ملخص
ترمب يتحدث مع القادة الأوروبيين بـ"حدة" في شأن أوكرانيا، وكييف ترسل إلى واشنطن خطة معدلة لإنهاء الحرب.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت اليوم الخميس إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "مستاء للغاية" من أوكرانيا وروسيا، مشددة على أنه يريد راهناً "أفعالاً" لوضع حد للحرب.
وصرحت ليفيت لصحافيين بأن "الرئيس مستاء للغاية من المعسكرين المتحاربين، وسئم عقد اجتماعات تقتصر الغاية منها على الاجتماع"، مضيفة "لم يعد يريد كلاماً، إنه يريد أفعالاً، يريد لهذه الحرب أن تنتهي".
وأوضحت المتحدثة أن "موفده (ستيف) ويتكوف وفريقه يواصلون المباحثات مع المعسكرين في الوقت الذي نتحدث فيه".
وكان ترمب أعلن الأربعاء أن القادة الأوروبيين يرغبون في عقد اجتماع حول أوكرانيا نهاية هذا الأسبوع، من دون أن يؤكد أي مشاركة أميركية فيه.
وقالت ليفيت "إذا كان ثمة فرصة حقيقية لتوقيع اتفاق سلام، وإذا شعرنا بأن هذه الاجتماعات تستحق أن يكرس أحد من الولايات المتحدة وقتاً لها نهاية هذا الأسبوع، عندها سنرسل ممثلاً" لواشنطن، وخلصت "ما زلنا غير واثقين بإمكان الوصول إلى سلام حقيقي، وما إذا كنا قادرين فعلاً على الدفع بالأمور قدماً".
من جهتها، أعلنت كييف أمس الأربعاء أنها سلمت الولايات المتحدة نسختها المعدلة من الخطة الأميركية الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا.
وأعلنت روسيا اليوم الخميس السيطرة على مدينة سيفيرسك في شرق أوكرانيا، أحد آخر الجيوب في هذه الجبهة والذي يحول دون اقتراب القوات الروسية من مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالة "تاس" الرسمية للأنباء، إن العسكريين أبلغوا الرئيس فلاديمير بوتين بأن "سيفيرسك باتت تحت سيطرتنا الكاملة".
في المقابل أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس أن الولايات المتحدة تضغط لإنشاء "منطقة اقتصادية حرة" خالية من السلاح بين القوات الروسية والأوكرانية في شرق أوكرانيا كجزء من الخطة لوقف الحرب.
وقال زيلينسكي لصحافيين وبينهم صحافي وكالة "الصحافة الفرنسية" في كييف "إنهم يرون القوات الأوكرانية تغادر أراضي منطقة دونيتسك، والتسوية المفترضة تقضي بعدم دخول القوات الروسية كذلك هذه الأراضي... التي يطلقون عليها منذ الآن تسمية (المنطقة الاقتصادية الحرة)".
وأضاف زيلينسكي أنه "لن يُطلب من روسيا الانسحاب من منطقة دونيتسك أو من مواقعها في خيرسون وزابوريجيا في الجنوب، لكنها ستسحب قواتها من مناطق خاركيف ودنيبروبتروفسك وسومي".
وقال إن كييف قدمت للولايات المتحدة نسخة محدثة من خطة السلام.
وأضاف أنه إلى جانب الخطة المكونة من 20 بنداً، فإن إطار السلام من شأنه أن يشمل ضمانات أمنية واتفاقاً لإعادة إعمار أوكرانيا.
ونقلت شبكة "أي بي سي نيوز" عن مسؤول أوكراني قوله الخميس إن أوكرانيا سلمت إلى الولايات المتحدة خطة سلام منقحة مؤلفة من 20 نقطة لإنهاء الحرب مع روسيا.
وذكرت الشبكة أن الخطة المنقحة تحتوي على "بعض الأفكار الجديدة" في ما يتعلق بالأراضي والسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس إن روسيا تريد حزمة من الوثائق المتفق عليها ضمن اتفاق سلام طويل الأمد ومستدام في أوكرانيا مع ضمانات أمنية لجميع الأطراف المعنية. وأضاف أن موسكو تعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب جاد في مساعيه للتوسط في اتفاق، مؤكداً على ضرورة معالجة "الأسباب الرئيسة" للصراع.
ومضى لافروف قائلاً، "نصر على مجموعة من الاتفاقات من أجل سلام دائم ومستدام مع ضمانات أمنية لجميع الدول المعنية. وتركز محادثاتنا مع الرئيس الأميركي وفريقه على وجه التحديد على إيجاد حل طويل الأمد للقضاء على الأسباب الرئيسة لهذه الأزمة".
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس إسقاط 287 مسيّرة أوكرانية خلال الليل. وكان 32 من هذه المسيّرات التي أسقطتها الدفاعات الجوية الروسية تحلق باتجاه موسكو، بحسب ما جاء في بيان نشرته وزارة الدفاع الروسية على تلغرام.
وكان رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، قال صباح اليوم الخميس، إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 31 طائرة مسيرة كانت في طريقها إلى المدينة خلال الليل.
وكتب سوبيانين على قناته على تطبيق "تيليغرام"، أن الطائرات المسيرة تم إسقاطها خلال فترة استمرت ثلاث ساعات ونصف ساعة تقريباً، وأضاف أنه تم إرسال فرق الطوارئ لفحص الحطام على الأرض، ولم يشر إلى وقوع أية إصابات أو أضرار.
وأعلنت هيئة الطيران المدني الروسية (روسافياتسيا) تعليق العمليات في جميع المطارات بمنطقة موسكو، وقال مطار بولكوفو في سان بطرسبورغ، ثاني أكبر المدن الروسية، على تطبيق "تيليغرام" إنه يتعامل مع الرحلات التي تم تحويل مسارها من العاصمة.
وعلق عدد من المطارات في وسط روسيا أيضاً رحلات الوصول والمغادرة.
كييف تستهدف ناقلة نفط روسية في البحر الأسود
هاجمت أوكرانيا بمسيرات بحرية ناقلة نفط روسية جديدة في البحر الأسود، وفق ما أفاد به مصدر أمني، متهماً السفينة بأنها جزء من "الأسطول الشبح" الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات.
وأفاد مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بأن مسيرات بحرية أوكرانية هاجمت أمس الأربعاء "ناقلة النفط داشان التابعة للأسطول الشبح لروسيا الاتحادية في البحر الأسود"، وقال إن السفينة التي ترفع علم جزر القمر "تعرضت لأضرار جسيمة".
تتصدى كييف منذ نحو أربعة أعوام لهجوم روسي، وسبق أن أعلنت الشهر الماضي تنفيذ ضربات مماثلة استهدفت ناقلات مرتبطة بروسيا قبالة الساحل التركي على البحر الأسود، وذلك عقب انفجارات هزت ناقلتي نفط فارغتين، وهو ما قوبل بردود فعل غاضبة من أنقرة التي استدعت ممثلي روسيا وأوكرانيا وحذرت من أن الهجمات بمسيرات في البحر الأسود تشكل "تصعيداً مقلقاً"، إذ تسيطر تركيا التي تقيم علاقات جيدة مع موسكو وكييف على مضيق البوسفور الذي يعد ممراً أساسياً لعبور الحبوب الأوكرانية والنفط الروسي إلى البحر المتوسط.
ترمب يتحدث مع القادة الأوروبيين بـ"حدة" في شأن أوكرانيا
سياسياً، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأربعاء بأنه استخدم "كلمات حادة" خلال محادثاته في وقت سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في شأن أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح الرئيس الأميركي أن القادة الأوروبيين عرضوا عقد اجتماع حول أوكرانيا نهاية هذا الأسبوع، لكنه لفت إلى أنه لم يقرر بعد في شأن المشاركة الأميركية.
وقال ترمب في البيت الأبيض "قبل الذهاب إلى اجتماع، هناك أمور نريد معرفتها"، وتابع "سنتخذ قراراً" في شأن هذه الاجتماع، "نحن لا نريد إضاعة وقتنا".
أخيراً عبر ترمب مراراً عن نفاد صبره حيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقد اتهمه بأنه "لم يقرأ" المقترح الأميركي للسلام.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه أجرى نقاشاً استمر 40 دقيقة مع ترمب والقادة الأوروبيين لتحديد كيفية المضي قدماً في "مسألة تهمنا جميعاً". وأفادت بيانات منفصلة صادرة عن القوى الأوروبية الثلاث بأن الزعماء أشادوا بجهود الوساطة التي تبذلها إدارة ترمب لتحقيق سلام راسخ ودائم في أوكرانيا، بعد ما يقرب من 4 سنوات من بدء الحرب.
وجاء في البيان الذي أصدرته بريطانيا أن "(القادة) اتفقوا على أن هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا وشعبها وللأمن المشترك للمنطقة الأوروبية الأطلسية". وقال ترمب إنه والزعماء تحدثوا " بعبارات قوية جداً" في المكالمة، لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيلها. واشتكى من أن زيلينسكي لم يجر انتخابات في أوكرانيا منذ سنوات وأن كييف تواجه "حالة فساد هائلة".
وقال ترمب "إنهم يريدون منا أن نشارك في اجتماع خلال عطلة نهاية الأسبوع في أوروبا، وسنتخذ قرارا بناء على ما سيعودون به".
كييف ترسل إلى واشنطن خطة معدلة لإنهاء الحرب
من جهتها، أعلنت كييف أنها سلمت أمس الأربعاء إلى الولايات المتحدة نسختها المحدثة من هذه الخطة، الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا.
وأفاد مسؤولان أوكرانيان وكالة الصحافة الفرنسية أمس الأربعاء، بأن كييف أرسلت إلى الولايات المتحدة خطة معدلة لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقال مسؤول أوكراني كبير إن كييف "أرسلت فعلاً" مسودة معدلة للولايات المتحدة، من دون أن يكشف تفاصيل عن مضمونها.
وقال مسؤول أوكراني آخر إن الخطة "تأخذ في الاعتبار رؤية أوكرانيا، إنها مقترح إضافي لحلول مناسبة لقضايا إشكالية"، وأضاف "لن نكشف عن التفاصيل ريثما نطلع على رد الجانب الأميركي".
وكانت خطة أميركية أولية تتضمن تخلي أوكرانيا عن أراض لم تستول عليها روسيا.
الخطة انتقدتها كييف والحلفاء الأوروبيون باعتبارها مواتية لروسيا، التي بدأت غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إن الخطة باتت مجزأة إلى ثلاث وثائق، هي اتفاق إطار من 20 بنداً، ووثيقتان منفصلتان: إحداهما في شأن الضمانات الأمنية والأخرى حول تعافي أوكرانيا بعد الحرب.
في وقت سابق الأربعاء، قال زيلينسكي إنه عقد اجتماعاً عبر الفيديو مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك لاري فينك لمناقشة تعافي أوكرانيا.
وقال زيلينسكي على شبكة للتواصل الاجتماعي "يمكن اعتباره الاجتماع الأول للمجموعة، التي ستعمل على وثيقة تتعلق بإعادة إعمار أوكرانيا وتعافيها الاقتصادي".
وأضاف "لقد حدثنا أيضاً أفكارنا في شأن البنود الـ20 للوثيقة الإطارية لإنهاء الحرب، فالأمن الشامل هو الذي سيحدد الأمن الاقتصادي ويؤسس لبيئة أعمال آمنة".
سبل إجراء انتخابات
من جهة ثانية، قال زيلينسكي إنه بحث مع البرلمان الأوكراني الأمور القانونية وغيرها من القضايا المرتبطة بإمكان إجراء انتخابات، وحث دولاً أخرى من بينها الولايات المتحدة على عدم ممارسة ضغوط في شأن هذه المسألة.
وتابع زيلينسكي في خطابه المسائي المصور، أنه أجرى "نقاشاً موضوعياً" مع أعضاء البرلمان، وأنه لن يسمح "بأي تكهنات ضد أوكرانيا". ولفت إلى أنه "إذا كان الشركاء، بما في ذلك شريكنا الرئيس في واشنطن، يتحدثون كثيراً وبصورة محددة عن الانتخابات في أوكرانيا، وعن الانتخابات في ظل الأحكام العرفية، فعلينا أن نقدم إجابات أوكرانية قانونية على كل سؤال وكل شك".
وأشار إلى أن "الأمر ليس سهلاً، لكن الضغط في هذه القضية ليس ما نحتاج إليه بالتأكيد. أتوقع من أعضاء البرلمان أن يطرحوا وجهات نظرهم، فالتحديات الأمنية تعتمد على الشركاء وفي مقدمهم أميركا، أما التحديات السياسية والقانونية فيجب أن تتعامل أوكرانيا معها، وسيحدث ذلك".