Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقدمو الوجبات المدرسية في بريطانيا "على وشك الانهيار"

استطلاع يكشف عن استخدام بعض مزودي الحصص الغذائية مزيداً من الأطعمة المصنعة ويتخلون عن اللحوم البريطانية بسبب ارتفاع أسعارها

الوجبات الغذائية المدرسية إلى تراجع وسط ارتفاع الأسعار بشكل جنوني (غيتي)

أظهر استطلاع للرأي أن طلاب المدارس يواجهون صعوبات في الحصول على وجبات غذائية ملائمة، بسبب النقص في المواد وجنون الأسعار الناجم عن أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.

وأقر مزودو الوجبات المدرسية بأنهم باتوا مجبرين على تقليص مستوى جودة الأغذية، واستخدام مزيد من الأطعمة المصنعة واللحوم الأقل نوعية في وجبات غداء الأطفال، بسبب ضغوط التكلفة.

قطاع المواد الغذائية الذي يمد المدارس بوجبات الطعام، أطلق تحذيراً من أنه أصبح "على وشك الانهيار"، بسبب عدم التناسب بين التمويل وارتفاع تكاليف الأغذية، متوقعاً أن يزداد الوضع سوءاً على الأرجح في الأشهر المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشف أحد مديري المدارس لصحيفة "اندبندنت" أن زملاء له كانوا يفكرون حتى في تقديم أطعمة باردة فقط، من أجل خفض التكاليف.

وفي استطلاع جديد أجرته "لاكا" الهيئة المسؤولة عن قطاع الوجبات المدرسية، قال 91 من 99 مقدم وجبات مدرسية شملهم الاستطلاع في مختلف أنحاء إنجلترا وويلز، إنهم يعانون نقصاً في الأغذية، فيما أكد أكثر من 60 في المئة أن هذا الوضع لم يتحسن منذ شهر مايو (أيار) الماضي.

وتبين من الدراسة الاستقصائية التي يقدم المشاركون فيها طعاماً لنحو 10 آلاف مدرسة في البلاد، أن الأسعار ارتفعت بنحو 30 في المئة منذ مايو، هذا إضافة إلى الزيادات في الأسعار بنسبة 20 في المئة، التي كان قد أبلغ عنها أعضاء هيئة "لاكا" في الشهر نفسه، مقارنة بشهر أبريل (نيسان) عام 2020.

وأشار نحو 28 في المئة من الذين أجابوا على أسئلة الاستطلاع، إلى أنهم باتوا يستخدمون الآن المزيد من الأطعمة المصنعة، لمواجهة ارتفاع التكاليف.

ومن بين هؤلاء المزودين الذين واجهوا زيادات في أسعار اللحوم، تحول نحو 13 في المئة منهم من اعتماد اللحوم البريطانية، إلى استخدام المنتجات المستوردة من الخارج، فيما ينظر قرابة 35 في المئة في القيام بذلك أيضاً.

وتوقع أكثر من نصف مزودي الأغذية المدرسية الذين استطلعت آراؤهم، تراجعاً في جودة الوجبات خلال الأشهر المقبلة.

وفي وصف للوضع القائم، قال كيفن كورتني من "الاتحاد الوطني للتعليم" إن "مزودي هذه الخدمات اضطروا إلى التعامل مع أعباء تحتم عليهم تقديم المزيد بموارد أقل. وهذه الضغوط من شأنها أن تعرض صحة أطفالنا في المدارس للخطر".

أما براد بيرس رئيس هيئة "لاكا"، فنبه إلى أن بعض الأطفال الأكثر عوزاً قد يحرمون قريباً مما تعد وجبتهم الساخنة الوحيدة التي يتناولونها في اليوم.

وحذر من أنه "على الرغم من الجهود الدؤوبة التي يبذلها أعضاؤنا والموظفون المتفانون العاملون على الخطوط الأمامية، فإن قطاع الوجبات المدرسية على وشك الانهيار". وتوقع بيرس أن "تزداد التحديات التي تواجه القطاع سوءاً خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".

وعاد ليؤكد مجدداً أنه "من دون زيادة التمويل الحكومي للوجبات المدرسية، فإن هؤلاء الأطفال سيحرمون من الوجبة الوحيدة الساخنة والصحية والمغذية التي يتناولونها كل يوم".

يشار إلى أنه يتعين على مقدمي خدمات المدارس، الوفاء بالمعايير الغذائية الإلزامية التي وضعتها الحكومة، لكن هيئة "لاكا" أوضحت أن التزام الشروط يأتي "بتكلفة كبيرة" نتيجة ارتفاع الأسعار. وقال أعضاؤها إنهم اضطروا إلى اللجوء إلى خيار تقديم وجبات أقل تكلفة في كثير من الأحيان، في محاولة لتلبية المتطلبات.

مؤمن همايون وهو مدير إحدى المدارس الابتدائية، وصف الوضع لصحيفة "اندبندنت" بأنه "شديد الصعوبة في الوقت الراهن". وكشف عن أن بعض زملائه يدرسون الآن فكرة الاكتفاء بتقديم طعام بارد للأطفال، لتقليل تكلفة استخدام الأفران.

وقال مدير مدرسة "بيبي ديياسيو" لصحيفة "اندبندنت"، إن مدرسته كانت تقدم وجبات أقل تنوعاً، وإنها كانت تحاول تقليل القلي في مطبخ مطعمها لتوفير المال، خصوصاً بعد أن ارتفعت التكاليف بأكثر من 11 في المئة منذ بداية الفصل الدراسي.

وأضاف أن مدرسته كانت تعمل على استيعاب الزيادة في الأسعار لتجنب تحميلها لأهالي التلامذة، لكنه أكد أن "هذا الوضع لن يستمر لفترة طويلة".

ويشير كيفن كورتني إلى أن الحكومة البريطانية خفضت الأموال التي كانت تنفقها على الوجبات المدرسية بنحو 25 في المئة بالقيمة الحقيقية على مدى الأعوام الاثني عشر الأخيرة. وأكد المسؤول النقابي أن هناك حاجة لزيادة هذا التمويل بما يتناسب وحجم التضخم، "كي لا يتم خفض المعايير على حساب صحة الأطفال".

معلوم أن الحكومة تمول وجبات مدرسية مجانية للتلاميذ الأكثر حرماناً، لكن جيف بارتون من "رابطة قادة المدارس والكليات"، اعتبر أن الإنفاق الحكومي هو "غير كاف في الوقت الراهن لمواجهة التكاليف الناجمة عن التضخم".

ورأى أن "هذا الواقع يهدد حتماً نوعية الوجبات التي يمكن تقديمها للتلاميذ، وجودتها". وقال إن "الوضع القائم هو غير مقبول على الإطلاق، في وقت يحتاج فيه الأطفال من دون شك لضمان تلقيهم وجبة طعام جيدة ومغذية كل يوم".

وفيما أشار بارتون إلى أن توفير وجبات مدرسية مجانية لجميع أطفال المدارس الابتدائية، يقع على مسؤولية الحكومة، طالبت هيئة "لاكا" بوجبات مدرسية مجانية لجميع الأسر التي تتلقى المساعدات المعروفة بـ"الدعم الشامل" بعد أن تم استبعاد البعض منها في الوقت الراهن.

وهذا ما حدث مع تيابة صديقي من لندن، وهي أم عزباء تعمل بدوام جزئي في هيئة "الخدمات الصحية الوطنية"، تتلقى إعانة "الدعم الشامل"، وقد اكتشفت أخيراً أن ابنها لم يعد مؤهلاً للحصول على وجبات مجانية في مدرسته، لأن دخلها يعد مرتفعاً للغاية.

لكن صديقي أكدت لـ"اندبندنت" أنها لا تزال بحاجة للدعم. وقالت، "نحن لا نعيش، بل نحاول التعايش مع الظروف من أجل البقاء على قيد الحياة". وقد اضطر ابنها إلى اعتماد خيارات طعام زهيدة الثمن في المدرسة، بما فيها سندويتشات تحتوي على شريحة جبن واحدة.

ستيفاني سلاتر من المؤسسة الخيرية "طعام المدرسة مهم"، رأت أنه ستكون هناك "فائدة مزدوجة" من السماح لمزيد من الأسر بحصول أبنائها على وجبات مدرسية مجانية، بحيث تتلقى عائلات إضافية المساعدة من جهة، ويستفيد متعهدو المدارس من جهة أخرى مما يعرف بـ"اقتصادات الحجم".

وعزت السبب جزئياً في "انخفاض" أعداد الوجبات في الوقت الراهن، إلى أن الأسر ذات الدخل المنخفض لا تستطيع تحمل تكاليفها.

وفي تعليق على ما تقدم، قال ناطق باسم الحكومة البريطانية: "عملنا خلال العقود الأخيرة، على توسيع نطاق الوجبات المدرسية المجانية أكثر من أي حكومة أخرى. وقد وصل عدد المستفيدين من تلك الوجبات الآن إلى مليون و900 ألف طفل".

وختم بالإشارة إلى أن المدارس تلقت أيضاً دعماً بنحو 53.8 مليار جنيه استرليني (40 مليار دولار أميركي) على شكل تمويل أساسي هذه السنة، وزيادة مقدارها 4 مليارات جنيه استرليني (4.44 مليار دولار) في التمويل الإجمالي عن العام الدراسي السابق.

© The Independent

المزيد من متابعات