Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف مدفعي عنيف يهز الفاشر والجيش يؤكد تقدمه في الخوي

"الدعم السريع" تعلن توسيع سيطرتها شمال كردفان وأحداث قبلية دامية شمال السودان

موجات النزوح نحو مناطق آمنة تتواصل في ظل استمرار القتال بين الجيش و"الدعم السريع" (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ملخص

مع تواصل الحصار والقصف والهجمات المتتالية يتسارع تدهور الأوضاع الإنسانية في الفاشر المحاصرة منذ أكثر من عام، ويتفاقم الجوع نتيجة شح الغذاء والدواء ومياه الشرب، مما دفع معظم السكان إلى مغادرتها، إلى جانب تدهور مماثل في معسكرات طويلة التي شكلت ملاذاً للفارين من المدينة، وكذلك في معسكري زمزم وأبوشوك المحيطين بها.

تتواصل العمليات الحربية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في محاور شمال دارفور وغرب وشمال كردفان، وهز القصف المدفعي الثقيل لـ"الدعم السريع" أرجاء مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، لليوم الخامس على التوالي منذ إعلان المقترح الأممي القاضي بهدنة إنسانية لمدة أسبوع بالفاشر، قبلتها الحكومة ورفضتها "الدعم السريع"، وبينما أعلنت الأخيرة تقدمها وتحقيقها انتصاراً ميدانياً جديداً في محور شمال كردفان، أكدت مصادر عسكرية تصدي الجيش لمحاولة تسللها تزامناً مع إحرازه تقدماً في منطقة الخوي غرب كردفان.

محاولة للاختراق

وأكدت مصادر ميدانية تصدي الجيش وحلفائه لمحاولة "الدعم السريع" اختراق خطوط دفاعات الفاشر وأجبروهم على التراجع. وأعلنت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر أن المدينة تعرضت لقصف مدفعي عنيف.

وأكدت الفرقة السادسة - مشاة للجيش أن المدينة لا تزال صامدة وآمنة، على رغم استمرار الاعتداءات التي تستهدف المدنيين وتسببت، خلال الأيام الماضية، في وقوع عدد من القتلى والجرحى.

الترويج للانهيار

وأكد بيان صحافي للفرقة أن ما وصفته بالحملات الإعلامية المضللة التي تحاول الترويج لانهيار الأوضاع داخل الفاشر، لن تثني الجيش عن أداء واجبه الوطني، "ولن تنال من عزيمة المواطنين المصطفين خلفه في وجه العدوان"، منوهاً بأن "الدعم السريع" ما زالت "تعتدي على مجموعات الأسر الفارة من المدينة باتجاه منطقة قرني، وتنهب ممتلكاتهم، وتحرم الأطفال والنساء من الوصول إلى المياه والغذاء".

ومع تواصل الحصار والقصف والهجمات المتتالية يتسارع تدهور الأوضاع الإنسانية في الفاشر المحاصرة منذ أكثر من عام، ويتفاقم الجوع نتيجة شح الغذاء والدواء ومياه الشرب، مما دفع معظم السكان إلى مغادرتها، إلى جانب تدهور مماثل في معسكرات طويلة التي شكلت ملاذاً للفارين من المدينة، وكذلك في معسكري زمزم وأبوشوك المحيطين بها.

غارات جوية

في هذا الوقت شنت مقاتلات الجيش غارة جوية استهدف تجمعات "الدعم السريع" في كازقيل والحمادي بشمال كردفان، مما أدى إلى مقتل العشرات من "الدعم السريع" وتدمير عربتين مقاتلتين. واستهدفت الغارات، أيضاً، معسكراً لهذه القوات في منطقتي بلبل وديمو بولاية جنوب دارفور، ودمرت عدداً من الآليات العسكرية الثقيلة، فضلاً عن إحداث خسائر بشرية في صفوف "الدعم السريع". وتضم المنطقتين المستهدفتين معسكراً كبيراً للتجمع والإمداد تستخدمه "الدعم السريع" منطقة انطلاق لتنفيذ عملياتها العسكرية في جنوب دارفور.

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش الفريق عبدالفتاح البرهان أعلن في نهاية يونيو (حزيران) الماضي عن موافقته على هدنة إنسانية في مدينة الفاشر اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتيريش، غير أن "الدعم السريع" أعلنت رفضها التام للهدنة.

تقدم وتسلل

في شمال كردفان أعلنت "الدعم السريع" تحقيقها انتصاراً وتقدماً ميدانياً جديداً، بتحرير منطقة أم جمينا، ومطاردة الجيش حتى جبل أم هشابة جنوب غربي مدينة الأبيض عاصمة الولاية. واعتبر بيان للناطق الرسمي لهذه القوات أن تحرير أم جمينا خطوة مهمة نحو استكمال السيطرة على هذه المنطقة الحيوية، مبيناً، على منصات "الدعم السريع" على مواقع التواصل الاجتماعي أن مسيراتها نفذت ضربات ناجحة في شمال كردفان أصابت أهدافها بصورة مباشرة في مدينة الأبيض. غير أن مصادر عسكرية أوضحت أن الجيش تصدى لمحاولة تسلل فاشلة قامت بها قوة من "الدعم السريع" في منطقة جبل الهشابة، 28 كيلومتراً جنوب الأبيض، مؤكداً أن مسيراته تتبعت المتسللين بمنطقتي كازقيل والحمادي ودمرت عدداً من المركبات وقتلت عديداً من عناصر القوة المتسللة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقدم في الخوي

وأفادت مصادر بأن الجيش يحقق تقدماً جيداً في منطقة الخوي بغرب كردفان، ويتوقع أن يكمل سيطرته عليها في وقت قريب.

في المحور نفسه نفذ سلاح الطيران بالجيش عملية إسقاط مظلي ناجحة لقيادة الفرقة 22 - مشاة بمدينة بابنوسة، استعداداً لمعارك جديدة متوقعة خلال موسم الأمطار، وفق بيان لإعلام الفرقة. ومنذ أشهر تشهد بابنوسة هجمات متكررة على مقر الفرقة بلغت أكثر من 15 هجوماً بغية إسقاطها غير أن قوات الفرقة تمكنت من صدها، وأشارت المصادر نفسها إلى أن الطيران الحربي تعامل مع تجمعات "الدعم السريع" بمنطقة كرب التوم في محور الصحراء الشمالي باتجاه المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، وتمكن من كبح تحركاتها.

أحداث قبلية دامية

في الولاية الشمالية شهدت محلية الدبة أقصى شمال البلاد على الحدود مع إقليم دارفور، اشتباكات قبلية دامية أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح آخرين، وتدخلت القوات النظامية (الجيش والشرطة وجهاز الاستخبارات) للفصل بين المتقاتلين. وأكدت حكومة الولاية الشمالية أن التدخل الفوري للجيش والقوات النظامية الأخرى تمكن من السيطرة التامة على الأوضاع. وأوضح بيان للناطق الرسمي باسم حكومة الولاية الشمالية وزير الثقافة والإعلام المكلف الباقر عكاشة أن الأحداث التي شهدتها مدينة الدبة "خلاف محدود بين أفراد، ولا يمثل، بأية حال من الأحوال، نزاعاً قبلياً شاملاً، لكنه سرعان ما تطور إلى مواجهات دامية راح ضحيتها أربعة مواطنين من الجانبين، إضافة إلى بعض الجرحى"، وجددت حكومة الولاية تأكيد أنه لن يتم التساهل مع كل من شارك أو حرض أو تسبب في هذه الأحداث، وأن القانون سيأخذ مجراه مع اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار ما حصل وفرض هيبة الدولة.

طوق أمني

وأوضح بيان للجنة أمن محلية الدبة أن القوات النظامية فرضت طوقاً أمنياً محكماً على كل مداخل ومخارج المدينة وشوارعها الرئيسة، وفضت النزاع في وقت وجيز وأعادت الأمور إلى طبيعتها.

ومنذ استيلاء "الدعم السريع" على منطقة المثلث الحدودي وكرب التوم داخل حدود الولاية الشمالية، تشهد الولاية تحشيداً واستنفاراً تحسباً لهجوم محتمل على مدنها، وسط حال من التوتر بين المواطنين الذين سارع بعضهم إلى مغادرة مناطقهم، بخاصة في الضفة الغربية لنهر النيل.

