ملخص
الأطباء ينضمون إلى الإضرابات في إسرائيل ونقابة المحامين ومجموعات نقابية أخرى تقدم التماسات إلى المحكمة العليا لإلغاء التشريع القضائي المثير للجدل
تتأهب إسرائيل لمزيد من الإضرابات والاحتجاجات اليوم الثلاثاء فيما بدأ الأطباء إضراباً لمدة 24 ساعة وتصدرت إعلانات سوداء صفحات جرائد، في تصاعد للغضب في أعقاب اعتماد البرلمان بنداً رئيساً في مشروع الإصلاح القضائي المثير للانقسام، بينما قدمت طعون إلى المحكمة العليا ضد القانون الذي يخشى معارضون أن يمثل خطراً على استقلال المحاكم.
ومرر الكنيست في جلسة عاصفة أمس الاثنين أول قانون يغل يد المحكمة العليا عن إعادة النظر في قرارات الحكومة، بعد أن غادر مشرعون يقولون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدفع بإسرائيل نحو حكم الفرد المطلق.
ويهدف بند "حجة المعقولية" إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا لإلغاء قرارات حكومية، علماً أنها كانت تمارس رقابة قضائية على عمل الأذرع المختلفة للسلطة التنفيذية، المتمثلة بالحكومة ووزاراتها والهيئات الرسمية التابعة لها.
وفي ظل تظاهرات تجتاح إسرائيل منذ شهور، خرج آلاف للشوارع واشتبكوا مع الشرطة مساء أمس الاثنين. ووصفت الولايات المتحدة، الحليف التقليدي لإسرائيل، التصويت بأنه "مؤسف".
"يوم أسود"
وطلت كبريات الصحف العبرية صفحتها الأولى باللون الأسود الثلاثاء تعبيراً عن رفضها للتشريع الذي أيده 64 نائباً من أصل 120. وعلى الصفحة الثانية تحت عنوان "يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية"، نشرت الصحف إعلانات لمعارضين للإصلاحات القضائية.
وقال قادة للاحتجاج إن أعداداً متزايدة من جنود الاحتياط لن يؤدوا الخدمة بعد الآن.
لكن زعيم المعارضة يائير لابيد طلب منهم الكف عن ذلك التهديد الذي هز الحس الأمني الوطني لإسرائيل والانتظار لأي حكم تصدره المحكمة العليا بشأن استئناف تقدمت به جماعة مراقبة سياسية لإبطال القانون.
وطلبت نقابة الأطباء الإسرائيلية من الأطباء الإضراب. وعزت ذلك إلى أنه لن يكون بمقدور المحكمة العليا رفض المشاركة الحكومية المحتملة في قرارات موظفي وزارة الصحة بزعم "عدم معقوليتها".
وأعلن رئيس نقابة الأطباء تسيون هاغاي إن "اليد الممدودة للحوار، تُركت معلقة في الهواء حيث جرت احتفالات النصر التي ترمز قبل كل شيء إلى حرب خاسرة فقط".
وقالت النقابة إن الإضراب الذي يسري لمدة 24 ساعة لن يطبق في القدس حيث تتصاعد المواجهات. وكانت الحكومة تسعى لاستصدار أمر قضائي يجبر الأطباء على العودة للعمل.
وقدمت نقابة المحامين الإسرائيلية من بين مجموعات نقابية أخرى التماسات إلى المحكمة العليا بهدف إلغاء التشريع.
توقيفات
وأوقف نحو 58 شخصاً في القدس وتل أبيب، العاصمة التجارية لإسرائيل التي أصبحت نقطة محورية لإحدى أكبر حركات الاحتجاج في البلاد على الإطلاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ناطق باسم الشرطة إن 12 شرطياً أصيبوا بإصابات لم يحدد طبيعتها بسبب المحتجين.
وقالت الشرطة إنها أوقفت شخصاً حاول إيذاء متظاهرين. وقال منظمو الاحتجاج إنه صدم بسيارة أشخاصاً كانوا يغلقون طريقاً سريعاً.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق متظاهرين أغلقوا طريقاً رئيساً في تل أبيب.
أزمة نتنياهو
ويواجه نتنياهو (73 سنة) الذي انتخب رئيساً للوزراء للمرة الأولى في 1996 ويقضي الآن فترته السادسة بالمنصب، أكبر أزمة داخلية.
ووصف التعديلات بأنها إصلاح للتوازن بين أفرع الحكومة، وسعى إلى تهدئة المعارضة وكذلك حلفاء إسرائيل الغربيين بقوله أمس الاثنين إنه يأمل في تحقيق توافق جماعي على أي تشريع قادم بحلول نوفمبر (تشرين الثاني).
ويزيد من تعقيد موقف نتنياهو مواجهته قضية فساد ينفي فيها ارتكابه أي مخالفة، وكذلك توسع التحالف الديني القومي الحاكم في بناء المستوطنات على أراض محتلة يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها.
الضفة الغربية
وفي تجدد للعنف، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن قواتها قتلت ثلاثة مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار عليها من سيارة قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية اليوم الثلاثاء.
وفي مواجهة تراجع الشيقل بسبب عزوف المستثمرين الأجانب وتهديد بالإضراب من الاتحاد العام لنقابات العمال (هستدروت)، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لإذاعة الجيش، "محاولة تصوير هذا بأنه نهاية للديمقراطية هو محاولة كاذبة".
ونفى اتهامات المعارضة بأن نتنياهو، الذي تخلص من تدخل المحكمة العليا، سيقيل مدعية عامة وصفها بعض الوزراء بأنها متمردة على التعديلات.
وأضاف سموتريتش أن الجيش "جاهز للقتال وسيظل جاهزاً" على رغم احتجاج جنود الاحتياط الذين اتهمهم بمحاولة "تصويب سلاح نحو رأس الحكومة".