ملخص
أكد العاهل المغربي محمد السادس "إعطاء عناية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة بما يراعي خصوصيتها وطبيعة حاجاتها، وبخاصة مناطق الجبال والواحات"، ولم يخاطب المتظاهرين الشباب مباشرة.
دعا العاهل المغربي محمد السادس أمس الجمعة إلى تسريع الإصلاحات الرامية إلى توفير فرص عمل للشباب وتحسين الخدمات العامة وإيلاء اهتمام أكبر للمناطق الريفية.
ووجَّه الملك هذه الدعوة عبر خطاب ألقاه في افتتاح دور الانعقاد الأخير للبرلمان هذا العام، بعد أسبوع من احتجاجات واسعة النطاق قادها شبان للمطالبة بتحسين الصحة والتعليم والقضاء على الفساد.
والمغرب نظام ملكي دستوري، حيث يحدد الملك التوجهات السياسية الرئيسة التي تنفذها حكومة منتخبة.
ولم يخاطب الملك المتظاهرين الشباب مباشرة، لكنه أكد ضرورة تجنب أي تناقضات أو تنافس بين المشروعات الوطنية الرائدة والبرامج الاجتماعية. وقال "العدالة الاجتماعية ومحاربة الفوارق المجالية ليست مجرد شعار فارغ أو أولوية مرحلية قد تتراجع أهميتها بحسب الظروف، وإنما نعتبرها توجهاً استراتيجياً يجب على جميع الفاعلين الالتزام به ورهاناً مصيرياً ينبغي أن يحكم مختلف سياستنا التنموية".
وأضاف محمد السادس "ننتظر وتيرة أسرع وأثراً أقوى من الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية التي وجهنا الحكومة إلى إعدادها، وذلك في إطار علاقة رابح-رابح بين المجالات الحضرية والقروية".
وأردف أن الأمر يتعلق على الخصوص "بتشجيع المبادرات المحلية والأنشطة الاقتصادية وتوفير فرص الشغل للشباب، والنهوض بقطاعات التعليم والصحة وتأهيل المجال الترابي".
وأظهرت البيانات الرسمية أن معدل البطالة في المغرب يبلغ 12.8 في المئة مع وصول بطالة الشباب إلى 35.8 في المئة و19 في المئة بين الخريجين.
وذكرت الوكالة الوطنية للإحصاء أنه في حين انخفض مستوى الفقر في المغرب من 11.9 في المئة عام 2014 إلى 6.8 في المئة عام 2024، إلا أن المناطق الجبلية والواحات تشهد مستويات فقر أعلى من المتوسط.
ويتركز معظم سكان المملكة ومراكزها المالية والصناعية وبنيتها التحتية الحيوية في الشمال الغربي، مما يجعل بقية أنحائها تعول على الزراعة ومصائد الأسماك والسياحة. واصطف الآلاف على امتداد الطريق المؤدي إلى البرلمان لتحية الملك محمد السادس الذي ارتدى الزي التقليدي، وكان برفقة شقيقه وابنه ولي العهد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت حركة "جيل زد 212" خرجت إلى الشارع المغربي منذ الـ27 من سبتمبر (أيلول) الماضي للمطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم في المملكة ومحاربة الفساد.
جاء ذلك بعدما فجرت وفاة ثماني نساء في أقل من شهر بمستشفى حكومي بأغادير في أثناء الولادة احتجاجات بالمدينة قبل أن تنتقل إلى مدن أخرى بالمملكة وتتحول في بعض المناطق إلى أعمال عنف وتخريب.
وأوقفت الحركة احتجاجاتها في بداية هذا الأسبوع بعد وعود من الحكومة بتفهم دوافعها والاستعداد لفتح حوار معها، قبل أن تستأنفها أول أمس الخميس عشية خطاب العاهل المغربي.
وأكد العاهل المغربي "إعطاء عناية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة بما يراعي خصوصيتها وطبيعة حاجاتها، وبخاصة مناطق الجبال والواحات".
وكانت الحكومة المغربية جددت أول من أمس الخميس استعدادها الحوار مع شباب حركة "جيل زد-212"، بينما تطالب الأخيرة بإقالتها داعية إلى التظاهر بفعالية أكبر في مدن عدة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي بالرباط إن الحكومة أوضحت منذ البداية أنها "استمعت إلى مطالب هؤلاء الشباب، لكن الحوار كما تعرفون يحتاج إلى طرفين"، مضيفاً "نتمنى أن يكون الطرف الآخر موجوداً كي نستمع إلى مقترحات نعالج من خلالها هذا الموضوع بصورة مشتركة".
وتابع المتحدث أن "الحكومة التقطت الرسالة وتشتغل بسرعة وتعبئ الإمكانات، وتنظر في العجز المطروح" من أجل معالجته، مؤكداً تسريع العمل لتحسين مختلف القطاعات، وخصوصاً الصحة.