ملخص
تسيطر القوات الروسية حالياً على كامل منطقة لوغانسك تقريباً ومعظم دونيتسك، بما في ذلك عاصمتيهما الإقليميتين. لكن ذلك ليس الحال بالنسبة لزابوريجيا وخيرسون، حيث لا تزال المدن الرئيسة تحت السيطرة الأوكرانية.
تتضمن الخطوط العريضة لـ"اتفاق سلام" محتمل في أوكرانيا تنازلات عن أراض ومنح ضمانات أمنية لكييف، ولكن من دون وقف إطلاق النار أو فرض عقوبات على موسكو في المرحلة الحالية.
في ما يأتي ما نعرفه عن مضمون المحادثات التي جرت خلال قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا:
بعد المحادثات، قال ترمب في منشور على منصته "تروث سوشيال" "قرر الجميع أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان"، وهو موقف يتناقض مع رغبة أوكرانيا وحلفائها.
يُعد هذا انتصاراً للرئيس الروسي الذي تواصل قواته التقدم في شرق أوكرانيا.
منذ البداية، يطالب الرئيس الروسي بـ"اتفاق سلام" أكثر شمولاً يعالج، بحسب قوله، "الأسباب الجوهرية" للحرب، لا سيما رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأمر الذي تعارضه موسكو، معتبرة أنه يشكل تهديداً وجودياً وخطراً على أمنها القومي.
مخاوف أوكرانيا
تخشى أوكرانيا أن يجبرها أي اتفاق محتمل بين ترمب وبوتين في أنكوريج التنازل عن جزء من أراضيها.
وتسيطر القوات الروسية حالياً على ما يناهز 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، في أربع مناطق في الجنوب والشرق (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا)، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
وفي حين لم يتطرق بوتين ولا ترمب مباشرة إلى هذه القضية الملحة خلال مؤتمرهما الصحافي، إلا أن مصدراً مطلعاً على المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأميركي والقادة الأوروبيين عقب القمة، أفاد بأن ترمب يؤيد مقترحاً قدمته روسيا يقضي بسيطرتها بشكل كامل على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وتجميد القتال على خط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا.
بعد أشهر من بدء هجومها على أوكرانيا، أعلنت روسيا في سبتمبر (أيلول) 2022 ضم المناطق الأربع رغم أن قواتها لم تكن تسيطر بالكامل على أي منها.
وتسيطر القوات الروسية حالياً على كامل منطقة لوغانسك تقريباً ومعظم دونيتسك، بما في ذلك عاصمتيهما الإقليميتين. لكن ذلك ليس الحال بالنسبة لزابوريجيا وخيرسون، حيث لا تزال المدن الرئيسة تحت السيطرة الأوكرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يتضح بعد ما سيكون عليه وضع هذه الأراضي بالنسبة لأوكرانيا والمجتمع الدولي، في حين يرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أي تنازل عن أراض ويؤكد أنه يتعارض مع دستور بلاده.
ضمانات أمنية
تطالب أوكرانيا، بدعم من الأوروبيين، بهذه الضمانات في حال توقف الأعمال العدائية، لمنع روسيا من مهاجمتها مجدداً.
في محادثته مع زيلينسكي وزعماء أوروبيين، عرض ترمب تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون الانضمام إلى "الناتو"، بحسب مصدرين مُطلعين.
وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى أنه للشروع في ذلك يتعين تحديد "بند للأمن الجماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجدداً".
وأبدت دول أوروبية تتقدمها فرنسا والمملكة المتحدة، استعدادها للمساهمة في قوة "طمأنة" تنتشر في أوكرانيا ولكن ليس على خطوط المواجهة.
وأكد ترمب أنه سيستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض الإثنين، في لقاء سيشارك فيه كذلك عدد من القادة الأوروبيين.
مهلة ترمب
وكان ترمب أكد أنه "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعداً للقاء (ثلاثي) مع الرئيس بوتين"، مشدداً على أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب "يعود حقاً للرئيس زيلينسكي". وشكك الأخير، الأحد، برغبة موسكو في عقد قمة ثلاثية أو تحقيق سلام دائم.
انتهت، الجمعة الماضي، نظرياً المهلة التي حددها ترمب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا تحت طائلة فرض عقوبات "ثانوية"، أي تلك التي تستهدف الدول التي تستورد المنتجات من روسيا، وخصوصاً النفط والأسلحة.
لكن الرئيس الأميركي قال على قناة "فوكس نيوز" بعد لقائه نظيره الروسي "بالنظر إلى سير الأمور اليوم، لا أعتقد أنني سأفكر في ذلك الآن".
في المقابل، أكد القادة الأوروبيون أنهم "سيواصلون تشديد العقوبات والإجراءات الاقتصادية المحددة للضغط على اقتصاد الحرب الروسي، حتى يتم إحلال سلام عادل ودائم".