ملخص
انقطاع الكهرباء عن موقع تشيرنوبيل النووي، بعد هجوم روسي.
قال الكرملين اليوم الخميس إنه ستكون هناك جولة جديدة من التصعيد الخطر بين روسيا والغرب، في حال تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" لشن هجمات في العمق الروسي.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا اطلعت على التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة تدرس مثل هذه الخطوة، مضيفاً أنه سيكون هناك رد روسي إذا حدث ذلك.
وقال بيسكوف لمراسل الكرملين بافل زاروبين إنه "إذا حدث هذا فسيثير جولة توتر جديدة بدرجة خطرة، وسيترتب عليه رد مناسب من الجانب الروسي"، مضيفاً "لكن من ناحية أخرى يبقى من الواضح أيضاً أنه لا يمكن لأي سلاح أن يغير مسار الأحداث بصورة جذرية".
وكان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس قال الأحد الماضي إن واشنطن تدرس طلباً أوكرانياً للحصول على صواريخ "توماهوك".
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأربعاء، نقلاً عن مسؤولين، أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بمعلومات استخبارية لتوجيه ضربات صاروخية بعيدة المدى على البنية التحتية للطاقة في روسيا، في وقت تدرس فيه ما إذا كانت سترسل أسلحة إلى كييف تمكنها من ضرب مزيد من الأهداف.
وتتبادل الولايات المتحدة منذ فترة طويلة المعلومات الاستخبارية مع كييف، لكن تقرير الصحيفة قال إن التطور الجديد سيجعل من السهل على أوكرانيا قصف المصافي وخطوط الأنابيب ومحطات الطاقة والبنية التحتية الأخرى، بهدف حرمان موسكو من الإيرادات والنفط.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين يطلبون من دول حلف شمال الأطلسي تقديم دعم مماثل.
ولم يستجب البيت الأبيض بعد لطلب للتعليق أمس الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين قولهم إن الموافقة على تقديم معلومات استخبارية إضافية جاءت قبل وقت قصير من منشور للرئيس دونالد ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، أشار فيه إلى أن أوكرانيا يمكن أن تستعيد جميع أراضيها التي تحتلها روسيا، في تحول مفاجئ للهجته لصالح كييف.
وخلال قمة لقادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الخميس، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا لديها القدرة على انتهاك المجال الجوي في أي مكان بالقارة، وعرض تقديم الخبرة التي اكتسبتها بلاده للمساعدة في مواجهة هذا التهديد.
وقال زيلينسكي في اجتماع رؤساء الدول والحكومات في كوبنهاغن "إذا تجرأ الروس على إطلاق مسيرات ضد بولندا، أو انتهاك المجال الجوي لدول شمال أوروبا، فهذا يعني أن هذا يمكن أن يحدث في أي مكان". وأضاف "في أوروبا الغربية، في الجنوب، نحتاج إلى قوات استجابة ودفاع سريعة وفعالة تعرف طريقة التعامل مع المسيرات".
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته أمام القادة الأوروبيين إنه "يمكن تدمير" أية مسيرة تخرق المجال الجوي الأوروبي، وتابع "من المهم جداً أن تكون هناك رسالة واضحة. المسيرات التي تنتهك تشكل خطراً كبيراً، ويمكن تدميرها. نقطة على السطر".
عملية تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا
من ناحية أخرى أعلنت سلطات روسيا وأوكرانيا اليوم الخميس أن عملية تبادل جرت بينهما وسُلم بموجبها كل من البلدين 185 أسير حرب للآخر، وأفادت وزارة الدفاع الروسية عبر "تيليغرام" بأنه "أعيد 185 عسكرياً روسياً إلى البلاد انطلاقاً من أراضي سيطرة نظام كييف، وفي المقابل جرى تسليم 185 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية"، مشيرة إلى تسلم موسكو أيضاً 20 مدنياً.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التبادل مشيراً إلى عودة جنود وضباط في الجيش والحرس الوطني وحرس الحدود للبلاد، وقال إن معظم الأسرى عسكريون قاتلوا خلال الحصار الروسي لمدينة ماريوبول عام 2022، أو في محطة تشرنوبل النووية التي جرى احتلالها خلال اندلاع الحرب.
وأوضح زيلينسكي أنه "منذ بدء الغزو الواسع النطاق أعدنا للبلاد أكثر من 7 آلاف من مواطنينا".
ويعد تبادل الأسرى ورفات الجنود من المجالات القليلة التي لا تزال موسكو وكييف تتعاونان في شأنها، بعد أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وتبادل البلدان هذا العام آلاف الأسرى بموجب اتفاقات جرى التوصل إليها خلال ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة التي استضافتها إسطنبول بين مايو (أيار) ويوليو (تموز) الماضيين، وكانت النتيجة الوحيدة الملموسة منها.
مجموعة السبع تسعى إلى استهداف مشتري النفط الروسي
من ناحية أخرى، قال وزراء مالية مجموعة الدول السبع أمس الأربعاء إنهم سيتخذون خطوات مشتركة لزيادة الضغط على روسيا، من خلال استهداف أولئك الذين يواصلون زيادة مشترياتهم من النفط الروسي ومن يسهلون التحايل على العقوبات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافوا أنهم اتفقوا على أهمية الإجراءات التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية وحظر الاستيراد والتصدير، في إطار الجهود المبذولة لاستهداف الإيرادات الروسية على خلفية غزو موسكو لأوكرانيا.
وجاء البيان المشترك عقب اجتماع عبر الإنترنت لوزراء المالية.
هجوم روسي يقطع الكهرباء عن موقع تشيرنوبيل النووي
ميدانياً، أدى قصف روسي إلى انقطاع التغذية بالتيار الكهربائي عن الهيكل العازل لجزء من محطة تشيرنوبيل النووية الذي دمر في كارثة عام 1986، وفق ما أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أمس الأربعاء.
وقالت أوكرانيا إن التغذية بالتيار الكهربائي انقطعت عن الهيكل العازل للمفاعل المتضرر، من جراء القصف، وإن اختصاصيين يعملون حالياً على إعادة ربطه بشبكة الكهرباء.
لم تخض أوكرانيا في تفاصيل عواقب انقطاع التيار الكهربائي، كما لم تصدر روسيا أي تعليق.
وجاء في بيان لوزارة الطاقة الأوكرانية على "تيليغرام"، "أدى قصف روسي للبنية التحتية للطاقة في منطقة كييف، إلى حالة طوارئ في منشآت محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية".
وتابع البيان "نتيجة لارتفاع التوتر الكهربائي، انقطعت التغذية بالتيار عن الغطاء الآمن الجديد، وهو هيكل رئيس يعزل الوحدة الرابعة المدمرة لمحطة تشيرنوبيل النووية، ويمنع تسرب المواد المشعة".
أنجز الغطاء الآمن الجديد في عام 2016، وهو عبارة عن درع كبيرة تغطي المفاعل الرابع في المحطة، بما يمنع تسرب مواد مشعة.
وفي فبراير (شباط)، ألحق هجوم بمسيرة روسية أضراراً بالهيكل العازل من دون أن يؤدي ذلك إلى ازدياد النشاط الإشعاعي في المنطقة المحيطة، وفق السلطات الأوكرانية.