Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أخطاء التعبئة" تجبر الروس على الفرار إلى تركيا ومنغوليا

استدعاء لعسكري يبلغ 63 سنة وآخر مدير مدرسة لم يخدم في الجيش وطوابير على المعابر الحدودية

شباب روس ينتظرون في طوابير بنقطة حدود منغولية (أ ف ب)

تعهدت السلطات الروسية بإصلاح "الأخطاء" التي ارتكبت في إطار إعلان الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة، بعد استدعاء أشخاص للقتال يفترض أنهم معفون، ما أثار جدلاً، في الوقت الذي شوهدت طوابير طويلة من المركبات على الحدود بين روسيا ومنغوليا اليوم الأحد 25 سبتمبر (أيلول) بسبب فرار أشخاص من استدعاء الكرملين لمئات الآلاف من جنود الاحتياط بهدف القتال في أوكرانيا.

استدعاء خارج الخدمة 

مع إعلان بوتين "تعبئة جزئية" لعناصر الاحتياط الأربعاء للتوجه إلى أوكرانيا، أوضح أنه سيتم استدعاء الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة عسكرية أو مهارات "ذات صلة" دون سواهم، لكن أثار استدعاء أشخاص تجاوزوا سن القتال أو مرضى أو معفين لأسباب أخرى، ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي ما أحرج السلطات.

في منطقة "فولغوغراد" (جنوب غرب)، استدعي عسكري في سن التقاعد يبلغ 63 سنة ويعاني السكري ومن مشكلات في رأسه إلى مركز للتدريب قبل أن يسمح له بالمغادرة.

وفي المنطقة نفسها استدعي ألكسندر فالتين البالغ 58 سنة وهو مدير مدرسة ريفية صغيرة علماً بأنه لم يخدم في الجيش من قبل، وبعد أن نشرت ابنته مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تم تداوله على نطاق واسع، تمكن من العودة إلى منزله.

وبعد إقرار غير معهود بحصول أخطاء، لامت رئيسة مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو السلطات الإقليمية المشرفة على التعبئة.

ونددت في بيان على موقع "تلغرام" بـ"حالات استدعاء غير ملائمة أثارت جدلاً محتدماً في المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي".

وأضافت "يرى بعضهم على ما يبدو أن تقديم تقرير بسرعة أهم من تأدية مهمة بالشكل الصحيح للدولة، هذه التجاوزات غير مقبولة على الإطلاق".

وأمرت "بإتمام التعبئة الجزئية باحترام كامل للمعايير التي أعلن عنها، ومن دون ارتكاب خطأ واحد".

وتشكل هذه الإخفاقات مثلاً جديداً عن صعوبات التنظيم التي تشهدها روسيا منذ بدء حربها في أوكرانيا.

مخاوف من تراجع ثقة الروس 

وأعلنت وزارة الدفاع السبت استبدال نائب وزير الدفاع جنرال الجيش دميتري بولغاكوف بالجنرال ميخايل ميزينتسيف (60 سنة) الذي كان حتى ذلك الحين يترأس مركز مراقبة الدفاع الوطني.

وفي حين تؤكد السلطات أن استدعاء أشخاص يفترض أنهم معفون ليست إلا حالات منفردة، وتشير تصريحاتها إلى نوع من القلق في مواجهة رد فعل جزء من السكان الغاضبين.

ودعا رئيس مجلس حقوق الإنسان لدى الكرملين فاليري فاداييف السبت وزير الدفاع سيرغي شويغو "إلى حل المشكلات بشكل عاجل" لعدم "زعزعة ثقة الشعب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدث عن 70 رب أسرة كبيرة استدعوا في منطقة بورياتي الروسية غرب سيبيريا، إضافة إلى ممرضات وقابلات لا يتمتعن بأي خبرة عسكرية في منطقة سفيردلوفسك (أورال) "تحت طائلة الملاحقة القضائية"، في حال الرفض.

وانتقد فاداييف أيضاً من "يسلمون أوامر الاستدعاء الساعة الثانية صباحاً، كما لو أنهم يعتبروننا جميعاً (هاربين)"، وحذر من أن هذه الطريقة تثير الاستياء.

وفي مواجهة الوضع، تعهد حكام المناطق قرب موسكو وفي لينينغراد (شمال غرب) بعودة الأشخاص الذين استدعوا عن طريق الخطأ إلى منازلهم.

وطلب حاكم لينينغراد ألكسندر دروزدينكو الأحد من رؤساء المقاطعات في منطقته "بأن يهتموا شخصياً بشكاوى السكان وبكل ملف".

وأكد عديد من الطلاب أيضاً استدعاءهم علماً بأن السلطات كانت وعدت بإعفائهم.

ووقع بوتين مساء السبت مرسوماً يقضي بإعفاء من يتابعون تخصصات مهنية في جامعات ومدارس الدولة.

المعابر الحدودية

إلى ذلك يثير متظاهرون ضد الحرب في أوكرانيا الجدل أيضاً، إذ تلقوا أوامر استدعاء أثناء احتجازهم لدى الشرطة، في حين أكد الكرملين أنه لا يرى ذلك "غير قانوني".

وفي السياق، شوهدت طوابير طويلة من المركبات على الحدود بين روسيا ومنغوليا الأحد بسبب فرار أشخاص من الاستدعاءات.

وقال "ج. بيامباسورين"، وهو قائد حاجز تفتيش في بلدة ألتانبولاغ لوكالة الصحافة الفرنسية، إن أكثر من ثلاثة آلاف روسي دخلوا منغوليا من هذا المعبر منذ الأربعاء، معظمهم رجال.

وشوهدت طوابير لأشخاص يحملون جوازات سفر روسية خارج مكتب الهجرة عند المعبر الحدودي، بحسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع بيامباسورين "منذ 21 سبتمبر، ارتفع عدد المواطنين الروس الداخلين إلى منغوليا". وأضاف "بحلول ظهر اليوم، دخل أكثر من ثلاثة آلاف روسي إلى منغوليا"، موضحاً أن "نحو 2500 من الروس الذين عبروا الحدود هم رجال وأكثر من 500 نساء وأطفال"، وأن "معظمهم شبان عازبون عبروا الحدود مع أهلهم".

ويمكن للمواطنين الروس زيارة منغوليا والبقاء فيها من دون تأشيرة لمدة 30 يوماً وتمديد إقامتهم 30 يوماً إضافياً إذا لزم الأمر، بحسب بيامباسورين.

وأشارت منظمة "أو في دي-انفو" OVD-Info  الروسية المستقلة الهادفة إلى محاربة الاضطهاد السياسي إلى أن 726 شخصاً اعتقلوا خلال تظاهرات في 32 مدينة، نصفهم في موسكو.

ولوحظ تدفق للمسافرين الروس إلى إسطنبول، السبت، وأعرب عديد منهم عن ارتياحهم للهروب، لكنهم أيضاً قلقون على سلامة أفراد عائلاتهم في روسيا.

المزيد من دوليات