Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا توجه "ضربة موجعة" لاتفاق الحبوب مع أوكرانيا

كييف تتهم موسكو باختلاق "هجمات إرهابية" وتستبعد أي توافق ما دامت الحرب مستمرة وتبادل أسرى بين الجانبين

اتهم مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، السبت 29 أكتوبر (تشرين الأول)، روسيا "بالابتزاز واختلاق هجمات إرهابية" على منشآتها، وذلك عقب انفجارات وقعت في شبه جزيرة القرم.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أن موسكو علقت مشاركتها في الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية، بعد أن وصفته بـ"هجوم إرهابي" على سيفاستوبول، اتهمت بتنفيذه بريطانيا وأوكرانيا.

وقال يرماك، في منشور على "تيليغرام"، "بدائية الابتزاز الروسي ظاهرة للعيان في كل شيء، الابتزاز النووي والطاقة والأغذية".

ويبدو أن تصريحات المسؤول الأوكراني تأتي رداً على اتهامات روسية لكييف بأنها وراء الانفجارات التي قالت موسكو إنها علقت بسببها مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي تدعمه الأمم المتحدة. واتهم يرماك روسيا بتدبير "هجمات إرهابية كاذبة على منشآتها".

واستبعد يرماك أي اتفاق مع روسيا ما دامت الحرب مستمرة، قائلاً إن موسكو ستستغل توقف القتال لإعادة تنظيم صفوف قواتها وجمع الموارد.

وأضاف المسؤول الأوكراني، على "تويتر"، "بالنسبة لروسيا هذه حرب دمار، بالنسبة لنا هذه حرب من أجل البقاء، وبينما يحاولون محونا كدولة وأمة، فإن أي اتفاقات مع روسيا سيكون محكوماً عليها بالفشل".

الوفاء بالالتزامات

ونددت أوكرانيا، السبت، بـ"الذريعة الكاذبة" التي لجأت إليها روسيا لتبرير تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، في إشارة إلى الهجوم في القرم، داعية إلى الضغط على موسكو من أجل "الوفاء بالتزاماتها".

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في تغريدة، إن "موسكو تلجأ إلى ذريعة كاذبة من أجل إغلاق ممر الحبوب، الذي يوفر الأمن الغذائي لملايين الأشخاص، أدعو جميع الدول إلى مطالبة روسيا بالكف عن ألاعيب الجوع وبأن تتعهد من جديد الوفاء بالتزاماتها".

مناشدة أممية

من جانبها، دعت الأمم المتحدة، السبت، إلى بذل كل ما هو ممكن للحفاظ على الاتفاق المتصل بتصدير الحبوب الأوكرانية، وذلك بعد إعلان روسيا تعليق مشاركتها فيه بسبب هجوم بطائرات مسيرة استهدف سفنها في القرم.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك، في بيان، "من الحيوي أن تمتنع كل الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر"، مؤكداً أن لهذا الاتفاق "أثراً إيجابياً" لتأمين الغذاء للملايين في مختلف أنحاء العالم.

عدم الإبلاغ رسمياً

وفي السياق ذاته، أفاد مصدر أمني، السبت، بأن "تركيا لم تتبلغ رسمياً" انسحاب روسيا من الاتفاق الدولي في شأن صادرات الحبوب، بعد أن رعت أنقرة توقيعه مع الأمم المتحدة في إسطنبول.

وأتاح الاتفاق الذي وقعته روسيا وأوكرانيا في 22 يوليو (تموز) تصدير أكثر من تسعة ملايين طن من الحبوب والمنتجات الزراعية، ويشرف عليه مركز تنسيق مشترك مقره أيضاً في إسطنبول.

تبادل 50 أسير حرب

من ناحية أخرى، قال مسؤولون في روسيا وأوكرانيا إن الدولتين نفذتا أحدث عمليات تبادل أسرى الحرب، السبت، إذ أعاد كل من الجانبين نحو 50 أسيراً.

وأفادت مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بإعادة 52 محتجزاً، بينهم جنود وبحارة وحرس حدود وأفراد من الحرس الوطني وأطباء. أضافت أن العمل جار على مزيد من عمليات التبادل. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا سلمت 50 أسير حرب بعد محادثات.

وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس منطقة دونيتسك المدعوم من موسكو دينيس بوشيلين إن هناك عملية جارية لتبادل الأسرى مع أوكرانيا تشمل 50 أسيراً من كل جانب. ودونيتسك واحدة من أربع مناطق في أوكرانيا أعلنت روسيا الشهر الماضي من جانب واحد ضمها لأراضيها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أمام مجلس الأمن

وكانت روسيا أعلنت، السبت، عزمها على أن تطرح أمام مجلس الأمن الدولي قضية هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت ميناء سيفاستوبول في القرم، إضافة إلى الانفجارات التي خلفت أضراراً في خطي أنابيب "نورد ستريم" لنقل الغاز في سبتمبر (أيلول).

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على "تيليغرام" إن "الجانب الروسي يعتزم لفت انتباه المجتمع الدولي، وخصوصاً عبر مجلس الأمن الدولي إلى سلسلة الهجمات الإرهابية التي نفذت ضد روسيا في البحر الأسود وفي بحر البلطيق، ويشمل ذلك ضلوع بريطانيا".

اتهام لندن

واتهم الجيش الروسي لندن بالضلوع في الانفجارات التي تسببت في تسربات في سبتمبر (أيلول) من خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم" 1 و2 في بحر البلطيق، اللذين بنيا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.

وكتبت وزارة الدفاع الروسية على "تيليغرام" "شارك ممثلون من وحدة تابعة للبحرية البريطانية في التخطيط والإمداد وتنفيذ العمل الإرهابي في بحر البلطيق في 26 أيلول لتخريب عمل خطي أنابيب الغاز (نورد ستريم) 1 و2".

بريطانيا تنفي

من جهتها، نفت بريطانيا، السبت، مزاعم روسية عن قيام أفراد من البحرية البريطانية بنسف خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم" في الشهر الماضي ووصفتها بأنها "مزاعم كاذبة من العيار الثقيل".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية "من أجل صرف الانتباه عن إدارتها الكارثية للغزو غير المشروع لأوكرانيا، تلجأ وزارة الدفاع الروسية إلى ترديد مزاعم كاذبة من العيار الثقيل".

وأضاف "تشير هذه القصة الأخيرة المختلقة إلى (طبيعة) الأحاديث الدائرة داخل الحكومة الروسية أكثر مما تشير إلى (ما يفعله) الغرب".

مسيرات على "سيفاستوبول"

كما اتهم الجيش الروسي، السبت، أوكرانيا وبريطانيا بتنفيذ هجوم بمسيرات استهدف أسطوله في البحر الأسود بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، مما تسبب في "أضرار طفيفة" في إحدى السفن.

وكتبت وزارة الدفاع الروسية على "تيليغرام"، "التحضير لهذا العمل الإرهابي وتدريب عسكريين في المركز الأوكراني الـ73 للعمليات البحرية الخاصة، نفذهما متخصصون بريطانيون مقرهم في أوتشاكوف في منطقة ميكولايف الأوكرانية". وهذه السفن كانت تشارك في حماية قوافل تصدير الحبوب الأوكرانية، بحسب موسكو.

وتحدثت وزارة الدفاع الروسية عن إصابة كاسحة الألغام البحرية إيفان غولوبيتس بأضرار طفيفة خلال الهجوم.

استهداف سفن الحبوب

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن سفنها التي استهدفت بمسيرات في ميناء "سيفاستوبول" في شبه جزيرة القرم، كانت جزءاً من اتفاق تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة من أجل السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية.

وأضاف "يجب التشديد على أن سفن أسطول البحر الأسود التي تعرضت لهجوم من إرهابيين كانت مهمتها حماية أمن ممر الحبوب كجزء من مبادرة دولية لتصدير منتجات زراعية من الموانئ الأوكرانية".

الهجوم الأكبر في الصراع

كان الهجوم الأوكراني بمسيرات استهدفت، السبت، منشآت أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2104، "الأكبر" منذ بدء الصراع في أوكرانيا، وفق ما أعلن حاكم مدينة "سيفاستوبول" الموالي لروسيا.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن ميخائيل رازفوجايف قوله "وقع الليلة أكبر هجوم بطائرات مسيرة ومركبات سطحية موجهة عن بعد على مياه خليج (سيفاستوبول) في تاريخ" الصراع.

المزيد من دوليات