Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المشكلة السامة التي قد تؤدي إلى انهيار الدوري الإنجليزي الممتاز

عانت البطولة من موقف هزلي بمعاناة كثير من الأندية من خصم النقاط وهناك حاجة إلى التغيير لتجنب سد المنافسين الأوروبيين فجوة "الأفضل في العالم"

كأس الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (رويترز)

ملخص

الدوري الإنجليزي الممتاز يسير في طريق الأزمات وتتحول منافساته من الملاعب إلى ساحات القضاء ومخاوف من مصير الدوري الإيطالي الذي هيمن على أوروبا قبل عقدين

بحلول الوقت الذي تم فيه تأكيد هوية الفائز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لم يشعر أي من الأندية الـ19 الأخرى برغبة في تقديم التهنئة العلنية لمانشستر سيتي، ولم تكن هناك أية لمسات راقية عبر صفحات التواصل الاجتماعي. لا يشير ذلك إلى الكيفية التي تغير بها هذا العالم ولكن أيضاً إلى التوتر في مجالس الإدارة الذي أصبح أكثر وضوحاً من أي شيء آخر على أرض الملعب، ففاز السيتي بجميع مبارياته التسع الأخيرة بسهولة نسبية.

ولم يحضر الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد ماسترز المباراة الحاسمة على اللقب، وكان بدلاً من ذلك في أرسنال، لضمان عدم انتهاء هذا الموسم بقيام أكبر الشخصيات في المسابقة بتسليم الكأس إلى النادي الذي كانوا يحققون في مصادر دخله ومصروفاته لأكثر من خمسة أعوام.

في الوقت نفسه، تشير التقارير المبكرة لشبكات البث إلى أن أحد الأحداث الأكثر مشاهدة في ذلك اليوم كان وداع الألماني يورغن كلوب المدير الفني لليفربول، الذي كان يتابعه عدد مشاهدين أكثر ممن تابعوا رفع مانشستر سيتي الكأس.

هذه نهايات مناسبة بشكل غير متوقع لموسم (2023 - 2024) بأكمله، إذ لم يكن هناك موسم شعرت فيه بأن كثيراً من أهم التطورات كان بعيداً عن الملعب، إذ لا يزال هذا التحقيق مع الأبطال مستمراً ويدرك الدوري الإنجليزي الممتاز أهمية عامل السرية لدرجة أن الرئيس التنفيذي ماسترز لم يؤكد تاريخ جلسة الاستماع، وجاء ذلك كله فيما عوقب ناديان آخران بسبب خرق القواعد المالية للمسابقة، وهما إيفرتون ونوتنغهام فورست مع تغيير مجموع النقاط ثلاث مرات.

وأدى ذلك إلى خلق سابقة هزلية للجدول لا تحكي بالضرورة القصة الكاملة في لحظات معينة، إنه وضع يمكن أن يكون ساماً للرياضة نظراً لأن العقد الاجتماعي الأساس هنا أن يثق المشجعون في ما يرونه على أرض الملعب، وبدلاً من ذلك كان هناك باستمرار بعض الجدل لصرف الأنظار.

ويواجه تشيلسي تحقيقاً آخر منذ فترة طويلة في شأن ملكية رومان أبراموفيتش، حتى القصة ذات التأثيرات التاريخية طويلة الأمد التي تتلخص في رحيل كلوب حتى لو اعترف بأنه ترك عمله بسبب الإنهاك من قسوة العمل وليس أقله محاولته مواكبة نجاحات السيتي.

وبحلول الوقت الذي شكك فيه فورست علناً في نزاهة أحد المسؤولين وسط أزمة في شأن تقنية حكم الفيديو المساعد VAR كانت الأزمة كبيرة لدرجة أن وولفرهامبتون تقدم باقتراح لإلغاء التقنية، وكانت قناعة المسؤولين التنفيذيين عن البطولة أن "الأمر كله أصبح لا يتعدى القليل مما حدث في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في العقد الأول من القرن الـ21".

ومن المؤكد أن موسم (2023 - 2024) أصبح فيه المحامون أكثر أهمية من أي وقت مضى، ويقول المسؤولون التنفيذيون إن كثيراً من اجتماعات الدوري الإنجليزي الممتاز كانت تحوي تفاصيل ومحاذير قانونية، وسيكون هذا هو الإرث الرئيس للموسم، الذي قد يكون تاريخياً في نقل الإجراء الحاسم من الملعب إلى القضايا القانونية.

ومن المؤكد أن كل ما سبق وضع الدوري الإنجليزي الممتاز في موقف معقد، إذ يقترب من منتصف العمر وما يمكن أن نسميه أزمة منتصف العمر، إذ لم يكن أداء الأندية الإنجليزية جيداً حتى في أوروبا، وعانت من أسوأ موسم لها منذ أكثر من نصف عقد.

ومن المؤكد أن القوة المالية للدوري الإنجليزي الممتاز ستضمن أن يكون ذلك موقتاً، إذ إنهم يميلون فقط إلى شراء أفضل ما في أي مكان آخر، وكان المدرب أندوني إيراولا مثالاً على ذلك، لكنه لا يزال يشير إلى الافتقار إلى الذكاء في المنافسة ككل.

وبعد 32 عاماً أصبح الدوري الإنجليزي الممتاز مثقلاً بتراكم كثير من القضايا تماماً مثل الدوري الإيطالي الذي كان مهيمناً على القارة الأوروبية سابقاً قبل عقدين من الزمن.

وحتى عقود البث المحلية أظهرت أولى علامات التعثر، وبينما ارتفعت التكلفة الإجمالية للصفقة الأخيرة انخفض السعر المدفوع في كل مباراة، لذلك فإن اللامبالاة المحيطة بفوز سيتي باللقب التاريخي الرابع على التوالي لن تساعد تماماً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأصبحت المنافسة الآن مرهقة للغاية لدرجة أنه لم يكن هناك الكثير من التنافس الحقيقي مع مانشستر سيتي، والتطور المثير للدهشة على أرض الملعب هو وصول أستون فيلا إلى المركز الرابع. وكان هذا إنجازاً كبيراً من المدرب الإسباني أوناي إيمري الذي قاد هذا النادي العظيم للمشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى، لأن المرة الأخيرة التي ظهروا فيها في البطولة كانت تسمى كأس أوروبا وكانوا أبطال القارة في موسم (1982 - 1983)، أي في عالم مختلف تماماً.

ولتوضيح الأمر، لا يزال كثيرون من المنافسين يشيرون إلى أن فاتورة رواتب فريق فيلا مرتفعة للغاية، وأنهم كانوا على وشك خرق حدود قاعدة الربح والاستدامة، ومن المثير للاهتمام أن فيلا كان واحداً من ثلاثة أندية فقط اختارت رفض اقتراح التصويت على القواعد الجديدة للدوري الإنجليزي التي تنص على أنه لا يمكن للأندية أن تنفق سوى رقم مرتبط بما يحصل عليه النادي المتذيل فيما تدفع بقية الأندية غرامات لتخطي الرقم المتفق عليه، فيما يمكن أن يكون أحد أكثر المكافآت التي يحصل عليها الدوري الإنجليزي الممتاز.

وهناك حاجة إلى بعض التغيير فالأندية الثلاثة التي صعدت إلى الدوري الممتاز قبل بداية الموسم الماضي عادت للأسفل مباشرة، وسيستبدلان باثنين على الأقل هبطا الموسم السابق، ويواجه أحد هذه الأندية وهو ليستر سيتي مشكلات خاصة به تتعلق بالتحكم في المصروفات.

ولكن بعيداً عما سبق، ماذا حدث في الموسم الماضي؟ لقد تحسن أرسنال تدريجياً لدرجة أنهم فازوا بـ16 من أصل 18 مباراة متتالية، لكن هذا الاقتراب من الكمال لم يكن كافياً وواصل مانشستر يونايتد الانزلاق إلى المهزلة، على رغم أن التطور الأهم في موسمه كان أيضاً خارج الملعب، إذ اشترى السير جيم راتكليف 27.7 في المائة من أسهم النادي ليطرح على الأقل فكرة أن شيئاً ما قد يتغير. وتسبب التقسيم الطبقي المالي في شعور بالركود في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهذا شيء آخر تم بناؤه لسنوات.

المفارقة الكبرى أن الجودة التي تم شراؤها لا تزال تنتج مباريات رائعة أثرت الوفرة المعتادة من الوقائع المنظورة. وكان هناك عدد من المباريات التي شهدت أهدافاً  كثيرة بشكل مثير للسخرية، خصوصاً بين الفرق الكبرى، وكان من بينها تعادل تشيلسي مع مانشستر سيتي (4-4)، الذي كان بمثابة لقطة خطيرة من ماوريسيو بوتشيتينو وسط سيرك تشيلسي، وهو ما يتماشى مع صعود روبرتو دي زيربي وهبوطه السريع وصعود فيل فودين وركود ماركوس راشفورد وعودة كاي هافرتز للتألق وتصحيح لوتون تاون لأوضاعه وتصميم المدرب أنغي بوستيكوغلو المثير للإعجاب على أفكاره.

ومع ذلك فهو لا يزال مثل العروض التلفزيونية التي يحدث فيها كثير من الانفجارات واللحظات المذهلة حتى تصل إلى نهايتها، ثم تدرك أن الحبكة لم تتحرك فعلياً.

وتبدو هذه الحال مع كثير من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً، وتتضح بشكل أفضل من خلال حال عدم اليقين بشأن الأبطال مما يؤدي إلى قضايا أكثر خطورة أيضاً إذ يواجه إيفرتون صعوبات مالية حقيقية تعرضه للخطر، وستغطي التحقيقات في تشيلسي على عدة سنوات من حقبة أبراموفيتش المعاد صياغتها بالكامل.

وبالنظر إلى أن ليستر بدأ حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز الأخيرة من خلال الموافقة على تسوية اللعب المالي النظيف مع رابطة الدوري الإنجليزي، فهذا يعني أن هناك على الأقل احتمالية لطرح أسئلة حول أبطال 2010 و2012 و2014 و2015 و2016 و2017 و2018 و2019 وأعوام 2021 و2022 و2023 والآن 2024، مما يؤدي إلى إعادة صياغة تاريخ المسابقة كاملاً، وستتم تسوية جزء كبير من ذلك من طريق المحامين، مما يشبه إلى حد كبير مستقبل الدوري الإنجليزي الممتاز.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة