Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عنف دارفور: 31 قتيلا و20 ألف نازح

ميليشيات مسلحة تحرق 4 أحياء في فور برنقا وتنهب المدينة ومطالب بإقالة حاكم الولاية

رغم توقيع اتفاق جوبا للسلام قبل أكثر من عامين لا تزال المعاناة وعمليات القتل والنزوح في دارفور مستمرة (أ ف ب)

ملخص

رغم توقيع #اتفاق_جوبا لسلام #السودان قبل أكثر من عامين، لا تزال المعاناة وعمليات القتل مستمرة في #دارفور... وتلك آخر التطورات

عاشت مدينة فور برنقا، ثاني أكبر مدن ولاية غرب دارفور، منتصف الأسبوع الماضي، انفلاتاً أمنياً واسعاً نتيجة اجتياح ميليشيات مسلحة من مجموعات يعتقد بأنها عربية على ظهور الإبل والدراجات النارية خلف ما يقارب 31 قتيلاً وعشرات الجرحى وما يقدر بنحو 20 ألف نازح عبروا الحدود إلى دولة تشاد المجاورة، وفق بيان للأمم المتحدة.

طوارئ وحظر

منذ الإثنين الماضي وعلى خلفية مقتل أحد السكان على يد مجموعات تتبع ميليشيات مسلحة، اتسعت رقعة العنف في المنطقة واجتياح ميليشيات لعاصمة المحلية فور برنقا، مما دفع حكومة ولاية غرب دارفور إلى إعلان حال الطوارئ وحظر التجوال الليلي في محاولة لاحتواء الهجوم الذي استمر اليومين الماضيين وسط احتقان أمني وقبلي كبيرين في مناطق عدة بالإقليم.

وفوضت لجنة أمن الولاية بناء على قرار من الوالي القوات النظامية باستخدام القوة لحسم الانفلات الأمني الذي تشهده منطقة فور برنقا جنوب الولاية.

من جهته عبر نائب حاكم إقليم دارفور محمد عيسي عليو عن أسفه لعدم نشر قوات حفظ الأمن بولايات دارفور حتى الآن للمساهمة في معالجة الأوضاع الأمنية، مشيراً إلى أن عدم اكتمال إعداد تلك القوات تسبب في عدم نشرها بدارفور، مطالباً القوات النظامية بالقيام بدورها في حماية المدنيين ووقف الاشتباكات التي تحدث.

هدوء وتوتر

وأكد المدير التنفيذي للمحلية عبدو عبدالكريم عشر تهدئة الأحوال داخل المدينة بعد نشر التعزيزات العسكرية وتوزيع نقاط ارتكاز داخل المدينة، مما ساعد في التهدئة، وأوضح عشر أن الاجتماع المشترك للجنتي أمن المحلية والولاية أوصى بضرورة فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وفض النزاعات ومعالجة التحديات بصورة عاجلة، فضلاً عن تكوين لجان للتحقيق في الأحداث والقبض على المجرمين وتقديمهم إلى العدالة بصورة عاجلة.

وكشف المدير التنفيذي للمحلية عن خطة أمنية محكمة لحماية المواطنين وعدم تكرار مثل هذه الأحداث في الفترة المقبلة، مناشداً المواطنين ضرورة تحكيم صوت العقل واللجوء إلى القانون وعدم أخذ الحقوق بالأيدي.

من جانبها دانت هيئة محامي دارفور بأشد العبارات ما وصفته بـ"ظاهرة القتل الجزافي والنهب المسلح التي تفشت في مدن الإقليم وقراه وطرقاته، مما يكشف عن غياب أدنى مظاهر وجود الدولة"، مطالبة بإعادة الأمن والسلامة العامة وإنهاء هذه التفلتات الأمنية المتكررة.

ضحايا وخسائر

وبحسب مسؤول في ولاية غرب دارفور، بلغت الحصيلة الأولية لضحايا أعمال العنف الدامية في مدينة فور برنقا نحو 31 قتيلاً بعدما اجتاح مسلحون على ظهور الخيل والجمال والدراجات النارية المدينة في وقت مبكر منتصف الأسبوع الماضي وهاجموا أربعة أحياء بالمدينة وحرقوها ونهبوها محدثين خسائر كبيرة في الممتلكات والأرواح.

وبدأت الأحداث، وفق شهود عيان، على بعد 188 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور على إثر مقتل شخصين في يومين متتالين مطلع الأسبوع الماضي، مما دفع أهل أحد القتيلين إلى تعقب الطرف الآخر، وفي طريقهم قتلوا شخصاً من أبناء القبائل العربية رمياً بالرصاص، ومن ثم ظهرت تجمعات مسلحة حاصرت المدينة وطالبت بسداد ما يعرف بـ"الدية الواقفة"، أي التي يفرضها أهل القتيل، لكن وقبل أن تكتمل الترتيبات اجتاحت الميليشيات المدينة.

من جانبها استنكرت "الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال" (الجبهة الثورية) أحداث العنف التي شهدتها محلية فور برنقا بولاية غرب دارفور، معربة في بيان لها عن أسفها للهجوم البشع والشنيع الذي لم يراع فيه المهاجمون المسلحون القيم الإنسانية والأخلاقية وحرمة سفك الدماء، بخاصة في شهر رمضان المبارك.

تردي الأوضاع الإنسانية

وقال البيان إن الهجوم خلف أوضاعاً إنسانية سيئة للغاية في ظل تعقيدات أمنية واجتماعية واقتصادية مستفحلة، بينما ما زالت الاضطرابات المستعرة والمستمرة تضرب في قلب محلية فور برنقا ومحيطها.

وأوضحت الحركة أن "الفظائع المؤسفة أرعبت المواطنين وروعتهم مع فقدان عدد من الأرواح وإتلاف للممتلكات"، مطالبة بضرورة التماسك والوحدة لمواجهة مثل تلك الكارثة بالقانون ومحاربة بؤر الجريمة وكبح جماح الفتن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد بيان الحركة على أهمية تنفيذ أمر الطوارئ وحظر التجوال الصادر عن حكومة الولاية مع اتخاذ إجراءات وتدابير أمنية صارمة وحازمة لضبط جميع الأنشطة الإجرامية الهدامة التي تستهدف أمن وسلامة المجتمعات وضرورة القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة فوراً.

على الصعيد نفسه، طالب القيادي في حزب "التحرير والعدالة" ورئيس هيئة تنمية وحدة تندلتي الإدارية بغرب دارفور موسى أبكر عوض والي الولاية بالاستقالة فوراً بسبب فشله في إدارة شؤونها، بخاصة في ما يتعلق بإيجاد حلول للجانب الأمني والحوادث التي باتت شبه يومية منذ توليه المسؤولية.

وتساءل عوض عن دور حاكم إقليم دارفور ما لم يستطع أن يوفر الأمن أو العيش الكريم للمواطنين، إذ ازدادت في عهده حوادث التصفيات الفردية وحرق القرى.

وأوضح القيادي في حزب "التحرير والعدالة" أنه بعث برسالة عاجلة طالب فيها مجلس السيادة بالتدخل فوراً لإنهاء دور الوالي وتعيين حاكم عسكري بصلاحيات واسعة لفرض استتباب الأمن والاستقرار بالولاية.

إدانات واتهامات

ودان المكتب التنفيذي لقوى إعلان الحرية والتغيير في بيان تصاعد جرائم العنف والقتل والاغتيالات في عدد من مناطق البلاد، بخاصة إقليم دارفور، وتقدم بالتعازي إلى أسر وعائلات ضحايا العنف الإجرامي الممنهج.

ورأت "الحرية والتغيير"، وفق البيان، أن "أعمال العنف المنتشرة جزء من خطة شاملة لإرجاع دارفور إلى أسوأ من أعوام الإبادة الجماعية، حيث تجري الآن عملية تجنيد وتجييش لمجتمع دارفور، معتبرة أن ما يحدث في الإقليم لا ينفصل عما يحدث في الخرطوم، إذ يعد فلول النظام القديم المسرح في إقليم دارفور لاستعادة أعوام الحروب والنزاعات، كما يعملون على تهيئة المناخ في كامل الوطن لاندلاع حرب شاملة تستعيد سلطة النظام البائد وتضع نهاية لثورة شعبنا وتطلعاته في الحرية والعدالة والسلام".

على نحو متصل قال القيادي الأهلي هشام نورين محمد نور، رئيس إدارة فروشيه منقرشا كينو التابعة لمحلية فور برنقا إن المجموعات التي سلحتها الحكومة ولم يتم جمع ذلك السلاح منها حتى الآن استبدت بقوتها في إبادة القبائل الضعيفة وقتل الأبرياء، مثلما حدث في كرينك والجنينة وكلها أحداث وقعت بعد خروج بعثة "يوناميد" من دارفور من دون إكمال أو اتخاذ أية ترتيبات بديلة لحماية المدنيين.

وناشد نور السلطات سرعة تدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها المواطنون هناك بعد أن فقدوا المأوى وكل ما يمتلكون، مشيراً إلى أن فور برنقا، ثاني أكبر مدن ولاية غرب دارفور من حيث السكان والعمران، أصبحت الآن مدينة منكوبة، ولا بد من توجيه نداءات عاجلة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني لإنقاذها.

ووصف القيادي الأهلي الإجراءات التي اتخذتها حكومة غرب دارفور بالمتأخرة بعد أن تم نهب المدينة وحرقها، مشيراً إلى أن المعتدين اتجهوا إلى مهاجمة أحياء المدينة بسبب تركيز القوات الأمنية على حماية الأسواق.

اجتياح مزدوج

وكشف نور عن أن الميليشيات المعتدية لم تكتف باجتياح وحرق ونهب فور برنقا بل قامت أيضاً بنهب وسلب قرى عدة في طريق انسحابها من المنطقة هي بريقة وجركو وكينو وديرو ويقو ومنقرسات ونهبوا منها مئات رؤوس الماشية في طريقهم إلى شمال ووسط دارفور.

وأضاف "في اليوم التالي تجمعت مجموعات عربية على مشارف المدينة تأهباً لاجتياحها، مطالبين بـ"الدية الواقفة"، وبالفعل تم الالتزام بسداد الدية على رغم معارضة الوالي تفادياً لاقتحام المدينة، وأثناء النقاش حول مبلغ الدية دخلت مجموعات مسلحة من الجهة الشرقية للمدينة وأحرقوا الحي الشرقي وجزءاً من حي السلام ثان".

وتابع "على رغم الهدوء الظاهري للوضع حالياً، يظل التوتر قائماً وكذلك التعزيزات والانتشار الأمني المكثف"، مطالباً بترفيع الحامية العسكرية في محلية فور برنقا إلى قيادة لواء بحكم موقع المنطقة على الحدود مع تشاد، حيث إن المطلوب لبسط الأمن هو كتيبتان بحد أدنى.

على رغم توقيع اتفاق جوبا لسلام السودان قبل أكثر من عامين، لا تزال المعاناة وعمليات القتل مستمرة في دارفور وفشل الاتفاق في وقف الحرب التي اندلعت عام 2003 وحصدت أرواح مئات الآلاف وشردت الملايين في كل من دارفور وكردفان والنيل الأزرق، إذ منذ توقيع السلام في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 تكررت أعمال العنف في دارفور أكثر من ثماني مرات وأدت إلى مقتل أكثر من 1000 شخص بينهم نساء وأطفال وحرق قرى بكاملها.

المزيد من تقارير