Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هدوء حذر يخيم على محافظة السويداء بعد أسبوع من العنف الدامي

أكثر من 1000 قتيل والشرع يؤكد التزامه حماية الأقليات وواشنطن تطالب بـ"محاسبة المذنبين"

ملخص

أعلنت الحكومة السورية وقف القتال في السويداء اليوم مع إعادة انتشار قواتها في المنطقة بعد أسبوع من أعمال عنف طائفية.

ساد هدوء حذر في محافظة السويداء السورية اليوم الأحد غداة إعلان وقف إطلاق النار عقب أسبوع من الاشتباكات الدامية بين مقاتلين دروز وفصائل مسلحة منافسة.

وأدت أعمال العنف التي اندلعت بين الدروز والبدو السنة في الـ13 من يوليو (تموز) الجاري في محافظة السويداء إلى مقتل أكثر من 1000 شخص، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً ويعتمد على شبكة من المصادر داخل سوريا.

ورصد مراسلان لوكالة الصحافة الفرنسية موجودان على مشارف السويداء قوافل مساعدات إنسانية تتحضر للدخول إلى المدينة الواقعة جنوب سوريا، مؤكدين عدم سماع أصوات إطلاق نار أو اشتباكات، وخلو طريق دمشق درعا من مقاتلي العشائر، وشاهدا انتشاراً لقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية في قرى ريف السويداء.

وأكد المرصد وجود حال "هدوء حذر" تعيشها المدينة على جبهات القتال منذ منتصف ليل السبت/ الأحد، محذراً من "تدهور الأوضاع الإنسانية والنقص الحاد في المستلزمات الطبية".

وقف القتال

بدورها، أعلنت الحكومة السورية وقف القتال في السويداء اليوم مع إعادة انتشار قواتها داخل المنطقة بعد أسبوع من أعمال عنف طائفية.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا على "تيليغرام" أنه "تم إخلاء مدينة السويداء من كل مقاتلي العشائر وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة".

وأكد المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية خلدون الأحمد مساء السبت "انسحاب جميع أبناء القبائل والعشائر من مدينة السويداء، استجابة لنداء رئاسة الجمهورية وبنود الاتفاق الذي حدث حتى يكون هناك إفساح مجال للدولة ومؤسساتها".

حماية الأقليات

أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع السبت وقفاً لإطلاق النار والتزامه "حماية الأقليات" ومحاسبة "المنتهكين" من أي طرف، وبدء نشر قوات الأمن في السويداء.

من جهته قال المبعوث الأميركي الخاص توم باراك اليوم الأحد إن سوريا تمر "بلحظة حرجة"، داعياً إلى أن "يسود السلام والحوار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب على منصة "إكس"، "يجب على جميع الفصائل إلقاء أسلحتها"، مندداً بـ"الأعمال العنيفة" التي تقوض سلطة الدولة.

وجاء إعلان وقف إطلاق النار بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن هدنة بين سوريا وإسرائيل.

كان الشرع باشر نشر قوات في السويداء الثلاثاء، إلا أنه عاد وسحبها بعدما قصفت إسرائيل أهدافاً حكومية عدة في دمشق، معلنة عزمها على حماية الدروز ومعربة عن شعورها بالتهديد من وجود قوات الحكومة السورية على تخومها.

قوافل إنسانية

بينما أفاد مراسلا وكالة الصحافة الفرنسية بأن قوافل إنسانية تستعد لدخول المدينة الأحد، إلا أن أية مساعدات طبية أو إنسانية لم تدخل حتى الآن، وفق طبيب محلي تم التواصل معه هاتفياً.

ولا يزال السكان المحاصرون في منازلهم محرومين من الكهرباء والماء، فيما الغذاء شحيح. وقد نزح ما يقرب من 128 ألف شخص بسبب العنف، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

وأظهرت مشاهد صورتها وكالة الصحافة الفرنسية السبت مقاتلين من العشائر بعضهم ملثم يطلقون النار بأسلحة رشاشة في أحد أحياء المدينة.

محاسبة المذنبين

حض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السلطات السورية على "محاسبة أي شخص مذنب بارتكاب الفظائع وتقديمه إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها".

وقال روبيو في بيان على "إكس"، "إذا كانت السلطات في دمشق تريد الحفاظ على أية فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية (...) يجب عليها المساعدة في إنهاء هذه الكارثة من خلال استخدام قواتها الأمنية لمنع تنظيم ’داعش‘ وأي تكفيريين عنيفين آخرين من دخول المنطقة وارتكاب مجازر".

وسيطر تنظيم "داعش" عام 2011 على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية، معلناً عام 2014 إقامة "دولة الخلافة" فيها، قبل أن يمنى بالهزيمة عام 2019 على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، لكن التنظيم حافظ على وجوده بشكل رئيس في البادية السورية الشاسعة.

تقويض بسط السلطة

تقوض أعمال العنف الأخيرة جهود الشرع في بسط سلطته على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة أشهر على إطاحته الحكم السابق، وتعيد طرح تساؤلات إزاء قدرة السلطات على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طاولت مكونات عدة خلال الأشهر الماضية، أبرزها العلويون.

وفي أبريل (نيسان) الماضي وقعت اشتباكات بين مقاتلين دروز وقوات الأمن قرب دمشق والسويداء، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.

وفي مارس (آذار) الماضي أسفرت مجازر عن مقتل أكثر من 1700 شخص، معظمهم من أفراد الطائفة العلوية التي تتحدر منها عائلة الأسد، بعد اشتباكات في منطقة الساحل (غرب)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط