ملخص
في أمسية مشحونة بالإثارة والتناقضات بملعب "أنفيلد"، خطف فيدريكو كييزا وهوغو إيكيتيكي الأضواء بأداء لافت، بينما أثارت الهشاشة الدفاعية تساؤلات كبرى حول جاهزية ليفربول، على رغم وفرة المواهب الهجومية وتألق صفقات الصيف.
بينما تستمر قصة ألكسندر إيساك في التمدد، ربما لا ينبغي أن يكون السؤال عما إذا كان سينضم إلى ليفربول، بل عما إذا كان الفريق في حاجة إليه من الأساس. ففي مباراة كان من الممكن أن تكون الظهور الأول لإيساك، سجل أربعة من مهاجمي ليفربول أهدافاً، وجاء الفوز بفضل مهاجمين اثنين أحدهما جديد والثاني منسي، فأحدهما صفقة 2025 والآخر وافد في 2024 وقد يكون في طريقه للمغادرة.
تألق لافت لإيكيتيكي وكييزا
قد لا يجمع الكثير بين هوغو إيكيتيكي وفيدريكو كييزا، لكن سواء انضم إيساك أم لا، فإن ما بات واضحاً بشكل متزايد هو أن آرني سلوت قد ضم بالفعل مهاجماً رفيع المستوى هذا الصيف، يتمتع بالرشاقة والسرعة، ولديه القدرة على أن يكون غزير الأهداف وشديد التميز في "أنفيلد".
ومع ذلك فإن المدرب الذي عبر عن أسفه بعد استبدال إيكيتيكي في مباراة الدرع الخيرية لأنه لم يكن يملك بديلاً له، وجد الآن منقذاً بين الاحتياطين. وقال سلوت "عندما كانت النتيجة (2 - 2)، كنت في حاجة إلى رقم تسعة، أدخلته ونجح في المهمة".
جاء الهدف الأول المتأخر لكييزا في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد عام من وصوله، لكنه جاء في التوقيت المثالي. وقال مبتسماً بعدما سجل من داخل منطقة الجزاء "كما نقول في إيطاليا، أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً"، بعدما تمكن من التسجيل عندما كان بورنموث قد عادل النتيجة بعد تأخره بهدفين. ليبدأ جمهوره في الهتاف بأنهم في صدارة الدوري. لكنهم أصبحوا في القاع بعدها مباشرة، وكييزا، اللاعب ذو النسب الكروي الرفيع، وإن كان جسده يخونه أحياناً ومدربه نادراً ما يمنحه ثقته، قدم لمسة إنهاء بارعة، قبل أن يؤمن محمد صلاح الفوز بهدفه المعتاد في الجولة الافتتاحية.
ربما ينتهي المطاف بكييزا عائداً إلى إيطاليا قبل إغلاق نافذة الانتقالات، ومع ذلك في ليلة أوحت بأن كل ما يحتاج إليه ليفربول هو بديل لإيكيتيكي، أثبت أنه البديل المثالي في خط الهجوم. وقال سلوت "لقد قدم المطلوب، وهذا دائماً أمر إيجابي لمستقبلك مع النادي".
انفجر ملعب أنفيلد فرحاً عندما سجل كييزا. وأضاف سلوت "هذه أجواء لا تصدق. كنت أظن أن الفوز بالدوري هنا سيكون أكثر إثارة من فوز على أرضنا ضد بورنموث، لكن الدقائق الست الأخيرة... واو".
واقعة عنصرية تلطخ أجواء المباراة
لقد جمعت هذه المباراة العديد من أفضل ما يقدمه الدوري الإنجليزي مثل السرعة والنهاية المثيرة وحماس الوافدين الجدد وتنافسية فريق بورنموث الجريء بقيادة أندوني إراولا، لكنها أيضاً شهدت أسوأ ما يمكن أن يحدث، فقد تم تشويهها، وبشكل مخز، بأول حادثة إساءة عنصرية في موسم الدوري الإنجليزي، التي كان ضحيتها أنطوان سيمنيو، مما اضطر الحكم أنتوني تايلور إلى إيقاف المباراة في الشوط الأول. وقال أندوني إراولا "أمر مخز للغاية". وسارع ليفربول إلى إدانة الحادثة. وأردف سلوت "لا ينبغي أبداً أن يحدث هذا في كرة القدم، دعك من أنفيلد بالتحديد". وقد قامت الشرطة بإخراج المشتبه فيه بين الشوطين.
ويفترض أن يكون من البديهي أن اللاعبين يجب ألا يجبروا على الرد على الإساءة العنصرية بأدائهم، ومع ذلك فقد فعلها سيمنيو. وتابع سلوت "كل التحية له، إذا حدث له شيء كهذا وتمكن من الأداء بهذه الصورة، فهو ليس فقط لاعباً رائعاً فحسب، بل يتمتع بقوة ذهنية هائلة".
سيمنيو يرد في الملعب ويهدد دفاع ليفربول
لقد قدم سيمنيو عرضاً رائعاً، وسجل هدفين في الشوط الثاني أعادا بورنموث إلى أجواء اللقاء، وأعادا طرح التساؤلات، بعد مباراة الدرع الخيرية، عما إذا كان فريق ليفربول الجديد تحت قيادة سلوت قد فقد السيطرة وأصبح أكثر انكشافاً دفاعياً.
لكن يبدو أن الفريق مليء بالأهداف. فقد سجل إيكيتيكي بعد أربع دقائق فقط من ظهوره الأول في ملعب "ويمبلي"، واستغرق 37 دقيقة ليفتتح سجله التهديفي في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأضاف تمريرة حاسمة على سبيل الإضافة. ومع تألق المهاجم الفرنسي بهذه الصورة، هل كانت صفقة ليفربول البالغة 110 ملايين جنيه استرليني (149.1 مليون دولار) من أجل إيساك ستنتهي فقط بالحصول على أغلى بديل في العالم؟
وقال إيكيتيكي بإصرار "لدي كثير لأقوم به بشكل أفضل"، وهو ما قد ينذر المدافعين.
لقد كان في تسجيله بعض الحظ عندما تجاوز ماركوس سينيسي، لكن لم يكن هناك أي حظ في اللمسة الختامية الباردة، التي سددها بوجه القدم الداخلي متجاوزاً حارس المرمى جورجي بيتروفيتش بثقة. ونادراً ما أظهر داروين نونيز، الذي رحل عن الفريق، مثل هذا الهدوء أمام المرمى.
كما لعب إيكيتيكي دور نقطة الارتكاز، ونجح في الربط بين الخطوط بذكاء. وهيأ الكرة لكودي غاكبو عندما توغل الأخير إلى الداخل وسدد كرة رائعة في الزاوية البعيدة للمرمى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قد يكون الجناح الهولندي هو المستفيد الأكبر من رحيل لويس دياز، إذ بات من الواضح الآن أنه الخيار الأول في مركز الجناح الأيسر، وهذا الهدف كان خير دليل على ذلك.
ومع ذلك ففي أمسية تألق فيها وافد جديد، عانى آخر معاناة شديدة، إذ استهدف ميلوش كيركيز، صفقة الـ40 مليون جنيه استرليني (54.22 مليون دولار)، من قبل بورنموث، وتعرض لعذاب متواصل على يد زميله السابق سيمنيو. كان ينبغي أن يحصل على بطاقة صفراء قبل أن يشهر الحكم له البطاقة فعلياً، وتم استبداله عند الدقيقة الـ60، ومع ذلك فإن هدفي سيمنيو جاءا في وقت كان فيه خصمه المباشر هو أندي روبرتسون.
لكن ليفربول فشل في إنهاء المباراة وحسمها. فقد سجل سيمنيو الهدف الأول بتسديدة من عرضية منخفضة لديفيد بروكس، ثم قاد هجمة مرتدة من على حافة منطقته، وأنهاها بنفسه بعدما تمزق دفاع ليفربول بسهولة بالغة. كان المدافع الجديد، جيوفاني ليوني، صفقة الـ26 مليون جنيه استرليني (35.24 مليون دولار)، يشاهد من المدرجات، وربما أدرك أن أمامه كثيراً من العمل ما لم يتمكن هذا الفريق من إحكام خطه الخلفي.
جاءت أهداف بورنموث بعد التبديلات الدفاعية التي أجراها سلوت، بينما أسفرت تغييراته الهجومية عن تسجيل ليفربول للأهداف. فعند التعادل (2 - 2)، استدعى كييزا بديلاً لفلوريان فيرتز، وكانت تلك خطوة موفقة للغاية. بعد ذلك، زاد صلاح رقمه القياسي في التسجيل خلال مباريات الافتتاح بالدوري، مسجلاً هدفه الـ10 بطريقة رائعة بقدمه اليمنى.
دموع صلاح وهتافات جوتا... لحظة إنسانية خالصة
لكن القصة كانت أيضاً عن مهاجم خامس في ليفربول، إلى جانب المسجلين، رجل تردد اسمه كثيراً على رغم غيابه عن الفريق. فقد ذرف صلاح الدموع في نهاية اللقاء وهو يتذكر صديقه الراحل. وقدم "أنفيلد"، بما في ذلك جماهير بورنموث، تحية مؤثرة لذكرى ديوغو جوتا. وكان الهتاف باسم البرتغالي بأعلى صوت بمثابة تذكير بالفاجعة، وصيحة تضامن.
واحتفل إيكيتيكي بهدفه بتقليد رقم "20"، الرقم الذي لن يرتدى مرة أخرى في النادي. لقد فعل ليفربول كثيراً من الأمور بالشكل الصحيح، داخل الملعب وخارجه، لكن ذلك لم يمنع من أن تلطخ الصورة بتصرف أحد المشجعين في المدرجات.
وقال سلوت "نحن بالتأكيد لا نريد حدوث مثل هذا في أنفيلد"، وأضاف "للأسف، أصبح ذلك جزءاً من القصة، بينما كان ينبغي أن نتحدث عن التحية الرائعة التي قدمناها لديوغو جوتا".
© The Independent