الأخيرة، خصوصاً تلك التي يتم العثور عليها بالصدفة أثناء الفحوص الطبية.

ووفقاً لمايو كلينك الطبي، يعد سرطان الغدة الدرقية نمواً غير طبيعي في خلايا الغدة الدرقية، وهي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع أسفل العنق وتنتج هرمونات تنظم نبض القلب ودرجة الحرارة والوزن، وغالباً ما ينمو هذا النوع من السرطان ببطء ويمكن علاجه بنجاح، خصوصاً الأنواع الشائعة مثل الحليمي والجريبي.

يشخص المرض عادة بعد اكتشاف كتلة في العنق، ويعالج بالجراحة أو اليود المشع أو الأدوية الموجهة، وتبقى فرص الشفاء مرتفعة عند اكتشافه مبكراً، وتبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمسة أعوام نحو 99 في المئة لدى المرضى الذين يكون الورم لديهم محدوداً داخل الغدة، فيما تنخفض تدرجاً عند وجود انتقالات بعيدة إلى أعضاء أخرى.

تبدأ رحلة التشخيص غالباً بعد ملاحظة تورم بسيط في العنق، في هذه الحالة تجرى صورة بالموجات فوق الصوتية لتقييم طبيعة الكتلة، وقد تؤخذ خزعة بالإبرة الرفيعة لتأكيد وجود خلايا سرطانية، بعد تأكيد التشخيص يحدد الأطباء نوع الورم ومرحلته، ويجرى تحليل للطفرات الجينية مثل براف أو ريت، التي أصبحت أساساً لاختيار العلاج الأنسب لكل حالة.

الخيارات تختلف حسب النوع

وفقاً لتوصيات جمعية السرطان الأميركية والإرشادات الدولية الحديثة لعام 2025، يبقى العلاج الجراحي هو الخيار الأول في الأنواع الشائعة مثل السرطان الحليمي والجريبي، وهما يعرفان بالسرطانات المتمايزة.

بعد الجراحة قد يستخدم اليود المشع لتدمير بقايا الغدة أو الخلايا المنتشرة، إلى جانب كبح هرمون الغدة النخامية المسؤول عن تحفيز الغدة الدرقية لتقليل خطر عودة الورم، أما الأنواع النادرة مثل السرطان النخاعي أو الكشمي (وهو نوع نادر وسريع الانتشار) فتحتاج إلى علاجات مختلفة وأكثر دقة.

في الأعوام الأخيرة تغيرت الممارسات الطبية من الاستئصال الفوري للغدة إلى نهج أكثر تدرجاً يعرف بالمراقبة النشطة، ويطبق خصوصاً في الحالات البسيطة من السرطان الحليمي المجهري أي الأورام الصغيرة التي يقل حجمها عن سنتيمتر واحد ولا تظهر عليها علامات انتشار، في هذه الحالات يكتفى بالمراقبة الدورية بالموجات فوق الصوتية والتدخل الجراحي فقط عند وجود مؤشرات على نمو الورم.

وقد أثبتت دراسات من اليابان والولايات المتحدة أن هذه الأورام تنمو ببطء شديد وأن تأجيل الجراحة لا يؤثر في فرص الشفاء، بل يجنب المريض مضاعفات غير ضرورية ويحافظ على جودة حياته.

يتجه الطب الحديث نحو ما يعرف بالعلاج الشخصي، وهو أسلوب يقوم على دراسة التركيبة الجينية للورم لتحديد الدواء الأكثر فاعلية لكل مريض، فعلى سبيل المثال، في الأورام التي تحمل طفرة جينية تعرف باسم ريت، أثبتت أدوية جديدة قدرتها على السيطرة على المرض لفترات طويلة، أما في السرطان الكشمي، فقد أثبتت دراسات حديثة أن الجمع بين دواءين موجهين ضد طفرة براف أدى إلى انكماش واضح في حجم الأورام وتحسن في نوعية الحياة.

هذه التطورات جعلت من فحص الطفرات الجينية خطوة أساسية قبل اختيار العلاج، بعدما كان يعتبر سابقاً إجراءً ثانوياً.

تقنيات حديثة

في بعض الحالات الصغيرة جداً التي لا يناسبها التدخل الجراحي، ظهرت تقنية تعرف بالاستئصال الحراري الموجه، وتعتمد على استخدام موجات دقيقة أو ترددات راديوية لتدمير الورم دون الحاجة إلى فتح جراحي، تجرى العملية تحت تخدير موضعي في جلسة واحدة فقط، ويعود المريض إلى منزله في اليوم نفسه، وعلى رغم أن التقنية ما زالت قيد التقييم، فإن دراسات حديثة بين عامي 2024 و2025 أظهرت نسب نجاح مرتفعة ومضاعفات محدودة، مما يشير إلى تطور في خيارات العلاج غير الجراحي للأورام الصغيرة.

وتختلف فرص الشفاء بحسب نوع السرطان ومرحلته، ففي السرطانات المتمايزة المنخفضة والمتوسطة الخطورة، يكون الشفاء الكامل ممكناً بشرط المتابعة الهرمونية والتصوير الدوري، أما في الحالات المتقدمة أو المنتشرة، فيهدف العلاج إلى السيطرة على الورم لأطول فترة ممكنة وتأخير تقدمه، وهو ما تحقق بفضل العلاجات الحديثة الموجهة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحتى في السرطان الكشمي المعروف بسرعة انتشاره، بدأت تظهر نتائج إيجابية بفضل العلاجات الجزيئية التي تستهدف الطفرات المحددة داخل الورم.

نصائح عامة

ينصح الأطباء باختيار مركز طبي متخصص في جراحات وأورام الغدة الدرقية لضمان دقة التشخيص وتقليل المضاعفات. كما يوصى بإجراء تحليل نسيجي وجيني لتحديد نوع الطفرة الموجودة لأنها قد تغير نوع الدواء الذي يصفه الطبيب.

بعد العلاج يجب الالتزام بالمتابعة المنتظمة وقياس هرمون الثيروغلوبولين لمراقبة عودة الورم، والحفاظ على مستويات منخفضة من هرمون التحفيز لتقليل احتمالات الانتكاس، إلى جانب الفحوص الدورية بالتصوير، كما ينصح باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام والمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة