ملخص
الأطعمة المتاحة في الأسواق ليست "مسرطنة" بحد ذاتها، لكن الإفراط في تناول الأطعمة فائقة المعالجة كاللحوم المصنعة والمشروبات السكرية يزيد خطر السرطان.
تمر أخبار ومقالات أو حتى إشاعات على منصات التواصل الاجتماعي ويتم تداولها تحت عنوان "أطعمة مسرطنة"، وفي كل فترة تظهر تحذيرات جديدة حول طعام معين. في الواقع ليست هناك أطعمة (مسرطنة) أي بمعنى أوضح لا يوجد طعام متاح في الأسواق وصالح للاستهلاك يصنف على أنه "مسرطن" بشكل مباشر، فالأطعمة المسموح بتداولها تخضع في العادة لمعايير السلامة الغذائية.
لكن بعض الأنواع، بخاصة إذا تم تناولها بكميات كبيرة وعلى مدى سنوات، قد تسهم في زيادة عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة ببعض أنواع السرطان، نتيجة لمحتواها من مكونات معينة أو طرق تحضيرها، وذلك بحسب جمعية أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.
ومن ضمن الأطعمة التي تعزز من نمو السرطان تلك الاطعمة فائقة المعالجة كما ذكر في مقال بموقع جامعة "جنوب فلوريدا"، وذلك الآيس كريم واللحوم الحمراء والمصنعة ورقائق البطاطس والخبز المنتج بكميات كبيرة وحبوب الإفطار والكعك والمشروبات المحلاة والغازية والحساء الفوري والمشروبات الكحولية واللحوم المصنعة.
أجريت أبحاث عدة حول تلك الأطعمة وعن أسباب تعزيزها لنمو السرطان، على سبيل المثال المشروبات المحلاة بالسكر وجدت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس عام 2021 أن الأشخاص الذين شربوا حصتين أو أكثر من المشروبات المحلاة يومياً كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم قبل سن الخمسين بأكثر من الضعف، مقارنة بأولئك الذين تناولوه أقل من مرة واحدة في الأسبوع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما بالنسبة للحوم أشار المعهد الأميركي لأبحاث السرطان إلى أن تناول كميات صغيرة من اللحوم المُصنّعة بانتظام يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. تُشكّل اللحوم المُصنّعة خطراً أكبر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم من اللحوم الحمراء غير المُصنّعة.
قالت الجمعية البريطانية إن ما تتناوله يومياً أهم في تحديد خطر إصابتك بالسرطان من أي مكون أو طعام بمفرده ويمكن لنظام غذائي صحي ومتوازن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
وتشهد حالات السرطان ارتفاعاً متزايداً على مدار الثلاثين عاماً الماضية، فارتفعت معدلات الإصابة في دول مجموعة العشرين بوتيرة أسرع بين من تتراوح أعمارهم بين 25 و29 سنة مقارنة بأي فئة عمرية أخرى، بنسبة 22 في المئة بين عامي 1990 و2019، وفقاً لصحيفة "فاينانشال تايمز". وقد حللت الصحيفة البريطانية بيانات من معهد القياسات الصحية والتقييم في كلية الطب بجامعة واشنطن، ووجدت أن تشخيصات السرطان بين من تتراوح أعمارهم بين 20 و34 سنة في هذه الدول الغربية بلغت الآن أعلى مستوياتها منذ ثلاثة عقود.
في الوقت نفسه، انخفضت حالات الإصابة بالسرطان بين من تزيد أعمارهم على 75 سنة منذ عام 2005.
التغييرات في التغذية بما في ذلك تناول المزيد من الأطعمة المصنعة، واتباع نمط حياة أقل نشاطاً والتعرض لعوامل الخطر البيئية كالسموم من المرجح أن تلعب دوراً كبيراً، بحسب قول شوجي أوجينو، أستاذ في كلية هارفارد تشان وكلية الطب بجامعة هارفارد والمؤلف المشارك في دراسة رائدة حول سرطانات البداية المبكرة الذي أكد أن "الأشخاص الذين ولدوا في عام 1960 واجهوا خطراً أعلى للإصابة بالسرطان قبل بلوغهم سن الخمسين، مقارنة بالأشخاص الذين ولدوا في عام 1950، ونحن نتوقع أن يستمر مستوى الخطر هذا في الارتفاع في الأجيال المتعاقبة".