Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تداعيات أزمة أقسام الطوارئ في مستشفيات بريطانيا وخيمة

حصري: تتوقع الدكتورة فيكي برايس أن تتزايد الأخطار التي يتعرض لها المرضى هذا الشتاء مع وفاة رجل مسن انتظر 40 ساعة في أحد أقسام "الحوادث والطوارئ"

توفي جورج غريفيث بعد انتظار طويل دام أكثر من 40 ساعة في أحد أقسام "الحوادث والطوارئ" (شيرلي كوربيت)

ملخص

ورطة القطاع الصحي البريطاني تنعكس أزمة على صحة المرضى والمعاينات في الأروقة أصبحت عادة متداولة.

أطلق أطباء بارزون في المملكة المتحدة تحذيراً من خطر تدهور صحة المرضى الذين يحتاجون إلى علاج طارئ في أقسام "الحوادث والطوارئ" A&E، في ظل تفاقم التحديات التي تواجهها المستشفيات لجهة تأمين عدد كاف من الأسرة.

وقال الدكتور أدريان بويل رئيس "الكلية الملكية لطب الطوارئ" Royal College of Emergency Medicine (RCEM)، لصحيفة "اندبندنت"، إن مرضى مسنين ينتظرون وقتاً طويلاً لتلقي العلاج في أقسام "الحوادث والطوارئ"، مما يتسبب بإصابتهم بتقرحات الفراش والهذيان.

ونبهت الدكتورة فيكي برايس وهي طبيبة بارزة أخرى في هيئة "الخدمات الصحية الوطنية"، والرئيسة المنتخبة لـ"جمعية الطب الحاد" Society for Acute Medicine، إلى أن رعاية المرضى في الممرات أصبحت الآن "إجراء روتينياً"، مع احتمال تفاقم الوضع لجهة تعرض أقسام "الحوادث والطوارئ" لضغوط متزايدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعليقات كبار المسؤولين الصحيين هذه تسلط الضوء على الفوضى المستمرة في طب الطوارئ، الذي يشهد إضرابات عدة خلال المرحلة الأشد صعوبة من السنة. وقد وصفت أماندا بريتشارد الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الشتاء الماضي بأنه كان أسوأ شتاء شهده القطاع الصحي على الإطلاق"، ونبهت في تصريح لها، الخميس الماضي إلى أن إضرابات الأطباء المبتدئين، لن تؤدي إلا إلى تأزيم الوضع بالنسبة إلى المستشفيات هذه السنة.

وتأتي التحذيرات في وقت تظهر فيه أحدث بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، قد لا يتمكن من الوفاء بوعده تسليم 5 آلاف سرير إضافي لمستشفيات هيئة الخدمات هذا الشهر. وتشير البيانات الراهنة إلى أن قطاع "الخدمات الصحية الوطنية" ما زال دون الهدف المحدد له بنحو1,200 سرير، مع توافر 97,818 سريراً، في حين أن المطلوب هو تأمين 99 ألف سرير.

وقد دفع الوضع المتدهور بعدد من مستشفيات هيئة الخدمات إلى إطلاق تنبيه تحذيري هذا الأسبوع للمرضى، من أن أقسام "الحوادث والطوارئ" التابعة لها باتت "مكتظة للغاية"، بعدما أدى فصل الشتاء إلى زيادة حالات الإصابة بفيروس الإنفلونزا وغيره من فيروسات الجهاز التنفسي.

أحد الأطباء البارزين في رعاية الطوارئ في شمال إنجلترا، أكد لصحيفة "اندبندنت" أنه بحلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كان المستشفى مضطراً إلى وضع المرضى في مناطق خارج الجناح "من دون منافذ أوكسجين، ولا ستائر، ولا حتى أي إطار من الخصوصية".

وأوضح أن المرضى غالباً ما يوضعون في أماكن مزرية، قائلاً: "تخيل فقط هذا السيناريو: أنت في مكتب طبيب تدون ملاحظاتك، وقبالتك رجل يبلغ من العمر 84 عاماً مستلقياً على عربة يطلب بتكرار أخذه إلى المرحاض، في ظل وجود 95 مريضاً في القسم و14 ممرضة فقط. وبينما نفتح عادة أماكن العمليات الجراحية لهؤلاء المرضى، فإن مستويات التوظيف الراهنة تجعل من المستحيل تخصيص ممرضات للإشراف على تلك الأماكن".

وكانت "اندبندنت" قد كشفت في العام الماضي، أن فترات الانتظار الممتدة لنحو 12 ساعة في أقسام "الحوادث والطوارئ"، ربما تسببت بنحو 15 ألف حالة وفاة. وتشير تقديرات لاحقة صادرة عن "الكلية الملكية لطب الطوارئ" إلى أن حصيلة عدد الأفراد المتوفين من المرجح أن تكون الآن ضعف ذلك.

وفي وقت سابق من هذه السنة نبه الدكتور بويل إلى أن خطة الحكومة لفصل الشتاء ستؤدي إلى وفاة آلاف الأشخاص بشكل يمكن تجنبه، محذراً من أن مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" تحتاج لـ11 ألف سرير إضافي في الأقل.

أما الآن، فجدد الدكتور بويل في مقابلة أجرتها معه "اندبندنت" قبل عيد الميلاد تحذيره قائلاً إن "جميع موظفي أقسام ’الحوادث والطوارئ‘ يعانون إجهاداً شديداً. وبما أن مهمتهم لا تقتصر فقط على الاعتناء بالمرضى الموجودين أساساً في تلك الوحدات، بل هم مسؤولون أيضاً عن الوافدين الجدد، فقد يحدث أن يجرى التغاضي عن حالات مثل تقرحات الفراش.

وأضاف أن "أحد الجوانب التي لاحظناها بوضوح شديد، هو أنه يتعين على ممرضات قسم ’الحوادث والطوارئ‘ لدينا تقديم الرعاية التي يتم إجراؤها عادة في العنابر وليس في القسم، كإعطاء جرعات ثانية من المضادات الحيوية، والتأكد من تناول المريض جميع أدويته. وهذا ليس شيئاً تدربن بالضرورة على القيام به، لكن يترتب عليهن مستوى إضافي من الرعاية لمجموعة جديدة كاملة من المرضى".

وتابع يقول إن "النظام الذي يفترض أن يكون قد صمم لمساعدة المرضى على التحسن، يجعلهم في الواقع أشد مرضاً".

وفي ما يتعلق بفترات الانتظار الطويلة، التي لفت إلى أنها "تُلحق ضرراً بشكل خاص" بالكبار في السن، قال الدكتور بويل: "إنه لأمر مقلق للغاية. أود أن أذهب إلى حد القول، إنه من غير الأخلاقي اجتماعياً أن نخضع هؤلاء المسنين لدينا لفترات انتظار طويلة مماثلة".

وأشار أيضاً إلى أن المرضى المسنين الذين ظلوا عالقين لساعات على عربات في وحدات "الحوادث والطوارئ"، يصابون بالهذيان بسبب تعرضهم لبيئة "صاخبة وغير مستقرة ومزعجة".

أما الدكتورة فيكي برايس من "جمعية الطب الحاد"، فقالت لصحيفة "اندبندنت": "لقد نبهنا طوال العام الماضي إلى أخطار تقديم الرعاية في الأروقة والممرات، والواقع أن استمرار الوضع الراهن طوال هذه المدة، يعكس النظرة السائدة الآن بأنها باتت بمثابة "إجراء روتيني"- لكن ذلك ليس بالأمر المقبول. فهي غير آمنة، خصوصاً بالنسبة إلى المرضى الأكبر سناً، كما أنها أمر مهين ومحبط بالنسبة إلى العاملين".

وأشارت إلى أنه بالنظر إلى الوضع الراهن الذي تعانيه خدمات الرعاية الطارئة، فمن المرجح أن تتفاقم المشكلة.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، تبين للجمعية أن أحد الأطباء الشرعيين في بلاكبول نبه إلى وفاة رجل يبلغ من العمر 80 سنة، تُوفي أثناء انتظاره على كرسي كي يعاينه طبيب في قسم الطوارئ المكتظ بالمرضى.

وأكدت الدكتورة برايس أن تلك "لم تكن حالة معزولة، وأن حالات أخرى عدة... ستواجه للأسف تجارب مماثلة خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث يسود نوع من الاعتراف الضمني والتطبيع شبه الشائع لتقديم رعاية عاجلة وطارئة دون المستوى مع اقترابنا من فصل الشتاء".

وفاة مريض يبلغ من العمر 81 عاماً بعد انتظار لمدة 40 ساعة

وأفاد تقرير طبيب شرعي أن جورج غريفيث الذي كان عمره 81 عاماً، ظل قابعاً لأكثر من 40 ساعة في قسم "الحوادث والطوارئ" في "مستشفى واي فالي" Wye Valley NHS Trust التابع لـ"الخدمات الصحية الوطنية" في مقاطعة هارتفوردشير، وقد توفي بعد إصابته بتقرح سريري، تبين أنه كان السبب في وفاته. وأثناء انتظاره الطويل، فشل العاملون في القسم في ملاحظة أن إصبع قدم السيد غريفيث قد أصيبت بالغرغرينا، لأنهم لم ينزعوا حذاءه.

وفي الرد على تقرير الطبيب الشرعي، قال المستشفى أنه عندما أدخل السيد غريفيث إلى قسم "الحوادث والطوارئ" كانت مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" تشهد ضغوطاً غير مسبوقة وفترات انتظار طويلة في أقسام الطوارئ.

وقد كشف التحقيق في حادثة وفاة السيد غريفيث عن فشل الموظفين في تقييم حالته وعلاجه من الأضرار الناجمة عن التقرحات السريرية، كما تبين أن "النقص الكبير في عدد الموظفين" كان عاملاً مساهماً في ذلك.

شيرلي كوربيت شريكة السيد غريفيث منذ نحو 20 عاماً، وصفت لصحيفة "اندبندنت" صدمتها لدى رؤيته في قسم "الحوادث والطوارئ" بعد أربعة أيام، وكان لا يزال يرتدي الملابس نفسها، ولم يجر خلع حذائه.

وقالت "رأيته مشوشاً للغاية، وكان من الصعب جداً النظر إليه. كان يبكي من الألم مع العلم أنه رجل كبير البنية، ولا يبكي عادة. كان يعاني ألماً مبرحاً، وصدمت كثيراً عندما رأيته ما زال ينتعل حذاءه ويرتدي ملابسه. كان منزعجاً من القسطرة التي وضعت له والتي كانت تسبب له ألماً كبيراً. طلبت منهم (قبل أخذه إلى قسم ’الحوادث والطوارئ‘) أن يخلعوا حذاءه. كان الأمر في الواقع فظيعاً للغاية".

وأضافت السيدة كوربيت أن شريكها كان شخصاً "مرحاً وفكاهياً" قبل أن يمرض، وكان "رجلاً محبوباً ومستعداً للقيام بأي شيء من أجل أي شخص".

وفي البيان الصادر عن "مستشفى واي فالي" جاء ما يلي": "إننا نشعر بأسف شديد لعدم تلقي السيد غريفيث المستوى اللائق من الرعاية الطبية اللازمة، خلال فترة الضغوط الشديدة التي كان يرزح تحتها قسم ’الحوادث والطوارئ‘ لدينا. نحن نأخذ هذه الحادثة على محمل الجد، ووضعنا عدداً من الإجراءات والتغييرات من أجل تحسين الرعاية المتعلقة بتقرحات الفراش في القسم، بما في ذلك وضع عملية محدثة لمراقبة أداء كبار الممرضات، إضافة إلى توفير أغطية مراتب، ومراتب هوائية للأفراد الذين هم أكثر عرضة للإصابة بتلك التقرحات".

ريتشل باور الرئيسة التنفيذية لـ"جمعية المرضى" Patients Association قالت لـ"اندبندنت": "يساورنا قلق كبير في شأن الشتاء المقبل والوضع الذي سيواجهه المرضى في مرافق هيئة ’الخدمات الصحية الوطنية" المثقلة بالأعباء. في العام الماضي، شهدنا مرضى يعالجون في أروقة المستشفيات، ويتركون مستلقين في منزلهم على الأرض من شدة الألم والضيق. ونتيجة لذلك، حدثت وفيات كان بالإمكان تجنبها".

متحدث باسم "هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا" NHS England أوضح أن الأرقام الأخيرة تظهر أن المستشفيات التابعة للهيئة استقبلت1,200 مريض إضافي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأن عدد المصابين بفيروسات الشتاء شهد ارتفاعاً ملحوظاً، ناهيك بامتلاء 12,800 سرير بمرضى لا يزالون ينتظرون مغادرة المستشفى. لكنه أشار إلى أن الهيئة لديها الآن أكثر من 3 آلاف سرير إضافي مقارنة بشهر أغسطس (آب) الماضي، مؤكداً أنها تعمل على تحقيق الهدف المتمثل في الحصول على 99 ألف سرير.

إلى ذلك، قالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية، إنها تعمل وفق الجدول المحدد لتحقيق هدف الحصول على 5 آلاف سرير إضافي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة