ملخص
إذا ثبت هذا الاتجاه في النتائج النهائية ستصبح هندوراس الدولة التالية في أميركا اللاتينية، بعد الأرجنتين وبوليفيا، التي تميل نحو اليمين بعد سنوات من الحكم اليساري.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن هندوراس "تحاول تغيير نتائج انتخاباتها الرئاسية" على ما يبدو، زاعماً أن لجنة الانتخابات هناك أوقفت إحصاء الأصوات قبل الأوان.
وأضاف ترمب عبر منصة "تروث سوشيال"، "إذا فعلوا ذلك فسيكون الثمن باهظا! لقد صوت شعب هندوراس بأعداد هائلة في الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني)".
وكان المرشحان الرئاسيان في هندوراس نصري عصفورة وسلفادور نصرالله متقاربين للغاية في أحدث نتائج لإحصاء الأصوات أمس الإثنين، إذ حصل كل منهما على ما يقل قليلاً عن 40 في المئة من الأصوات.
وأعلن ترمب دعمه لعصفورة، مرشح الحزب الوطني المحافظ، على حساب نصرالله، مرشح الحزب الليبرالي.
ويخوض المرشح المدعوم من الرئيس الأميركي دونالد ترمب سباقا متقاربا للغاية على رئاسة هندوراس، إذ أظهرت نتائج أولية نشرت الإثنين فارقاً بسيطاً جداً مع منافسه اليميني بعد فرز أكثر من نصف الأصوات.
وبحسب اللجنة الوطنية للانتخابات، يتقدم رجل الأعمال اليميني ورئيس بلدية تيغوسيغالبا السابق البالغ 67 سنة نصري عصفورة الذي حظي بدعم ترمب في تدخل مباشر في الحملة، بفارق 515 صوتاً على المرشح اليميني الآخر، مقدم البرامج التلفزيونية سلفادور نصرالله (72 سنة)، بعد فرز 57 في المئة من الأصوات.
وقالت رئيسة اللجنة آنا باولا هال على منصة "إكس" إن النتائج إلى الآن تظهر "تعادلاً تقنياً"، داعية الناخبين إلى "التحلي بالصبر" من دون تحديد موعد انتهاء عمليات الفرز.
أما مرشحة اليسار الحاكم، المحامية ريكسي مونكادا (60 سنة)، فمتأخرة بفارق كبير.
وقال نصرالله إنه واثق من الفوز بمجرد إعلان نتائج بعض المقاطعات، لكن "من المستحيل تحديد الفائز بالمعطيات المتوافرة حالياً"، بحسب ما قال المحلل السياسي كارلوس كاليكس.
وإذا ثبت هذا الاتجاه في النتائج النهائية، ستصبح هندوراس الدولة التالية في أميركا اللاتينية، بعد الأرجنتين وبوليفيا، التي تميل نحو اليمين بعد سنوات من الحكم اليساري.
وكانت المنافسة محتدمة بين المرشحين الثلاثة الساعين لخلافة الرئيسة اليسارية زيومارا كاسترو التي شغل زوجها مانويل زيلايا الرئاسة أيضاً قبل أن يطاح بانقلاب عام 2009.
ويخوض مرشح ترمب المفضل، نصري "تيتو" عصفورة من الحزب الوطني اليميني، حملته الرئاسية الثانية بعدما خسر أمام كاسترو عام 2021.
وأعلن حزب "ليبري" الذي تنتمي إليه مونكادا أنه لن يعترف بالنتائج الأولية، وسيقبل فقط نتيجة الفرز النهائي للأصوات، وهو ما قد يستغرق أياماً.
ورهن ترمب استمرار الدعم الأميركي لأحد أفقر بلدان أميركا اللاتينية بفوز عصفورة.
وكتب الرئيس الأميركي الجمعة عبر منصة تروث سوشيال "إذا لم يفز (عصفورة)، فلن تستمر الولايات المتحدة في إنفاق الأموال عبثاً"، مكررا تهديدات مشابهة أطلقها دعماً لحزب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة.
ولم يكتفِ الرئيس الأميركي بوصف عصفورة بأنه "الصديق الحقيقي الوحيد للحرية"، بل أكد أنه "لا يستطيع العمل" مع مونكادا "والشيوعيين" وأنه "لا يثق" بسلفادور نصرالله.
انعدام للثقة
وفي خطوة لافتة الجمعة، أعلن ترمب أنه سيصدر عفواً عن رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هرنانديز، من الحزب الوطني، المحكوم بالسجن 45 عاماً في الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالاتجار بالكوكايين وغيرها.
ورحب بعض سكان هندوراس بتدخل ترمب، على أمل أن يسمح ذلك ببقاء مهاجرين هندوراسيين في الولايات المتحدة، بينما رفض آخرون تدخله في العملية الانتخابية.
ومنذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، تم ترحيل نحو 30 ألف مهاجر هندوراسي من الولايات المتحدة، في ضربة قاسية لبلد يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة.
وتقدم مونكادا الانتخابات على أنها خيار بين "أوليغارشية دبرت الانقلاب"، في إشارة إلى دعم اليمين لانقلاب 2009 على زيلايا، وبين "الاشتراكية الديمقراطية". وقد شغلت مونكادا حقائب وزارية في حكومتي زيلايا وكاسترو.
أما نصرالله الذي خدم أيضاً في حكومة كاسترو، فانفصل عن الحزب الحاكم واتجه نحو اليمين لاحقاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان عصفورة يعمل في قطاع البناء قبل أن ينتخب رئيساً لبلدية العاصمة تيغوسيغالبا لولايتين متتاليتين.
وأدت الاتهامات المسبقة المتبادلة بالتزوير، سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة، إلى تعميق انعدام الثقة وإثارة مخاوف من اضطرابات بعد الاقتراع.
فقر وعنف
تطرق المرشحون بصورة خجولة إلى المشكلتين الرئيستين في هندوراس، أي الفقر والعنف.
وعد عصفورة بجذب الاستثمارات، فيما تعهد نصرالله دعم الصناعة والزراعة، وركزت مونكادا على فرض ضرائب على النخبة الاقتصادية.
وقالت ميشيل بينيدا، وهي تاجرة تبلغ 38 سنة، لوكالة "الصحافة الفرنسية" إن "على الفائز أن يحاول التفكير في مصلحة البلد قبل مصالحه الخاصة، وألا ينظر إليه ككيس مال جاهز للنهب".
ويعيش ما يقارب ثلثي سكان هندوراس في الفقر، ويأتي 27 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد من تحويلات مواطنيها المقيمين في الولايات المتحدة، والتي تبلغ 10 مليارات دولار.
وتسجل هندوراس أحد أعلى معدلات الجريمة في المنطقة. ويشكل الفساد وارتباطه بتجارة المخدرات تحدياً كبيراً، وسرت شكوك في شأن نيات الأحزاب الثلاثة الرئيسة في الانتخابات في هذا المجال.