ملخص
بطولة كأس العالم للأندية الموسعة الجديدة التي ينظمها "فيفا" بداية من 2025 تواجه مقاطعة محتملة من الفرق الإنجليزية والإسبانية التي تعتبرها خطراً على اللعبة الشعبية الأولى
تواجه الخطط الطموحة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الخاصة بإعادة صياغة مسابقات الأندية على الصعيدين الدولي والقاري معارضة شديدة، ومن أبرز هذه الاعتراضات الحالية ما تقوده جبهة بدأت في الظهور بقيادة مسؤولي الدوريين الإنجليزي الممتاز والدرجة الأولى في إسبانيا لمواجهة فكرة كأس العالم للأندية بشكلها الموسع الجديد التي تبدأ في أميركا عام 2025.
وأفادت تقارير صحافية بريطانية بأن الأندية الكبرى في إنجلترا وإسبانيا تفكر في مقاطعة البطولة المكونة من 32 فريقاً والمقررة إقامتها خلال الصيف المقبل، وأن المخاوف الخاصة برفاهية اللاعبين والتأثير الكبير في الرياضيين تأتي في قلب هذا الصراع المحتدم، مما يعرض مستقبل البطولة للخطر.
وكان "فيفا" تحت قيادة رئيسه السويسري جياني إنفانتينو، أعلن في الـ16 من ديسمبر (كانون الأول) 2022 توسعة كأس العالم للأندية لتجمع 32 فريقاً وتقام كل أربع سنوات بداية من نسخة 2025، أسوة بالشكل الحالي لكأس العالم للمنتخبات، الذي سيتغير بداية من نسخة 2026 ليضم 48 منتخباً.
وخلص "فيفا" إلى أن الشكل الجديد للبطولة سيزيد من الأرباح ويضيف للمنافسات إثارة ويجعلها أكثر قيمة لدى المتابعين.
ويبدو أن إدارة "فيفا" ضربت بإرادة الأندية الأوروبية الكبرى عرض الحائط بإقرار الشكل الجديد لمونديال الأندية، وذلك بعد أن كشفت تقارير صحافية بريطانية عن أن رابطة الأندية الأوروبية رفضت عرض رئيس الاتحاد الدولي في شأن توسعة البطولة خلال محادثات تمت إبان نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
وكانت رابطة الأندية الأوروبية التي تمثل 220 نادياً أوروبياً رفضت مقترح إنفانتينو قبل أيام من إعلانه القرار رسمياً.
وبتوسعة كأس العالم للأندية ستتحول إلى بطولة كبرى مدتها شهر وتضم 32 فريقاً، بدلاً من الشكل الحالي المعتاد الذي يضم أبطال القارات مع ممثل البلد المستضيف في مسابقة مدتها لا تتخطى 10 أيام، ولا تحظى باهتمام عالمي كالذي تحظى به كأس العالم للمنتخبات.
وتهدف هذه البطولة المعادة صياغتها إلى تتويج أفضل فريق في العالم، وتضم حالياً أندية بارزة مثل مانشستر سيتي وريال مدريد وتشيلسي وبايرن ميونيخ وإنتر ميلان ويوفنتوس وغيرهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يقابل التوسع المنتظر بحماسة عالمية، إذ أعربت شخصيات رئيسة من الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني "لا ليغا" عن مخاوفها البالغة في شأن العبء الإضافي على اللاعبين.
ويقود الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد ماسترز، ورئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، ورئيس رابطة اللاعبين المحترفين ماهيتا مولانغو المعارضة، مشيرين إلى الطبيعة غير المستدامة لأعباء عمل اللاعبين الحالية.
وقال مولانغو لصحيفة "ذا صن" البريطانية مسلطاً الضوء على الضغط الواقع على اللاعبين "كرة القدم تقتل منتجها الخاص، أولئك الذين يديرون اللعبة بحاجة إلى الاستماع، وإذا لم يفعلوا ذلك فإننا كنقابات لدينا مسؤولية تجاه اللاعبين لاتخاذ الإجراءات اللازمة والطريق القانوني هو الخطوة التالية".
ويبدو أن المعارضة الظاهرة من الدوريين الإنجليزي والإسباني ورابطة اللاعبين المحترفين ليست مجرد شعارات ورسائل خطابية، إذ يفكر ماسترز وتيباس ومولانغو في اتخاذ إجراء قانوني ضد "فيفا" لحماية سلامة اللاعبين.
وتتمثل المشكلة الرئيسة في التوقيت المقترح للبطولة، التي ستمتد حتى منتصف يوليو (تموز)، مما قد ينتهك فترة الراحة الإلزامية لمدة ثلاثة أسابيع التي يحق للاعبين الحصول عليها تعاقدياً في نهاية كل موسم.
ويكمن القلق في أن اللاعبين لن يحصلوا على قسط كاف من الراحة قبل بدء الموسم الجديد، مما يؤدي إلى تفاقم أخطار الإصابات والإرهاق.
وأدى هذا التضارب في المواعيد إلى تهديدات بالمقاطعة ما لم يعد "فيفا" جدولة البطولة.
وعلى صعيد الأندية أدت بطولة كأس العالم للأندية الموسعة إلى انقسام الآراء في جميع أنحاء أوروبا، ففي حين أشاد رئيس باريس سان جيرمان ناصر الخليفي بالتوسيع، ووصفه بأنه "أكبر من كأس العالم"، إلا أن آخرين ما زالوا متشككين، وكان رئيس مانشستر سيتي فيران سوريانو صريحاً بوصف ازدحام المباريات الحالي بأنه "أزمة" ستتفاقم مع الشكل الجديد للبطولة.
ومن المقرر أن يستمر الجدل حول كأس العالم للأندية الموسعة في مؤتمر جمعية اللاعبين المحترفين "فيفبرو" ورابطة اللاعبين المحترفين في العاصمة البريطانية لندن، إذ سيجتمع ماسترز وتيباس ومولانغو لمناقشة مخاوفهم، ويمكن أن يكون هذا المؤتمر محورياً في تحديد ما إذا كانت البطولة ستسير كما هو مخطط لها أم أنها ستواجه تعديلات كبيرة.