Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المسيرات سلاح جديد في أيادي الجماعات المسلحة الباكستانية

تلعب الحكومة الأفغانية دوراً مهماً في تمكين "طالبان باكستان" وغيرها من شراء واستخدام تلك التقنيات الخطرة

رغم أن الطائرات الرباعية المراوح أحدثت أضراراً محدودة حتى الآن فإن ثمة خطراً أن تصبح أكثر فتكاً مع الوقت (أ ف ب)

ملخص

تظهر التطورات الأخيرة أن هجمات الطائرات الرباعية المراوح أصبحت بمثابة تكتيك جديد في ترسانة الجماعات المسلحة في باكستان، فما هي الجماعات التي تمتلك هذه التقنية، وما تداعياتها؟

نشرت حركة "طالبان باكستان" المحظورة وجماعة "اتحاد المجاهدين" الإرهابية خلال الأشهر الأخيرة من هذا العام مقاطع فيديو لهجمات بطائرات من دون طيار وبيانات تعلنان فيها المسؤولية عن هذه الهجمات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

على سبيل المثال، أعلنت جماعة "اتحاد المجاهدين" مسؤوليتها عن تسع هجمات بطائرات رباعية المراوح في التقرير المحتوي على الرسومات البيانية التي تنشرها الجماعة شهرياً، ونشرت حسابات تابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عمليات إقلاع افتراضية لطائرات رباعية المراوح رسمياً للمرة الأولى، وشوهدت طائرة من دون طيار تسقط قذائف "هاون" على حصن عسكري في شمال وزيرستان في المقطع المنشور.

تظهر هذه التطورات أن هجمات الطائرات الرباعية المراوح أصبحت بمثابة تكتيك جديد في ترسانة الجماعات المسلحة في خيبر باختونخوا، فما الجماعات المسلحة التي تمتلك هذه التقنية، وما تداعياتها؟

من يملك التقنية؟

تنفرد الجماعات التابعة لحركة "طالبان باكستان" وجماعة "اتحاد المجاهدين" باستخدامها طائرات من دون طيار في المواجهات العسكرية، بينما تستخدم "جيش تحرير بلوشستان" المحظورة وغيرها من الجماعات الانفصالية البلوشية طائرات رباعية المراوح لأغراض الدعاية والمراقبة، لكنهم لم يسلحوها بعد.

وأظهرت لقطات مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجماعات المسلحة تكتسب القدرة على استخدام الطائرات من دون طيار لشن هجمات على القدرات والمنشآت العسكرية الباكستانية بدقة ومهارة.

أما ما يتعلق بمدى تأثيرها، فعلى رغم أن الطائرات الرباعية المروحيات تمكنت حتى الآن من إحداث أضرار محدودة من خلال إسقاط متفجرات صغيرة الحجم، فإن هناك خطراً أن تصبح أكثر فتكاً بمرور الوقت.

الأمر المثير للقلق للسلطات الباكستانية أن الاستخدام المتزايد لهذه الأسلحة يشير أيضاً إلى إنشاء سلسلة إمداد مستقرة ونقل المعرفة والموارد التقنية من "طالبان" الأفغانية أو "القاعدة" إلى حركة "طالبان باكستان" و"اتحاد المجاهدين" داخل الأراضي الباكستانية.

دور "طالبان" الأفغانية

إضافة إلى ذلك، أعلنت حركة "طالبان باكستان" في الأقل ثلاث مرات على تطبيق "تيليغرام" وغيره من منصات التواصل الاجتماعي استهدافها لطائرات رباعية الدفع تابعة للجيش بمدافع مضادة للطائرات من دون طيار.

الادعاء الأول ظهر خلال الثالث من أغسطس (آب) الماضي عندما قالت حركة "طالبان باكستان" إن طائرة رباعية الدفع تابعة للجيش الباكستاني أُسقطت بواسطة مدفع مضاد للطائرات من دون طيار (لم يحدد نوعه) في قرية في ديرا إسماعيل خان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالمثل، ادعت الجماعة ضمن مقطع فيديو صدر خلال الـ21 من أغسطس الماضي أنها أسقطت طائرتين من دون طيار تابعتين للجيش خلال اشتباك مسلح في جنوب وزيرستان. وبعد أسبوع خلال الـ27 من أغسطس الماضي ورد ادعاء ثالث يفيد بإسقاط طائرة من دون طيار في وادي تيراه بمنطقة خيبر.

وتشير قدرة حركة "طالبان باكستان" إلى تسليح واستخدام الطائرات من دون طيار إلى أن المعرفة والموارد تُنقل إلى هذه الجماعات من "طالبان" و"القاعدة". وتلعب ملاذاتهما الآمنة في أفغانستان دوراً رئيساً في هذا الصدد، إذ يشترون الطائرات من دون طيار ويجرون التجارب عليها ويكتسبون الخبرة.

هذا يؤكد أنه إلى حين حل قضية إعادة تنظيم حركة "طالبان باكستان" و"اتحاد المجاهدين" و"جيش تحرير بلوشستان" في أفغانستان ودعم حكومة "طالبان" لها، فإن مشكلات الأمن الداخلي في باكستان ستستمر في النمو.

على رغم أن تنظيم "داعش خراسان" كان أول من نشر دليل استخدام طائرات من دون طيار على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو جماعة أكثر خبرة من الناحية التكنولوجية مقارنة بـ"طالبان"، فإنه لم يتمكن من استخدام الطائرات من دون طيار المسلحة بسبب افتقاره إلى المأوى.

وتظهر قدرة حركة "طالبان" الباكستانية أو جماعة "اتحاد المجاهدين" على تعديل الطائرات من دون طيار وتسليحها أيضاً أن المعرفة والموارد التكنولوجية تنقل بين المجموعات. ولكن من غير الواضح ما إذا كانوا تلقوا الدعم المباشر والمالي من حكومة "طالبان" أو تنظيم "القاعدة".

وفي مقطع فيديو حديث بثت مؤسسة "الملاحم" الإعلامية التابعة لتنظيم "القاعدة" لقطات تدريب لحركة "طالبان باكستان"، وهو ما عزز الانطباع بإمكانية نقل المعرفة التقنية من التنظيم الإرهابي.

تكتيكات أكثر تقدماً

وإذا كانت هذه هي الحال بالفعل، فإن حركة "طالبان باكستان" وجماعة "اتحاد المجاهدين" ستتبنيان تكتيكات أكثر تقدماً في المستقبل مثل استخدام الطائرات من دون طيار مع أسلحة أخرى.

على سبيل المثال، نصبت حركة "طالبان باكستان" مكمناً لقافلة عسكرية جنوب وزيرستان خلال يوليو (تموز) الماضي وأسقطت قذائف "هاون" من طائرة رباعية المراوح أثناء تبادل إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثلاثة آخرين.

وتعد هذه الاستراتيجية مثالاً على استخدام الطائرات من دون طيار بصورة منسقة مع أسلحة أخرى. وستسعى الجماعات المسلحة أيضاً إلى الحصول على طائرات من دون طيار تجارية، لأنها تتمتع بقدرة أكبر وقدرة على الطيران لفترات أطول من الزمن.

نتيجة لذلك، ثمة خطر من تزايد هجمات الطائرات الرباعية المروحيات مستقبلاً. وفي مثل هذه الحال سيتعين على باكستان الاستثمار في القدرات التقنية والعملياتية القاتلة لقواتها.

وخلال يوليو من هذا العام، صرح مسؤولون في الشرطة الباكستانية بأن استخدام المسلحين للمسيرات التي يمكنها الإقلاع والهبوط عمودياً بمساعدة أربع دوارات يشكل مصدر قلق لقوات الشرطة التي تعاني بالفعل نقص الموارد والكوادر، والتي تقف في الخطوط الأمامية ضد التطرف في المنطقة.

وقال ضابط الشرطة محمد أنور إنه خلال وقت سابق من هذا خلال يوليو الماضي، استهدفت طائرتان رباعيتا الدفع أرسلهما مسلحون مركزاً للشرطة في مدينة بانو، مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة ثلاثة أطفال في منزل قريب، وشوهدت طائرة مسيرة فوق مركز شرطة آخر ولكن استُهدفت أُسقطت بأسلحة آلية.

وأضاف أن هناك ما لا يقل عن ثماني هجمات بطائرات من دون طيار على الشرطة وقوات الأمن في بانو والمناطق المجاورة خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين.

وقال قائد الشرطة الإقليمية سجاد خان، إن المسلحين ما زالوا يحاولون إتقان الاستخدام الفعال لهذه الطائرات من دون طيار، مضيفاً أن "المسلحين حصلوا على هذه الأجهزة المتطورة، ولكنها لا تزال في مرحلة التجربة، لهذا السبب فهي غير قادرة على إصابة أهدافها بدقة".

في أيادي الجميع

إن اهتمام الجماعات المسلحة بالطائرات المسيرة ليس بالأمر الجديد، إذ فكرت جماعة "أوم شينريكيو" في اليابان عام 1995 باستخدام مروحيات متحكم بها من بعد لإلقاء غاز السارين في هجوم مترو طوكيو، لكنها غيرت تكتيكاتها في اللحظة الأخيرة.

وخلال الأعوام الأخيرة كان "حزب الله" و"داعش" و"هيئة تحرير الشام" من أوائل الجماعات التي استخدمت الطائرات المسيرة بفعالية خلال الحروب، وانضم الحوثيون في اليمن أيضاً إلى القائمة عام 2018.

في الموجة الثانية، أضافت أكثر من 20 جماعة متمردة وإرهابية وعصابات مخدرات، بما في ذلك حركة "طالبان" الأفغانية طائرات من دون طيار إلى ترساناتها. وأصبحت هجماتها شائعة بصورة متزايدة في الصراعات حول العالم، وتعد الملاذات الآمنة بالغة الأهمية للجماعات المسلحة، إذ تمكنها من شراء الطائرات المسيرة في أوقات السلم وتجربتها واستخدامها بنجاح.

نقلاً عن "اندبندنت أوردو"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير