Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آلاف الأطفال ينتظرون تلقي الرعاية من هيئة الخدمات البريطانية

حصري: رئيسة الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل تنبه إلى أن الفشل في إيجاد حل للتأخير الطويل في تقديم الرعاية الصحية للأطفال "سينعكس سلباً على جيل بأسره في المملكة المتحدة"

مئات الآلاف من الأطفال في المملكة المتحدة الذين يحتاجون لعلاجات تنموية حيوية (غيتي)

علمت صحيفة "اندبندنت" أن مئات الآلاف من الأطفال في المملكة المتحدة الذين يحتاجون لعلاجات تنموية حيوية، وُضعوا على قوائم الانتظار في مرافق هيئة الخدمات الصحية الوطنية حتى أن بعضهم ينتظر منذ أكثر من عامين لتلقي العلاج.

هذا الواقع دفع برئيسة الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل إلى التحذير من أن قوائم الانتظار الطويلة لخدمات كعلاج النطق وتقويم اللغة، ستؤخر نمو جيل كامل من الأطفال، ما سينعكس سلباً على بريطانيا على المدى الطويل.

واستناداً إلى بيانات داخلية تمكنت صحيفة "اندبندنت" من الحصول عليها، فقد تُرك أكثر من 1500 طفل ينتظرون لنحو عامين لتلقي علاجاتهم في مرافق الهيئة فيما ينتظر قرابة 9 آلاف آخرون منذ أكثر من عام. ويبلغ إجمالي عدد الأطفال على قوائم الانتظار 209 آلاف طفل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد أفادت رئيسة الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل الدكتورة كاميلا كينغدون لـ "اندبندنت" بأن "حجم قوائم الانتظار مقلق للغاية. فخدمات الصحة المجتمعية كخدمات العناية بالتوحد ودعم الصحة النفسية وعلاج النطق وتقويم اللغة، تضطلع بدور حيوي في نمو الطفل حتى مرحلة البلوغ الصحي، وفي مساعدة الأطفال من جميع الخلفيات على تحقيق إمكاناتهم بكاملها".

ورأت أن "عدم حصولهم على الخدمات الصحية المجتمعية، ينعكس مباشرةً على الأطفال والأسر من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. ويمكن أن يؤثر التأخير في الحصول على هذه الخدمات الأساسية، على التطور الاجتماعي للأطفال، واستعدادهم لدخول المدارس، ونتائجهم التعليمية، ويزيد من أوجه عدم المساواة الصحية في مختلف أنحاء البلاد".

وفيما أثنت الدكتورة كينغدون على دور العاملين في مجال الصحة والرعاية الذين يقومون بمسؤولياتهم ويبذلون جهوداً كبيرة، اعتبرت أنه في غياب الدعم لهم، سيجدون مصاعب في معالجة التأخيرات طويلة الأمد، "الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على البلاد على المدى الطويل".

وفي هذا الإطار تظهر بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية المتعلقة بقوائم انتظار الأطفال في بريطانيا، أنه في شهر سبتمبر (أيلول) الفائت، كان يوجد أكثر من 61 ألف طفل ينتظرون تلقي علاج للنطق وتقويم اللغة، وخدمات طب الأطفال المجتمعية. وكان هناك نحو 20 ألفاً ينتظرون تلقي علاج طبيعي وعلاج وظيفي (يساعد الذين يعانون من إعاقة جسدية أو حسية أو إدراكية على القيام بأمورهم اليومية، كالأكل وانتعال الأحذية واللعب مع الآخرين والتركيز على التعلم والكتابة)، وما يزيد قليلاً على 15 ألف طفل ينتظرون مواعيد لعلاج سمعهم.

لويزا ريفز من مؤسسة "النطق واللغة في المملكة المتحدة" أشارت إلى أنه "مع تأخر نحو مليون و700 ألف طفل على الأقل عن التحدث أو الفهم للكلمات نتيجة وباء كوفيد، فإن أي تأخير في حصولهم على علاج النطق واللغة يُعد أمراً مثيراً للقلق. بالتالي، يتعين على الحكومة تسهيل سبل حصول العائلات على الدعم الحكومي لتحديات النطق واللغة. ويشمل ذلك تأمين الأدوات اللازمة والتدريب لدور الحضانة والمدارس، لاكتشاف الأطفال الذين يعانون من مصاعب في التحدث وفهم الكلمات، وتقديم المساعدة لهم. وإذا لم تتحرك بشكل عاجل، فسيكون مئات الآلاف من الأطفال معرضين لخطر التخلف عن التعليم، والمعاناة من مشكلات عقلية، والانضمام إلى قائمة العاطلين من العمل في المستقبل".

أليكس توماس قالت لـ "اندبندنت" إن ابنتها ماديسون التي تبلغ من العمر 4 سنوات، تمت إحالتها إلى خدمات علاج النطق واللغة عندما كانت في الثانية من عمرها، مع بداية فترة تفشي الوباء. وقد اضطُرت للانتظار 10 أشهر للحصول على موعد كي يتم إجراء أول تقييم لها، وجرى ذلك على نحو افتراضي عبر الإنترنت. وترى السيدة توماس أن حالة ابنتها الصحية تأثرت "بشكل كبير" بهذا التأخير، قائلةً إنها تُركت وحدها في متابعة علاج ابنتها والأنشطة المرافقة له.

وتضيف: "ستدخل ابنتي إلى المدرسة في سبتمبر (أيلول) المقبل في وقت تلقت علاجاً طبياً سيئاً... أشعر حقاً بأنني أرسلها إلى المدرسة في وضع غير مؤات لها على الإطلاق مقارنةً بزملائها".

وقد تبلغت هذه الأم أن ابنتها قد لا تتمكن من الحصول على مواعيد لجلسات علاج النطق التي تحتاجها، قبل انطلاق السنة الدراسية، لأن قائمة الانتظار طويلةٌ للغاية، والفريق المعالج يعاني من "ضغوط كبيرة" في عدد الحالات التي يتعين عليه معاينتها.

سارة سكوبي نائبة مدير الأبحاث في مؤسسة "نافيلد تراست" توقعت أن تكون للتأخيرات الحاصلة في الحصول على الخدمات الصحية الملائمة للأطفال، "انعكاسات سيئة الآن وفي المستقبل". وأشارت إلى أن "التقييمات والعلاجات لمشكلات النمو، بما فيها السمع والنطق، هي أحد الجوانب المتضررة نتيجة هذا الواقع". ونبهت إلى أن "غياب تدخل طبي مبكر لمعالجة هذه الحالات، يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على تعليم اليافعين وصحتهم وسلامتهم لفترة طويلة في المستقبل".

وفي تعليق على ما تقدم، قال متحدث باسم هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" إن "مرافق هيئة الخدمات تعمل جاهدةً على خفض أوقات الانتظار، وتحسين النتائج في ما يتعلق بخدمات الأطفال والشباب، بما فيها تلك التي كلفتها إياها السلطات المحلية. كما تسعى إلى تطوير خطة طويلة الأجل للقوى العاملة، لضمان حصول القطاع على الأعداد المطلوبة والمناسبة من الموظفين خلال السنوات المقبلة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة