Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حزب الله" وسوريا الأسد: المصالح لا المشاعر

أظهرت تسريبات مسجلة أن رئيس النظام السوري كان يستهزئ بدور "الحزب" في بلاده

ملخص

التسريبات التي كشفت عن سخرية بشار الأسد ومستشارته من الشعب السوري و"حزب الله" لا تغير جوهر العلاقة بين الحزب والنظام السابق، وفق الصحافي سمير سكاف. العلاقة كانت قائمة على المصالح المشتركة ضمن المحور الإيراني، لا على المشاعر، إذ شكل النظام السوري ممراً أساسياً لدعم إيران للحزب عسكرياً ومالياً.

التسريبات التي نشرتها قناة "العربية" لرئيس النظام السوري السابق بشار الأسد ومستشارته الإعلامية لونا الشبل، التي سخرا فيها من معاناة الشعب السوري التي سببها النظام نفسه، تردد صداها في لبنان أيضاً، لا سيما في بيئة "حزب الله"، إذ أظهرت التسريبات استهزاء الأسد ومستشارته بالحزب، على رغم أن هذا الأخير دفع دماً لإسناد النظام ومنع سقوطه طوال سنوات الحرب السورية، فهل أخطأ "حزب الله" في دعم النظام السوري؟

يرى الصحافي سمير سكاف أن مضمون التسريبات ليس مهماً كثيراً بالنسبة إلى "حزب الله"، لأن العلاقة التي كانت تربطه بالأسد "كانت تقوم على وجودهما المشترك في المحور نفسه، أي المحور الإيراني"، الذي يرفض "كل الخيارات الأميركية، خصوصاً في الشرق الأوسط، ويرى نفسه في مواجهة دائمة مع إسرائيل ومع الخيارات الأميركية - الإسرائيلية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وينسحب هذا الموقف أيضاً على البرنامج النووي الإيراني، وعلى ما تريده إسرائيل في سوريا ولبنان والمنطقة".

ويقول سكاف إن المصالح المشتركة كانت أساس العلاقة بين "حزب الله" والنظام السوري الذي كان يعد ممراً أساسياً بين الحزب وإيران، موضحاً أن "النظام شكل صلة الوصل بين الطرفين، سواء على المستوى اللوجستي العسكري أو اللوجستي المالي، وحتى في حركة التنقل بين لبنان وإيران عبر سوريا. كل هذه العناصر شكلت جوهر العلاقة بين حزب الله ونظام بشار الأسد، ومن قبله نظام الرئيس حافظ الأسد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لذلك يرى الصحافي أن "التسريبات لا تحمل أهمية تذكر، فالقضية ليست قضية نوايا أو مشاعر، فعلى هذا المستوى من العلاقات لا تلعب المشاعر دوراً أساسياً، بل المصالح هي التي تحكم، وهذه المصالح كانت تتطلب المرور عبر سوريا للوصول من إيران إلى لبنان". ويضيف سكاف أنه "يمكن اليوم ملاحظة ما يعانيه حزب الله في لبنان بسبب انقطاع هذا الطريق بين لبنان وإيران، إذ يفرض عليه حصار من الأميركيين ومن الحكومة اللبنانية في مختلف الجوانب: العسكرية واللوجستية والمالية، وحتى في ما يتعلق بالعمق العسكري والدعم الخلفي الذي كان يحصل عليه من الجانب السوري".

ويوضح أن "حزب الله" أصبح "مكشوفاً" بعد سقوط نظام الأسد، إذ أصبح "من دون خلفية عسكرية في سوريا، كما بات من الممكن، في حال دخول حزب الله في أية مواجهة عسكرية مع إسرائيل، أن يدخل الإسرائيليون من الجانب السوري، سواء عبر منطقة المصنع أو منطقة راشيا"، وبالتالي، شكل سقوط نظام الأسد ضربة كبيرة لـ"حزب الله".

من هنا، يقول سكاف إن الأحاديث المسربة تحمل أبعاداً وجدانية، لكنها لا تؤثر في جوهر العلاقة بين بشار الأسد و"حزب الله"، إذ إن "هذه العلاقة كانت مبنية ومدروسة وترتبط أساساً بالقرار الإيراني وبقرارات القيادة الإيرانية، إضافة إلى التنسيق العسكري بين الجيش السوري والحرس الثوري والقيادة العسكرية في حزب الله".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات