ملخص
تحاول "الدعم السريع" بمساندة الحركة الشعبية - شمال قطع الطريق القومي الرابط بين كادوقلي والدلنج، ومحاصرة مدن جنوب كردفان مجدداً، بعد أن تمكن الجيش من إنهاء جزئي للحصار المفروض على الدلنج منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
شهد محيط مدينة الخوي، إحدى أهم مدن ولاية غرب كردفان، أمس الخميس مواجهات ضارية بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وبحسب مصادر عسكرية بات الجيش على مشارف المدينة، مما يجعله قريباً من استعادتها من قبضة "الدعم السريع" التي سيطرت عليها في مايو (أيار) الماضي. وأشار بيان لقوات العمل الخاص التابعة للجيش إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين على تخوم الخوي، تكبدت خلالها "الدعم السريع" خسائر فادحة في العتاد والأرواح، كما استولى الجيش على عربات قتالية بكامل عتادها، وأوضح البيان أن قوات الجيش عادت لقواعدها سالمة، وبث عناصر من الجيش مقطع فيديو مصوراً يظهر تقدمهم قرب الخوي. وتقع الخوي على طريق يؤدي إلى ولاية شمال دارفور، وطريق آخر يؤدي إلى النهود، ومنها إلى شرق دارفور، مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية في المعارك القائمة بإقليم كردفان.
استقرار نسبي
في المحور ذاته، عاد الاستقرار النسبي لمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، التي تمثل ممراً لوجستياً رئيساً بين وسط البلاد وغربها بعد صد الجيش هجوماً لـ"الدعم السريع" على الفرقة 22 - مشاة بالمدينة الثلاثاء الماضي، في وقت يسوء فيه الوضع الإنساني في المدينة بسبب نقص الغذاء والدواء والمياه النظيفة.
وبحسب مواطنين، فإن آلاف الأشخاص فروا من المدينة بعد اشتداد العمليات العسكرية، وبعضهم يستظل بالأشجار في مناطق قريبة من المدينة في ظل عدم توفر أبسط مقومات الحياة، بخاصة الخيام والمشمعات مع دخول فصل الخريف. وحض مواطنون المنظمات الإنسانية على التدخل لإنقاذ الموقف وتقديم الإيواء والغذاء والدواء، حتى لا يتحول الوضع إلى كارثة.
وكانت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أشارت إلى أن نحو 3200 أسرة نزحت من قرية القنطور في محلية بابنوسة في الـ27 من يونيو (حزيران) الماضي، بسبب الاشتباكات.
معاناة كادوقلي
في جنوب كردفان تعاني مدينة كادوقلي من شح المواد الغذائية، بسبب عدم انسياب حركة النقل على رغم تمكن الجيش أخيراً من فتح الطريق القومي الرابط بين مدينتي الدلنج وكادوقلي، بعد معارك مع قوات الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو. وبحسب تجار، فإن المدينة ما زالت تعاني انعدام المواد الغذائية، بسبب عدم إصدار تصاريح للتجار وأصحاب الشاحنات لدخولها، مما أسهم في استمرار ندرة السلع الأساسية في الأسواق، لكن مصادر أمنية عزت سبب عدم إعطاء تصاريح لدخول الشاحنات المحملة بالبضائع إلى أن الطريق ما زال يشهد احتكاكاً مع قوات الحركة الشعبية - شمال، مما يعرض أصحاب الشاحنات وبضائعهم للخطر.
وتحاول "الدعم السريع" بمساندة الحركة الشعبية - شمال قطع الطريق القومي الرابط بين كادوقلي والدلنج، ومحاصرة مدن جنوب كردفان مجدداً، بعد أن تمكن الجيش من إنهاء جزئي للحصار المفروض على الدلنج منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) 2023.
محور دارفور
في دارفور، ساد الهدوء النسبي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد أن شهدت عمليات قصف بالمدافع الثقيلة خلال الأيام الثلاثة الماضية، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين.
وأشارت الفرقة السادسة - مشاة بالفاشر في بيان إلى أن "الدعم السريع" استهدفت الأسر الفارة من المدينة باتجاه منطقة قرني، إذ اعتدت على النساء ونهبت ممتلكاتهن، وحرمت الأطفال من الماء في محاولة لتجويعهم وتعطيشهم. وأكد البيان أن الفاشر في أياد أمينة، ولن تنال منها "الدعم السريع"، "مهما كثفت من إعلامها المضلل". في حين عبرت منظمة "أطباء بلا حدود" عن قلقها المتزايد جراء تهديدات "الدعم السريع" بشن هجوم شامل على مدينة الفاشر التي يقطنها آلاف الأشخاص، مما قد يؤدي إلى سفك مزيد من الدماء. وحذرت المنظمة من وقوع "فظائع جماعية" و"أعمال عنف ذات طابع عرقي" في دارفور، مع احتدام المعارك في الإقليم الذي تمزقه الحرب، مشيرة إلى أن المدنيين في الفاشر ما زالوا يعانون منذ اندلاع الحرب في المدينة في مايو 2024، ويدفعون الثمن الأكبر.
وبينت المنظمة أن عدداً من الشهود أفاد بأن "الدعم السريع" تحدثت عن نواياها بـ"بتطهير الفاشر" من سكانها غير العرب، داعية أطراف النزاع إلى تجنيب المدنيين ويلات الحرب واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، كما حثت "الدعم السريع" وحلفاءها على وقف العنف العرقي ضد المجتمعات غير العربية بصورة فورية، ورفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر، وضمان تأمين ممرات آمنة للمدنيين الفارين من أعمال العنف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تزايد الكوليرا
صحياً أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن أكثر من 33.5 مليون سوداني معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا، بينهم 5.7 مليون طفل من دون سن الخامسة، لافتاً إلى ازدياد الحالات في دارفور وتسجيل انتقال العدوى عبر الحدود إلى تشاد وجنوب السودان. وأشار المكتب في تقرير إلى أن وزارة الصحة سجلت 83 ألف إصابة بالكوليرا و21 ألف وفاة مرتبطة بهذا الوباء منذ بدء تفشيه في يوليو (تموز) 2024، إذ يواصل الانتشار في مختلف أنحاء السودان وسط استمرار النزاع وانهيار البنية التحتية، وأفاد بأن 70 في المئة من إجمالي الحالات سجلت في الخرطوم والجزيرة والقضارف والنيل الأبيض.
وبين التقرير أن ولايات دارفور تواصل تسجيل زيادة في حالات مشتبه بها بالكوليرا، إذ يحد استمرار النزاع وانعدام الأمن من عمليات التقييم وتقديم الخدمات، موضحاً أن منظمة الصحة العالمية وسعت نظام الإنذار المبكر في 573 مرفقاً في دارفور، كما نشرت سبعة ضباط صحة عامة في الخرطوم، ودربت العاملين على مراقبة جودة المياه. وذكر التقرير أن السودان يواجه تحديات في ما يتعلق بالاستجابة للكوليرا، منها وجود مصدر من كل أربعة مصادر مياه غير آمن، علاوة على أن أكثر من ثلث عينات المياه المنزلية التي فحصت ملوثة، مع ضعف الوصول إلى المناطق غير الآمنة.
وزراء جدد
سياسياً، أعلن رئيس وزراء السودان كامل إدريس تعيين ثلاثة وزراء ضمن تشكيلة حكومته الجديدة. وتضمن القرار تعيين كل من عصمت قرشي عبدالله محمد وزيراً للزراعة والري، وأحمد مضوي موسى محمد وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، ومعز عمر بخيت العوض وزيراً للصحة. وأكد كامل أن التعيينات الجديدة جاءت بعد دراسة دقيقة للكفاءات والخبرات.
وبلغ عدد الوزراء الذين جرى تعيينهم حتى الآن خمسة وزراء، إذ سبق أن تم في الـ24 من يونيو الماضي تعيين كل من حسن داؤود كبرون وزيراً للدفاع، وبابكر سمرة وزيراً للداخلية، وهي وزارات تقع ضمن اختصاصات المكون العسكري في الفترة الانتقالية.
وقرر رئيس الوزراء السوداني تشكيل حكومة من 22 وزيراً من الكفاءات المستقلة غير الحزبية، على أن يجري تعيين الوزراء بالتدريج.