Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يحظى الكلب بنصيب الأسد في العالم الغربي؟

عاف العرب هذا الحيوان سينمائياً وأدبياً وفضلوا عليه الذئب لكنه لقي عطف الإنسان الغربي المعاصر

تولت السينما والدراما الغربية مهمة صياغة قصة نجاح الكلب من خلال أعمال مؤثرة ركزت على وفائه للإنسان ومن ثم ذكائه (مواقع التواصل)

ملخص

تميز الكلب فنياً بكونه مرآة تعكس ثقافة صاحبه وأظهرته أفلام السينما والرسوم المتحركة في أدوار متعددة على رغم أن أكثرها ركز على شخصيته الطيبة والساذجة

لم يدخل الكلب في قائمة الحيوانات الخارقة التي استلهم منها الإنسان شخصيات الأبطال الخارقين أمثال "باتمان" و"سبايدرمان" إلا متأخراً جداً، مع ذلك نال من خلال ظهوره الطبيعي العادي وضمن أدوار فرعية وغير ناطقة أحياناً، خصوصاً في بدايات بطولاته فنياً، نصيب الأسد من حظوة الإنسان الغربي تحديداً، إذ كرّمه العالم المتحضر حياً و ميتاً، حتى بلغ منزلة بعض أفراد العائلة، فدخل إلى المنازل من أوسع أبوابها ونام على فراش وثير. هذا المخلوق عافه العرب، فنياً وواقعياً، وجعلوه ملحقاً بحظائرهم، يحرس أغنامهم ويتعرض للمطاردة والتنكيل لأنهم فضّلوا عليه سلفه الأكبر الذئب لأنه رفض التدجين.

ومع ذلك تمكن هذا المخلوق الذكي من اكتساح عوالم الإنسان الغربي سينمائياً وأدبياً ومعرفياً، مما قاد كثيرين إلى التساؤل حول سبب كل هذا الحب له من الأطفال والنساء والرجال دوناً عن بقية الكائنات الحية.

مرآة الإنسان فنياً

تميّز الكلب فنياً بشخصية مرنة وبات بمثابة مرآة تعكس ثقافة صاحبه، إذ أظهرت أفلام السينما والرسوم المتحركة الكلب في أدوار متعددة، على رغم أن أكثرها ركز على شخصية الكلب الطيبة والساذجة، لكن صدور أعمال سينمائية عن أناس أشرار ومنهم رجال العصابات الأشداء الذين لا يعرفون الرحمة، استدعى إظهار شخصية الكلب الشرير الشرس الذي ينفذ من دون تردد رغبات ولي نعمته الدنيئة.

من جهة ثانية شهدت شخصية الكلب في الرسوم المتحركة وعبر السينما منذ حقبة "الأبيض والأسود" وحتى الآن، تحولات بارزة، أهمها انتباه بعض الثقافات إلى صفة ذكاء الكلب وقدرته على التطور، فيما عانت شخصية الكلب عبر السينما أخيراً ومن خلال هوليوود، تأثيرات الآلة، إذ صورت بعض الأفلام التي صدرت عام 2013 مثل فيلم THE LAWNMOWER DOG، الآلة وهي تقوم بدور المطور لعقل الكلب من خلال جهاز إلكتروني حصل عليه مالكه من أحد أصدقائه.

 


في الرسوم المتحركة

وتتميز أعمال الرسوم المتحركة بالقدرة على توقع ما هو آتٍ من خلال النص القوي والإمكانات التقنية العالية، وكانت بداية شخصية الكلب من خلال الرسوم المتحركة عبر أدوار فرعية ظهرت في خلفيات برامج عن حيوانات مثل الفأر التي صاغها جهابذة التسلية ومنهم "والت ديزني" عبر برامج شهيرة مثل "ميكي ماوس" و"توم أند جيري"، لكن شخصية الكلب أعمق من كونها شخصية فرعية ساذجة وغير ناطقة غالباً، مما تطلب تطويرها سينمائياً أيضاً بشكل مستقل لتعرض ضمن قوالب متنوعة ولكنها ظلت شعبية وساذجة وبسيطة، لذلك سرعان ما استقلت الشخصية تماماً من خلال أدوار رئيسة ذات هوية مركبة أحياناً مثل "سنوبي" و"غوفي/بندق" و"سكوبي دو" و"دروبي ودريبل" وغيرها من الشخصيات الشهيرة.

في السينما العالمية

وحفرت السينما الأوروبية والأميركية منذ الستينيات في شخصية الصديق الوفي للإنسان، فأنتجت هوليوود، تحديداً منذ عام 1955، شخصية الكلب "ترامب" الذي يتحدر من أصول وضيعة، لكنه يقع في غرام كلبة ذهبية من الطبقة المخملية، ويقود الفيلم إلى الثيمة الأولى في شخصية الكلب سينمائياً وهي شخصية المخلوق المكافح الذي خرج من عالمه الضيق وطرق أبواب الرفاهية.

وتكمن أهمية هذه الفكرة في أنها وثقت لعقود غابرة طويلة من قصة كفاح الكلب التي تطورت إلى جانب قصة كفاح الإنسان ليخرج كلاهما من أتون الغابات والتوحش نحو عصر جديد من الرفاهية والتلذذ بمسرات الحياة.

في المقابل لم يلتفت العرب من خلال ثقافتهم إلى حكاية الغرب حول أهمية الكلاب، فالكلب عربياً مخلوق فرعي وهامشي لأنه يسكن إلى الآن في حظيرة الإنسان البسيط، ونادراً ما يدخل إلى منزله أو حتى غرفة نومه، ويعود ذلك لأنهم مغرمون بأسلاف الكلب الكبيرة وهي الذئاب ويعدونها بدوياً رمزاً للطهارة والشرف، بالتالي تُعد أفلام السينما عربياً حول شخصية الكلب شبه معدومة، فيما ظهرت أخيراً أعمال تحدثت عن استمتاع الإنسان العربي برفقة الذئاب وذلك من خلال الشعر، ومن ثم الدراما كما في المسلسل البدوي الأردني "مخاوي الذيب" عام 2009 من بطولة الفنان منذر رياحنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لماذا الكلب عالمياً؟

تعتد الثقافة الغربية بالناجحين، وهي ثقافة قامت على استقطاب المتميزين في بيئاتهم الأصلية شرقاً ومن كل مكان، لذلك نجح الكلب في تلبية كل رغبات الإنسان الغربي المعقدة، إذ استدعاه الإنسان بعد نجاحه في البقاء بين طبقة المفترسات الكبيرة مثل الأسد والنمر والفهد والضبع وغيرها من الكائنات، وبدوره أدرك هذا المخلوق الذكي أن تحالفه مع الإنسان سيوفر له قدراً كبيراً من الرفاهية، فخلع نفسه قبل آلاف السنين من فصيلة الذئاب التي رفضت التدجين وتحول إلى مخلوق يعيش في كنف الإنسان الغربي ويزين مجلسه وغرفة نومه، فيما تولت السينما والدراما صياغة حكايته الخاصة الجديدة برفقة صديقه الإنسان.


في زمن الآلة والأبطال الخارقين

في 2022 وبعد رحلة طويلة من الأعمال السينمائية التي تولى بطولتها الكلب العادي، ظهرت أخيراً شخصية الكلب الخارق من خلال فيلم "دي سي ليغ أوف سوبر بيتس" الذي تحدث عن كلاب ذات حسابات مؤثرة اجتماعياً في مواقع التواصل، وتتميز بأنها ترتدي رداء "سوبرمان" وتشارك حياتها الخاصة مع المعجبين، بينما يخوض أحدها مغامرة لإنقاذ "فرقة العدالة" المخطوفة ومن بينهم صديقه العزيز "سوبرمان".

تأخير متعمد

وتأخرت شخصية الكلب الخارق بالظهور كثيراً وجاءت بعد استلهام البشر لحكايات من جنس الحشرات التي تُعد أقل شأناً لدى الإنسان من الكلب، وظهر ذلك من خلال شخصية "باتمان" المأخوذة عن الخفاش أو الوطواط و"سبايدرمان" المأخوذة عن العنكبوت، ويعود ذلك وفقاً لأعمال كثيرة لإعجاب الإنسان بشخصية الكلب الطبيعية ولأن هذه الحشرات لم تنل شعبية واسعة لدى الناس مثل الكلب، فأدخلت إلى مختبرات البحث العلمي من أجل التجارب بعد العولمة وخوض الإنسان تجاربه على بعض الأجناس بهدف تطوير ذاته، مما قاد إلى اكتشاف خصائص معينة لديها وظِّفت سينمائياً لاحقاً. وبدلاً من ذلك، خص الإنسان صديقه الوفي بمهمات يمكن النجاة منها على رغم خطورتها، فوضعه في مهمات إنقاذ البشر أثناء الكوارث وأثناء دخول أماكن التفجيرات، حتى إن الكلاب المستأنسة من أنواع مدربة تولت مهمات أكثر رقياً منها مساعدة الناجين من الكوارث نفسياً، مما كفل لهذا المخلوق الذكي سيرة بطولية أثناء حياته وحتى بعد وفاته، خصوصاً إذا جاءت الوفاة أثناء تأديته لبعض تلك المهمات الخطرة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات