ملخص
الأمم المتحدة تقدر حجم الأنقاض في القطاع بنحو 61 مليون طن
مع اشتداد برد الشتاء في غزة، يشق نازحون فلسطينيون طريقهم كل يوم إلى بيوتهم التي دمرها القصف الإسرائيلي، وهناك ينبشون بين الركام لاستخراج قضبان وأسياخ حديد من بين الجدران المنهارة لاستخدامها في تثبيت خيامهم الواهية أو بيعها لتأمين قوت يومهم في القطاع الذي يحتاج إلى أعوام للتعافي من آثار الحرب.
أصبحت تلك القضبان سلعة مطلوب بشدة في قطاع غزة، حيث تتشابك بين الأنقاض التي خلفتها الحملة العسكرية الإسرائيلية التي لم يسلم منها سوى القليل من المنازل، ويقضي بعض السكان أياماً في تكسير الكتل الأسمنتية لاستخراجها، فيما يستغرق آخرون أسبوعاً أو أكثر في هذا العمل الشاق، ومع الاستعانة بأدوات بدائية من مجارف ومعاول ومطارق يمضي العمل ببطء.
ملايين الأطنان
كانت هذه الأسياخ يوماً ما تحمل جدران البيوت أما اليوم فهي تستخدم في نصب الخيام التي تشتد الحاجة إليها مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، وأغرقت الأمطار الغزيرة بالفعل الأمتعة القليلة لكثير من سكان غزة، مما زاد من معاناتهم.
يحاول وائل الجبرا، وهو أب لستة أطفال يبلغ من العمر 53 سنة، نصب خيمة موقتة، محاولاً تثبيت قضيبين فولاذيين معاً، وقال "ليس معي نقود لشراء الخشب، فاضطررت إلى استخراج الحديد هذا من البيت، وطبعاً البيت مكون من خمسة أدوار، ليس لنا إلا الله وهذا البيت الذي كان ساترنا، وهذه حالنا كما ترى".
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الحرب في قطاع غزة خلفت ما يقدر بنحو 61 مليون طن من الأنقاض، بناءً على تقديرات تستند إلى صور الأقمار الاصطناعية، وأضاف أن إزالة معظم هذا الركام قد تستغرق سبعة أعوام إذا توفرت الظروف المناسبة.
سعر سيخ الحديد قد يصل إلى 15 دولاراً
قد يبلغ سعر سيخ حديد طوله 10 أمتار 15 دولاراً، وهو مبلغ كبير بالنسبة إلى عائلات نازحة بالكاد تملك المال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنه مسلحون تقودهم حركة "حماس" على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتقول إحصاءات إسرائيلية إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واختطاف 251 رهينة إلى غزة، وردت إسرائيل بحملة عسكرية قتلت أكثر من 70 ألف شخص ودمرت القطاع.
يصف سليمان العرجة (19 سنة)، وهو يحمل دلاء ثقيلة مملوءة بالركام ويدفع عربة يدوية، يومه المعتاد في البحث عن أسياخ الحديد قائلاً "نذهب إلى البيوت المهدمة ويتم الاتفاق بيننا وبين صاحب الدار، الذي يخيرنا بين تنظيف الدار بمقابل الحديد أو تنظيفها بمقابل مادي، لكننا نقول له إننا نريد الحديد، ونظل نعمل في البيت أسبوعاً أو أسبوعاً ونصف الأسبوع".
معاناة يومية
وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتشكيل قوة دولية لتحقيق الاستقرار وخطة تنمية اقتصادية لإعادة إعمار غزة التي كانت تعاني الفقر حتى قبل الحرب، لكن الفلسطينيين في القطاع لا يستطيعون حتى التفكير في المستقبل على رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، فكل يوم هو معركة للبقاء بالنسبة إليهم، بعدما تبخرت على مدى عقود آمال السلام وخططه، ولم يبق لهم سوى التركيز على النجاة.
يقول هيثم عربية (29 سنة) "نقوم بهذا العمل لتوفير أكلنا وشربنا حتى لا نحتاج إلى أي شخص، ومن أجل توفير لقمتنا بالحلال، ولا نمد أيدينا لأحد".
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بحرمان غزة من أسياخ الحديد التي تستخدم في البناء، وقال مسؤول إسرائيلي لـ"رويترز" إن مواد البناء من السلع ذات الاستخدام المزدوج، هي مواد للاستخدام المدني ولكن أيضاً يمكن أن يكون لها استخدام عسكري، ولن يسمح بدخولها إلى غزة حتى المرحلة الثانية من خطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة.
وأشار المسؤول إلى مخاوف من إمكان استخدام هذه المواد في بناء الأنفاق التي تستخدمها "حماس".