Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"اختطاف" يعرض "البرودة الإنجليزية" في أحداث متسارعة

مسلسل بريطاني عن إختطاف طائرة من إخراج جيم فيلد سميث وكتابة جورج كاي

إدريس ألبا في لقطة من «اختطاف» (أبل تي في)

ملخص

 اللافت في العمل الخط الدرامي الذي رسمه الكاتب والمنطقية في طرح الأحداث، فلا نجد هنا مبالغة ولا أعمالاً بطولية، على عكس ما قدم سابقاً في كثير من الأفلام والمسلسلات الأميركية.

إذا كنت ممن يخافون ركوب الطائرة فالأفضل عدم مشاهدة هذا المسلسل، لأن الإنتاج الجديد من "آبل+" يتسم بواقعية فريدة وجرعة توتر كبيرة.

مسلسل "Hijack" (اختطاف) من إخراج جيم فيلد سميث وكتابة جورج كاي تدور أحداثه حول رحلة طائرة تجارية بريطانية من دبي إلى لندن، وبعد الإقلاع تتعرض الطائرة التي تقل 216 راكباً للاختطاف من قبل خمسة أشخاص دبروا بعناية هذه العملية بتنسيق مع مجموعة على الأرض.

وتتوالى الأحداث ويصادف على الطائرة وجود سام نيلسون (إدريس ألبا) خبير التفاوض الذي يلعب دوراً كبيراً في تشتيت انتباه الخاطفين الذين يريدون من خلال العملية إطلاق سراح محكومين لدى الحكومة البريطانية والتلاعب بسوق الأسهم لجني أموال طائلة.

الخط الدرامي

واللافت في العمل هو الخط الدرامي الذي رسمه كاي والمنطقية في طرح الأحداث، فلا نجد هنا مبالغة ولا أعمالاً بطولية على عكس ما قدم سابقاً في كثير من الأفلام والمسلسلات الأميركية.

 

 

والبطل في العمل الإنجليزي رجل هادئ لا يريد أن يضحي بنفسه من أجل المجموعة بل يريد العودة لمنزله بأقل الخسائر الممكنة، ولطالما شاهدنا في الأعمال الأميركية أن البطل قد يكون خبير متفجرات أو مقاتلاً سابقاً أو جندياً خاضع لكل الدورات التي تساعده في البقاء حياً، لكن فكرة التضحية بعيدة هنا من قبل كاتب العمل الذي يريد القول إن الكل مهم بالنسبة إلينا.

لقد حاول كاي أن يعرف المشاهد على ركاب الطائرة، فبتنا نعرف من هم وما هي مشكلاتهم، ولم يكتف بذلك بل دخل إلى عوالم الخاطفين لنكتشف مع تطور الأحداث أن بعضهم لا يريد المشاركة في هذه العملية لكنه مجبر على ذلك، وتلك العلاقات التي تابعنا تفاصيلها شدت انتباه المشاهد وجعلته يترقب الأحداث كما لو أنه المختطف.

تقسيم جرعات الإثارة

وفي الوقت ذاته عمل المخرج جيم فيلد سميث على تقسيم جرعات الإثارة والتشويق واشتغل بأماكن محدودة، فالتصوير لم يكن في مساحات واسعة ولذلك حاول استغلال لقطاته مع التركيز على مشاعر الخوف التي تصيب الركاب وحالات اليأس التي أصابت بعضهم، وقدّم لنا المخرج انهيارات بشرية صادقة ساعده في ذلك برودة الممثلين الإنجليز الذين حتى وإن تأثروا فهم يحافظون على برودتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتكون المسلسل من سبع حلقات وكل حلقة نحو 40 دقيقة، ولكل منها سياق درامي بلا مبالغات أو أعمال بطولية جنونية، وبعد الحلقة الثالثة يقدم المخرج خطاً درامياً جديداً بعدما سرّب سام نيلسون خبر اختطاف الطائرة إلى الأرض.

 

 

ونشهد مواجهة بين وزيرة الخارجية ووزير الداخلية وصراعاً جديداً على السلطة وتحقيق نقاط ومكاسب انتخابية إضافية، فوزيرة الخارجية مثلاً وصفت المجموعة بأنها منظمة إجرامية شديدة التنظيم وهي مع أن تفاوضهم، فيما وصف وزير الداخلية المجموعة بأنها إرهابية رافضاً التفاوض معهم، بخاصة أنه كان مع قرار قصف الطائرة ومنع ارتطامها بوسط لندن من منطلق "دعونا نضحي بالقليل ولا نخسر الكثير".

هذا الصراع السياسي بين الوزيرين وما يحصل على الطائرة وحده المشاهد من يتابعه، فهنا يعيش حيرة وهناك يعود للتوتر، وهنا تكمن قوة العمل في توزيع الدراما والتشويق على طول دقائق الحلقة أياً كانت.

ولا تتوقف المفاجآت في العمل إذ يوجد غير الخاطفين على الطائرة، مثل أشخاص أجبروا على الانخراط في العملية حماية لعائلاتهم مثل السيدة التي وقفت فجأة في لحظة معينة وقتلت كابتن الطائرة واستولت على غرفة القيادة وأقفلت الباب.

إدريس ألبا

وفي كل تلك الأحداث ثمة قاسم مشترك وهو الممثل إدريس ألبا، فهو من أرسل رسالة نصية إلى زوجته يخبرها أن الطائرة مختطفة، وهو من تلاعب بقائد الخاطفين وأوهمه أنه يريد مساعدته، وهو من ساعد خاطفاً حين تعرض لضربة سكينة، وهو من تعامل لاحقاً مع قائدة غرفة العمليات على الأرض وتولى المفاوضات مع قائدة الطيارة المستحدثة لتسلم نفسها.

إذاً قدم ألبا (1972) مجموعة من الحالات التمثيلية ضمن سياق واحد يخدم العمل، والأهم كان الحفاظ على ملامحه بأنه البطل لكن بهدوء، وتقديم شخصية تعتمد على القوة الفكرية بدلاً من البدنية.

الفكرة

اختطاف طائرة ليس فكرة جديدة أو مبتكرة، وقد قدمت السينما الأميركية كثيراً من الأعمال التي تناولت هذه الفكرة من مختلف جوانبها، السياسية أو الاقتصادية وحتى الانتقامية أو التخريبية، وشاهدنا كثيراً من الأدوار البطولية ضمن سياق مبالغ فيه، ومن أبرز الأعمال التي تناولت اختطاف الطائرات "Executive Decision" وهو فيلم أميركي من نمط الإثارة من إخراج ستيورت بيرد وبطولة كورت راسل وستيفن سيغال، وAir Force One" وهو فيلم حركة وإثارة من إنتاج عام 1997 بطولة هاريسون فورد ومن إخراج فولفغانغ بيترسن وتأليف أندرو و. مارلو، و"Non Stop" فيلم حركة وغموض أنتج في فرنسا والولايات المتحدة.

 

 

وهناك أيضاً " Passenger 57" الذي تدور قصته داخل طائرة مدنية يوجد على متنها ويزلي سنايبس ويكون رقم مقعده 57، وهو خبير الأمن الذي يحاول التعافي من وفاة زوجته ويسافر إلى لوس أنجليس لتسلم وظيفته كمدير لأمن إحدى شركات الطيران، وعندما تتعرض الطائرة لمحاولة اختطاف وتفجير يحاول إحباط ذلك وإنقاذ الطائرة.

والفيلم من إنتاج عام 1992 ومن إخراج كيفن هوكس وبطولة ويسلي سنايبس، لكن ما قدمه مسلسل "اختطاف" يبقى مغايراً لما قُدم سابقاً، بخاصة من حيث المنطقية في طرح الأحداث وترتيبها والتركيز على العلاقات الانسانية بين الركاب وعرض انهياراتهم النفسية وتحولاتهم.

وعلى رغم تقديم "آبل تي في+" عدة أعمال منذ انطلاقها فإنها تتميز بأسماء نجومها وكلفة إخراجها العالية، إلا أن هذا المسلسل الذي تدور أحداثه على متن طائرة وصوّر في أماكن محدودة استطاع التفوق على كثير من الأعمال السابقة نتيجة اختلافه عن قوالب المسلسلات المعتادة، وحقق مسلسل "اختطاف" معدل 87 في المئة على موقع "روتن توماتوز" (Rotten Tomatoes) من النقاد، و69 في المئة من الجمهور، مثيراً إعجاب الجميع بإيقاعه المتوازن والمشوق ومثيراً خيالهم لما يمكن أن تنتهي عليه أحداثه.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات