Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من النيل إلى كوسوفو: 6 حروب أطفأها ترمب قبل اشتعالها

تعكس الاتفاقات التي يعدها الرئيس الأميركي نجاحاً أسلوبه التفاوضي الهادف إلى إحراز نتائج سريعة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ ف ب)

ملخص

القاسم المشترك في معظم الاتفاقات التي يتباهى ترمب بدوره فيها هو أنها غير مكتملة أو تعرضت لانتهاكات بعد إبرامها، لكنها تعكس أسلوبه التفاوضي الهادف إلى إحراز نتائج سريعة.

دونالد ترمب الطامع بجائزة نوبل للسلام لا يتوقف عن تصوير نفسه كوسيط من أجل السلام وصانع بارع للصفقات، وآخر تصريحاته قوله إنه أنهى ست حروب منذ رئاسته الأولى عام 2017 وحتى اليوم. 

أسهم الرئيس الأميركي بالفعل في التوصل إلى اتفاقات موقتة أو جزئية لتسوية عدد من النزاعات الدولية، لكنها ليست بتعقيد أو حجم ما يعتبرها "الحرب السابعة" التي سينهيها، أي الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي استعصت عليه حتى الآن، وفي هذا التقرير نستعرضها مع توضيح المسائل العالقة:


1. مصر وإثيوبيا

أوضح البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" أن النزاع بين مصر وإثيوبيا حول تقاسم مياه نهر النيل من "الحروب الست" التي عناها ترمب. وعلى رغم الأزمة المتصاعدة بين الدولتين بسبب "سد النهضة"، فإنهما تجنبا الدخول في مواجهة عسكرية، لكن الرئيس الأميركي يؤكد أنه لو لم يتدخل لاندلعت الحرب.

ويحسب لإدارته الأولى أنها رعت مفاوضات متقدمة بين الدولتين المتنازعتين من عام 2018 إلى عام 2020، قبل أن تنسحب إثيوبيا منها، وترد واشنطن عليها بتعليق جزئي للمساعدات. حينها، قال الرئيس الأميركي إن مصر قد تلجأ في النهاية إلى "تفجير السد"، مما اعتبرته أديس أبابا "تحريضاً على الحرب".

واليوم ما زال خطر التصعيد قائماً، على رغم استمرار المفاوضات حول "سد النهضة" الذي تعتبره مصر تهديداً لأمنها القومي. وبينما تعتزم إثيوبيا افتتاح السد رسمياً في سبتمبر (أيلول) المقبل، جددت القاهرة اتهامها لأديس أبابا بعدم امتلاك الإرادة السياسية اللازمة لإبرام اتفاق.

2. صربيا وكوسوفو

رعت إدارة ترمب الأولى اتفاقاً محدوداً بين البلدين عام 2020 لتطبيع العلاقات الاقتصادية، وعرف بـ"اتفاق واشنطن". ومع ذلك ظلت الخلافات والمناوشات الحدودية قائمة، ولذلك يدعو مسؤولو "الناتو" الطرفين إلى تسريع المحادثات للتوصل إلى سلام دائم. 

3. باكستان والهند

يزعم ترمب أنه توسط في اتفاق لإنهاء الصدامات العسكرية بين البلدين، بعدما شن الجيش الهندي هجمات دامية على أهداف باكستانية، رداً على عملية إرهابية وقعت في مناطق كشمير التي تسيطر عليها الهند، وهي المرة الأولى التي تهاجم فيها الهند باكستان منذ عام 2019.

وأعلن ترمب في مايو (أيار) الماضي التوصل إلى "وقف إطلاق نار كامل وفوري" بين الهند وباكستان، وزعم لاحقاً أنه استخدم ورقة التجارة مع الولايات المتحدة للضغط على الطرفين ووقف القتال. 

لكن الهند التي ترفض أي تدخل خارجي في النزاع على إقليم كشمير، نفت مراراً أن يكون ترمب تفاوض على هذا الاتفاق، وأكدت أن قرار إنهاء عملياتها العسكرية اتخذ من دون أي ضغط خارجي. كما انتقدت نيودلهي تصريح الرئيس الأميركي في شأن استعداده للعمل مع الهند وباكستان لحل قضية جامو وكشمير، مؤكدة أن هذه المسألة تنبغي مناقشتها بينها وإسلام آباد فقط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

4. إيران وإسرائيل

توسط ترمب للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب بعد 12 يوماً من القتال، لكن نشوب الحرب مجدداً يبقى قائما مع تأكيدات إسرائيل على معاودة الهجوم إذا أعادت إيران بناء برنامجها النووي. ويشكك معارضو ترمب في دوره بإنهاء هذه الحرب، نظراً إلى أن الولايات المتحدة شاركت فيها بضرب ثلاث من أهم منشآت إيران النووية.

5. الكونغو ورواندا

رعت إدارة ترمب اتفاق سلام بين الدولتين في يونيو (حزيران) الماضي بعد أعوام من صراع حدودي أدى إلى نزوح ملايين الأشخاص وتسبب في أزمة إنسانية هائلة. وصرح ترمب حينها "اليوم تنتهي أعمال العنف والدمار، وتبدأ المنطقة بأسرها فصلاً جديداً من الأمل والفرص والوئام والازدهار والسلام". ومع ذلك تبادل الجيش الكونغولي ومتمردو حركة "أم 23" المدعومون من رواندا الاتهامات بخرق الاتفاق من خلال شن هجمات وحشد قوات جديدة.

6. تايلاند وكمبوديا 

استضافت ماليزيا الدولتين لتوقيع اتفاق من 13 بنداً لوقف إطلاق النار بعد خمسة أيام من الصدامات العسكرية على الحدود، وبعد ضغوط من ترمب الذي اتصل بزعيمي البلدين وهددهما برفع الرسوم الجمركية إذا لم يتوصلا إلى اتفاق. وبعد يومين فقط من التوقيع، تبادل الطرفان الاتهامات بشن هجمات جديدة.

القاسم المشترك

القاسم المشترك في معظم الاتفاقات التي يتباهى ترمب بدوره فيها هو أنها غير مكتملة أو تعرضت لانتهاكات بعد إبرامها. 

فبالنسبة إلى مصر وإثيوبيا، أو إيران وإسرائيل، ما زال خطر التصعيد قائماً. ولا تزال صربيا ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو عنها عام 2008، مما يدل على محدودية اتفاق السلام المبرم بينهما.

وتعكس هذه الاتفاقات التي يعدها ترمب نجاحاً أسلوبه التفاوضي الهادف إلى إحراز نتائج سريعة، مما يؤرق حلفاءه في أوروبا الرافضين لإنهاء خصومتهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون التوصل إلى اتفاق سلام عادل للأوكرانيين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير