ملخص
أطلق ناشطان يمينيان مشروع مجمع سكني للبيض في ويلز غرب بريطانيا، وكشف تقرير لصحيفة "التايمز" أن المشروع يعد نواة عمل كبير يهدف إلى إنشاء معسكرات خالصة العرق على امتداد المملكة المتحدة مما يستدعي تحقيقاً ومتابعة من الحكومة.
وسط ويلز غرب بريطانيا اشترى راسم وشوم وناشط يميني متشدد في المنطقة قطعة أرض لإقامة تجمعات خاصة بالبيض، لطالما كان هذا حلماً بالنسبة إلى الرجلين وسيحال حقيقة منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل ليكون أول معسكر عائلي للبيض في المملكة المتحدة.
المعسكر، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "التايمز"، يتبع لما يسمى "مبادرة وودلندر" ويرمز لها اختصاراً بـ"TW1"، والمبادرة برنامج لمساعدة الراغبين بشراء أراض وتطوير تجمعات سكنية لا يشغل وحداتها سوى المنحدرين من العرق الأبيض في بريطانيا.
سيمون بيركت، راسم الوشوم، يأمل في أن يكون معسكره نقطة انطلاق لكثير من تجمعات البيض في المملكة المتحدة، بما يحاكي تجربة مدينة "أورانيا" على ضفاف النهر البرتقالي شمال "كيب تاون" بجنوب أفريقيا، وتجمعات "أوزاركس" في ولاية أركنساس الأميركية، ومعسكرات حركة "السويد الحرة" في منطقة "ألجاراس".
وجمعت "مبادرة وودلندر" أكثر من 162 ألف جنيه إسترليني، تعادل أكثر من 200 ألف دولار أميركي، في إطار حملة تبرعات لبناء تجمعات البيض في المملكة المتحدة، وتطمح الوصول إلى مبلغ مليون جنيه أو 1.3 مليون دولار.
بيركت يحث مؤيديه، وفقاً لتقرير "التايمز"، على بذل مزيد من الجهود لتجنب البديل الوحيد المتمثل بالغرق في "ظلمة" ستطاول بقية التجمعات السكانية في المملكة المتحدة، أي ستكون معسكرات البيض الناجية الوحيدة من "ظلمات" المستقبل البريطاني.
ثمة دعوات لمراقبة سلوك تلك المبادرة وأنصارها مثل بيركت، ولكن يبدو أنها تراعي حدود المسموح والممنوع على صعيد التطرف اليميني الذي يعرضها للمساءلة، ويجعلها عرضة للملاحقة والحظر على رغم أن القوانين فضفاضة في هذا الصدد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بيركت ينتمي إلى حركة "البديل الوطني" التي تتبنى نهجاً معادياً للمهاجرين وتؤيد ترحليهم، وقد خرج تحقيق سري أجرته هيئة الإذاعة البريطانية إلى نتيجة مفادها أنه يجب على الحكومة تغيير القوانين بسرعة لحظر تلك المنظمة العنصرية والمتطرفة.
أمضى مراسل "بي بي سي" عاماً كاملاً داخل "البديل الوطني" متخفياً، وقد وثق عبارات عنصرية لقادتها، ونقل للجهات المعنية معلومات وإفادات أدت إلى فتح تحقيق رسمي في شأنها وفق ما يقول تقرير للهيئة نشر في يناير (كانون الثاني) الماضي.
"البديل الوطني" حركة يمينية تأسست عام 2019 وكانت على وشك أن تصبح حزباً قبل الانتخابات العامة الأخيرة في بريطانيا، تضم نحو 500 عضو ويتابعها آلاف على وسائل التواصل، زعيمها مارك كوليت ينفي أن تكون متطرفة أو أنها تشجع على العنف، ويقول إنها تقود حملة سلمية لما يسميه "استعادة حقوق السكان الأصليين".
الحركة وفق ما تسرب في وسائل الإعلام، تحاول التغلغل إلى داخل بعض الأحزاب السياسية وبخاصة "ريفورم" الذي يقوده النائب نايجل فاراج، طمعاً بإيصال أعضائها إلى مجلس العموم ليصبحوا أصواتاً تنطق بلسانها وتدافع عن منهجها.
ومشروع بيركت هو آخر صيحات اليمين المتطرف في بريطانيا، ويتزامن مع حملة كبيرة يروج لها أعضاء هذا التيار وأنصاره للتظاهر ضد فنادق المهاجرين في المناطق البريطانية، وهي ناجحة إلى حد كبير حتى الآن وباتت تقلق حكومة لندن.
التظاهرات بدأت في منطقة "إيبينغ" شمال لندن منذ أسابيع بعد حادثة اعتداء على فتاة محلية اتهم بها مهاجر أثيوبي يقطن في فندق خصصته الحكومة للاجئين هناك، توسعت التظاهرات لأماكن أخرى قرب العاصمة وباتت الدعوات اليوم تحشد في مدن مثل مانشستر وبيرمنغهام وليدز سواء في المراكز المكتظة أو في البلدات وقرى الأرياف.
صحيفة "فايننشال تايمز" نقلت عن الباحثة المختصة بالخطاب الشعبوي في معهد "الحوار الإستراتيجي"، أن الدعوات ضد المهاجرين ازدادت بصورة كبيرة في البلاد منذ أحداث الشغب التي شهدتها بريطانيا نهاية يوليو (تموز) 2024.
ثمة دعوات للحكومة من أحزاب مختلفة تطالبها بإغلاق فنادق اللاجئين وخاصة في أماكن معينة، ولكن مجلس الوزراء بقيادة كير ستارمر يبحث عن حلول جذرية لأزمة الهجرة وسط آمال ضعيفة بنجاح الجهود بسبب عوامل داخلية وخارجية عدة.
وتعي حكومة ستارمر خطر التظاهرات ضد فنادق اللاجئين، وتتتبع تصاعد الخطاب اليميني ضد المهاجرين إلى حدود دفعت بوزارة الداخلية إلى تشكيل فريق تحقيق متخصص لمتابعة ورصد المنشورات المحرضة على الأجانب في وسائل التواصل.