Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تستعد لتقديم مقترح سلام منقح إلى الولايات المتحدة

زيلينسكي يقول إنه مستعد لتنظيم انتخابات في بلاده بعد انتقادات ترمب له

رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ترحب بالرئيس الأوكراني في روما (أ ف ب)

ملخص

اتهم ترمب زيلينسكي بأنه "لم يقرأ" المقترحات الأخيرة لإدارته، وقال إن روسيا لديها الأفضلية في النزاع. واتهم كييف أيضاً باستغلال الحرب لتجنب إجراء انتخابات. ولم تنظم في أوكرانيا أي انتخابات منذ بدء الحرب إذ تفرض السلطات مذاك الحين الأحكام العرفية.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، إن أوكرانيا وشركاءها الأوروبيين سيكونون مستعدين قريباً لتقديم "وثائق منقحة" إلى الولايات المتحدة بشأن خطة سلام لإنهاء الحرب، وذلك بعد مساع دبلوماسية حثيثة على مدى الأيام الماضية.

وأجرى زيلينسكي الذي جال في الأيام الأخيرة على عواصم أوروبية لصياغة رد على الخطة الأميركية، أول من أمس الإثنين، محادثات مع قادة أوروبيين في لندن وبروكسل. وأمس الثلاثاء توجه إلى إيطاليا للقاء البابا لاوون الرابع عشر ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وتتعرض كييف لضغوط من البيت الأبيض للتوصل إلى السلام بسرعة، لكنها ترفض خطة مدعومة من الولايات المتحدة تم اقتراحها الشهر الماضي ويراها كثيرون مواتية لموسكو.

ويسعى المسؤولون الأوكرانيون أيضاً إلى الحصول على ضمانات أمنية قوية من الشركاء، في حال التوصل إلى اتفاق، لمنع روسيا من شن هجوم مرة أخرى في المستقبل. وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن بلاده مستعدة لوقف استهداف قطاع الطاقة إذا وافقت روسيا.

وقال زيلينسكي في بيان، إن الأجزاء الجديدة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الترويكا الأوروبية، في لندن الإثنين، جاهزة لمراجعتها من الولايات المتحدة، آملاً إرسالها اليوم الأربعاء. وكان زيلنسكي أشار الإثنين إلى أن المقترح قد يرسل إلى واشنطن اعتباراً من أمس الثلاثاء.

وكتب على منصة "إكس" "أجزاء (الاتفاق) المتعلقة بأوكرانيا وأوروبا صارت الآن أفضل، ونحن مستعدون لتقديمها إلى الولايات المتحدة... نتوقع مع الجانب الأميركي أن يجعل الخطوات المحتملة قابلة للتنفيذ بسرعة قدر الإمكان".

وأشار إلى أنه يريد مناقشة إعادة إعمار أوكرانيا في إطار أي اتفاق تدعمه الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه يتوقع عقد مزيد من الاجتماعات هذا الأسبوع على مستوى مستشاري الأمن مع دول أوروبية والولايات المتحدة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن على أوكرانيا تسليم منطقة دونباس شرق البلاد بأكملها قبل أن توقف موسكو القتال، وهو ما دأب زيلينسكي على رفضه.

من جانبه، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع موقع بوليتيكو، "إنهم (الروس) أكبر وأقوى بفارق كبير"، مضيفاً أن على زيلينسكي "أن يعي ذلك ويبدأ... بتقبل الأمور". واتهم ترمب زيلينسكي بأنه "لم يقرأ" المقترحات الأخيرة لإدارته.

وكانت خطة واشنطن تقضي بتنازل كييف عن أراض لا تحتلها روسيا، بما في ذلك منطقة دونباس بكاملها، مقابل تعهدات أمنية لا تلبي تطلعات أوكرانيا في ما يتصل بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

 

تنظيم انتخابات في أوكرانيا

كما أبدى الرئيس الأوكراني استعداده لتنظيم انتخابات في أوكرانيا إن توافرت الظروف الأمنية، عقب توجيه الرئيس الأميركي انتقاداً له بهذا الشأن.

واتهم ترمب كييف باستغلال الحرب لتجنب إجراء انتخابات. ولم تنظم في أوكرانيا أي انتخابات منذ بدء الحرب إذ تفرض السلطات مذاك الحين الأحكام العرفية. وقال ترمب، "يتحدثون عن ديمقراطية، لكن الأمور بلغت حداً لم يعد فيه النظام ديمقراطياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويحظر القانون الأوكراني إجراء انتخابات في ظل الأحكام العرفية التي لولاها لكان تعين إجراء الاستحقاق الرئاسي في مارس (آذار) 2024. لكن زيلينسكي، وبعد الانتقادات التي وجهها إليه ترمب، أمس الثلاثاء، أبدى استعداده لتنظيم انتخابات جديدة.

وقال في تصريح للصحافيين، "أنا مستعد للانتخابات"، لافتاً إلى أنه طلب من نواب إعداد "مقترحات تتصل بإمكان تعديل الأسس التشريعية وقوانين الانتخاب في ظل الأحكام العرفية" التي أُعلنت عقب الهجوم الروسي.

لكنه استدرك، "أطلب صراحة من الولايات المتحدة مساعدتي، وربما مع الزملاء الأوروبيين، في ضمان الأمن لإجراء الانتخابات".

وعلقت وزيرة الجيوش الفرنسية أليس روفو على تصريحات زيلينسكي قائلة، "هذا سلوك شجاع وديمقراطي ويشير إلى مقاومة الحرب".

 

البابا يؤكد أهمية الدور الأوروبي

من جانبه، حث البابا لاوون الرابع عشر أوروبا على أن تلعب دوراً محورياً في الجهود الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، محذراً من أن أي خطة سلام تهمش القارة "غير واقعية".

وفي حديثه للصحافيين، أمس الثلاثاء، بعد ساعات من لقائه الرئيس الأوكراني، قال البابا إن وحدة أوروبا "مهمة، لا سيما في هذه الحالة"، ودعا القادة إلى اغتنام ما وصفه بفرصة عظيمة للعمل معاً من أجل سلام عادل.

وأضاف أنه ما دامت "رحى الحرب تدور في أوروبا"، فلا بد أن تشمل الضمانات الأمنية القارة. وعبر عن أسفه لأن "الجميع لا يدرك هذا"، لكنه أصر على أن تكون الدول الأوروبية جزءاً من أي مفاوضات لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من أربعة أعوام.

وبدت تعليقاته توبيخاً للرئيس الأميركي الذي سعت إدارته إلى إطار عمل للسلام مع موسكو استبعد في بادئ الأمر أي مساهمة أوروبية. وعندما سئل البابا لاوون عن خطة ترمب، قال "أفضل عدم التعليق على ذلك. لم أقرأها كاملة. للأسف، بعض الأجزاء التي رأيتها تحدث تغييراً جذرياً في ما كان مستقراً لأعوام عديدة، وهو تحالف حقيقي بين أوروبا والولايات المتحدة".

وقال البابا، إن تصريحات مناهضة لأوروبا صدرت في الآونة الأخيرة تهدد بإضعاف روابط لا تزال بالغة الأهمية. وأضاف "أعتقد أنهم يحاولون تفكيك ما أعتقد أنه تحالف بالغ الأهمية اليوم وفي المستقبل". وعندما سئل عن زيارة محتملة إلى كييف، قال "آمل ذلك. لا أعرف متى، علينا أن نكون واقعيين بشأن هذه الأمور. ربما يحدث ذلك".

وزعزعت تصريحات مسؤولين أميركيين ما استقر من حديث بعد الحرب العالمية الثانية عن تحالف أوروبا مع واشنطن. وذكرت وثيقة جديدة لاستراتيجية الأمن القومي الأميركية أن على أوروبا تغيير مسارها وإلا ستواجه "الزوال". وقال ترمب في مقابلة مع "بوليتيكو"، مشيراً إلى القادة السياسيين في أوروبا "إنهم ضعفاء... إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون".

وعكست تعليقات البابا مطالب زيلينسكي المتكررة بسلام عادل، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأوكراني إلى ضمان أن يكون أي اتفاق لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا متوازنا ولا ينحاز للغاية لموسكو.

المزيد من الأخبار