ملخص
أعلنت السلطات اللبنانية توقيف أكثر من 25 شخصا غداة إصابة ضابطين من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بهجوم على موكبهما على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت أغلقه حشد من أنصار "حزب الله" الذين واصلوا التظاهر، أمس السبت.
نقلت وكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء عن رئيس منظمة الطيران المدني في إيران حسين بورفرزانه قوله اليوم الأحد إن مسؤولين في سلطات الطيران في لبنان أبلغوا طهران بتعليق الرحلات الجوية الإيرانية إلى بيروت حتى بعد غد الثلاثاء.
في سياق آخر قتلت امرأة اليوم الأحد بنيران إسرائيلية في بلدة حولا الحدودية في جنوب لبنان إثر دخول سكان إليها، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، قبل يومين من انتهاء مهلة تطبيق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
وقالت الوكالة إن "قوات الاحتلال" أطلقت "الرصاص في اتجاه أحياء حولا بعد دخول الأهالي، مما أدى إلى مقتل مواطنة وإصابة آخرين"، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي قام بـ"خطف ثلاثة مواطنين" في البلدة أيضاً.
ودعا الجيش اللبناني اليوم السكان إلى عدم التوجه نحو القرى التي لم ينتشر فيها بعد في جنوب لبنان، بعيد مقتل امرأة بنيران إسرائيلية بعدما دخل سكان بلدة حدودية وفق الإعلام الرسمي.
وقال الجيش في بيان نشر على موقع "إكس"، "تشدد قيادة الجيش على ضرورة عدم توجه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمل الانتشار فيها"، مضيفاً أن الإجراء يأتي "حفاظاً على سلامتهم وتفادياً لسقوط أبرياء، نظراً إلى خطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي، إلى جانب احتمال وجود قوات تابعة للعدو في تلك المناطق".
من جهته أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم أن بلاده ستقوم بما يلزم من أجل تطبيق وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان.
وصرح نتنياهو خلال مؤتمر صحافي جمعه بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في القدس "يجب نزع سلاح ’حزب الله‘، وإسرائيل تفضل أن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة، لكن يجب ألا يشكك أحد في أن إسرائيل ستقوم بما يلزم لتطبيق التفاهمات في شأن وقف إطلاق النار والدفاع عن أمننا".
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتوقعان أن تعمل الدولة اللبنانية على نزع سلاح "حزب الله" المدعوم من إيران.
وأضاف روبيو في مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس "في ما يتعلق بلبنان، أهدافنا متوافقة، دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة ’حزب الله‘ ونزع سلاحه".
وجدد "حزب الله" اليوم الأحد محاولته التنصل من الهجوم على قافلة لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أول من أمس الجمعة، الذي قالت "يونيفيل" إنه أدى إلى إصابة نائب قائد القوة المنتهية ولايته.
وفي بيان اليوم، عبرت الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران عن رفضها القاطع أي استهداف لقوات "يونيفيل". وطالبت الدولة اللبنانية بالتراجع عن منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، بعد تظاهرات احتجاجية على هذا القرار لمناصري الحزب قرب المطار شهدت أعمال عنف وإغلاق الطرق المؤدية إليه.
وطالب الحزب في بيان الدولة "بالتراجع عن قرارها بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت واتخاذ إجراءات جدية لمنع العدو الإسرائيلي من فرض إملاءاته والتعدي على السيادة الوطنية".
وأفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية أمس السبت بأن السلطات اللبنانية قررت منع طائرتين كان مقررا أن تقلعا الخميس والجمعة من طهران، من التوجه إلى مطار بيروت، بعد تبلغ تحذير من الجانب الأميركي بأن اسرائيل "سوف تستهدف" المطار في حال هبوطهما.
دعم سعودي للبنان
أعربت السعودية عن دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن المواطنين، والتعامل بحزم مع الاعتداء على قوة "يونيفيل".
وجددت السعودية الدعم والثقة في ما يتخذه الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام في هذا الصدد، وما يقوم به الجيش اللبناني من مهام وطنية تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار.
توقيف العشرات
أعلنت السلطات اللبنانية توقيف أكثر من 25 شخصا غداة إصابة ضابطين من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بهجوم على موكبهما على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت أغلقه حشد من أنصار "حزب الله" الذين واصلوا التظاهر، أمس السبت.
وتعهّد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن ينال منفذو الهجوم "عقابهم"، وسط تنديد من الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية بهجوم أول من أمس الجمعة، على اليونيفيل الذي جاء بينما كان عشرات من مناصري "حزب الله" يقطعون الطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي لليلة الثانية على التوالي احتجاجاً على إبلاغ السلطات خطوط "ماهان" الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران.
وبعد ظهر أمس كذلك، تظاهر مئات من مناصري الحزب على الطريق المؤدي إلى المطار بدعوة منه "استنكاراً للتدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية". ورفع المحتجون صوراً للأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصرالله وأعلام "حزب الله" والأعلام اللبنانية وسط انتشار أمني كبير.
وألقت الأجهزة الأمنية قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا الطريق المؤدي إلى المطار، قبل أن يتراجع المتظاهرون، كما شاهد مصور وكالة "الصحافة الفرنسية".
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المتظاهرين، أمس السبت، وهم يحيطون بسيارة تحمل علامة الأمم المتحدة كانت تمر خلال التظاهرة، قبل أن تواصل طريقها.
وأتى ذلك في وقت أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار في مؤتمر صحافي أنه "حتى الآن، لدينا أكثر من 25 موقوفاً في مخابرات الجيش اللبناني... وهناك موقوف عند شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي".
وأوضح أن "هذا لا يعني أن هؤلاء الموقوفين ارتكبوا الاعتداء على اليونيفيل، لكن التحقيقات سوف تظهر من هو المسؤول ومن المرتكب" كما أنها "ستتواصل بشكل جدي جداً".
من جهته، دان رئيس الجمهورية جوزاف عون "الاعتداء"، مؤكداً أن "المعتدين سينالون عقابهم".
وطالبت الـ"يونيفيل"، الجمعة، في بيان "السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على أن يُقدَّم إلى العدالة جميع المسؤولين عن هذا الهجوم" الذي أدّى إلى إصابة نائب قائد قوات الـ"يونيفيل" المنتهية ولايته شوك ياهادور داكال النيبالي الجنسية.
وأكدت نائبة المتحدث باسم الـ"يونيفيل" كانديس أرديال أن نيبالياً آخر من قوات حفظ السلام أصيب في الهجوم وأدخل أيضاً إلى المستشفى.
هجمات غير مقبولة إطلاقاً
ونددت دول عدة بالهجوم على الـ"يونيفيل"، من بينها قطر وفرنسا، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان، إن "هذه الهجمات غير مقبولة إطلاقاً". وأضاف أن "الهجمات على قوات حفظ السلام تشكل خرقاً للقانون الدولي، وقد تشكل جرائم حرب".
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام في تصريح، أمس السبت، بعد لقائه رئيس الجمهورية أن "حرية التعبير مسألة مصانة بالدستور، لكن إذا حصلت محاولة لقطع طرقات واعتداء على الأملاك العامة والخاصة، للأسف على القوى الأمنية أن تتصدى لأعمال الشغب هذه".
وكان سلام دان، الجمعة، بشدة "الاعتداء الإجرامي على آليات اليونيفيل وعناصرها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته، عد الرئيس اللبناني أن ما حدث "تصرفات مرفوضة ومدانة، ولا يمكن السماح بتكرارها"، مضيفاً أن القضاء باشر "تحقيقاته الميدانية"، بحسب بيان عن مكتبه.
أما الجيش فتعهد، الجمعة، العمل "بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن".
ولم تعرف فوراً هويات الأشخاص الذين أحرقوا السيارة. وليل الجمعة، أظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي متظاهرين، بعضهم ملثمون يرفعون أعلام "حزب الله" يتعرضون لرجل بالزي العسكري ولآخر بالزي المدني قرب سيارة الـ"يونيفيل" المحترقة.
وأتى هذا التوتر الأخير على خلفية عدم استقبال لبنان لرحلتين من خطوط "ماهان" الإيرانية كانتا مقررتين، مساء الخميس والجمعة.
وقالت المديرية العامة للطيران المدني في بيان الخميس، إنه "حرصاً على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي"، فقد "اقتضت إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان موقتاً"، ومنها الرحلات الآتية من إيران حتى الـ18 من فبراير (شباط).
وأعلنت إيران، أمس السبت، أنها مستعدة لإجراء "محادثات بناءة" مع لبنان بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت.
وأفاد وزير النقل فايز رسامني بأن لبنان لم يحصل بعد على "الأذونات" من السلطات الإيرانية لإرسال طائرات من طيران الشرق الأوسط لإعادة المسافرين اللبنانيين، بحسب ما نقل عنه بيان للحكومة اللبنانية.
تحذير أميركي من استهداف إسرائيلي
وقد منع لبنان الطائرة الإيرانية التي كان مقرراً أن تقلع، الخميس لماضي، من طهران، من التوجه إلى مطار بيروت، بعد تبلّغ السلطات تحذيراً من الجانب الأميركي بأن إسرائيل "سوف تستهدف" المطار في حال هبوط الطائرة، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني السبت.
وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم كشف هويته "نُقِل للدولة اللبنانية عبر الأميركيين أن إسرائيل سوف تستهدف المطار في حال جاءت الطائرة الإيرانية إلى لبنان".
وأضاف، "أبلغ الجانب الأميركي الجانب اللبناني أن الإسرائيلي جاد في تهديده، وبناء على هذا التهديد طلب وزير الأشغال بعد التنسيق مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية حجب الإذن ومنع مجيئها إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي".
وتابع المصدر أن السلطات اللبنانية اعتبرت أن "الحل الأمثل هو ألا تهبط هذه الطائرة لكي لا يتعرض المطار للخطر مع أن الأمن اللبناني يفرض تفتيشاً مشدداً على الطيران الإيراني".
وقال المصدر، إن رحلة أخرى كانت مقررة، أول من أمس الجمعة، من طهران ألغيت للأسباب نفسها أيضاً.
اتّهمت إسرائيل مراراً "حزب الله" باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل أسلحة من إيران، وهو ما ينفيه الحزب ومسؤولوه.
ويسري منذ الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 اتفاق لوقف النار بين إسرائيل و"حزب الله"، أعقب مواجهة مفتوحة بينهما، وتم التوصل إليه بوساطة أميركية ورعاية فرنسية. وكان يفترض تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوماً، قبل أن يتم تمديدها حتى 18 فبراير الجاري.
وقتل شخصان، أمس السبت، في غارة من مسيرة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان، الثانية خلال ساعات، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، بينما قال الجيش الإسرائيلي، إنه شن غارة جوية على جنوب لبنان استهدفت قيادياً "بارزاً" في الوحدة الجوية لـ"حزب الله".