احتواء سريع

من جانبها أصدرت استخبارات الجيش بالفرقة 19 - مشاة بمدينة مروي، بياناً حول ملابسات الأحداث التي شهدتها محلية الدبة شمال السودان، مؤكدة عودة الاستقرار، ووصف قائد شعبة الاستخبارات بالولاية العقيد عادل علي نوري ما حدث بأنه كان خلافاً شخصياً لا علاقة له بأي صراع قبلي وأن الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع الإدارة الأهلية، تمكنت من احتواء الموقف بصورة سريعة. ودعا نوري جميع المواطنين، "بخاصة قبيلتي الهواوير والكبابيش، إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الإشاعات أو الفتن، وتفويت الفرصة على المتربصين وتوجيه السلاح لمحاربة التمرد ورد أي عدوان على الولاية".

هل تسقط الفاشر؟

في السياق استبعد الباحث السياسي والأمني إسماعيل يوسف سقوط مدينة الفاشر آخر عواصم ولايات إقليم دارفور التي يسيطر عليها الجيش في وقت قريب، مبيناً أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن "الجيش وحلفاؤه يتمتعون بتفوق دفاعي وقدرة متماسكة للتصدي لهجمات (الدعم السريع) المتكررة التي تعتمد فقط على تكتيك الحصار، والتجويع، مع ضربات متقطعة متفاوتة الأثر"، وأوضح يوسف أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في كردفان تمثل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية شاملة تربط بين محاور القتال بولايات إقليمي كردفان ودارفور، "باعتبار أن الطريق إلى دارفور وفك حصار الفاشر يمران، بالضرورة، عبر إقليم كردفان، كونه يفتح خطوط الإمداد والطرق البرية، إلى جانب تتابع الضربات الجوية كغطاء ووسيلة للاستنزاف في الوقت نفسه".

ترابط الجبهات

وأشار الباحث السياسي والأمني إلى أن نجاح الجيش في فك حصار مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، "مكَّنه من التمدد جنوباً لربط شمال وجنوب إقليم كردفان، بخاصة بين مدينتي الأبيض شماله والدلنج جنوبه، مما أدى إلى ترابط الجبهات وأسهم في تأمين وتعزيز خطوط التوصيل الأرضية عبر التحرك المشترك للوحدات العسكرية"، وتوقع يوسف "أنه في حال تمكن الجيش والقوات المشتركة من تأمين إقليم كردفان وتحرير مدنه الحدودية، سيصبح في مقدورهم الانطلاق عبر محوري شمال كردفان والشمالية، نحو دارفور، مما سيؤدي إلى انهيار الحصار الذي تفرضه (الدعم السريع) على مدينة الفاشر".

تأهيل صحي

صحياً أعلنت وزارة الصحة بالخرطوم شروعها في تأهيل المؤسسات الصحية بالولاية، ضمن خطة شاملة لإعادة الخدمات الصحية للمواطنين على رغم الظروف الأمنية والإنسانية الصعبة. وكشف وزير الصحة بولاية الخرطوم فتح الرحمن محمد عن تدمير "الدعم السريع" 36 مركزاً لعلاج وغسيل الكلى بصورة كاملة خلال الحرب بالعاصمة. وأكد محمد تواصل الجهود لإعادة الخدمات الصحية، ونجاح الوزارة في تأهيل أكثر من 70 في المئة من المؤسسات الصحية بالولاية، بعدما تم تشغيل 11 مركزاً للكلى ويتوقع تشغيل سبعة مراكز إضافية خلال الأسبوعين المقبلين.

مجابهة الأوبئة

وأكدت وزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية التوافق على خريطة شاملة لمواجهة تفشي الأوبئة والكوليرا بالبلاد. وشدد وكيل وزارة الصحة الاتحادية هيثم محمد إبراهيم على أهمية تعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية لمواجهة التحديات الراهنة. وبحث اجتماع ضم قيادات الوزارة وممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان شبل صهباني التحديات التي تواجه القطاع وسبل استمرار دعم المنظمة، ودعا إبراهيم إلى زيادة التدخلات في مجابهة الأوبئة، بخاصة في ظل ظهور حالات كوليرا في عدد من ولايات البلاد.

من جانبه أكد ممثل منظمة الصحة العالمية استمرار العمل بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة الاتحادية، من أجل تعزيز النظام الصحي وتطويره.

المزيد من متابعات