Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تصد هجوما بالمسيرات على سيفاستوبول وتعلن اكتمال التعبئة الجزئية

التضاريس الوعرة والطقس السيئ جعلا تقدم قوات كييف في خيرسون والشرق أبطأ

تلوح في الأفق الآن إحدى أهم معارك الحرب بعد تقدم القوات الأوكرانية هذا الشهر صوب خيرسون (أ ف ب)

أعلنت السلطات في القرم التي ضمتها موسكو أنه تم بنجاح "صد" و"إسقاط" كل المسيرات التي هاجمت ميناء سيفاستوبول في شبه الجزيرة، في وقت سابق السبت.
وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجايف على "تيليغرام"، إن أنظمة الدفاع الجوي "على مدى ساعات عدة، صدت هجمات بمسيرات... تم إسقاط كل المسيرات".
وأضاف "لم يصب شيء في المدينة". وقال مسؤولون محليون، إن العبارات والقوارب توقفت مؤقتاً عن عبور خليج سيفاستوبول.
وسيفاستوبول هي أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.

التعبئة الجزئية

هذا التطور العسكري جاء بعدما أعلنت روسيا اكتمال استدعاء قوات من الاحتياط للقتال في أوكرانيا قائلة، إنها جندت مئات الآلاف في غضون شهر واحد ذهب أكثر من ربعهم إلى ميدان القتال.

وينهي الإعلان على ما يبدو عملية تعبئة أثارت الانقسام في البلاد، وهي الأولى في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، ودفعت عشرات الآلاف من الشبان المستهدفين بالتجنيد إلى الفرار إلى الخارج، كما أعطت دفعة للاحتجاجات المناهضة للحرب.

وخلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين أذيع على التلفزيون الرسمي، قال وزير الدفاع سيرغي شويغو "اكتملت المهمة التي حددتها (بتعبئة) 300 ألف فرد، لا توجد خطط لتدابير إضافية".

وأضاف شويغو، أنه تم نشر 82 ألفاً من المجندين الجدد في منطقة الصراع في حين يواصل البقية تلقي تدريباتهم.

وشكر بوتين جنود الاحتياط "على تفانيهم في أداء الواجب، وعلى وطنيتهم، وإصرارهم الحازم على الدفاع عن بلادنا، الدفاع عن روسيا التي تعني بالنسبة إليهم الوطن، الأسرة، مواطنينا، شعبنا".

وأقر كل من بوتين وشويغو بمشكلات حدثت في الأيام الأولى للتعبئة الجزئية.

وألقت السلطات الروسية القبض على أكثر من ألفي شخص خلال احتجاجات على التعبئة بخاصة في مناطق روسيا التي تسكنها أقليات عرقية اشتكت من كثافة التعبئة فيها وإرسال أبنائها إلى جبهات القتال.

تصعيد

وأمر بوتين بإجراء "تعبئة جزئية" في سبتمبر (أيلول) الماضي في الوقت الذي أقر فيه خططاً لضم أراض أوكرانية، ويصف الغرب هذه الإجراءات بأنها تصعيد للصراع رداً على سلسلة الهزائم العسكرية التي منيت بها القوات الروسية، التي جعلت روسيا تبدو في الطريق إلى خسارة الحرب.

وقال محللون عسكريون غربيون، إن التعبئة يمكن أن تساعد في تخفيف نقص القوات المقاتلة لدى روسيا على جبهة القتال التي يبلغ طولها ألف كيلومتر، لكن القيمة العسكرية للتعبئة ستعتمد على ما إذا كانت موسكو قادرة على تسليح وتدريب جنود الاحتياط بشكل ملائم.

وتلوح في الأفق الآن إحدى أهم معارك الحرب في جنوب أوكرانيا بعد تقدم القوات الأوكرانية هذا الشهر صوب خيرسون.

وتقع المدينة عند مصب نهر دنيبرو الذي يقطع أوكرانيا، وتتحكم المنطقة المحيطة بها في المداخل البرية وإمدادات المياه إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.

ومع ذلك يبدو أن التقدم الأوكراني تباطأ في الأيام الماضية مع شكوى كييف من الطقس السيئ وصعوبة التضاريس.

تبادل إطلاق النار

وتبادلت القوات الأوكرانية والروسية، المتحصنة في خنادق شمال العاصمة الإقليمية، التي تسمى أيضاً خيرسون، إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر ونيران المدفعية، الجمعة، وهي عمليات اعتيادية يومية منذ أن دفعت أوكرانيا القوات الروسية إلى التراجع للمدينة الساحلية الشهر الماضي.

وأطلق جنود أوكرانيون من مدفع مورتر عيار 120 ملليمتراً أخفي في الأدغال طلقات شديدة الانفجار في موجات مدوية على مواقع روسية قرب صومعة حبوب، على بعد أقل من كيلومتر.

وقال هينادي (51 سنة)، إن الروس يستخدمون الصومعة للاحتماء والمراقبة، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأضاف أن رجال المدفعية يستهدفون المركبات المدرعة والذخيرة الروسية خلف الصومعة ويتجنبون ضربها لأهميتها للمنطقة الزراعية، لكنه قال إنه لم يكن لديهم ما يكفي من القذائف.

وقال وسط دوي إطلاق النار "مقابل كل قذيفة نطلقها يردون بخمس... يطلقون النار علينا في معظم الأوقات".

وقال سيرغي أكسيونوف حاكم شبه جزيرة القرم الذي عينته روسيا، إن العمل اكتمل في ما يتعلق بنقل السكان الذين يسعون إلى الفرار من خيرسون إلى مناطق في روسيا قبل هجوم مضاد أوكراني متوقع.

واتهمت أوكرانيا موسكو بنقل بعض الأشخاص قسراً وتجنيد آخرين للقتال ضد إرادتهم، وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن ما وصفته بالإجلاء الروسي ما زال مستمراً مع إزالة المعدات الطبية والمستشفيات وانتشار قوات روسية إضافية في منازل خالية.

ضربات بطائرات مسيرة

صعد بوتين الصراع في الأسابيع الأخيرة وتحدث عن استخدام الأسلحة النووية وأعلن عن تعبئة جزئية للقتال في أوكرانيا، وقالت إلفيرا نابيولينا محافظة البنك المركزي الروسي، الجمعة، إن التعبئة قد تؤدي إلى زيادة التضخم من خلال التأثير في سوق العمل، لكنها تعهدت باحتواء ارتفاع الأسعار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسؤولون، إن روسيا شنت أيضاً موجة من الضربات بصواريخ وطائرات مسيرة استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في كييف وأماكن أخرى.

وذكر المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات أن أوكرانيا أسقطت حتى الآن أكثر من 300 طائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد-136"، ونفت إيران ما تؤكده أوكرانيا والغرب بأنها ترسل طائرات مسيرة إلى روسيا.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأن التضاريس الوعرة والطقس السيئ جعلا تقدم أوكرانيا في خيرسون والشرق أبطأ.

وقال تقرير هيئة الأركان العامة الأوكرانية، الجمعة، إن الجيش صد هجمات روسية في كل من دونيتسك ولوغانسك، والقتال بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المدعومين من روسيا مستمر في دونباس منذ 2014.

وقال بوتين ومسؤولون آخرون مراراً، إن بإمكان روسيا استخدام "كل الأساليب المتاحة" لحماية وحدة أراضيها، وهي تصريحات فسرها الغرب على أنها تهديدات ضمنية باستخدام الأسلحة النووية في القتال على الأجزاء التي تقول روسيا إنها ضمتها من أوكرانيا.

وأصر بوتين على أن روسيا لم تهدد باستخدام أسلحة نووية، لكنها ردت فقط على "الابتزاز" النووي الغربي.

وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن شكوكه متسائلاً في مقابلة مع شبكة "نيوز نيشن" التلفزيونية "إذا لم يكن لديه نية، فلماذا يواصل الحديث عنها؟".

أوكرانيا تطالب إيران بوقف إرسال أسلحة إلى روسيا

قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إنه تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الجمعة، وإنه طالب طهران بوقف إرسال أسلحة إلى روسيا.

وقال كوليبا على "تويتر" "طلبت من إيران أن توقف على الفور تدفق الأسلحة إلى روسيا التي تستخدم لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا".

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن عبداللهيان كرر نفي إيران تزويد روسيا بالأسلحة لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا.

ونقل عن عبداللهيان قوله "تربطنا علاقات طيبة مع روسيا وهناك تعاون دفاعي بيننا، لكن سياستنا تجاه الحرب في أوكرانيا هي احترام وحدة أراضي الدول، وعدم إرسال أسلحة إلى طرفي الصراع و(الدعوة إلى) وقف الحرب وعدم تشريد الناس".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الجمعة، "القيادة الروسية الحالية ستبحث عن كل الاحتمالات لمواصلة الحرب، خصوصاً من طريق المتواطئين معها في إيران".

إيرانيون يتظاهرون في كييف

وفي كييف، تجمع عشرات الإيرانيين، الجمعة، للتعبير عن تضامنهم مع الأوكرانيين وللاحتجاج على استخدام الروس طائرات مسيرة إيرانية الصنع لضرب أوكرانيا.

وقال المهندس المعماري الإيراني مازيار ميان (34 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية "الدولة التي ولدنا فيها والنظام الحاكم حالياً (في إيران) يرسلان طائرات مسيرة لقتلنا وأصدقائنا (في أوكرانيا)، إنه أمر مؤلم جداً (...) كان علينا أن نعبر عن رأينا ونقول إننا ضد ذلك".

للتصدي للهجمات الجوية الروسية، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، الجمعة، إن الجيش نشر "معدات دفاعية جديدة مضادة للطائرات" لحماية البنى التحتية الحيوية للعاصمة بشكل أفضل.

وصارت الطائرات المسيرة الإيرانية سلاحاً رئيساً في ترسانة روسيا في حربها مع أوكرانيا، واستخدمت في أغلب الأحيان خلال الشهر المنصرم في استهداف بنية تحتية حيوية للطاقة.

انقطاع غير مسبوق للكهرباء

وأعلنت أوكرانيا انقطاعاً "غير مسبوق" في التيار الكهربائي، الجمعة، أثر إجمالاً في أربعة ملايين شخص خصوصاً في منطقة كييف مع تضرر منشآت الطاقة الأوكرانية بشدة جراء الضربات الروسية في الأسابيع الأخيرة.

من جانبها أعلنت روسيا، الجمعة، أنها أكملت تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط خلال أكثر من شهر بقليل، من بينهم 41 ألفاً نشروا في أوكرانيا، في إشارة تدل على رغبة الرئيس بوتين في عكس مسار تطورات الأسابيع الأخيرة بسرعة بعد سلسلة نكسات.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي "في عديد من المدن والمناطق في بلادنا، قطعت الكهرباء لتحقيق الاستقرار"، وأضاف أن هذه القيود تؤثر في "قرابة أربعة ملايين أوكراني".

وكتبت شركة "دتيك" الأوكرانية الخاصة على "فيسبوك"، الجمعة، "للأسف، ستفرض قيود إضافية على الإمدادات الكهربائية في الأيام المقبلة".

في أعقاب الهجمات الروسية الأخيرة على البنية التحتية للكهرباء، اضطرت السلطات الأوكرانية إلى قطع الكهرباء لبضع ساعات يومياً في عديد من المناطق، لا سيما في العاصمة كييف، لتجنب انقطاع التيار كلياً.

وتتهم روسيا أوكرانيا منذ أيام بأنها تصنع "قنبلة قذرة"، وهي عبوة تتألف من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة تنتشر إثر الانفجار، وهي اتهامات قالت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون، إنها "كذب".

وطالب بوتين، الخميس، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتوجه "في أسرع وقت" إلى أوكرانيا، على خلفية اتهام روسيا لكييف بتجهيز "قنبلة قذرة"، وأعلنت الوكالة من جهتها أنها ستتفقد موقعين أوكرانيين "هذا الأسبوع" بناء على طلب كييف، بحسب ما أكدت في بيان الخميس.

كندا تبيع سندات لمساعدة أوكرانيا

ستبيع كندا سندات مدعومة من الحكومة لأجل خمس سنوات لجمع أموال لصالح أوكرانيا، في خطوة هي الأولى من نوعها من جانب أحد حلفاء كييف، كما ستفرض عقوبات جديدة على 35 شخصية روسية من بينهم مديرون تنفيذيون في شركة "غازبروم".

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في اجتماع سنوي للمجلس الكندي الأوكراني في وينيبيج "سيكون بإمكان الكنديين الآن الذهاب إلى البنوك الكبرى لشراء سندات سيادية تستحق بعد خمس سنوات مع الفوائد".

وأضاف "هذه الأموال ستذهب لدعم حكومة أوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة دعم الشعب الأوكراني".

وتعيش في كندا واحدة من أكبر الجاليات الأوكرانية في العالم خارج البلدان المتاخمة لأوكرانيا، وعمل أبناء الجالية على فرض ضغوط على أوتاوا لدفعها إلى فرض عقوبات صارمة على روسيا منذ حربها في أوكرانيا في فبراير (شباط).

وشكر الرئيس الأوكراني ترودو على "تويتر"، حيث قال إن الدعم "سيسمح للجميع بالإسهام في انتصارنا". ولم يذكر ترودو متى ستطرح السندات للبيع.

كما أعلن رئيس الوزراء في بيان عن فرض عقوبات جديدة على 35 من كبار المسؤولين في قطاع الطاقة الروسي، بما في ذلك شركة "غازبروم" والشركات التابعة لها، إضافة إلى ستة "كيانات أخرى في قطاع الطاقة".

وأضاف "سنواصل تضييق الخناق على أي شخص يشجع هذا الهجوم غير القانوني". 

اتفاق حبوب البحر الأسود

وسط هذه الأجواء، حثت الأمم المتحدة الأطراف الموقعة على اتفاق توسطت فيه المنظمة الدولية وسمح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على تجديد الاتفاق، قائلة إنه ضروري للإسهام في الأمن الغذائي العالمي، ودعت أيضاً إلى التنفيذ الكامل لاتفاقية ذات صلة لضمان وصول الحبوب والأسمدة من روسيا إلى الأسواق العالمية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في بيان "نؤكد الضرورة الملحة للقيام بذلك للإسهام في الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم وتخفيف المعاناة التي تسببها أزمة تكاليف المعيشة لمليارات البشر في العالم".

المزيد من دوليات