Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المستشفيات الميدانية لا تسع جراح غزة

الأردن والإمارات أقامتا اثنين في القطاع ومصر شيدت واحداً قرب الحدود ومنظمة الصحة تؤكد أنها ليست بديلاً كافياً

سمحت إسرائيل بدخول مستشفيات ميدانية تابعة للأردن والإمارات (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

 ينتظر جرحى غزة خيارات صعبة، إما العلاج في مستشفى ميداني أو الإجلاء خارج الحدود.

لم تعد مستشفيات غزة التي خرج أكثر من نصفها من الخدمة قادرة على استيعاب 35 ألف جريح أو تقديم الخدمات العلاجية لهم، بخاصة أن مباني المؤسسات الصحية شمال القطاع تعرضت لأضرار بفعل الضربات العسكرية الإسرائيلية، فضلاً عن إخلائها بصورة قسرية.

وفي الواقع خرج 18 مستشفى في غزة من الخدمة بصورة نهائية، في حين لا يوجد في القطاع سوى 35 مجمعاً طبياً، كما أغلقت 71 في المئة من عيادات الصحة الأساس أبوابها وبالنسبة إلى المستشفيات التي تواصل عملها فإنها باتت مكتظة ولا تتوافر فيها المستلزمات الطبية والأدوية.

مستشفيان وآلاف الجرحى

بسبب هذه العوامل التي أدت إلى تدهور الوضع الصحي بات من الأمور الملحة والضرورية تدشين مستشفيات ميدانية في قطاع غزة لتساعد العاملين الطبيين في الاستمرار في علاج الجرحى وتخفيف العبء عن المرافق الصحية.

يقول المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إن "توعد طرفي الصراع بمواصلة القتال في غزة بعد الهدنة الإنسانية ينذر بخطر شديد، ونتيجة للعنف فإنه من المؤكد سقوط ضحايا وجرحى، وهذا يعني ارتفاع الطلب والضغط على المستلزمات الطبية العاجلة، ورأينا أن المستشفيات الميدانية تساعد النظام الصحي في غزة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالفعل وافقت إسرائيل على إدخال مستشفيين إلى مناطق جنوب غزة، ووصل المستشفى الأردني الميداني وكان أول مرفق صحي يدخل القطاع منذ بدء الحرب، تبعه المستشفى الإماراتي الميداني، في ما تعتقد منظمة الصحة العالمية أن هناك استجابة من دول أخرى لإرسال مستشفيات ميدانية أخرى.

ويقول مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت إن المستشفى الميداني الأردني أقيم في محيط مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب القطاع لاستقبال الجرحى والمصابين، والمستشفى الإماراتي جرى تدشينه في مدينة رفح أيضاً في الجنوب، والهدف هو توزيع أماكن المؤسسات الصحية لأن العمليات العسكرية تطاول جميع المناطق في غزة".

ويضيف، "المستشفى الميداني الأردني وكذا الإماراتي وصلا إلى غزة مع فرقهما الصحية وأجهزتهما الطبية وكانا يحملان مستلزمات علاجية مهمة، وهذا يساعد الفرق الصحية في غزة ويخفف عنها في التعامل مع آلاف الجرحى والمرضى ذوي الحالات الحرجة".

ويتضمن المستشفى الميداني الأردني 41 سريراً ومثلها حضانات طبية للأطفال الخدج، وبه أيضاً أقسام الطوارئ والباطنية العامة والتوليد والعناية الحثيثة، إضافة إلى مختبر وصيدلية وتصوير أشعة، وغرفتي عمليات لإجراء الجراحات العاجلة.

 

 

ويشير زقوت إلى أنه وصلهم من الأردن 145 عاملاً طبياً تقع عليهم مهمة علاج الجرحى الذين تصنف حالاتهم بمتوسطة الخطورة، مما يسهم في إنقاذ حياة المصابين الذين كانوا يموتون بسبب عدم توفر الإغاثة الطبية اللازمة لهذه الدرجة من الخطورة.

