ملخص
ستُعطي أوكرانيا الأولوية للأسلحة التي تحتاج إليها ضمن دفعات تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار على أن تتفاوض دول الحلف فيما بينها بتنسيق من الأمين العام مارك روته لتحديد من سيتبرع أو يموِّل الأسلحة المدرجة على القائمة.
قالت وزارة الدفاع في موسكو، إن القوات الروسية سيطرت على قرية أوليكساندرو كالينوف في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا اليوم السبت.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بعد من صحة التقرير الوارد من ساحة المعركة.
وقتل ثلاثة أشخاص في روسيا جراء ضربات أوكرانية بمسيرات ليل الجمعة – السبت، في منطقتي روستوف وبنزا (جنوب) كما في منطقة سمارا البعيدة من الجبهة، على ما أعلنت السلطات المحلية.
وأفاد الجيش الروسي أنه اعترض خلال الليل 112 مسيرة أطلقت من أوكرانيا.
وفي حدث نادر، طاول القصف منطقة سمارا على مسافة نحو 800 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، حيث سقط أحد الضحايا وهو "رجل مسن"، على ما أوضح الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف فيدوريشتشيف.
وأوضح الحاكم على "تيليغرام"، أن الرجل "كان داخل منزل ريفي اشتعلت فيه النيران بسبب تساقط حطام مسيرات".
وفي منطقة بنزا الواقعة بين سمارا والحدود الأوكرانية، قال الحاكم أوليغ ملنيتشنكو "هاجمت مسيرات العدو مرة جديدة باكراً هذا الصباح شركة، وقتلت امرأة للأسف، وأصيب شخصان آخران بجروح، لكن وضعهما ليس خطراً".
وفي منطقة روستوف المحاذية لأوكرانيا "صد الجيش هجوماً ضخماً خلال الليل، ودمر مسيرات فوق عدد من المدن"، على ما أورد الحاكم يوري سليوسار على "تيليغرام". وأضاف "في قرية أوغليرودوفسكي في منطقة كراسنوسولينسكي، اندلع حريق في أحد مباني موقع صناعي"، مشيراً إلى "مقتل موظف كان يحرس المنشأة".
وهاجمت روسيا أوكرانيا في يوليو (تموز) بأكبر عدد من المسيرات في شهر واحد منذ بدئها الحرب في فبراير (شباط) 2022، وفق تحليل لوكالة الصحافة الفرنسية، أظهر تكثيف عمليات القصف على رغم التحذيرات الأميركية.
ويرفض الكرملين فكرة وقف إطلاق نار دائم في أوكرانيا، معتبراً أن ذلك سيصب في مصلحة قوات كييف، على رغم إبداء الرئيس الأميركي دونالد ترمب استياءه من هذا الرفض.
من جانبها، تطالب أوكرانيا حلفاءها الأوروبيين بأنظمة دفاع جوي، وأعلنت ألمانيا أمس الجمعة أنها ستباشر سريعاً تسليمها منظومتي "باتريوت" إضافيتين.
وقال ترمب الجمعة، إنه أمر بنشر غواصتين نوويتين رداً على تصريحات "استفزازية للغاية" أدلى بها مسؤول روسي.
قصف مصفاة روسية
وقال الجيش الأوكراني اليوم السبت، إنه قصف مصفاة "ريازان" النفطية الروسية، مما تسبب في نشوب حريق.
كما ذكرت قوات الأنظمة المسيرة الأوكرانية في بيان على "تيليغرام" أنها قصفت منشأة "آنانفتي برادوكت" لتخزين النفط في منطقة فورونيج.
وقالت الإدارة الروسية لمحطة زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا اليوم السبت إنه تسنى السيطرة على حريق اندلع بالقرب من محطة الطاقة النووية بعد قصف أوكراني.
وسيطرت قوات روسية على محطة "زابوريجيا" في الأسابيع الأولى من الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022. ويتبادل الطرفان الاتهامات بإطلاق النار أو اتخاذ إجراءات أخرى قد تؤدي إلى وقوع حادثة نووية.
وقالت إدارة المحطة في منشور على "تيليغرام"، إن مدنياً قُتل في القصف، ولكن لم يصب أي من موظفي المحطة أو أفراد خدمات الطوارئ بأذى.
وعلى رغم أن محطة "زابوريجيا" النووية، وهي الكبرى في أوروبا، لا تعمل حالياً، فإنها لا تزال بحاجة إلى الطاقة للحفاظ على وقودها النووي بارداً.
وقالت إدارة المحطة إن مستويات الإشعاع لا تزال ضمن الحدود الطبيعية، وإن الوضع تحت السيطرة.
توقبفات بسبب الفساد
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الأوكرانية السبت تنفيذ توقيفات على خلفية "نظام فساد واسع النطاق" تورط فيه قادة سياسيون في قطاع الدفاع، وذلك بعيد جدل حول استقلالية هيئات مكافحة الفساد.
ونص قانون صدر في نهاية يوليو (تموز) الماضي على وضع المكتب الوطني لمكافحة الفساد (نابو) ومكتب المدعي العام المتخصص في مكافحة الفساد (ساب) تحت السلطة المباشرة للمدعي العام الذي يعيّنه رئيس الدولة.
ولقي القانون انتقادات شديدة من المجتمع المدني الأوكراني والاتحاد الأوروبي الداعم الرئيس لكييف. كما أثار احتجاجات واسعة النطاق هي الأولى منذ بدء الحرب في عام 2022.
في نهاية المطاف، تراجع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ووقّع قانوناً جديداً يعيد للهيئتين استقلاليتهما.
وأعلن المكتب الوطني لمكافحة الفساد السبت أنه كشف بالتعاون مع مكتب المدعي العام المتخصص في مكافحة الفساد "نظام فساد واسع النطاق يضم عضواً في البرلمان، بشأن شراء مسيرات ومعدات حرب إلكترونية".
ويُتهم سياسيون وعناصر في الحرس الوطني بالتورط في هذه العمليات.
وأعلنت المكتب توقيف أربعة أشخاص من دون تحديد مناصبهم أو هوياتهم.
وأعرب زيلينسكي عن "امتنانه لهيئات مكافحة الفساد على عملها"، مؤكدا أهمية أن تعمل "باستقلالية، والقانون الذي أُقرّ الخميس يضمن لها كل الأدوات اللازمة لمكافحة حقيقية للفساد".
وفي مواجهة أول أزمة سياسية خطيرة منذ توليه منصبه قبل ست سنوات، حاول زيلينسكي في البداية الدفاع عن القانون السابق، متهماً الهيئات المعنية بعدم الكفاءة والخضوع "للنفوذ الروسي". لكنه أكد لاحقاً أنه "استمع" إلى المتظاهرين، مقترحاً نصاً جديداً رحبت به هيئتا الفساد.
ويشكل الفساد مشكلة مستشرية في أوكرانيا. ومنذ بدء الحرب، ظهرت قضايا تتعلق بالجيش ووزارة الدفاع.
وأعلن وزير الداخلية إيغور كليمنكو وقف عناصر الحرس الوطني الذين يُشتبه بتورطهم في قضية الفساد هذه عن العمل.
ووفقاً للتحقيق، اختلس المتهمون، بين عامي 2024 و2025، أموالاً مخصصة للجيش.
نهج جديد
على صعيد آخر، ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يعملان على نهج جديد لتزويد أوكرانيا بالأسلحة باستخدام أموال من دول الحلف لدفع كلفة شراء الأسلحة الأميركية أو نقلها.
يأتي هذا التعاون في شأن أوكرانيا في الوقت الذي عبر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إحباطه من هجمات موسكو المستمرة على جارتها.
واتخذ ترمب في البداية نبرة أكثر تصالحية تجاه روسيا في أثناء محاولته إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، لكنه هدد بعد ذلك بالبدء في فرض رسوم جمركية واتخاذ تدابير أخرى إذا لم تحرز موسكو أي تقدم نحو إنهاء الصراع بحلول الثامن من أغسطس (آب) الجاري.
وقال ترمب الشهر الماضي إن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بأسلحة سيدفع ثمنها الحلفاء الأوروبيون، لكنه لم يُشر إلى طريقة لإتمام ذلك.
وقالت المصادر إن دول حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا والولايات المتحدة تعمل على وضع آلية جديدة تركز على تزويد كييف بأسلحة أميركية مدرجة على قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستُعطي أوكرانيا الأولوية للأسلحة التي تحتاج إليها ضمن دفعات تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار، على أن تتفاوض دول الحلف فيما بينها بتنسيق من الأمين العام مارك روته لتحديد من سيتبرع أو يموِّل الأسلحة المدرجة على القائمة.
10 مليارات دولار
وقال مسؤول أوروبي رفض الكشف عن هويته إن دول الحلف تأمل عبر هذه الآلية في توفير أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار لأوكرانيا. ولم يتضح الإطار الزمني الذي تطمح دول الحلف لتوفير الأسلحة خلاله.
وقال المسؤول الأوروبي "هذا هو خط البداية، وهو هدف طموح نعمل على تحقيقه. نحن على هذا المسار حالياً وندعم هذا الطموح. نحن في حاجة إلى هذا الحجم من الدعم".
وأحجم الحلف عن التعليق. ولم يرد البيت الأبيض ولا "البنتاغون" ولا السفارة الأوكرانية لدى واشنطن على طلبات للتعليق.
وتواصل القوات الروسية تقدمها تدريجاً في أوكرانيا وتسيطر حالياً على خُمس أراضي البلاد.