Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطريق الوعرة إلى نجومية سيلفستر ستالون الصامدة

إنه الشخص المنعزل الحساس المحب لإدغار آلان بو الذي حضر ذات مرة إلى مهرجان كان على ظهر دبابة عسكرية، رامبو المخلوق في عهد ريغان، والذي تمت السخرية منه في فيلمه الأخير، لكنه لا يزال يؤدي أدواراً رائعة حتى وهو في أواخر الـ70 من عمره

سيلفستر ستالون في دور بارني روس، المرتزق الأشهب في فيلم Expend4bles (ليونزجيت)

ملخص

إنه الشخص المنعزل الحساس المحب لإدغار آلان بو الذي حضر ذات مرة إلى مهرجان كان على ظهر دبابة عسكرية، رامبو المخلوق في عهد ريغان، والذي تمت السخرية منه في فيلمه الأخير، لكنه لا يزال يؤدي أدواراً رائعة حتى وهو في أواخر الـ70 من عمره. 

لم تكن مدة ظهور سيلفستر ستالون في أحدث أفلام سلسلة "المرتزقة" Expendables طويلة، لكنه مع ذلك يحظى بأفضل اللحظات في العمل. الشخصية التي يؤديها هي بارني روس صاحب القبعة السوداء، مرتزق أشيب يبدو كمزيج بين فنان يساري يعيش على أكل الكرواسان في باريس وأحد المحاربين المخضرمين في مجموعة "فاغنر". نحن نراه على دراجات نارية معززة وخلف مقاود طائرات ومروحيات، كما نجده في الحانات أيضاً، بينما تتنقل مواقف الأكشن بين المدن الأميركية ومصنع كيماوي قديم للعقيد معمر القذافي في ليبيا وصولاً إلى وسط المحيط حيث توجد قنبلة نووية على وشك الانفجار.

عندما يبدأ القتال في الدقائق القليلة الأولى من الفيلم، يتهرب ستالون من القتال شاكياً من آلام في ظهره وتاركاً صديقه لي كريسماس (يؤديه جيسون ستاثام) ليحمل وزر العراك. جينا (ميغان فوكس)، خليلة لي التي تعمل في وكالة الاستخبارات المركزية، تشير إليه بـ"رجل الكهف"، وهو وصف يبدو أن بارني يقبله بتواضع كوصف دقيق إلى حد كبير، نظراً إلى عمره ومظهره الأشعث وأسلوب حياته العنيف.

يسخر صانعو الفيلم بلطف من شخصية بارني التي يؤديها ستالون وتظهر عليها علامات التقدم في السن. قواه الشبيهة بقوى شمشون تراجعت لدرجة أنه خسر أخيراً مسابقة للمصارعة بالإبهام واضطر إلى التخلي عن خاتم المرتزقة الثمين الخاص به. أطلق عليه أصدقاؤه لقب "عقلة الإصبع" وهو اسم لا يمتلك نفس جاذبية "رامبو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مهما كانت عيوب الفيلم، فهو دليل آخر على أن ستالون هو بطل أفلام الأكشن الأكثر ديمومة في هوليوود. وهو أيضاً الأكثر انشغالاً بعديد من المشاريع الجديدة المقبلة.

من المؤكد أن الجزء الرابع في الامتياز الذي يحمل عنوان Expend4bles لن يكون سبباً في فوز ستالون بأي جوائز في فئة التمثيل، فهذا ليس واحداً من أداءاته الشبيهة بما كان يقدمه في سلسلة "روكي" Rocky التي تظهره يبذل قصارى جهده في دور المستضعف المرن ولكن الخشن، هذا فيلم آخر يسخر فيه الممثل من مسيرته الفنية. على كل حال، في سن الـ77، يتمتع بإطلالة جيدة بشكل لا يصدق مقارنة بعمره، ولا يزال وكلاء اختيار الممثلين في هوليوود يسندون إليه أدواراً مهمة.

بفضل الحب المستمر الذي يحظى به ستالون، تم إنتاج وثائقي جديد عن حياته ومسيرته المهنية بعنوان "بارع" Sly عرض لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي في وقت سابق من هذا الأسبوع.

خلال جلسة نقاش أعقبت العرض الأول للفيلم، قال النجم متحدثاً عن حالات الصعود والهبوط العديدة التي شهدتها مسيرته خلال نصف القرن الماضي: "إنها تشبه تماماً الصعود إلى قمة الجبل والهبوط إلى قاع الوادي"، هذا واحد من الأسباب التي جعلت الجمهور مفتوناً به طوال هذه السنوات. كانت حياته المهنية دائماً عبارة عن رحلة متقلبة إذ تتبع النجاحات الهائلة إخفاقات هائلة، مثل فيلم "راينستون" Rhinestone الفاشل الصادر عام 1984، الذي لعب فيه دور مغني موسيقى كانتري أمام دوللي بارتون، أو فيلم "توقف، وإلا ستطلق أمي النار" Stop! Or my Mom Will Shoot الصادر عام 1992، محاولته الكارثية لإثبات قدرته على تقديم الكوميديا الخفيفة مثل منافسه اللدود أرنولد شوارزنيغر.

على الشاشة وبعيداً منها، جمع ستالون بين الرجولة الوحشية والضعف مثل صبي صغير. أعرب عن أسفه لكيفية تحول صورته كبطل أفلام الأكشن العدواني بسرعة إلى شيء راسخ، قائلاً: "من الأخطاء الكبيرة كان تركيزي على سحر أجزاء التتمة... لقد وقعت على شهادة وفاتي... وصرت ذلك الرجل". بطبيعة الحال، كان يتظاهر بالامتعاض. لم تكن أجزاء التكملة تلك لعنة، بل السبب الرئيس وراء استمرار التكريم الذي يحظى به حتى يومنا هذا.

كتاب جديد لنيك دي سيملين بعنوان "آخر أبطال الأكشن" The Last Action Heroes، والذي يتم بين صفحاته الاحتفاء بستالون كواحد من النجوم الثمانية الذين حددوا سينما الأكشن في الثمانينيات والتسعينيات، يكشف عن مدى غضب ستالون الشديد من أن يتم تصويره على أنه روكي أو رامبو – على رغم أن هذين هما الدوران اللذان كان يعود إلى أدائهما دائماً في حال واجهته عثرة في مسيرته المهنية.

يخبرني دي سيملين: "بفضل الحظ جزئياً ومن خلال وضع الاستراتيجيات، جسد في نهاية المطاف هاتين الشخصيتين اللتين يمكن العودة إليهما باستمرار على مر العقود... لقد استفاد حقاً من تلك الامتيازات بطريقة ذكية جداً. كلما واجه جفافاً في مجالات أخرى، كان يعود ويصنع فيلماً آخر مما يعطيه دفعة تعيده إلى روح العصر مرة أخرى".

برز ستالون كنجم سينمائي على أعتاب عصر ريغان، وأصبح الرئيس الأميركي أحد أكبر المعجبين به. إنه ينحدر من خلفية متواضعة ومضطربة. كان من المثير للاهتمام سماع الممثل في مقابلة مع ابنتيه صوفي وسيستين في حلقة بثت عام 2021 من مدونتهما الصوتية "غير منمق". حتى إنهما بدتا مذهولتين من روايته الكئيبة عن طفولته ومراهقته الشبيهة بتلك التي يعيشها الصغار في قصص تشارلز ديكنز. في تلك الأيام، كان يشار إلى اسمه بحرفي "ق ج" اختصاراً للقب "القاصر الجانح". كل المدارس التي التحق بها طردته وكان يتسكع في أزقة فيلادلفيا ويدخن السجائر عندما كان مراهقاً.

رشحه أساتذته ليكون "الأكثر احتمالاً بالوصول إلى كرسي الصعق بالكهرباء في نهاية المطاف". كان يعاني اضطراب نقص الانتباه ويعتبر مزعجاً للغاية لدرجة أنه تم منعه من النظام المدرسي في بنسلفانيا بالكامل. ما زال يحتفظ بأحد تقاريره المدرسية من تلك الفترة ويقول "أنا أستخدمه كمثال. وهذا يوضح أنه من الممكن أن تفشل في كل الفصول الدراسية، ومع ذلك تحقق شيئاً جيداً جداً في النهاية".

قصة ستالون مليئة بالتناقضات. إنه رجل الشارع المتمرد الذي اكتشف مهنته كممثل عندما التحق بالمدرسة الإعدادية في سويسرا. إنه الشخص المنعزل الحساس المحب لإدغار آلان بو الذي حضر ذات مرة إلى مؤتمر صحافي في مهرجان كان السينمائي على ظهر دبابة عسكرية.

كان ستالون مفتوناً في شبابه بالأفلام التي تسرح بالخيال مثل "رحلة السندباد السابعة" The 7th Voyage of Sinbad (1958)، مدعياً أنه كان يحب "أي شيء غامض، قادر على أخذي بعيداً من المكان الذي كنت فيه في ذلك الوقت". ومع ذلك، فإن مسيرته المهنية كانت مبنية على لعب دور روكي، الملاكم الماهر الآتي من طبقة فقيرة.

قال ستالون واصفاً الفترة التي أعقبت التجارب الفاشلة لشركات الإنتاج: "أتيت في وقت كانت شركات الإنتاج تواجه تحديات كبيرة... لقد كانت تصنع أفلاماً غنائية وتلك الإنتاجات العملاقة التي كانت تواجه الفشل". أما ستالون فبدأ بالازدهار في الفترة عينها في أعمال درامية عن مقاتلين صغار وحراس يربطون رؤوسهم بالأوشحة.

من المعروف أن المنتجين إيروين وينكلر وروبرت تشارتوف راهنا على نجاح الشاب المتشرد. عندما قال لهما بخجل، بعد تجربة أداء فاشلة أخرى، "أنا أكتب أيضاً"، ألقيا نظرة على سيناريو فيلم "روكي" Rocky الذي كتبه بنفسه، ومنحاه الضوء الأخضر في النهاية وميزانية صغيرة ودور البطولة، وفاز الفيلم الذي يتحدث عن البطل الملقب بـ"الفحل الإيطالي" بأوسكار أفضل فيلم في دورة عام 1976.

وعلى رغم نجاح "روكي" كشف الممثل عن أنه كان "الاختيار الـ11" للعب دور رامبو، الشخصية الأخرى التي حددت مسيرته المهنية. رفض جميع الممثلين الآخرين الدور لأن الرجل الذي وصفه ديفيد موريل في كتابه "لحظة الصراع الأولى" First Blood كان مختلاً عقلياً – وهو من المحاربين القدامى في فيتنام، مختل ومشرد وقتل تقريباً كل شخص التقاه. كان من الممكن أن يكون رامبو مثيراً للاشمئزاز لو أداه أي شخص آخر غير ستالون الذي تمكن من تحويله إلى رمز للتعاطف.

ستالون كاتب وفنان وممثل أيضاً، ولا يزال يمارس الرسم كل يوم. تظهر أشكال الساعات بشكل بارز في أعماله الأخيرة. يقول عن هوسه بماهية الوقت: "أنت تصل إلى عمر معين وتصبح واعياً بالوقت بشكل لا يصدق، بخاصة عندما تهدره، عندما تتخذ القرار الخاطئ، عندما توجهت يساراً بدلاً من أن تتجه يميناً في حياتك".

لكن بنتاه ترفضان فنه إلى حد ما. أعربت إحداهما عن حريتها لقيام العائلة بوضع إحدى رسماته المبتدئة من سن المراهقة في إطار وتعليقها في منزلهم. ومع ذلك، فقد أقيم معرض لأعماله في تورونتو هذا الأسبوع، تزامناً مع إطلاق الفيلم الوثائقي الجديد عنه.

عندما سئل عن السبب الذي جعله نادراً ما يكشف عن هذا الجانب المرهف في شخصيته للجمهور من قبل، اعترف ستالون أنه عندما بدأ في صناعة السينما كان "صريحاً ومقاتلاً". إذا حصل على مراجعة سيئة، فإنه سيأخذها بشكل شخصي للغاية. لقد تعمد إظهار صورة ذكورية، ولكن حتى في ذلك الوقت كان حساساً بدرجة مدهشة. لقد احتاج إلى سنوات ليتجاوز انتقاد الناقد في صحيفة "نيويورك تايمز" فنسنت كانبي لأول أفلام "روكي": "الفيلم الضعيف الذي يدور في الأحياء الفقيرة الذي يستجدي التعاطف".

 في انسجام تام مع مسيرة ستالون المهنية، تتزامن الإشادة التي يحظى بها فنه في مهرجان تورونتو السينمائي مع وصول أحد أفلام الأكشن الأكثر فظاظة وغلظة الخاصة به إلى دور السينما.

تحدث النجم في تورونتو هذا الأسبوع عن توقه إلى القيام بمزيد من "الأعمال الجماعية" مثل فيلم "أرض الشرطة" Cop Land للمخرج جيمس مانغولد (1997) - لقد برع في دور شرطي متعثر في بلدة صغيرة، يعاني الصمم في إحدى أذنيه وبطء الفهم الشديد على ما يبدو، لكن هذا الفيلم لم يكسب كثيراً من الأرباح. واشتكى بمرارة من قرار الموزع هارفي وينستاين بإطلاقه في ذروة الصيف بينما كان متأكداً من أنه فيلم شتوي. حصل على أجر مخفض عن الدور وتألم لأنه بقيامه بذلك قلل من قيمته في هوليوود.

يقول دي سيملين عن النجم المخضرم: "إنه جيد حقاً عندما يتشارك العرض مع أشخاص آخرين [لكنه] لم يقدم كثيراً من الأعمال المشتركة... أعتقد أنه كان يريد دائماً أن يكون النجم واللاعب الرئيس".

كشف الممثل في مقابلة أجراها عام 2012 مع مجلة "ماكلين" الكندية أنه رفض دورين في فيلمين لكوينتين تارانتينو هما "جاكي براون" Jackie Brown (1997) و"غرايندهاوس" Grindhouse (2007)، اللذان أخرجهما تارانتينو بالتعاون مع روبرت رودريغيز. قال نجم أفلام "رامبو" عن نفوره من عرض العنف ومخاوفه من تأثيره في الشبان: "لديَّ ابنتان، وهواية هذا الزميل [تارانتينو]، هي وضع المراهقين في سيارته وصدمها بالحائط حتى التحطم... هذا لا ينجح". ومع ذلك، يشك المرء في أنه كان قلقاً في شأن تشويه مكانته بين نجوم الصف الأول من خلال دخوله عالم أفلام تارانتينو القاتمة من الدرجة الثانية، كما هو متوقع، لا يزال ستالون يقدم الأداء الأفضل بين من يشاركونه بطولة "المرتزقة". يحترم مكانته المرموقة كل من ستاثام، ودولف لوندغرين وشريكه القديم في السجال في أفلام "روكي" إيفان دراغو وفوكس و50 سنتاً. مثلما كان جون واين قبله بجيل، فهو ليس مستعداً لإظهار الضعف ونادراً ما تراه يموت على الشاشة.

يجادل دي سيملين في أن عبقرية ستالون قد تكمن في الكتابة بقدر ما هي في التمثيل. ويقول واصفاً نص وثائقي "بارع": "أعتقد أنه كاتب رائع. لم يحظ بالتقدير الذي يستحقه برأيي". يستشهد بـ"روكي" على وجه الخصوص باعتباره سيناريو رائعاً يحتوي على "كثير من الفروق الدقيقة والحوار المتميز والحساسية الحقيقية. إنه أولاً وقبل كل شيء قصة حب بين روكي وأدريان [تلعبها تاليا شاير]. الجوانب القتالية رائعة ولكن الفيلم في الواقع يدور حول العلاقة بين هاتين الشخصيتين وقد رسمها ستالون بشكل جميل".

يستمتع ستالون بفترة من التألق غير النمطي في وقت متأخر من حياته المهنية. تعود سلسلة "المرتزقة" إلى الشاشة الكبيرة وسيبث الفيلم الوثائقي الجديد عنه قريباً على "نتفليكس"، كما تم إحياء سلسلة الجريمة "تالسا كينغ" Tulsa King الذي تدور أحداثه في أوكلاهوما، ويلعب فيها دور "زعيم" مافيا خرج للتو من السجن، مع موسم ثان، وكذلك مسلسله التلفزيوني الواقعي "عائلة ستالون" The Family Stallone، الذي يعرض حياته اليومية بأسلوب آل كارداشيان مع زوجته وابنتيه.

لا عجب إذاً أن ستالون يبدو أحياناً مثل الشخص الذي حصل على كل ما يريد. يظهر الممثل وهو يزأر كأسد جريح في المقطع الترويجي لوثائقي "بارع"، حين يقول "هل أشعر بالندم؟ نعم وحق الجحيم، لقد ندمت!" لكن هذا الندم لا يبدو عميقاً جداً، إذ لا يزال في نظره وفي نظر معجبيه، ملك الوحوش بلا منازع وغير القابل للتدمير في أفلام الأكشن في هوليوود.

يصدر فيلم "المرتزقـ4" هذا الأسبوع، ومن المقرر أن يطرح وثائقي "بارع" على منصة نتفليكس في نوفمبر (تشرين الثاني).

كتاب "آخر أبطال الأكشن: الانتصارات والإخفاقات والعداوات لملوك المذابح في هوليوود" للكاتب نيك دي سيملين صدر عن دار بيكادور للنشر.

© The Independent

المزيد من منوعات