لم تتوقف السلطات الإسرائيلية منذ سنوات عن إقامة ما يسميها الفلسطينيون "قبوراً وهمية" للمستوطنين في محيط المسجد الأقصى بالقدس، كوسيلة لمصادرة الأراضي التي تقام فوقها على اعتبار أنها مقابر قديمة، بحسب أبناء المنطقة.
ويقول الفلسطينيون إن "استحداث قبور وهمية هي وسيلة لمصادرة الأرض، وذلك لأنه لا يمكن الاعتراض على ذلك قانونياً".
قبور قديمة؟
ومع أن الإسرائيليين يقرون بعدم دفن جثامين في تلك القبور التي تعد بالآلاف، إلا أنهم يشيرون إلى أنها تقام فوق قبور قديمة أزالها الفلسطينيون والسيول التي شكلتها الأمطار.
وتتركز تلك "القبور الوهمية" في بلدة سلوان الملاصقة للحائط الجنوبي للمسجد الأقصى، بخاصة في أحياء وادي الربابة ووادي حلوة في البلدة التي تعمل الجمعيات الاستيطانية على تهويدها وطرد الفلسطينيين منها.
ويعتبر الفلسطينيون تلك القبور في حي وادي الربابة امتداداً للحدائق التوراتية المحيطة بالمسجد الأقصى.
وتشرف على "مشروع القبور" مؤسسات إسرائيلية عدة، كبلدية القدس وسلطة تطوير القدس، ووزارة البناء والإسكان، وسلطة الآثار، وجمعية إلعاد الاستيطانية، وجمعيات وشركات الدفن اليهودية.
وقال شهود إن "السلطات الإسرائيلية تعمل على إحداث حفرة بعمق 35 سم بقطر 40 سم، ثم يصب الأسمنت فوقها، ويوضع حجر قديم فوقه، وحوله تراب قديم للإيحاء بأنها قبور عمرها مئات السنين".
وأضاف الشهود أن السلطات الإسرائيلية تعمل حالياً على استحداث مئات القبور الوهمية في منطقة وداي الربابة في بلدة سلوان.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً في وزارة القدس قال إن إقامة تلك القبور تأتي "للحفاظ على القبور القديمة التي أزالتها السيول وعوامل الزمن أو أزالها فلسطينيون".
تسوية موقف للمركبات
وأظهرت خريطة لبلدية القدس الإسرائيلية أن نصف أهالي حي وادي الربابة يعيشون على أنقاض مقبرة يهودية، في ظل نفي الفلسطينيين وجود رفات لأي يهودي في الحي.
وتعمل بلدية القدس الإسرائيلية على تحويل قطعة أرض كانت تستخدم كموقف للمركبات في وادي الربابة، إلى مقبرة بوضع "القبور الوهمية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت السلطات الإسرائيلية أعمال تسوية الأرض ووضع الأتربة الحمراء، بعد تعليق يافطة باللغتين العربية والعبرية تحمل اسم المقبرة.
هذا واعتبر الناطق باسم لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات بلدة سلوان فخري أبودياب أن "القبور الوهمية وسيلة تتبعها إسرائيل لمصادرة ووضع اليد على الأراضي الفارغة في القدس".
وقال لـ"اندبندنت عربية" إن تلك الخطوة تمنع أهالي سلوان من الانتفاع بالأراضي عبر استثمارها والبناء عليها، مضيفاً أن "القبور الوهمية تمثل وسيلة لا يمكن الاعتراض عليها قانونياً".
وأوضح أبودياب أن إسرائيل "تحاول اختلاق تاريخ يهودي مزعوم، وترويج روايات تلمودية مضللة، وادعاء وجود حضارة لليهود في تلك المواقع".
وأقامت إسرائيل بعد احتلالها مدينة القدس الشرقية عام 1967 مقبرة ضخمة على جبل الزيتون المطل على البلدة القديمة للمدينة من الناحية الشرقية، بمساحة تتجاوز 100 دونم (مئة مليون متر مربع).
ويعتقد اليهود بفضل الدفن في تلك المنطقة ووادي قدرون المجاور، وأن المدفونين فيها "أول من يبعث من الأموات يوم القيامة، ولن يأكل الدود أجسادهم".