ملخص
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا في أية لحظة، داعياً حلفاء كييف إلى ممارسة ضغط أكبر على موسكو لإعلان هدنة في الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
قال مدونون روس مهتمون بأنباء الحرب إن قوات أوكرانية هاجمت منطقة كورسك في غرب روسيا اليوم الإثنين وأطلقت صواريخ واخترقت الحدود ثم عبرت حقول ألغام بمركبات خاصة.
وأعلن رئيس أركان الجيش الروسي الشهر الماضي طرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك، لينتهي بذلك أكبر توغل في الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، وأن روسيا تنشئ منطقة عازلة في منطقة سومي الأوكرانية المجاورة.
وقال المدون "آر في فوينكور" على موقع "تيليغرام"، "فجر العدو جسوراً بالصواريخ خلال الليل وشن هجوماً بمجموعات مدرعة بحلول الصباح"، وأضاف أن "مركبات إزالة الألغام بدأت تشق طريقها عبر حقول الألغام وتبعتها مركبات مدرعة تحمل الجنود، هناك معركة عنيفة تدور على الحدود".
وأفاد مدونون روس عدة ومراسل حربي للتلفزيون الرسمي الروسي أيضاً بوقوع الهجوم الأوكراني في كورسك، ولم يصدر بعد أي تعليق من روسيا أو أوكرانيا.
أنظمة باتريوت لأوكرانيا
في الموازاة، قال مصدر مطلع اليوم الإثنين إن حلفاء أوكرانيا الغربيين يجرون مناقشات في شأن إمداد كييف بأنظمة دفاع جوي إضافية من طراز "باتريوت" بهدف التوصل إلى اتفاق قبل قمة حلف شمال الأطلسي في نهاية يونيو (حزيران) المقبل.
وأوضح المصدر الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه أن الولايات المتحدة واليونان من بين المزودين المحتملين لهذه الأنظمة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لشبكة "سي بي أس" الإخبارية الشهر الماضي إن كييف مستعدة لشراء 10 وحدات من أنظمة الدفاع الجوي الأميركية الصنع، لإسقاط الصواريخ الباليستية الروسية.
ووفقاً لمحللين عسكريين في موقع "ديفينس إكسبريس" الأوكراني، كان لدى أوكرانيا سبعة أنظمة باتريوت تعمل بكامل طاقتها حتى أبريل (نيسان) الماضي. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين أمس الأحد، أن واشنطن تعتزم إرسال منظومة "باتريوت" لدى إسرائيل إلى أوكرانيا بعد تحديثها، وأضافت أن الحلفاء يناقشون "الإمكانات اللوجيستية من ألمانيا أو اليونان" لتزويد أوكرانيا بمنظومة إضافية.
وقال زيلينسكي إنه ناقش مسألة أنظمة الدفاع الجوي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان.
اجتماع محتمل
في سياق متصل قال الكرملين الإثنين رداً على سؤال حول اجتماع محتمل بين الرئيس ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية إن من الضروري أن يلتقي الرئيسان لكن بوتين ليس لديه زيارات إلى الشرق الأوسط مخطط لها في منتصف مايو (أيار) الجاري.
وفي مكالمة مع الصحافيين، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن عقد اجتماع كهذا سيتطلب جهداً كبيراً ولا توجد تفاصيل واضحة حالياً.
تدمير مسيرات أوكرانية
من جهته قال رئيس بلدية موسكو، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، إن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت أربع طائرات مسيرة أوكرانية كانت تحلق باتجاه العاصمة الروسية. وأضاف سيرغي سوبيانين عبر تطبيق "تيليغرام" أنه وفقاً للتقارير الأولية، لم تقع إصابات أو أضرار جراء حطام الطائرات المتساقط.
وأعلنت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا "روسافياتسيا" عبر "تيليغرام" عن تعليق موقت للرحلات الجوية في مطار دوموديدوفو، أحد المطارات الرئيسة التي تخدم موسكو، لضمان السلامة الجوية.
روسيا وأوكرانيا
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أجرى مع مستشاريه مناقشات جيدة بشأن روسيا وأوكرانيا في الأيام القليلة الماضية، من دون الخوض في التفاصيل. وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين لدى عودته إلى البيت الأبيض بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في فلوريدا، وعندما سُئل عما إذا كان يعتزم الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية عند زيارته لها هذا الشهر، قال ترمب إنه لم يفكر في هذا الأمر، ولكن "أجرينا مناقشات جيدة للغاية" حول روسيا وأوكرانيا في الأيام القليلة الماضية.
اتفاق
في هذا الوقت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا في أية لحظة، داعياً حلفاء كييف إلى ممارسة ضغط أكبر على موسكو لإعلان هدنة في الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
خطوات حقيقية
وأضاف زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك الأحد في العاصمة التشيكية براغ مع الرئيس بيتر بافل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتخذ أية خطوات حقيقية لإنهاء الصراع من دون ممارسة مزيد من الضغط، معرباً عن اعتقاده بأنه من دون زيادة الضغط، "لن تتخذ روسيا خطوات عملية حقيقية لإنهاء الحرب. هذا هو اليوم الـ54 التي تتجاهل
وقال "نعتقد أنه من دون زيادة الضغط، لن تتخذ روسيا خطوات عملية حقيقية لإنهاء الحرب، فموسكو تتجاهل لليوم الـ54 الاقتراح الأميركية لوقف إطلاق النار بالكامل".
وأردف "نعتقد بأن وقف إطلاق النار ممكن في أية لحظة، حتى ابتداء من اليوم، وينبغي أن يستمر 30 يوماً في الأقل لإعطاء فرصة حقيقية للدبلوماسية".
الحرب العالمية الثانية
وأعلن بوتين الأسبوع الماضي وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام من الثامن وحتى العاشر من مايو (أيار) الجاري لمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفياتي وحلفائه على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وقال زيلينسكي إن مثل هذا الإجراء لا طائل منه ودعا بدلاً من ذلك إلى وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوماً في الأقل بما يتماشى مع الاقتراح الأميركي الذي أعلن في مارس (آذار) الماضي.
وكانت الحكومة التشيكية داعماً قوياً لكييف منذ بدء الضربات الروسية لأوكرانيا عام 2022 وقادت مبادرة لتزويد كييف بالذخيرة.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تأمل في الحصول على 1.8 مليون قذيفة العام الحالي بموجب مبادرة طرحتها جمهورية التشيك لتقديم مساعدات عسكرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال ضمن تصريحات نشرت أمس الأحد، إن روسيا لديها القوة والموارد الكافية لإيصال الحرب في أوكرانيا إلى نهايتها المنطقية، على رغم أنه يأمل ألا تكون هناك حاجة لاستخدام الأسلحة النووية.
صراع بري
وأمر بوتين بدخول آلاف القوات الروسية إلى أوكرانيا خلال فبراير (شباط) 2022، مما أشعل فتيل أكبر صراع بري داخل أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.
وقُتل وجُرح مئات الآلاف من الجنود، وكرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب رغبته في إنهاء "حمام الدم" الذي تصوره إدارته على أنه حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وفي فيلم بثه التلفزيون الرسمي بعنوان "روسيا، الكرملين، بوتين، 25 عاماً"، عن مرور ربع قرن من حكم بوتين لروسيا، سأل أحد المراسلين الرئيس عن خطر التصعيد النووي الناجم عن حرب أوكرانيا.
وقال بوتين، متحدثاً إلى جانب صورة للقيصر ألكسندر الثالث، وهو الحاكم المحافظ في القرن الـ19 الذي قمع المعارضة "أرادوا استفزازنا لنرتكب أخطاء، ولم تكن هناك حاجة لاستخدام تلك الأسلحة. وآمل ألا تكون هناك حاجة لاستخدامها".
وأضاف "لدينا ما يكفي من القوة والوسائل لإيصال ما بدأ خلال عام 2022 إلى نهاية منطقية بالنتيجة التي ترجوها روسيا".
صراع معقد
ويشير ترمب منذ أسابيع إلى إحباطه من عدم توصل موسكو وكييف إلى اتفاق لإنهاء الحرب، على رغم ذكر "الكرملين" أن الصراع معقد لدرجة أن التقدم السريع الذي تريده واشنطن صعب.
ووصف الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وقادة غرب أوروبا وأوكرانيا الهجوم الروسي بأنه استيلاء على الأراضي على الطريقة الاستعمارية، وتعهدوا مراراً بهزيمة القوات الروسية التي تسيطر على نحو خمس مساحة الجمهورية السوفياتية السابقة.
ويصور بوتين الحرب على أنها نقطة تحول في علاقات موسكو مع الغرب، الذي يقول إنه أذل روسيا بعد سقوط جدار برلين عام 1989 من خلال توسيع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والتعدي على ما يعده مجال نفوذ موسكو.