ووفقاً لوزارة الصحة فإن المستشفى الميداني الإماراتي يتضمن هو الآخر 41 سريراً، وبه أقسام الطوارئ جميعها، وغرفة جراحات ويعمل فيه 90 طبيباً يمكنهم التعامل مع بعض الحالات عالية الخطورة وإجراء عمليات معقدة.

ويؤكد زقوت حاجة قطاع غزة إلى المستشفيات الميدانية نظراً إلى خطورة الوضع الطبي، إذ تعاني المستشفيات نقصاً في الأدوية والمستلزمات الطبية ولا توجد سيارات إسعاف، كما أن المؤسسات الصحية في جنوب القطاع أصبحت ممتلئة وغير قادرة على استيعاب مرضى جدد.

لكن على رغم أهمية المستشفيات الميدانية فإنها تتركز في جنوب القطاع حيث المنطقة الإنسانية التي تشهد ضربات جوية أقل، فيما لم تسمح إسرائيل بتدشين أي مرفق ميداني في شمال غزة الذي يعد ساحة الحرب والقتال، مع أن غالبية الضحايا والاستهدافات موجودة في منطقة غزة والشمال، بحسب زقوت.

ولا يوجد في شمال القطاع أي مرفق صحي يعمل، إذ أخلت إسرائيل بصورة قسرية 22 مستشفى من بينهم مجمع "الشفاء" الطبي، وهو أكبر مؤسسة صحية في القطاع، وكذلك جرى إجلاء المرضى والأطباء من المستشفى الإندونيسي ومستشفيات "القدس" و"المعمداني" و"الدرة" و"النصر" و"الصداقة" التركي.

 

 

وتبرر إسرائيل عدم السماح بإقامة مستشفيات ميدانية بأن منطقة الشمال ساحة حرب، ويقول المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إن حركة "حماس" تستخدم المستشفيات لأهداف عسكرية ولأغراض التخفي بينما تنفي الحركة ذلك.

ويقول عضو المكتب السياسي فيها موسى أبو مرزوق إنهم ملتزمون بقواعد القانون الدولي الإنساني، ولم تقدم إسرائيل أي دليل على ادعاءاتها.

إجلاء خارج الحدود

وعلى أية حال فإن المستشفيين الميدانيين غير كافيين لغزة، ويقول المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إن المستشفيات الميدانية ليست بديلاً عن المرافق الصحية في القطاع ولا تستطيع تقديم الخدمات العلاجية التي تقدمها هذه المرافق.

ويضيف، "فرق الطوارئ والمستشفيات الميدانية يمكن أن يكملوا النظام الصحي وأفضل مكان لتلقي الرعاية للجرحى هو مرافق صحية آمنة ومزودة جيداً بالإمدادات ومصممة للرعاية الصحية".

ولعلاج نقص المستشفيات فقد أقامت مصر مستشفى ميدانياً للاستخدامات العاجلة والملحة على بعد 15 كيلومتراً من الحدود مع غزة، وهو مخصص لاستقبال الفلسطينيين المصابين جراء المواجهات العسكرية، ويعمل به أطباء متخصصون في طب الطوارئ.

ويقول مدير المستشفيات في غزة محمد زقوت إن المستشفى الميداني المصري القريب من غزة به ثلاثة غرف استقبال لفرز المرضى وغرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومعمل تحاليل، لكن زقوت يشير إلى أن إجلاء المصابين ذوي الحالات الحرجة والأكثر خطورة يحتاج إلى تنسيق، وكالعادة ترفض إسرائيل السماح لجميع الجرحى بالخروج.

وليس المستشفى الميداني المصري وحده الذي يستقبل جرحى خارج الحدود، إذ يوضح زقوت أن تركيا حصلت على ترخيص من مصر لإنشاء مستشفيين عائمين في الموانئ المصرية لتقديم الرعاية الصحية للفلسطينيين، وكذلك أرسلت فرنسا حاملة المروحيات "تونير"، وهي سفينة حربية مجهزة للقيام بمهمات صحية بهدف دعم مستشفيات غزة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات