ملخص
المحادثة بين ترمب وزيلينسكي استمرت نحو 20 دقيقة، وركزت على "الدبلوماسية" و"وقف إطلاق النار" الذي تحاول الولايات المتحدة وأوكرانيا تحقيقه مع روسيا.
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجرى اتصالا ًهاتفياً "جيداً ومثمراً للغاية" مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس، مضيفاً أن ترمب يأمل في أن تتفق أوكرانيا وروسيا في الأسبوع المقبل على مقترح لوقف إطلاق النار مدة 30 يوماً.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في إفادة صحافية اليوم الجمعة أن ترمب لن يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل.
من جانبه، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة رغبته في التوصل إلى مقترح أميركي-أوروبي مشترك لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، يلحظ فرض "عقوبات اقتصادية هائلة" في حال عدم التقيد به.
وقال ماكرون لقناة تلفزيونية بولندية "يجب أن يقول الروس نعم، ليس لثلاثة أيام، لا، لثلاثين يوما". وأضاف "أملي هو أن نتوصل في الساعات والأيام المقبلة جميعاً إلى تقديم التزام بوقف إطلاق النار، والقول إنه إذا انتهكه أحد الطرفين، ستكون هناك عقوبات اقتصادية هائلة".
ويعقد السبت في أوكرانيا اجتماع لزعماء الدول الأوروبية الداعمة عسكرياً لكييف والمستعدة لتقديم ضمانات أمنية بمجرد التوصل إلى سلام، ويحضره بعضهم شخصيا.
وأعلنت بريطانيا وفرنسا ودول شمال أوروبا الجمعة دعمها اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً في أوكرانيا.
وتحدث رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور عن "نهج منسق تعتمده حالياً الولايات المتحدة والأوروبيون وأوكرانيا". وأضاف ستور "إذا لم يحترم" وقف إطلاق النار، "يجب فرض عقوبات".
إلى ذلك أشار ماكرون إلى إمكانية تقديم تنازلات عن أراض بمجرد تثبيت وقف إطلاق النار في إطار مفاوضات من أجل "سلام قوي ودائم".
وأضاف ماكرون "ماذا يعني ذلك؟ يعني أن وقف إطلاق النار هذا يهدف إلى تمكين الروس والأوكرانيين من مناقشة مسائل الأراضي، والمسائل الأكثر حساسية المتعلقة بهذه المدينة أو تلك، ومحطات الطاقة النووية، وكذلك الضمانات الأمنية".
عقوبات بريطانية
من ناحية أخرى، وسعت الحكومة البريطانية قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات، بإضافة ما يصل إلى 100 ناقلة نفط جديدة، في أكبر حزمة عقوبات تستهدف أسطول الظل الروسي حتى الآن.
وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية اليوم أن الإجراء سيتخذ ضد السفن التي حملت بضائع تزيد قيمتها الإجمالية على 24 مليار دولار منذ بداية عام 2024، مع تورط بعض السفن أيضاً في إتلاف بنى تحتية حيوية.
ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن هذا الإجراء في اجتماع قوة التدخل المشتركة في أوسلو اليوم الجمعة، ويهدف الإجراء إلى زيادة الضغط على الاقتصاد الروسي.
ومن المتوقع أن تكون حماية البنية التحتية تحت سطح البحر من الحوادث الضارة والإهمال جزءاً أساساً من مناقشات القادة في قمة أوسلو.
قال ستارمر "كل خطوة نتخذها لزيادة الضغط على روسيا وتحقيق سلام عادل ومستدام في أوكرانيا هي خطوة أخرى نحو الأمن والازدهار في المملكة المتحدة"، وأضاف "لا يمكن الاستهانة بالتهديد الذي تشكله روسيا لأمننا القومي، ولذلك سنبذل قصارى جهدنا لتدمير عمليات أسطول الظل، وحرمان آلتها الحربية من عائدات النفط، وحماية البنية التحتية البحرية التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية".
هجمات متعددة
قالت القوات المسلحة الأوكرانية اليوم الجمعة إن القوات الروسية شنت هجمات متعددة تمثلت في إطلاق صواريخ وإسقاط قنابل من الجو، وغارات استهدفت مواقع على الخط الأمامي الأوكراني خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأعلنت روسيا وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بدأ صباح أمس الخميس، وتبادل الطرفان الاتهامات بعدم وقف القتال.
وقال إيفان فيدوروف حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية، على تطبيق "تيليغرام" اليوم الجمعة، إن روسيا قصفت ثماني قرى قرب خط المواجهة 220 مرة خلال وقف إطلاق النار.
وأضاف أن القرى في زابوريجيا تعرضت للقصف بما يصل إلى 150 طائرة مسيرة، و70 قذيفة مدفعية خلال الساعات الـ24 الماضية.
ودخل وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيز التنفيذ في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس.
ترمب يطالب بوقف إطلاق نار "غير مشروط"
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط" بين روسيا وأوكرانيا لمدة شهر، مع فرض عقوبات على الدولة التي تنتهكه.
وأعلن ترمب على منصته "تروث سوشال"، بعد وقت قصير من تحدثه هاتفياً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن "المحادثات مع روسيا وأوكرانيا مستمرة"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً".
وحذر من أنه "إذا لم يحترم وقف إطلاق النار، فإن الولايات المتحدة وشركاءها سيفرضون عقوبات إضافية"، وقال ترمب إن "كلا البلدين سيتحملان المسؤولية عن احترام حرمة هذه المفاوضات المباشرة"، لوقف النزاع الذي بدأ عندما هاجمت روسيا أوكرانيا في عام 2022.
وأضاف الرئيس الأميركي أنه يريد أن يؤدي أي وقف لإطلاق النار إلى "سلام دائم"، وأكد "يمكن إنجاز كل هذا بسرعة كبيرة، وسأكون متاحاً في أي وقت إذا كانت هناك حاجة إلى خدماتي".
وبدأ ترمب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير (شباط)، في محاولة لإنهاء الحرب التي كان تعهد في وقت سابق بوضع حد لها خلال 24 ساعة من بدء ولايته الثانية.
لكن الرئيس الأميركي أظهر نفاد صبر متزايد، أولاً مع زيلينسكي وأخيراً مع بوتين مع استمرار القتال، وكثف ترمب ومسؤولون أميركيون كبار آخرون تحذيراتهم في الأسابيع الأخيرة من أن واشنطن مستعدة للتخلي عن دورها كوسيط إذا لم يحدث تقدم قريباً.
Ukraine is ready for a full ceasefire starting right now, from this very moment — a 30-day silence. But it must be real. No missile or drone strikes, no hundreds of assaults on the front. The Russians must respond appropriately – by supporting the ceasefire. They must prove their… pic.twitter.com/zRX5o7qzff
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) May 8, 2025
زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لهدنة "تبدأ من الآن"
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إنه أبلغ نظيره الأميركي في مكالمة هاتفية بأن كييف مستعدة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً مع روسيا "بدءاً من هذه اللحظة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف زيلينسكي، في خطابه المسائي عبر الفيديو، أن تطبيق وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، كما اقترحته واشنطن للمرة الأولى في مارس (آذار)، سيكون "مؤشراً حقيقياً" على التقدم نحو السلام.
وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه "أكد أن أوكرانيا مستعدة للمفاوضات بأية صورة من الصور، لكن لكي يحدث هذا يتعين على روسيا أن تظهر جديتها في إنهاء الحرب، بدءاً بوقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط".
وأفاد مسؤول أوكراني كبير وكالة الصحافة الفرنسية بأن المكالمة الهاتفية، التي جرت بين ترمب وزيلينسكي الخميس، سارت بصورة "جيدة للغاية".
وقال المسؤول إن المحادثة، التي استمرت نحو 20 دقيقة، ركزت على "الدبلوماسية" و"وقف إطلاق النار" الذي تحاول الولايات المتحدة وأوكرانيا تحقيقه مع روسيا، مضيفاً أن الزعيمين ناقشا أيضاً اتفاق المعادن الذي صادق عليه البرلمان الأوكراني.
ميرتس يتعهد مواصلة دعم لأوكرانيا
أجرى المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس اتصالاً هاتفياً بزيلينسكي أكد خلاله مواصلة بلاده دعمها للأوكرانيا في حربها ضد الهجوم الروسي، وفقاً لمتحدث باسم الحكومة الألمانية.
وقال المتحدث ستيفان كورنيليوس في بيان إن "المستشار أكد مجدداً تضامن ألمانيا مع أوكرانيا التي يمكنها الاعتماد على دعم الحكومة الألمانية الجديدة"، وكان زيلينسكي هنأ ميرتس الثلاثاء بانتخابه مستشاراً لألمانيا.
وأضاف البيان "اتفق الطرفان على ضرورة موافقة روسيا على وقف إطلاق النار"، معربين عن "تقديرهما لجهود الوساطة التي بذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب".
وأكد المستشار دعم ألمانيا لهذه الجهود، بالتعاون الوثيق مع فرنسا وبريطانيا والشركاء الأوروبيين.
وتابع "يشمل ذلك مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بفعالية ضد العدوان الروسي وممارسة الضغوط على روسيا"، وأشار كورنيليوس إلى أن الزعيمين اتفقا "على الحفاظ على تواصل وثيق".